عربي21:
2025-02-11@13:40:59 GMT

عندما يُصاب «الغرب» بالمرض الإسرائيلي

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

الذي يراقب ما يقوله "الغرب" عن آفاق الحرب الدائرة في قطاع غزة، وعن مرحلة (ما بعد "حماس")، وعن القوى التي سيعهد إليها بإدارة القطاع بعد "انتهاء" هذه الحرب، يصاب بالدوار لكثرة ما هنالك من أفكار وتوقعات، ومن تمنّيات وطموحات، ومن برامج ومخططات!

فمرّة تتجه الأنظار إلى إدارة عربية، ومرّة عربية وإسلامية، ثم دولية "مطعّمة"، وصولاً إلى إدارة فلسطينية، تكون فيها السلطة الفلسطينية بعد "تشذيبها"، وصولاً إلى جهات فلسطينية من خارج السلطة، ومن خارج كل الفصائل، وخصوصاً بعض الجهات "التكنوقراطية" مطعّمة ببعض "الأوساط" الاجتماعية.



ينطلق كل هؤلاء من "التسليم" بالأهداف الإسرائيلية مسبقاً، واعتبار الوصول إلى مرحلة (ما بعد "حماس") وكأنه القدر المحتوم والبديهية التي لا تحتاج إلى أيّ برهان.

سنرى في سياق هذا المقال فيما إذا كانت كل هذه "الرؤى" ممكنة ومحتملة، أو مرجّحة، أو إذا كانت صعبة أو مستحيلة، وسنرى فيما إذا كان كل الأمر يتعلق بخداع أو وهم أم ماذا؟!

لكن دعونا الآن نحاول فهم المعنى والمغزى من الحديث عن مرحلة (ما بعد "حماس") من زاوية الدعم الذي تقدمه هذه "المقولة"، من رخصة مفتوحة للاحتلال في المضيّ قدماً في حرب الإبا§دة التي يشنها على القطاع.

الحديث عن هذه المرحلة من قبل "الغرب"، و"الانجرار" العربي لهذا الركن بالذات منها يعني أن مشكلة "الغرب" أساساً تكمن في كيفية الوصول، وفي الزمن المطلوب لهذا الوصول لتلك المرحلة بدرجات "أقل" من المذابح الجماعية، وبدرجات أفضل قليلاً من واقع حجم "المساعدات الإنسانية".
أقصد أن "الغرب" ما زال يرى أن عدم الوصول إلى تلك المرحلة سيعني أن إسرائيل قد فشلت، وسيعني أن "الغرب" كله قد فشل، وأنّ الثمن الذي سيدفعه "الغرب"، وستدفعه إسرائيل باهظ، وسيكون له من التأثير والتبعات ما يفوق قدرتهم على تصوّره وتحمّل نتائجه.

وفي ضوء ذلك كله، فإن الفرصة مفتوحة، والرخصة كذلك، وعلى أن يتم تحقيق الهدف بأسرع وقتٍ ممكن، وبأقل درجة ممكنة من المجازر الجماعية!

وبما أن تحقيق الهدف الإسرائيلي، هو نفس الهدف "الغربي"، وليس بعيداً عنه الموقف العربي في بعض حالاته على الأقل.. فإن "الغرب"، وحتى بعض العرب بعد أن "أكدوا" معارضتهم للتهجير الخارجي (حتى الآن)، فإنه وكما يبدو ليس لديهم مشكلة في التهجير "الداخلي"، من الشمال إلى الوسط، ومن الوسط إلى الجنوب، ومن الجنوب عودةً إلى الوسط، وربما إلى الشمال من جديد.. دون حماية، ودون مقوّمات الحياة بحدودها الدنيا من كل أدنى، ودون أي ضمانات للبقاء نفسه.

و"الغرب" وبعض العرب يعرفون جيداً أن الوصول إلى مرحلة (ما بعد "حماس") تحتاج إلى شهور وشهور، وتحتاج إلى احتلال فعلي لكل القطاع، وقد تحتاج إلى دخول كل بيت، أو إلى تدميره إذا "تعذّر" هذا الدخول.

