الثورة نت:
2024-09-19@01:03:50 GMT

سيف اليمن يصنع الفرق

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

 

• كشفت ردود أفعال حكومات وحكام 57 دولة عربية وإسلامية على التوحش والإجرام الصهيوني المستمر بحق الشعب الفلسطيني في غزة، إلى أي مدى قد استفحل الوهن والذل في جسد الأمة وفي جهازها المناعي، حتى تعطلت حواس الإباء والكرامة والنخوة، في مشهد ضاج بالحسرة والألم بما يفوق حال غزة نفسها، التي وإن كانت تتعرض للإبادة الجماعية على مرأى ومسمع العالم، إلا أن الأخبار التي تنقل صور ومشاهد الصمود والثبات والإيمان إضافة إلى ما تسطره المقاومة من ملحمة بطولية، كلها تبعث على العزة والفخار وتشي بأمل الانتصار الموعود.


وإلى جانب المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، يأتي انخراط حزب الله في معركة طوفان الأقصى، وكذا المقاومة الإسلامية العراقية، ليخفف من وقع الحسرة على حال الدول والأنظمة العربية التي تداعت إلى قمة العجز والخذلان، فضاعفت من جراحنا وخيباتنا..
بيد أن المفاجأة السارة جاءت من اليمن دولة وشعباً وقائداً.. وهذا ما يجعلنا نتساءل، كيف أمكن لليمن أن يتخذ قرار الحرب مع إسرائيل انتصارا لفلسطين، وكيف أمكن لهذا البلد أن يشذ عن حالة الموات العربي والإسلامي، ويصنع هذا الفرق الذي بات حديث الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي؟.
قد لا يسعفنا التحليل المادي ومناهج التحليل السياسي، لكي نقدم تفسيرا موضوعيا لهذا التحول الكبير في المشهد اليمني، وقد تغيب عن الكثير العوامل التي منحت اليمن شارة التميز وهي تغادر مربع الوصاية والهيمنة الأمريكية التي جثمت منذ عقود على أمة كثيرة العدة والعدد، لكن فاعليتها كغثاء السيل أو كالزبد الذي يذهب جفاء ولا يمكث منه سوى النزر اليسير..
العامل الأول بنظري يتمثل بالقيادة ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي، فقد هب منتضياً السيف اليماني لا أشرا ولا بطرا، بل نصرة لشعب مسلم أمعن العدو في قتل نسائه وأطفاله، وهو يستغيث الأمة والإنسانية، فلا يجد جوابا شافيا.
ومن منطلق إيماني بحت يعلن السيد الحوثي دخول اليمن على خط المواجهة والنصرة، بما يتوافر لشعبها وحكومتها وجيشها من إمكانات محدودة لا يمكن مقارنتها حتى بإمكانات الدول العربية المجاورة لفلسطين.
كان بإمكان السيد القائد أن يتجنب التصعيد العسكري مع العدو الإسرائيلي والأمريكي، ولن يجد حرجا في ذلك، فاليمن ذاتها تتعرض للحرب العدوانية والحصار منذ تسع سنوات، وأي تحرك إيجابي من صنعاء لصالح فلسطين، يعني استمرار الحرب والحصار على اليمن وشعبه المظلوم.
وحين نقول أن سر الموقف اليمني يكمن في القيادة الحكيمة والشجاعة والإيمانية، فهذا ليس بسبب نقص في جينات الكرامة لدى شعوب أمتنا، ولكن بسبب الذلة والمسكنة التي يعيشها القادة من الملوك والرؤساء الذين لا يفكرون إلا في كراسي الحكم وملذات السلطة، فكانت النتيجة أن ضاعوا وأضاعوا الأمة في مرحلة فاصلة من تاريخها..
تأملوا في الصورة الجماعية للزعامات الكرتونية في قمة الرياض، وقارنوها بصورة سيد القول والفعل وهو يستنهض الشعب اليمني تلبية لنداء الثكالى في غزة، كما فعلها المعتصم وهو ينتصر للمرأة المسلمة حين صرخت: وا معتصماه !!
كان بإمكان هذه الزعامات أن تستفيد من الأوراق التي بيدها – وما أكثرها- فتصنع الفرق، لكنها اختارت الهوان والمهانة ولعنة الله والتاريخ، بينما سلك السيد القائد عبد الملك الحوثي طريق الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولم يبدلوا تبديلا.
