الثورة نت:
2025-02-06@22:21:03 GMT

سيف اليمن يصنع الفرق

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

 

• كشفت ردود أفعال حكومات وحكام 57 دولة عربية وإسلامية على التوحش والإجرام الصهيوني المستمر بحق الشعب الفلسطيني في غزة، إلى أي مدى قد استفحل الوهن والذل في جسد الأمة وفي جهازها المناعي، حتى تعطلت حواس الإباء والكرامة والنخوة، في مشهد ضاج بالحسرة والألم بما يفوق حال غزة نفسها، التي وإن كانت تتعرض للإبادة الجماعية على مرأى ومسمع العالم، إلا أن الأخبار التي تنقل صور ومشاهد الصمود والثبات والإيمان إضافة إلى ما تسطره المقاومة من ملحمة بطولية، كلها تبعث على العزة والفخار وتشي بأمل الانتصار الموعود.


وإلى جانب المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، يأتي انخراط حزب الله في معركة طوفان الأقصى، وكذا المقاومة الإسلامية العراقية، ليخفف من وقع الحسرة على حال الدول والأنظمة العربية التي تداعت إلى قمة العجز والخذلان، فضاعفت من جراحنا وخيباتنا..
بيد أن المفاجأة السارة جاءت من اليمن دولة وشعباً وقائداً.. وهذا ما يجعلنا نتساءل، كيف أمكن لليمن أن يتخذ قرار الحرب مع إسرائيل انتصارا لفلسطين، وكيف أمكن لهذا البلد أن يشذ عن حالة الموات العربي والإسلامي، ويصنع هذا الفرق الذي بات حديث الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي؟.
قد لا يسعفنا التحليل المادي ومناهج التحليل السياسي، لكي نقدم تفسيرا موضوعيا لهذا التحول الكبير في المشهد اليمني، وقد تغيب عن الكثير العوامل التي منحت اليمن شارة التميز وهي تغادر مربع الوصاية والهيمنة الأمريكية التي جثمت منذ عقود على أمة كثيرة العدة والعدد، لكن فاعليتها كغثاء السيل أو كالزبد الذي يذهب جفاء ولا يمكث منه سوى النزر اليسير..
العامل الأول بنظري يتمثل بالقيادة ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي، فقد هب منتضياً السيف اليماني لا أشرا ولا بطرا، بل نصرة لشعب مسلم أمعن العدو في قتل نسائه وأطفاله، وهو يستغيث الأمة والإنسانية، فلا يجد جوابا شافيا.
ومن منطلق إيماني بحت يعلن السيد الحوثي دخول اليمن على خط المواجهة والنصرة، بما يتوافر لشعبها وحكومتها وجيشها من إمكانات محدودة لا يمكن مقارنتها حتى بإمكانات الدول العربية المجاورة لفلسطين.
كان بإمكان السيد القائد أن يتجنب التصعيد العسكري مع العدو الإسرائيلي والأمريكي، ولن يجد حرجا في ذلك، فاليمن ذاتها تتعرض للحرب العدوانية والحصار منذ تسع سنوات، وأي تحرك إيجابي من صنعاء لصالح فلسطين، يعني استمرار الحرب والحصار على اليمن وشعبه المظلوم.
وحين نقول أن سر الموقف اليمني يكمن في القيادة الحكيمة والشجاعة والإيمانية، فهذا ليس بسبب نقص في جينات الكرامة لدى شعوب أمتنا، ولكن بسبب الذلة والمسكنة التي يعيشها القادة من الملوك والرؤساء الذين لا يفكرون إلا في كراسي الحكم وملذات السلطة، فكانت النتيجة أن ضاعوا وأضاعوا الأمة في مرحلة فاصلة من تاريخها..
تأملوا في الصورة الجماعية للزعامات الكرتونية في قمة الرياض، وقارنوها بصورة سيد القول والفعل وهو يستنهض الشعب اليمني تلبية لنداء الثكالى في غزة، كما فعلها المعتصم وهو ينتصر للمرأة المسلمة حين صرخت: وا معتصماه !!
كان بإمكان هذه الزعامات أن تستفيد من الأوراق التي بيدها – وما أكثرها- فتصنع الفرق، لكنها اختارت الهوان والمهانة ولعنة الله والتاريخ، بينما سلك السيد القائد عبد الملك الحوثي طريق الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولم يبدلوا تبديلا.
لكن هل كان هذا القرار سهلا حين اتخذه السيد القائد ولم يتردد لحظة واحدة؟.
بالتحليل الموضوعي المادي، فإن اليمن لا تملك حدودا برية مع الكيان الصهيوني، ولا تملك مخزونا كبيرا من الأسلحة الاستراتيجية ذات الردع، بالمقارنة مع ترسانة العدو الذي يملك فائضا كبيرا منها، وخلفه دعم ومدد كبير من الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة اليد الطولى في العالم عسكريا واقتصاديا.
إمكانات اليمن الاقتصادية متواضعة جدا، وبما لا يقارن مع دول الخليج مثلا، وهي تعيش أكبر كارثة إنسانية في العالم بفعل العدوان السعودي الأمريكي، وبتوصيف الأمم المتحدة نفسها. أضف إلى ذلك، فإن الأساطيل الأمريكية تجوب البحر الأحمر، وقد أرسلت تهديدات مباشرة إن حركت اليمن ساكنا دعما لفلسطين..
التحالف السعودي الإماراتي لا يزال يتربص باليمن مع مرتزقة العدوان، وربما يودون لو تطول مشاركة اليمن في هذه الحرب، فيتحينون فرصة الغدر وتحقيق ما عجزوا عنه خلال السنوات الماضية، وهذا سبب كاف لأن تحجم اليمن أو تتريث أو تعيد حساباتها..
غير أن كل هذه الاعتبارات كانت متضاءلة الوزن أمام العقيدة الإيمانية والثقافة القرآنية، وكذلك الثوابت التي التزمتها مسيرة أنصار الله منذ صرخة الشهيد القائد والمؤسس حسين بدر الدين الحوثي، وحتى اليوم.
هكذا أعلن السيد القائد موقف اليمن، فخرجت الجماهير في أكبر حشد شعبي مناصر لفلسطين دعما ومباركة لقرار القيادة، وهكذا أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن عملياتها العسكرية في مواجهة طواغيت العصر، ورفعت من درجة التحدي باستخدام ورقة باب المندب بموقعه الاستراتيجي كمضيق يتحكم في الحركة من وإلى البحر الأحمر، علما أن اليمن حافظت على سلامة الملاحة الدولية بهذا الممر المائي طوال سنوات العدوان والحصار، ولكنها لجأت إلى هذا القرار الكبير والخطير إكراما لعيون ودماء فلسطين، ومهما تكن النتائج والعواقب.
وهكذا شذت عن الجمع المهزوم وتخلصت اليمن من وصمة العار الكبير الذي ارتدته الزعامات الكرتونية في موسم الرياض، فصنعت الفرق حينما التحقت عن جدارة بركب الشرفاء المقاومين، الذين لا يضرهم من خذلهم ما داموا مؤمنين بأن الله معهم وناصرهم.
وصح لسان الشاعر إبراهيم طلحة إذ يقول:
سَيف العروبة – في الأساسِ – يماني
فاضرب من الأعداء كل بنانِ
لم نَنْسَ في اليمنِ الروابط بَيْنَنا
وأخُوَّةَ الإسلامِ والإيمانِ
ما سُمّيَ السَّيف اليماني صدفةً
بل صيغت الألفاظ وفق معاني
* كاتب وباحث ودبلوماسي بالخارجية اليمنية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الحوثي يعلن خيارات أنصار الله في حال انهار اتفاق وقف إطلاق في غزة أو لبنان

