ظلال حرب أرمغدون الأمريكية في مجازر غزة
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
ظلال حرب أرمغدون الأمريكية في مجازر غزة
مجازر اليوم تدفع لطرح السؤال الاساس مجددا: هل المجازر والتهجير هدف غير معلن بحد ذاته من منظور إسرائيلي وأميركي؟
المواقف العربية والاسلامية الضعيفة شجعت الاحتلال للمضي قدما في مجازره وانتهاكاته فاتحة الباب لسيناريوهات معقدة في المنطقة.
يوم دموي لن يكون الاخير ولن يحسمها في الوقت ذاته لكنه يؤسس لمجازر دموية أكثر يصعب الاعتياد عليها رغم الغطاء الاوروبي والامريكي للمضي قدما فيها.
هل هذه (حرب أرمغدون) في أوهام ونبوءات الجنون الديني؟ لا أحد يعلم بدقة؛ علما أن كثير ممن يدعمون المجازر ويوفرون الغطاء لها في الغرب يتبنون هذه المعتقدات.
استراتيجية الاحتلال لفرض سيطرة عسكرية على شمال قطاع غزة وتصفية المقاومة وتهجير أهله تسجل فشلا واضحا رغم عنف ودموية الاحتلال ومجازره ضد المدنيين.
الغطاء الغربي يدفع المنطقة نحو مواجهة أوسع فحسم المعركة أميركيا وإسرائيليا لن يتحقق الا بإبادة جماعية مادية وسياسية للفلسطينيين؛ تهجيرا وقتلا؛ مما تؤكده أسلحة أميركا ومجازر إسرائيل.
* * *
مجازر مدارس الفلاح والفاخورة وتل الزعتر في اليوم 44 كشفت تواصل الوجود الفلسطيني شمال قطاع غزة رغم الضربات الجوية والمجازر الواسعة التي شنها الاحتلال؛ لتدمير البنية التحتية؛ و كافة سبل الحياة بما فيها المستشفيات.
استراتيجية الاحتلال لفرض سيطرة عسكرية على شمال قطاع غزة وتصفية المقاومة وتهجير الفلسطينيين لا زالت تسجل فشلا واضحا رغم عنف ودموية الاحتلال في التعامل مع المدنيين وهي ظاهرة قائمة بحد ذاتها؛ تطرح أسئلة حول إمكانية ذهاب الاحتلال بعيدا في استخدام أسلحة محرمة وأكثر فتكا في القطاع؛ وإمكانية توسعة نطاق المجازر لتشمل الضفة الغربية في الوقت ذاته.
المجازر اليوم السبت شملت الضفة الغربية في مخيم بلاطة كاشفة قوة وثقل الدعم الامريكي والاوروبي للاحتلال لممارسةعمليات التطهير الجماعي بحق الفلسطينيين بالتزامن مع منتدى المنامة الامني في البحرين؛ حيث التقى قادة اوروبا وامريكا في المنطقة العربية بما فيهم الفاشية المتطرفة فوندرلاين مفوضة الاتحاد الاوروبي ؛ وجوزيب بوريل ممثل الشؤون الخارجية لمباركة الهجمات الاسرائيلية الدموية على الفلسطينيين الى جانب المبعوث الخاص للبيت الابيض الذي وصل حديثا للمنطقة بريت ماكغورك.
من ناحية اخرى مجازر اليوم الـ44 من العدوان على غزة اكدت العجز الذي ارتقي في بعض جوانبه الى مستوى التواطوء عربيا واسلاميا؛ إذ لم تفلح المناشدات والدعوات والقرارات الأممية والقمة العربية والإسلامية في تخفيف وطاة الهجوم على المدنيين على قطاع غزة فكيف الحال بوقفها؛ فالمواقف العربية والاسلامية الضعيفة شجعت الاحتلال للمضي قدما في مجازره وانتهاكاته فاتحة الباب لسيناريوهات معقدة في المنطقة.
اليوم 44 يوم دموي لن يكون الاخير في المعركة ولن يحسمها في الوقت ذاته ؛ لكنه يؤسس لمزيد من المجازر الدموية التي يصعب الاعتياد عليها رغم الغطاء الاوروبي والامريكي للمضي قدما فيها.
غطاء يدفع المنطقة نحو مواجهة اوسع يصعب تلمس ملامحها؛ فحسم المعركة من منظور امريكي واسرائيلي لن يتحقق الا بابادة جماعية مادية وسياسية للفلسطينيين في القطاع والضفة؛ بالتهجير و القتل؛ وهو ما تؤكده الاسلحة الامريكية الفتاكه والمجازر الاسرائيلية الدموية.
مجازر اليوم تدفع لطرح السؤال الاساس مجددا؛ هل المجازر والتهجير هدف غير معلن بحد ذاته من منظور إسرائيلي وأميركي؛ وهل هذه (حرب أرمغدون) الموعودة من منظور (توراتي) متطرف؟ لا أحد يعلم بدقة؛ علما ان كثير ممن يدعمون المجازر ويوفرون الغطاء لها في اوروبا واميركا يتبنون هذه الافكار والمعتقدات كما هو معلوم.
*حازم عياد كاتب صحفي
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين مجازر تهجير إسرائيل أميركا الضفة الغربية حرب الإبادة مجازر الیوم فی مجازر من منظور
إقرأ أيضاً:
«عائلة أبو نصر».. «حائط الصد» ضد همجية وتنكيل الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين
صباح 31 أكتوبر عام 1948 وفى قرية دير سنيد، الواقعة على بعد 12 كم شمال شرق قطاع غزة، استيقظت فاطمة أبو نصر، الفتاة العشرينية، على صوت الرصاص الذى اخترق سكون الليل، لتجد نفسها مضطرة للهروب، أمسكت بيد زوجها الضرير وجمعت أطفالها على عجل، تاركة كل شيء خلفها، لم تحمل معها سوى مفاتيح بيتها التي دستها داخل ملابسها، مُحدّثة نفسها بأنها مجرد أيام وستعود إليه، لكن الأيام تحوّلت إلى عقود.
سلكت العائلة طريق الهجرة نحو بيت لاهيا ومخيم جباليا شمال القطاع، حيث بدأ فصل جديد من المعاناة، لأن «فاطمة» لم تحمل أمتعة، لكنها حملت معها ما هو أثقل وهو حكاية عائلتها والتهجير الذى ألمّ بها والمعاناة التي باتت تلاحقها لسنوات حتى استيقظوا على مأساة جديدة أعادت إليهم ذكرى التهجير المؤلمة.
عائلات فلسطينية عديدة ارتكبت بحقها مجازر فى هذا اليوم، ما بين القتل والتهجير كان من بينهم عائلة «أبو النصر» العائلة التي شهدت على وحشية المحتل منذ أكثر من 80 عاماً حتى اليوم من خلال مجازر وصلت إلى حد الإبادة ضد العائلة وكان آخرها مجزرة بيت لاهيا فى التاسع والعشرين من أكتوبر 2024، لتمثل عائلة أبو النصر صورة مُصغرة لما يحدث لفلسطين الكبرى.
«الوطن» تقصت عن تاريخ العائلة ووثقت قصص المقاومة والنضال ونقلت حكايات من على لسان أبنائها لأجيال مختلفة لتنكشف الإجابة عن السؤال الصعب وهو «لماذا تحرص إسرائيل على استهداف عائلة أبو نصر؟».