لقطات غير مسبوقة.. ناسا تكشف عن أسرار قلب مجرة درب التبانة
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
كشف تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) التابع لوكالة ناسا الأمريكية لعلوم الفضاء عن قلب مجرتنا درب التبانة بتفاصيل غير مسبوقة لم يسبق لها مثيل.
وتظهر الصورة المذهلة أكثر من 50 ألف نجم وسحب فوضوية في مركز المجرة، على بعد حوالي 300 سنة ضوئية من ثقب أسود هائل و25000 سنة ضوئية من الأرض.
وبينما عرف علماء الفلك منذ فترة طويلة عن هذه الميزات، فإن الصورة الجديدة يمكن أن تجيب أخيرًا على ألغاز هذه البيئة القاسية، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
إحداها، على وجه الخصوص، هي كيف يمكن لمنطقة تشكل النجوم المسماة "القوس C" أن تولد جرمًا سماويًا جديدًا ضخمًا مضيء ذاتيًا أثناء تعرضه لإشعاع الشمس.
وقال الباحث الرئيسي لفريق المراقبة، صامويل كرو، وهو طالب جامعي في جامعة فيرجينيا في شارلوتسفيل: "لم تكن هناك أي بيانات للأشعة تحت الحمراء في هذه المنطقة على الإطلاق بمستوى الدقة والحساسية التي نحصل عليها مع ويب، لذلك نحن نرى الكثير من الميزات هنا لأول مرة".
ويكشف ويب عن قدر لا يصدق من التفاصيل، مما يسمح لنا بدراسة تكوين النجوم في هذا النوع من البيئة بطريقة لم تكن ممكنة من قبل، وتم التقاط الصورة المذهلة باستخدام كاميرا الأشعة تحت الحمراء الخاصة بـ JWST، NIRCam (كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة).
تكتشف هذه الأداة الضوء الصادر من النجوم والمجرات الأولى في عملية التكوين، وتكتشف تجمعات النجوم في المجرات القريبة، والنجوم الشابة في أجسام مجرة درب التبانة وحزام كويبر.
تقع مجموعة من النجوم الأولية ضمن نحو 50 ألف نجم، وهي نجوم لا تزال تتشكل وتكتسب كتلة، وتطلق تيارات قال العلماء إنها تتوهج مثل النار في مواجهة السحابة المظلمة.
اكتشف الفريق نجمًا أوليًا غير معروف سابقًا تبلغ كتلته 30 مرة كتلة شمسنا، وقال الفريق:"إن السحابة التي تخرج منها النجوم الأولية كثيفة جدًا لدرجة أن الضوء القادم من النجوم خلفها لا يمكنه الوصول إلى ويب، مما يجعلها تبدو أقل ازدحامًا في حين أنها في الواقع واحدة من أكثر المناطق كثافة في الصورة".
وأكمل:"تنتشر في الصورة سحب صغيرة داكنة بالأشعة تحت الحمراء، وتبدو وكأنها ثقوب في حقل النجوم. هذا هو المكان الذي تتشكل فيه نجوم المستقبل"، والتقطت كاميرا NIRCam التابعة لـ JWST أيضًا انبعاثات خارج منطقة تشكل النجوم المضيئة، والتي قال كرو إنها تصدر عن النجوم الشابة الضخمة.
وقال روبين فيدرياني، الباحث المشارك في المشروع في معهد الفيزياء الفلكية في الأندلس في إسبانيا: "إن مركز المجرة مكان مزدحم ومضطرب، هناك سحب غازية مضطربة ممغنطة تشكل النجوم، والتي تؤثر بعد ذلك على الغاز المحيط برياحها المتدفقة ونفاثاتها وإشعاعاتها".
وأضاف:"لقد زودنا ويب بكمية كبيرة من البيانات حول هذه البيئة القاسية، وقد بدأنا للتو في التنقيب فيها"، وقال الفريق أيضًا إن تلسكوب جيمس ويب الفضائي قوي بما يكفي لدراسة النجوم الفردية في مركز المجرة، مما يسمح للعلماء بمعرفة كيفية تشكلها وكيف تؤثر البيئة على هذا التكوين.