قال قائد حركة أنصار الله اليمنية عبد الملك الحوثي، جهوزية "القوات المسلحة اليمنية» للتصعيد في حال نكث العدو بالاتفاق مع لبنان أو غزة"، مبينا أن رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، يحاول تعويض فشله في غزة بالعدوان على الضفة الغربية.

قال الحوثي في خطاب بالذكرى السنوية السابعة لاستشهاد رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصمّاد، أن "الأمريكي هو المسؤول الأول عن استهداف الشهيد الصماد وهو المتحمِّل لوزر العدوان السعودي على البلد".

وأشار إلى أن "أي دعم للأميركي هو دعم للإسرائيلي" مبينا أن "مئات المليارات التي تقدم للأمريكي من ثروات الشعوب، يقدم هو من خلالها السلاح والقنابل التي تقتل الشعب الفلسطيني".

وأوضح، أن "الإجرام في غزة لم يحقق لرئيس وزراء العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، النتائج المرجوة، لذلك «هو يحاول أن يعوض ذلك بالاعتداءات والجرائم في الضفة الغربية".



كما اعتبر أن "هناك مسؤولية على الأمة» لمناصرة الشعب الفلسطيني تجاه ما يقوم العدو الإسرائيلي من اعتداءات في الضفة، ومسؤولية أيضاً على السلطة الفلسطينية التي مهدت للعدو الإسرائيلي الكثير من الجرائم".

ولفت الحوثي إلى أن النجاح في غزة يقابله الفشل المطلق» للإسرائيلي بالرغم من حجم الخذلان من معظم الأمة وتواطؤ البعض من الأنظمة والقوى.

ورأى أن مشهد مسار تنفيذ الاتفاق هو الشاهد على جدارة المقاومة في فلسطين بالوقوف معها وتأييدها ومساندتها.

وأوضح، أن "رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، الذي تحدث عن تغيير ملامح الشرق الأوسط، أصبح الآن يرى ملامح أخرى ويرى في مشاهد انتصار للشعب الفلسطيني ومجاهديه فشلاً مطلقاً له".

كما أشاد الحوثي بما قام به أبناء الشعب اللبناني في جنوب لبنان من تحرك عظيم ومقاوم لاستعادة قراهم، وهم الذين قدموا تضحيات كبيرة وتحركوا رجالاً ونساء بروحية جهادية متفانية ضد العدو الإسرائيلي.

وختم قائلا، إن "على الأمة أن تقف مع الشعب اللبناني»، أكد الحوثي جهوزية «القوات المسلحة اليمنية للتحرك الفوري وللتصعيد في حال نكث العدو بالاتفاق وعاد إلى التصعيد في غزة أو في لبنان".

مقالات مشابهة

  • فيديو مسرب يوثق لحظة اغتيال السيد حسن نصر الله في الضاحية
  • اليمن: «الحوثي» تنفذ أكبر حملة تجنيد للأطفال بالتاريخ الحديث
  • ظهور السيد عبدالملك الحوثي .. إرباك للعدو وإلهام للصديق
  • الرئيس الصماد .. القائد الذي حمى وبنى واستشهد شامخا
  • انطباعات زائر لمعرض الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي 
  • القول المسموع في الفرق بين الكوع والكرسوع
  • اليمن.. يوسفُ العرب الذي سيُعيد المجد من رُكام الخيانة
  • في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!
  • مكتب السيد القائد ومؤسسة الشهداء، يزوران ويكرمان أسرة الرئيس الشهيد الصماد
  • الحوثي يعلن خيارات أنصار الله في حال انهار اتفاق وقف إطلاق في غزة أو لبنان