الموقع بوست:
2025-03-18@05:25:32 GMT

عز الدين القسام.. شيخ سوري قاد ثورة فلسطين

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

عز الدين القسام.. شيخ سوري قاد ثورة فلسطين

أحد كبار المقاومين للاحتلال البريطاني لفلسطين، استطاع بقدراته على التعبئة والتوعية والتجنيد والتنظيم، ثم باستشهاده، أن يشعل ثورة عام 1936 في فلسطين، ويظل رمزا للمقاومة.

 

المولد والنشأة

 

ولد الشيخ عز الدين القسام عام 1882 في بلدة جبلة جنوبي اللاذقية بسوريا، في بيت متدين، وكان والده يعمل معلما للقرآن الكريم في كتَّاب كان يملكه.

 

الدراسة والتكوين

 

سافر القسام وهو في الرابعة عشرة من عمره مع أخيه فخر الدين لدراسة العلوم الشرعية في الأزهر، وعاد بعد سنوات يحمل شهادة الأهلية، وقد تركت تلك السنوات في نفسه أثرا كبيرا، حيث تأثر بكبار شيوخ الأزهر من أمثال الشيخ محمد عبده، وبالحركة الوطنية النشطة التي كانت تقاوم المحتل البريطاني ونشطت في مصر بعد فشل الثورة العرابية.

 

التوجه الفكري

 

كان القسام يعتبر الاحتلال البريطاني هو العدو الأول لفلسطين، ويدعو أيضا إلى محاربة النفوذ الصهيوني الذي كان يتزايد بصورة كبيرة، وظل ينادي الأهالي إلى الاتحاد ونبذ الفرقة والشقاق حتى تقوى شوكتهم.

 

وكان يردد دائما أن الثورة المسلحة هي الوسيلة الوحيدة لإنهاء الانتداب البريطاني والحيلولة دون قيام دولة صهيونية في فلسطين، في وقت لم يكن فيه أسلوب الثورة المسلحة أمرا مألوفا للحركة الوطنية الفلسطينية آنذاك، حيث كان نشاطها يتركز في الغالب على المظاهرات والمؤتمرات.

 

التجربة السياسية

 

عاد الشيخ القسام إلى جبلة عام 1903، واشتغل بتحفيظ القرآن الكريم في كتَّاب والده، وأصبح بعد ذلك إماما لمسجد المنصوري في جبلة، وهناك ذاع صيته بخطبه المؤثرة وسمعته الحسنة.

 

قاد أول مظاهرة تأييدا لليبيين في مقاومتهم للاحتلال الإيطالي، وكوَّن سرية من 250 متطوعا، وقام بحملة لجمع التبرعات لهم ولكن السلطات العثمانية لم تسمح له ولرفاقه بالسفر لنقل التبرعات.

 

باع بيته وترك قريته الساحلية وانتقل إلى قرية الحفة الجبلية ذات الموقع الحصين ليساعد عمر البيطار في ثورة جبل صهيون (1919-1920)، وقد حكم عليه الاحتلال الفرنسي بالإعدام غيابيا.

 

بعد إخفاق الثورة فرَّ الشيخ القسام عام 1921 إلى فلسطين مع بعض رفاقه، واتخذ مسجد الاستقلال في الحي القديم بحيفا مقرا له حيث استوطن فقراء الفلاحين الحي بعد أن نزحوا من قراهم، ونشط القسام بينهم يحاول تعليمهم ويحارب الأمية المنتشرة بينهم، فكان يعطيهم دروسا ليلية ويكثر من زيارتهم، وكان ذلك موضع تقدير الناس وتأييدهم.

 

التحق بالمدرسة الإسلامية في حيفا، ثم بجمعية الشبان المسلمين هناك، وأصبح رئيسا لها عام 1926. وكان في تلك الفترة يدعو إلى التحضير والاستعداد للجهاد ضد الاستعمار البريطاني، ونشط في الدعوة العامة وسط جموع الفلاحين في المساجد الواقعة شمالي فلسطين.

 

استطاع تكوين خلايا سرية من مجموعات صغيرة لا تتعدى الواحدة منها خمسة أفراد، وانضم في عام 1932 إلى فرع حزب الاستقلال في حيفا، وأخذ يجمع التبرعات من الأهالي لشراء الأسلحة. وتميزت مجموعات القسام بالتنظيم الدقيق، فكانت هناك الوحدات المتخصصة كوحدة الدعوة إلى الجهاد، ووحدة الاتصالات السياسية، ووحدة التجسس على الأعداء، ووحدة التدريب العسكري.