لكن هل كان هذا القرار سهلا حين اتخذه السيد القائد ولم يتردد لحظة واحدة؟.
بالتحليل الموضوعي المادي، فإن اليمن لا تملك حدودا برية مع الكيان الصهيوني، ولا تملك مخزونا كبيرا من الأسلحة الاستراتيجية ذات الردع، بالمقارنة مع ترسانة العدو الذي يملك فائضا كبيرا منها، وخلفه دعم ومدد كبير من الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة اليد الطولى في العالم عسكريا واقتصاديا.
إمكانات اليمن الاقتصادية متواضعة جدا، وبما لا يقارن مع دول الخليج مثلا، وهي تعيش أكبر كارثة إنسانية في العالم بفعل العدوان السعودي الأمريكي، وبتوصيف الأمم المتحدة نفسها. أضف إلى ذلك، فإن الأساطيل الأمريكية تجوب البحر الأحمر، وقد أرسلت تهديدات مباشرة إن حركت اليمن ساكنا دعما لفلسطين..
التحالف السعودي الإماراتي لا يزال يتربص باليمن مع مرتزقة العدوان، وربما يودون لو تطول مشاركة اليمن في هذه الحرب، فيتحينون فرصة الغدر وتحقيق ما عجزوا عنه خلال السنوات الماضية، وهذا سبب كاف لأن تحجم اليمن أو تتريث أو تعيد حساباتها..
غير أن كل هذه الاعتبارات كانت متضاءلة الوزن أمام العقيدة الإيمانية والثقافة القرآنية، وكذلك الثوابت التي التزمتها مسيرة أنصار الله منذ صرخة الشهيد القائد والمؤسس حسين بدر الدين الحوثي، وحتى اليوم.
هكذا أعلن السيد القائد موقف اليمن، فخرجت الجماهير في أكبر حشد شعبي مناصر لفلسطين دعما ومباركة لقرار القيادة، وهكذا أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن عملياتها العسكرية في مواجهة طواغيت العصر، ورفعت من درجة التحدي باستخدام ورقة باب المندب بموقعه الاستراتيجي كمضيق يتحكم في الحركة من وإلى البحر الأحمر، علما أن اليمن حافظت على سلامة الملاحة الدولية بهذا الممر المائي طوال سنوات العدوان والحصار، ولكنها لجأت إلى هذا القرار الكبير والخطير إكراما لعيون ودماء فلسطين، ومهما تكن النتائج والعواقب.
وهكذا شذت عن الجمع المهزوم وتخلصت اليمن من وصمة العار الكبير الذي ارتدته الزعامات الكرتونية في موسم الرياض، فصنعت الفرق حينما التحقت عن جدارة بركب الشرفاء المقاومين، الذين لا يضرهم من خذلهم ما داموا مؤمنين بأن الله معهم وناصرهم.
وصح لسان الشاعر إبراهيم طلحة إذ يقول:
سَيف العروبة – في الأساسِ – يماني
فاضرب من الأعداء كل بنانِ
لم نَنْسَ في اليمنِ الروابط بَيْنَنا
وأخُوَّةَ الإسلامِ والإيمانِ
ما سُمّيَ السَّيف اليماني صدفةً
بل صيغت الألفاظ وفق معاني
* كاتب وباحث ودبلوماسي بالخارجية اليمنية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

عاجل وردنا للتو| السيد عبدالملك الحوثي يتلقى رسالة خاصة من يحيى السنوار.. وهذا ما جاء فيها

يمانيون../ تلقى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي رسالة خاصة من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد يحيى السنوار بارك فيها عملية اليمن التي تمت يوم ذكرى المولد النبوي الشريف، وطالت قلب كيان العدو الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي الرسالة، عبّر القائد السنوار عن سعادته في أن يبرق برسالته في ذكرى المولد النبوي والجميع يخوضون معاً معركة طوفان الأقصى التي وجهت ضربة قوية للمشروع الصهيوني في المنطقة وكتبت أولى صفحات وعد الله المقدس بتحرير فلسطين.