وبالنتيجة فإنّ الحديث عن (مرحلة ما بعد "حماس")، والذي يبدو وكأنه من قبيل الترتيبات "السياسية" الضرورية لمرحلة ما بعد الحرب هو في الحقيقة جريمة من أخبث الجرائم وأقذرها، لأنّ الوصول إليها لن يكون ممكناً إلّا إذا وصل الأمر لمئات آلاف المشرّدين وعشرات الآلاف من الضحايا، وأضعافهم من الجرحى والمُعوّقين، وإلى مسح عشرات آلاف المساكن، وتدمير كل ما يمتّ للحياة بصلة في القطاع.
فهل تسير الأمور وفق التصوّر الأميركي و"الغربي" حتماً، أم أنّ هذا التصور بالذات هو أزمة إسرائيل في هذه الحرب، وأزمة "الغرب" الداعم لها، وأزمة بعض العرب فاقدي القدرة بالتمرّد عليها، أو الضغط لوقفها؟

إذا اتفقنا أن الحرب تطول وستطول، فإنّ على إسرائيل، وعلى الولايات المتحدة و"الغرب" كله أن يستعدّ لمرحلة قادمة من "التصدّع" في "حلف الإبادة الجماعية"، وعلى دولة الاحتلال أن تستعد لانهيارات سياسية واجتماعية واقتصادية لم تستعدّ لها، ولن يكون بمقدورها تحمّلها، وعلى "الغرب" أن يستعدّ لقيام حلف من الشعوب العربية والإسلامية، وشعوب العالم لن يقوى "الغرب" كله على إدارة ظهره لهذا الحلف، وقد لا يتمكّن من استكمال طريق "حلف الإبادة الجماعية" ويسقط ويتساقط على هذا الطريق.

وإذا اتفقنا أن حرب الإبادة الطويلة الأمد ستتمكّن من إضعاف المقاومة في القطاع إلى درجة الوصول إلى مشارف مرحلة (ما بعد "حماس") فإنّ الحرب ستنتقل موضوعياً ومنطقياً إلى جبهات أخرى، وأقلّها إلى الجبهة اللبنانية، لأن "حزب الله" لا يستطيع أن يسمح بالوصول إلى تلك "المشارف" دون أن يحاول منعها لأسباب معروفة، لعلّ أهمّها أنّ الحزب يعرف أنّ "حلف الإبادة الجماعية" يسعى، وسيسعى إلى محاولة إخضاع المنطقة، بدءاً من لبنان، ومن وجود "حزب الله" في لبنان مباشرة بعد "الانتهاء" من القطاع.

وإذا صحّ مثل هذا التقدير، وأظنّه صحيح، فإنّ الأمر لن يتوقف عند الساحة اللبنانية، وقد نصل إلى حرب إقليمية شاملة بسماتٍ دولية، ومؤشّرات عالمية عالية.

فهل فعلاً الطريق إلى مرحلة (ما بعد "حماس") نافذة ومفتوحة، وممهّدة حتى يصار إلى وضع "الترتيبات" السياسية للقطاع كما يطرح "الغرب"، وكما يردّد كالببّغاء خلف إسرائيل؟

هذا "الغرب" مصاب بالمرض الإسرائيلي منذ أن تحولت إسرائيل من خط الدفاع الأوّل عن مصالح هذا "الغرب" إلى ثكنةٍ عسكرية، بات "الغرب" مطالباً بالدفاع عنها، وحمايتها، مرّةً من نفسها، ومرّةً من الشعوب العربية، وفي المقدمة منها الشعب الفلسطيني الذي يقود مسيرة مقاومتها منذ أكثر من قرنٍ كامل من الكفاح التحرُّري.

بعض "الغرب"، وبعض العرب مصاب بأعراض هذا المرض، ولكنّ أميركا ومعظم "الغرب" تمكّن منهم المرض الإسرائيلي إلى درجة صعوبة الشفاء، وربما استحالته.

هبّ "الغرب" هبّة رجلٍ واحد، لأنّ إسرائيل لم تعد قادرة على الردع، ولم تعد قادرة على الانتصار، ولأنّ أيّ انتصارٍ لها سيعني مجرّد مرحلة إلى هزيمة أكبر، وربما إلى الهزيمة الكبرى.

هبّ "الغرب" ظنّاً منه أنّ إسرائيل إن سقطت الآن، فهي لن تقوم أبداً طالما أنّنا نتحدث عن مواجهة بحجم فصائل المقاومة في قطاع غزة، وظنّاً منه أنّ "الانتصار" الإسرائيلي هو حاجة حيوية على أعلى درجات الضرورة لـ"الغرب" كلّه، بل أكبر وأهمّ وأخطر من الحاجة لـ"الانتصار" في أوكرانيا، وبذلك فإنّ مؤشّرات هذه الاستماتة دفاعاً عن إسرائيل تعني أنّ هذا "الغرب" يعيش كوابيس الأُفول، وأنّ أمراض هذا "الغرب" الكبيرة مستعصية وباتت مزمنة وبعضها قاتل.

