في حرب رمضان 1973م، بين العرب وكيان الاحتلال الصهيوني استخدم العرب سلاح النفط، وحققوا به نجاحا؛ منعوا تصديره للدول التي تتعاون مع دولة العدوان، لكن دولا نفطية لم تلتزم بالحظر، بل صدرت البترول سرا لبعض الدول الغربية، واخترقت قرار الحظر، وغدرت بالأمة.
يومها ظهر رسم كاريكاتوري في صحيفة السفير اللبنانية، يصور الرئيس الأمريكي نيكسون وهو جالس على برميل نفط، وتحت جزمته العلم السعودي.
لم يستمر الحظر مدة طويلة، فسرعان ما تم إلغاؤه، لكنه صنع هزة في الموقف العالمي.
كانت الشركات الغربية – يومها – تشتري برميل النفط بأربعة دولارات، ثم ارتفع بفعل الحرب والمقاطعة إلى أحد عشر دولار، وحققت دول النفط وفرة، وقفزة اقتصادية كبيرة، لم تستثمرها في المشاريع الاستراتيجية.
اليوم يغيب سلاح النفط عند العرب عن الاستخدام، أو حتى التهديد به. في مؤتمر قمة الرياض حاولت بعض الدول استخدام سلاح النفط للتهديد، لكن عملاء الصهيونية من الملوك والأمراء عطلوا تلك المحاولة.
معظم النفط العربي أصبح تحت يد شركات الاحتلال الغربي العابرة للقارات.
من الخليج إلى المحيط أصبح النفط مصادرا مع هذه الشركات إلا القليل.
لقد أضاع العرب استقلالهم وثرواتهم، لاسيما بعد غزو العراق، واختراع مبرر الإرهاب الذي صنعته أمريكا والتحالف الإمبريالي الغربي لغزو الشعوب وسرقة ثرواتها.
النفط أصبح سلاحاً بيد الغرب، لاسيما أمريكا التي تأمر دول النفط فتطاع. بأموال نفط العرب تمول الحروب ضد العرب، لاسيما نفط الخليج والسعودية الذي مول الحروب من أفغانستان حتى اليمن؛ مرورا بالعراق وسورية وليبيا، بل تعدى ذلك إلى تمويل حروب أمريكا في أمريكا الجنوبية وأوكرانيا، وصولا لتدمير وإبادة مواطني غزة.
يملك العرب أسلحة كثيرة غير النفط، مثل: المواقع الاستراتيجية والتحكم بطرق المواصلات والتجارة؛ (قناة السويس وباب المندب)، ولكنهم غير قادرين على استخدامها في المعركة.
ضُربت على الحكام المسكنة والمذلة فبأوا بغضب من الله والناس، ولا يستطيعون حراكا؛ إلا بعض الحكام الأحرار في الجزائر ويمن الأنصار الذين أسمعوا العالم مواقف مغايرة للخذلان العربي.
ما بقي من أموال النفط على الشركات العابرة للقارات يُرغم أصحابها على إيداعها في البنوك الغربية، ويأخذون لذلك سندات إلى يوم القيامة.
العدوان الذي تشنه إسرائيل – ومن ورائها أمريكا والغرب، وبعض العملاء العرب – ضد شعب فلسطين هدفه بالأخير ما بقي من الثروات النفطية بيد العرب.
إلى الآن لم تستفد شعوب العرب من النفط، بل وكثير من الثروات التي تزخر بها بلدانهم، بل إن النفط تحول إلى كارثة ضد الشعوب.