يمكن أن تجيب الصورة على أسئلة مثل هل تتشكل نجوم أكثر ضخامة في وسط مجرة درب التبانة، على عكس حواف أذرعها الحلزونية؟، وقال كرو: "الصورة التي التقطها ويب مذهلة، والعلم الذي سنحصل عليه منها أفضل".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: درب التبانة تحت الحمراء
إقرأ أيضاً:
حضور شبحي لإمرأة تحت لوحة نهائية لبيكاسو.. منذ أكثر من قرن
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتشف مؤرخو الفن فيما كانوا يدرسون إحدى لوحات بابلو بيكاسو، صورة غامضة لامرأة مجهولة تحت سطحها.
اختفت صورة المرأة عندما رسم بيكاسو عليها، ربما بعد بضعة أشهر، في العام 1901، ليصوّر صديقه النحات ماتيو فرنانديز دي سوتو جالسًا على طاولة بألوان الأزرق والأخضر.
لكن بعد مرور 125 عامًا تقريبًا، تم الكشف عن الخطوط العريضة للصورة الأصلية من قبل معهد كورتولد للفنون في لندن، عندما فحصوا العمل الفني باستخدام التصوير بالأشعة تحت الحمراء، والأشعة السينية قبل المعرض.
وأوضح بارنابي رايت، نائب رئيس معرض كورتولد، أنّ صورة المرأة "ظهرت أمام أعيننا حرفيًا... قطعة قطعة"، بسبب طريقة مسح اللوحة المماثلة للفسيفساء التي تقوم بها كاميرا تعمل بالأشعّة تحت الحمراء.
وقال رايت لـCNN الإثنين، رغم أنّ الخبراء "كانوا مقتنعين تمامًا بوجود أمر كامن تحت السطح لأنه يمكنك رؤية ضربات الفرشاة غير المتصلة حقيقة باللوحة النهائية"، إلا أنهم لم يعرفوا ما سيجدونه ما أن بدأوا بمسحها.
وما زالوا غير متأكدين من هوية المرأة، رغم أنها تشبه العديد من النساء الأخريات اللواتي رسمهنّ بيكاسو في باريس العام 1901، فتسريحة شعرها المميزة كانت رائجة في العاصمة الفرنسية بتلك الحقبة.
وعليه، رأى رايت أنها "قد تبقى إلى الأبد موديلًا مجهول الهوية"، مضيفًا أنهم يسعون إلى التعرّف عليها، فهي "ربما كانت مجرد موديل لبيكاسو.. وربما كانت عشيقته، وربما كانت صديقته".
كان بيكاسو يبلغ من العمر 19 عامًا فقط عندما وصل إلى باريس العام 1901، لكنه كان يجد بالفعل طرقًا مختلفة لرسم مواضيعه.
وحلّل رايت أنه من خلال التخلي عن هذه الصورة السابقة والرسم عليها، ربما لم يكن بيكاسو "يغيّر الموضوع فحسب، بل يغير أيضًا أسلوبه أثناء تطوير طريقته الشهيرة بالرسم في المرحلة الزرقاء".
ففي هذه الحقبة التي طبعت مساره، استخدم بيكاسو ألوانًا أكثر كآبة لرسم مواضيعه، وابتعد عن أسلوبه الانطباعي السابق، التغيير الذي تأثّر جزئيًا بانتحار صديقه العزيز كارلوس كاساجيماس.
وكشف التصوير بالأشعة السينية أنّ بيكاسو أعاد صياغة هذه اللوحة ربما ثلاث أو أربع مرات، ومردّ ذلك جزئيا إلى عدم قدرته على شراء مواد جديدة بسهولة، لكن أيضا لأنه "من الواضح أنه استمتع بعملية تحويل لوحة إلى أخرى"، على حد قول رايت.