 

ولم يكن في عجلة من أمر إعلان الثورة، فقد كان مؤمنا بضرورة استكمال الإعداد والتهيئة، لذا فإنه رفض أن يبدأ تنظيمه في الثورة العلنية بعد حادثة البراق عام 1929 لاقتناعه بأن الوقت لم يحن بعد.

 

تسارعت وتيرة الأحداث في فلسطين عام 1935، وشددت السلطات البريطانية الرقابة على تحركات الشيخ القسام في حيفا، فقرر الانتقال إلى الريف حيث يعرفه أهله منذ أن كان مأذونا شرعيا وخطيبا يجوب القرى ويحرض ضد الانتداب البريطاني. فأقام في منطقة جنين ليبدأ عملياته المسلحة من هناك، وكانت أول قرية ينزل فيها هي كفردان، ومن هناك أرسل الدعاة إلى القرى المجاورة ليشرحوا للأهالي أهداف الثورة، ويطلبوا منهم التطوع فيها، فاستجابت أعداد كبيرة منهم.

 

الوفاة

 

اكتشفت القوات البريطانية مكان اختباء عز الدين القسام في قرية البارد يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1935، لكنه استطاع الهرب هو و15 فردا من أتباعه إلى قرية الشيخ زايد، ولحقت به القوات البريطانية في 19 من الشهر نفسه، فطوقتهم وقطعت الاتصال بينهم وبين القرى المجاورة، وطالبتهم بالاستسلام، لكنه رفض واشتبك مع تلك القوات، وأوقع فيها أكثر من 15 قتيلا، ودارت معركة غير متكافئة بين الطرفين لمدة ست ساعات، سقط الشيخ عز الدين القسام وبعض رفاقه شهداء في نهايتها يوم 20، وجرح وأسر الباقون.

 

وكان لمقتل الشيخ القسام الأثر الأكبر في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، وكانت نقطة تحول كبيرة في مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية بعد ذلك.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة القسام الكيان الصهيوني عز الدین القسام الشیخ القسام

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة: الخروج الكبير للشعب اليمني تأكيد على ثباته في نصرة فلسطين وتصديه للتصعيد العدواني الأمريكي

الثورة نت/..

أشاد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالخروج الكبير للشعب اليمني اليوم في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات في ذكرى غزوة بدر الكبرى والذي يؤكد على ثباته في مناصرة الشعب الفلسطيني ووقوفه ضد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي.

وقال السيد القائد في كلمة له اليوم” أكرم وأنعم بإحياء شعبنا العظيم لغزوة بدر الكبرى بالموقف والعمل والاستمرار على الخط والنهج والطريق في الصراط المستقيم”.

وأشار إلى أن من التوفيق للشعب اليمني أن يخرج في ذكرى غزوة بدر الكبرى ليؤكد على ثباته في تصديه للتصعيد العدواني الأمريكي تجاه بلدنا.

وأكد أن خروج شعبنا هو خروج جهادي في سبيل الله تعالى في إطار الموقف الذي يعبّر عن هوية شعبنا وانتمائه الإيماني الأصيل، ويعبر عن وفائه لرسول الله صلى الله عليه وآله وللإسلام العظيم وأنه شعب يتمسك بمبادئه الإسلامية العظيمة.. وقال” شعبنا يتمتع بالعزة الإيمانية ولا يقبل بالإذلال والاستباحة والخنوع لأعداء الله”.

وذكر السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن الإحياء العملي العظيم لمناسبة يوم الفرقان هو تعزيز يصل به شعبنا العزيز حاضره بماضيه المجيد في نصرة الإسلام.

وأضاف” شعبنا يصل حاضره بماضيه في الجهاد في سبيل الله وحمل راية الإسلام ومواجهة الطغيان وقوى الكفر والشر والإجرام”.. لافتا إلى أن رسالة شعبنا بخروجه الواسع والعظيم هي رسالة واضحة للشعب الفلسطيني ورسالة صمود في مواجهة الطغيان والعدوان الأمريكي، وتأكيد للشعب الفلسطيني بأنهم لم يكونوا وحدهم.

وقال” لن نقبل كشعب يمني بأن يستفرد العدو الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني وبشراكة وحماية أمريكية”.. مؤكدا أن شعبنا قدم رسالة الصمود والثبات في مواجهة الطغيان والعدوان الأمريكي ورسالة للمجرم المعتوه الكافر ترامب.