شعوب عربية تحت أقدامها بحيرات من النفط، لكنها تعاني المجاعات والفقر.. فهذه الثروة بددها الحكام في الصرف على شهواتهم، داخل البلاد العربية وخارجها، كما بددوها على شراء الأسلحة لقتل الشعوب المنتفضة.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قمة الشعوب العربية تدعو قادة الأمة إلى الضغط لوقف حرب غزة
دعا مؤتمر قمة الشعوب العربية، الذي انعقد افتراضيا في ساعة متأخرة مساء أمس الأحد بدعوة من المجلس العربي، قادة الدول العربية والإسلامية المجتمعين في الرياض اليوم الإثنين، إلى استعمال كل وسائل الضغط السياسي والاقتصادي والعسكري لوقف إبادة غزة، ووضع حد لعربدة الجيش الأقل أخلاقية في العالم المنتقم من عجزه عن مواجهة الأبطال في الميدان بالتنكيل بالمدنيين وتدمير المستشفيات والجوامع وكل مرافق الحياة.
وأكد بيان ختامي صادر عن قمة الشعوب العربية قادة الدول العربية والإسلامية، أن ما تطلبه الشعوب ليس بيانا باهتا إضافيا عن شجبٍ وإدانةٍ ودعوةٍ للتعقل وحلّ الدولتين، وما إلى ذلك من الجمل المعهودة التي أعدّها لكم كتبة وزارات الخارجية قبل القاء الخطب، وأن ما تريده الشعوب من قادتها قرارات حازمة بقطع كل علاقة مع إسرائيل لحين تمتع الشعب الفلسطيني بكل حقوقه.
وأضاف البيان: "ما تطالب بكم الشعوب ضغوطات قوية على الممول الأول لحرب الإبادة على غزة الولايات المتحدة الامريكية وألمانيا، والإعلان عن برنامج فعلي لإعادة اعمار غزة وبيروت والخرطوم".
وأكد البيان أن "ما تنتظره الشعوب العربية والإسلامية من حكامها إيقاف الاعدامات وإطلاق سراح المساجين السياسيين وفتح باب الحوار مع كل مكونات المجتمع بحثا عن إصلاحات حقيقية توقف انجراف بلداننا نحو مزيد من الفتن والصراعات والمآسي الإنسانية.. والإنصات لكل هذه الأصوات التي تصرخ من القدس وامعتصماه ولا من مجيب".
وأضاف البيان: "أمام موائدكم الفخمة تذكروا أطفال فلسطين والسودان الذين يموتون من الجوع .داخل قصوركم الضخمة تذكروا أطفال سوريا والسودان واليمن الذين يبيتون في المخيمات وأطفال فلسطين ولبنان الذين يبيتون في العراء بين الركام. تذكروا من يموتون في السجون بلا تهمة وذنب ومن ينتظرون كل ليلة حبل الجلاد".
وحذرت قمة الشعوب من انفجار قادم، وقال البيان مخاطبا القادة العرب والمسلمين المجتمعين في السعودية اليوم: "لا يغرنكم من البركان صمته. أنصتوا للهدير الذي يتصاعد داخله قبل الانفجار. وفي كل الحالات، فإن مسؤولية وقف هذا الكابوس الذي تتخبط فيه الأمة هي مسؤولية شعوب المواطنين قبل كل أي فاعل آخر".
ودعا بيان قمة الشعوب العربية، الأمة العربية إلى إحياء نضالها، وقال: "إن ما يتطلبه الوضع الكارثي عودتكم القوية لساحة النضال، وذلك عبر كل الأشكال النضالية التضامنية مثل إضرابات الجوع أو المظاهرات الجماهيرية كل يوم جمعة، كالتي مثّلها حراك الجزائر، إلى حين تحقيق المطالب التي تَوجّهْنا بها لمن يحكمون بإسْمنا . ولتكبر كرة الثلج شيئا فشيئا بفضل تجنيد شبابنا لكل إمكانيات التواصل الاجتماعي كما حدث في أولى ثورات الربيع العربي".
وأضاف: "آن الأوان للخروج من حالة البهتة والصدمة التي أعقبت إفشال أنبل ثوراتكم في هذا العصر.. آن الأوان لرفع كل التحديات التي يرميها في وجهنا عدو خارجي متغطرس لا يخفي مدى احتقاره لحقوقنا وعدو داخلي هو حليفه لا يخفي استخفافه بقدراتنا على الغضب والانتفاض. آن الأوان للتخلص من كل مشاعر الإحباط واليأس"، وفق تعبير البيان.