وأضاف: “يسعدني أن أشكركم على العاطفة الصادقة والمشاعر الفياضة والإرادة الصلبة التي رأيناها منكم في معركة طوفان الأقصى، سواء في ميدان المقاومة أو فيما ترسله لنا من مخاطبات وما تحمله وفودكم الكريمة من رسائل”.

وبارك السنوار نجاح العملية التي تأتي ضمن المرحلة الخامسة من التصعيد ووصول الصاروخ إلى عمق الكيان متجاوزا كل طبقات ومنظومات الدفاع والاعتراض، مشيراً إلى أن العملية أعادت وَهَجَ معركة طوفان الأقصى وتأثيرها على قلب يافا “تل أبيب” من جديد.

وشدد على أن خطوات الاحتواء والتحييد لجبهات المقاومة التي تتم بإشراف أمريكي قد فشلت مثلما فشلت حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن العملية النوعية أرسلت رسالة واضحة للعدو بأن تأثير جبهات الإسناد بدأ يأخذ منحى أكثر فعالية، وأعظم تأثيراً على طريق حسم المعركة لصالح شعوبنا الأبية الحُرّة.

ووصف ما يقوم به أبطال الجيش اليمني بالإبداع في تطوير القدرات العسكرية حتى وصلت إلى عمق الكيان.

وأرسل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، التحية للشعب اليمني العظيم قائلاً: “إنه ما فتئ عبر تاريخه عن نصرة شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، ولا تزال ميادين اليمن العزيز تشهد على ذلك أسبوعياً منذ بدأت معركة طوفان الأقصى”.

واستعرض الوضع الإنساني للشعب الفلسطيني في غزة، موضحاً أنه بين حالتين، حالة الألم والمعاناة الشديدة جراء العدوان النازي والإبادة الجماعية والحصار والتجويع وهو ما يتطلب من كل أبناء الأمة إسناده والوقوف معه، وحالة المقاومة الباسلة التي تقودها كتائب القسام التي خاضت هجوم 7 أكتوبر باقتدار قل نظيره، وخاضت معركة دفاعية على مدار عام كامل أرهقت العدو وأثخنت فيه.

وفي ختام الرسالة أكد رئيس المكتب السياسي لحماس أن المقاومة بخير وأنّ ما يعلنه العدو محض أكاذيب وحرب نفسية. مشددا على أن المقاومة قد أعدت نفسها لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو السياسية، كما كسر طوفان الأقصى إرادته العسكرية.

كما أكد أن تظافر الجهود مع اليمن ومع المقاومة الباسلة في لبنان والمقاومة الإسلامية في العراق سيكسر هذا العدو وسيُلحق به الهزيمة على طريق دحره عن أرض فلسطين.

مقالات مشابهة

  • أول تعليق لجماعة الحوثي على هجوم البيجر الذي استهدف حزب الله في لبنان
  • الغيامة يتوقع الفرق التي ستغادر دوري النخبة الآسيوي .. فيديو
  • أبعاد ودلالات رسالة القائد يحيى السنوار للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
  • النص الكامل لرسالة القائد المجاهد يحيى السنوار للسيد القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
  • ماذا قال السيد القائد عن «صاروخ فلسطين»؟ وكيف سيغير شكل المنطقة؟
  • اليمن يصنع التحولات.. صاروخ يافا والحسابات الإقليمية
  • (نص) رسالة رئيس حركة حماس يحيى السنوار إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
  • رئيس حماس يبعث برسالة إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
  • نص رسالة رئيس حركة حماس يحيى السنوار إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
  • عاجل وردنا للتو| السيد عبدالملك الحوثي يتلقى رسالة خاصة من يحيى السنوار.. وهذا ما جاء فيها