أعلن البنك المركزي الألماني أنه لا يتوقع حدوث تراجع كبير آخر في معدل التضخم في ألمانيا، وكتب البنك في تقريره الشهري اليوم:" من المتوقع أن يتأرجح معدل التضخم في الشهور المقبلة حول قيمته الحالية".

وكان مؤشر أسعار المستهلكين المنسق الذي يستخدمه البنك المركزي الأوروبي في تحديد سياسته النقدية، انخفض في ألمانيا في أكتوبر الماضي إلى 3%.

ومع ذلك، أشارت تقديرات خبراء البنك إلى أن الزيادات في أسعار المواد الغذائية والسلع الأخرى ستواصل التراجع " ومن المحتمل في المقابل أن تستمر الزيادة المرتفعة نسبيا في أسعار الخدمات لفترة وذلك في ضوء الارتفاع القوي في الأجور".

وتوقع البنك معاودة الارتفاع في أسعار الطاقة لأسباب من بينها ارتفاع سعر ثاني أكسيد الكربون على الوقود الأحفوري مع نهاية العام. ولم يستبعد البنك ارتفاع معدل التضخم في ديسمبر المقبل إلى أكثر من 4% بشكل مؤقت.

يذكر أن المساعدة الفورية لعملاء الغاز والتدفئة عن بُعْد في ديسمبر 2022، كان لها تأثير في تخفيف حدة الأسعار، غير أن هذا العامل لم يعد موجودا في العام الحالي.

وتوقع البنك أن يسجل الناتج الاقتصادي المحلي مجددا تراجعاً طفيفاً في الربع الرابع من العام الحالي؛ وكانت البيانات الأولية للمكتب الاتحادي للإحصاء أفادت بأن الاقتصاد الألماني انكمش في الربع الثالث بنسبة 0.1% مقارنة بالربع السابق عليه، ويطلق على تسجيل اقتصاد ما انكماشا في ربعين متتاليين ما يعرف بـ "الركود الفني".

وتشير توقعات الخبراء وتوقعات الحكومة الألمانية إلى أن أكبر اقتصاد في أوروبا سيسجل انكماشا طفيفا في مجمل عام .2023 وقال البنك إن من الممكن أن يعاود إجمالي الناتج المحلي تحقيق بعض النمو في بداية العام الجديد.

كما توقع البنك أن يكتسب الوضع الاقتصادي الداخلي زخما " لأن من المتوقع أن يواصل صافي الدخول الحقيقي للأسر الارتفاع بسبب الزيادات المرتفعة في الأجور وانخفاض ضغط الأسعار".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الألماني البنك المركزي الألماني معدل التضخم التضخم في ألمانيا النقدية معدل التضخم

إقرأ أيضاً:

أسعار البن في العالم تتجه نحو الارتفاع .. بعد حرائق البرازيل


في صبيحة أحد أيام أيلول/سبتمبر 2024، اشتم مويسير دونيزيتي من البعيد رائحة حريق بينما كان يتفقد حالة أشجار البن الخاصة به. وبعد ساعات قليلة، أتت النيران على مزرعته.
ويقول هذا المنتج البرازيلي الصغير البالغ 54 عاما، “لقد كان الأمر محبطا: رؤية النيران تتقدم وتدمّر مزرعتنا وتصل إلى مسافة 20 مترا من منزلي”.
وتأثرت مئات المزارع الأخرى بهذا الحريق، وهو الأسوأ على الإطلاق الذي تم تسجيله في كاكوندي، المدينة التي تشهد أكبر إنتاج للبن في ولاية ساو باولو (جنوب شرق).
ورغم أن الحريق بدأ على الأرجح من كومة قمامة أضرم النار فيها أحد السكان، إلا أن انتشاره المدمر والخارج عن السيطرة بالكامل يرجع في المقام الأول إلى الجفاف الشديد الذي ضرب البرازيل العام الماضي.
ولارتفاع درجات الحرارة وانحباس المتساقطات التي تُسجل بصورة متقطعة في أماكن مثل كاكوندي تداعيات تتجلى على مستوى العالم.
وقد حاربت عائلة دونيزيتي لأربعة أيام لإخماد النيران التي شوهت المناظر الطبيعية الخلابة المحيطة بمزرعتهم الواقعة بين التلال الخضراء.
وأتت ألسنة اللهب على خمسة هكتارات من المزارع، حيث كان من المفترض أن يحصد مويسير ثلث إنتاج الأسرة.
ويوضح المزارع بحسرة بين أشجار البن المتفحمة “لم نخسر جزءا من محصول هذا العام فحسب، بل أيضا جزءا من محصول العام المقبل، لأننا سنضطر إلى الانتظار لثلاث إلى أربع سنوات حتى تصبح هذه الأرض منتجة مجددا”.
ويضيف “الطقس جاف للغاية منذ خمس سنوات تقريبا. في بعض الأحيان تنحبس الأمطار لأشهر. كما أن الطقس أكثر حرارة بكثير، وعندما تأتي فترة الإزهار، تجف القهوة وتجد صعوبة في المقاومة”.
كان عام 2024 هو الأكثر حرا على الإطلاق في البرازيل، مع تسجيل أكبر عدد لحرائق الغابات منذ 14 عاما. كانت معظم الحرائق بسبب البشر، وتفاقم انتشارها بسبب الجفاف.
يرتبط الحر والجفاف، بحسب الخبراء، بتغير المناخ.
– مشكلة متكررة –
تستحوذ البرازيل على أكثر من ثلث إنتاج القهوة في العالم، لذا فإن معاناة المزارعين البرازيليين لها تأثير قوي على الأسعار.
وقد ارتفع سعر قهوة أرابيكا، الصنف الأكثر استهلاكا، بنسبة 90% في عام 2024، وحطم رقمه القياسي المسجل في عام 1977 في 10 كانون الأول/ديسمبر، عند 3,48 دولارات للرطل في بورصة نيويورك.
ويقول المستشار البرازيلي المتخصص في القهوة غي كارفاليو “أعمل في هذه الصناعة منذ 35 عاما ولم أواجه مثل هذا الوضع الصعب من قبل”.
ويؤكد أنه “منذ الحصاد الكبير الأخير في عام 2020، نواجه باستمرار مشكلات تتعلق بالمناخ”.
ويلفت إلى أن ارتفاع الأسعار يعود إلى حد كبير إلى “الإحباط” بسبب الحصاد المخيب للآمال لأربع سنوات متتالية في البرازيل، من 2021 إلى 2024، والتوقعات غير المتفائلة لعام 2025.
كما ثمة عوامل جيوسياسية، بينها الحواجز الجمركية التي وعد بها دونالد ترامب قبل عودته إلى البيت الأبيض، أو القواعد الأوروبية الجديدة بشأن المنتجات الناتجة عن إزالة الغابات.
– عودة إلى الجذور –
لكن بعض مزارعي البن البرازيليين يحاولون التكيف مع أزمة المناخ.
في ديفينولانديا، وهي بلدة تقع على بعد 25 كيلومترا من كاكوندي، أعاد سيرجيو لانغه إلى الموضة تقنية متوارثة منذ القدم: زراعة نباتات القهوة في ظل الأشجار لحمايتها من الحرارة.
ويقول المنتج البالغ 67 عاما “عندما وُلدت، كان الجو هنا باردا، وكانت المياه تتجمد في الشتاء”، “أما اليوم فلم يعد الأمر كذلك. ومع درجات الحرارة هذه، فإن نموذج الإنتاج الحالي سوف يصبح باليا قريبا”.
كما أن زراعة القهوة تحت ظلال الأشجار، كما كانت الحال في موطنها الأصلي في إفريقيا، لا تحميها من الحرارة فحسب، بل تسمح أيضا للحبوب بأن تنضج بشكل أبطأ.
ولذلك يصبح حجمها أكبر وطعمها أحلى، ما يزيد من قيمتها في السوق.
بالتعاون مع حوالي خمسين منتجا آخرين، أنشأ سيرجيو لانغه نموذج “زراعة القهوة المتجددة” في عام 2022: تتعايش النباتات مع أنواع أخرى، وتنمو بدون مبيدات حشرية، وتُروى بشكل طبيعي بمياه الينابيع.
ويشير لانغه بفخر إلى أشجار القهوة المزروعة في الغابة على سفح التل، قائلا “تنخفض الإنتاجية في البداية، ولكننا نتوقع نتيجة رائعة في غضون أربع أو خمس سنوات”.

مقالات مشابهة

  • البنك المركزي التركي يعلن عن قرار الفائدة! التخفيض الثاني على التوالي
  • رئيسة البنك المركزي الأوروبي تحذر: أوروبا بحاجة إلى استعداد شامل أمام التحولات التجارية الأمريكية
  • ألمانيا تواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ سنوات
  • ارتفاع التضخم في جنوب أفريقيا يزيد من احتمالات خفض الفائدة
  • استقرار سعر الذهب في مصر وسط ارتفاع عالمي مدعوم بانخفاض الدولار
  • أسعار خام البصرة تعاود الارتفاع مع استقرار النفط عالميا
  • أسعار البن في العالم تتجه نحو الارتفاع .. بعد حرائق البرازيل
  • المركزي المصري يسحب فائضا من الجهاز المصرفي بقيمة 964.4 مليار جنيه
  • البنك المركزي بعدن يكشف تفاصيل أول مزاد للعملة الأجنبية في 2025 (وثيقة)
  • "الإحصاء": 1.7% ارتفاع متوسط التضخم السنوي