وكان المجلس العربي قد أعلن أن هدف "القمة العربية للشعوب" التي انعقدت افتراضيا هو نقل رسائل الشعوب العربية إلى قادة الدول العربية والإسلامية المجتمعين في الرياض في القمة العربية الإسلامية المشتركة التي تنعقد 11 نوفمبر الجاري. كما تحمّلهم المسؤولية الكاملة تجاه إيقاف المجازر المتواصلة في غزة والعدوان المستمر على الضفة ولبنان وسوريا والحرب الدموية المستمرة في السودان والانتهاكات المستمرة في اليمن وغيرها من القضايا والتحديات المصيرية في المختلف أرجاء العالم العربي.
وقد شارك في القمة نخبة من المفكرين والباحثين والسياسيين والحقوقيين والناشطين من مختلف الدول العربية بالإضافة لمئات المشاركين عبر تقنية الاتصال المرئية.
وسبق للمجلس العربي أن نظّم قمة عربية افتراضية موازية نهاية العام المنصرم، للتضامن مع سكان غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي وتمرير رسائل الشعوب وقواها الحية إلى الرأي العام العربي والدولي بخصوص الوضع في غزة وضرورة التدخل لإنهاء العدوان الإجرامي على غزة.
يذكر أن المجلس العربي، منظمة دولية تم تأسيسها في جنيف في فبراير عام 2022 تحت القانون السويسري باسم "مؤسسة المجلس العربي" Arab Council Foundation برئاسة الدكتور محمد المنصف المرزوقي وعضوية نائبي الرئيس الأستاذة توكل كرمان والدكتور أيمن نور.
ويشارك قادة وزعماء ومسؤولون ووزراء وممثلو بلدان عربية وإسلامية، اليوم الاثنين، في القمة العربية الإسلامية المقررة باالعاصمة السعودية لرياض.
وتأتي هذه القمة "امتداداً للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عُقدت في الرياض في 11 نوفمبر/ تشرين 2023"، وفق بيان للخارجية السعودية الأحد.
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن مصادر دبلوماسية تركية قولها إنه من المتوقع أن تناقش القمة اتخاذ قرارات ملموسة لمتابعة تنفيذ القرارات المتخذة في قمة 2023 ووقف الهجمات الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية ولبنان ودول أخرى بالمنطقة.
ومن أهم مخرجات قمة العام الماضي، إنشاء مجموعة اتصال بشأن غزة تضم تركيا والسعودية ومصر والأردن وقطر وفلسطين وإندونيسيا ونيجيريا، حيث تواصل مجموعة الاتصال العمل على وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة والتوصل إلى حل الدولتين.
واستضافت الرياض، الأحد، اجتماعا وزاريا عربيا إسلاميا تحضيريا للقمة العربية الإسلامية لبحث سبل التوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة ولبنان، بحسب ما نقلته الخارجية السعودية،.
وترأس الاجتماع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، وشهد "مناقشة جدول أعمال القمة المرتقبة، وبحث أبرز القضايا المطروحة للنقاش".
وأفادت صحيفة الشرق الأوسط السعودية الأحد، أن "قادة الدول العربية والإسلامية يبحثون اتخاذ موقف موحد في قمتهم التي تُعقد، الاثنين، لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، وسبل حماية المدنيين، ودعم الشعبين الفلسطيني واللبناني، إضافة إلى توحيد المواقف، والضغط على المجتمع الدولي للتحرك بجدية؛ لإيقاف الاعتداءات المستمرة".
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حرب "إبادة جماعية" على غزة، أسفرت عن أكثر من 146ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن إسرائيل عدوانا على لبنان "هو الأعنف والأوسع" منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل أكثر من عام، ما أسفر عن 3 آلاف و189 قتيلا و14 ألفا و78 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية حتى مساء السبت.