وأكد قائد الثورة أن الشعب اليمني ثابت بكل قناعة وبسالة وثقة بالله وتوكل عليه وإيمانا بوعده الصادق في مواجهة الطغاة المستكبرين.. موضحا أن “رسائل شعبنا المهمة للأعداء الأمريكيين والإسرائيليين واضحة وجلية في ثباته على موقفه في مناصرة الشعب الفلسطيني”.

وكشف قائد الثورة أن حاملة الطائرات الأمريكية هربت بعد الاشتباك مع قواتنا المسلحة المجاهدة إلى أقصى شمال البحر الأحمر إلى مسافة 1300 كيلو متر.. مبينا أن قواتنا المسلحة تصدت لمحاولة الأعداء لشن هجوم عدواني على البلد.

وذكر أن الرسائل العملية في إطار الموقف الشعبي وموقف القوات المسلحة يجعل من إحياء المناسبة فرقانا عظيما في هذا العصر.. مشيرا إلى أن الرسائل العملية لشعبنا تجعل من إحياء غزوة بدر فرقانا مهما بين الإسلام والكفر والإيمان والنفاق وخيار الخنوع والعزة.

وقال” أمام المشهد العظيم في الحضور المليوني لشعبنا العزيز نقدم من جديد التحذير للأمريكي وإذا استمر في عدوانه على بلدنا إسنادا منه للعدو الإسرائيلي فإنما يدفع بنا إلى مواجهة تصعيده بخيارات تصعيدية إضافية”.

وأضاف” نواجه الآن عدوان الأمريكي بالاستهداف لحاملة طائراته وبوارجه وقطعه الحربية لكن حينما يستمر في عدوانه فلدينا خيارات تصعيدية أكبر من ذلك”.

وأشار إلى أنه حينما يستمر الأمريكي في عدوانه فلدينا خيارات تصعيدية أكثر إيلاما له وإزعاجا له.. مضيفا ” على الأمريكي أن يستفيد مما قدمه شعبنا اليوم من رسالة واضحة وقوية تؤكد على ثباته وموقفه”.

وجدد قائد الثورة التأكيد على أن إصرار العدو الإسرائيلي على منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة هو عدوان كبير وإجرام رهيب وفظيع لا يمكن السكوت عنه.. مبينا أن حظر الملاحة على السفن الإسرائيلية خطوة أولى لكن عندما تشتد مجاعة الشعب الفلسطيني في غزة لا يمكن أن نتفرج وأن يكون موقفنا عند هذا المستوى.

وأكد أن المعيار لمواقفنا هو مسؤوليتنا الدينية والإيمانية والأخلاقية مع فعل ما نستطيعه وما نتمكن منه.. وقال” لا نتردد عندما يستلزم الحال وتقتضي المسؤولية أن نقدم على خطوة أكبر أو عمل أكبر ونحن مستعدون”.

وخاطب السيد القائد الشعب اليمني قائلا” نتوجه إليكم بالشكر والإشادة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب أجركم وأن يبيض وجوهكم، ونسأل الله أن يرفع قدركم وأن يتقبل منكم هذا الخروج والإحياء العظيم”.

مقالات مشابهة

  • قائد الثورة: الخروج الكبير للشعب اليمني تأكيد على ثباته في نصرة فلسطين وتصديه للتصعيد العدواني الأمريكي
  • مجلس الشورى يشيد بالموقف الشجاع لقائد الثورة في نصرة فلسطين
  • مجلس الشورى يُعبر عن الفخر والاعتزاز بالموقف الشجاع لقائد الثورة في نصرة فلسطين
  • الشيخ الرزامي: نؤكد تأييدنا لقائد الثورة ودعمنا الكامل في الحرب ضد أمريكا وإسرائيل
  • الشيخ الرزامي يبعث رسالة لقائد الثورة
  • لجان المقاومة في فلسطين تدين العدوان الأميركي البريطاني السافر على اليمن
  • سياسي أنصار الله: العدوان الأمريكي البريطاني لن يثنينا عن دعم فلسطين ولن يمر دون رد
  • أهالي حمص في ذكرى الثورة.. الشعب السوري واحد
  • أهالي دوما بريف دمشق يحتفلون بذكرى ثورة الشعب السوري المباركة، وصور الشهداء تزين ساحة الحرية وسط المدينة.
  • في ذكراها الرابعة عشرة، ثورة الشعب السوري انتصرت… حشود الأهالي تكتب حكاية الصبر في إدلب