أليس أمام "الغرب" فرصة بديلة؟ فرصة الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية، وفرصة التعايش السلمي والآمن بدلاً من الحروب؟
ألا يوجد الآن ــ وقد أصبحت إسرائيل عبئاً ــ حلول غير الإبادة الجماعية؟
(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطينية الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة الوصول إلى بعض العرب ما بعد

إقرأ أيضاً:

وفد التفاوض الإسرائيلي يصل إلى الدوحة

قال أومير دوستري، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إن الوفد الإسرائيلي وصل إلى العاصمة القطرية الدوحة لإجراء محادثات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الوفد الإسرائيلي سيتفاوض حول أمور تقنية متعلقة بالمرحلة الأولى من الصفقة فقط.

ويضم الوفد منسق شؤون الأسرى غال هيرش ونائب رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) الذي انضم بطلب من نتنياهو.

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إنه لا يمكن البدء في التفاوض مع (حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حول المرحلة الثانية من الصفقة، لأن الأمر قد يفضي إلى تفكك الائتلاف الحكومي.

كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر سينعقد لبحث المرحلة الثانية يوم الثلاثاء أو الخميس المقبل.

عراقيل نتنياهو

ونقلت صحيفة هآرتس عن مصادر إسرائيلية أن نتنياهو قد يسعى إلى وضع عراقيل تؤدي إلى انهيار صفقة التبادل مع حماس.

وأضافت أن نتنياهو يعتقد أن مشاهد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة كانت لها انعكاسات سلبية على استطلاعات الرأي، لا سيما أن ناخبي اليمين رأوا أن إسرائيل لن تنتصر على حماس.

إعلان

وأكدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن مشاهد مقاتلي حماس ولافتات كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس)، تجعلان نتنياهو يظن أن حكومته لن تبقى إذا أكمل الصفقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن حركة حماس قد لا تكمل الصفقة إذا شعرت أن نتنياهو يسعى إلى عرقلتها ولن يمضي نحو المرحلة الثانية.

وفد تقني

وكان نتنياهو أعلن مساء السبت إرسال وفد إلى الدوحة للقاء مسؤولين قطريين وإجراء "محادثات تقنية" بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وفي وقت سابق أمس، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن وفد التفاوض غير مخول بمناقشة المرحلة الثانية وفق قرار المستوى السياسي، مشيرة إلى أن التفويض الذي منحه المستوى السياسي حتى الآن للوفد "هو تفويض فقط بمناقشة استمرار المرحلة الأولى من الصفقة".

وأكدت الهيئة أن نتنياهو يرغب في مد المرحلة الأولى من الصفقة "لأطول وقت ممكن".

تدمير حماس

وفي هذا الإطار نقلت قناة مكان الإسرائيلية عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قوله إن مواصلة الصفقة يعني بقاء حماس في السلطة وإسرائيل لن تسمح بذلك، مشددا على أن الحكومة الإسرائيلية لن تُرغم على تقديم تنازلات سياسية في إطار صفقة التبادل، بحسب قوله.

كما قال سموتريتش إن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "أساسها تدمير حماس وإخراج الفلسطينيين من غزة"، معتبرا أن "هذا حل إنساني"، وأكد أنهم سيواصلون العمل "بحزم لإعادة جميع الأسرى دون الخضوع لحماس".

وأضاف أنه عارض صفقة التبادل الحالية "لأنها خطيرة وتشمل ترميم المستوى القيادي في حركة حماس والإفراج عن قتلة"، على حد زعمه، مشيرا إلى أنه "مستعد لدعم صفقة تبادل تضمن نزع السلاح من غزة وتدمير حماس".

وكان من المقرر أن تبدأ مفاوضات آلية تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق الاثنين الماضي، أي في اليوم الـ16 من سريان وقف إطلاق النار، لكن صحيفة هآرتس نقلت عن عضو لم تسمه بالوفد المرافق لنتنياهو في رحلته إلى واشنطن، قوله إن الأخير لن يلتزم بتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق من دون القضاء على حماس.

إعلان

مقالات مشابهة

  • وزير المالية الإسرائيلي: غزة ستكون جزءا من إسرائيل.. وخطة ترامب ليست شعارا
  • وزير الاتصالات الإسرائيلي: حان الوقت لفتح أبواب الجحيم على حماس دون أي قيود على جنودنا
  • من أصول عراقية.. مقتل الأسير الإسرائيلي الأكبر سناً لدى حماس
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل رهينة كان محتجزًا في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يرفع التأهب لأقصى درجاته بعد تأجيل حماس تسليم الرهائن
  • قيادي بحماس: مشروعات الغرب وأمريكا وترامب إلى زوال
  • حماس: مشاريع الغرب وأمريكا وترامب "إلى زوال"
  • إسرائيل تفكر بطرح مرحلة انتقالية بين الأولى والثانية في اتفاق غزة
  • ترامب عن صور الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم: في مرحلة ما سنفقد صبرنا
  • وفد التفاوض الإسرائيلي يصل إلى الدوحة