زاخاروفا: مقال بايدن في "واشنطن بوست" يظهر تناقضات السياسة الخارجية الأمريكية
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
علقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على مقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في صحيفة "واشنطن بوست"، قائلة إنه يظهر التناقض بين التقييمات المعلنة وتوجهات الإدارة الأمريكية.
وكتبت زاخاروفا في مقال لصحيفة "إزفستيا" أن رئيس الإدارة الأمريكية يعتبر أن سياسة واشنطن تجاه أوكرانيا والشرق الأوسط تؤدي إلى تقدم وتعزيز أمن الولايات المتحدة.
وأضافت: "مقال جوزيف بايدن يوم السبت في صحيفة "واشنطن بوست" حول الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط تشير إلى ثلاثة أشياء. أولا، من الواضح أن هذه إحدى الخطوات الأولى قبل بدء الحملة الانتخابية الأمريكية".
وأشارت إلى أنها "ستبدو سيئة، وسخيفة، وهمجية، وبكلمة واحدة قبيحة".
وتابعت: "ثانيا، يبدأ بايدن هذه الخطوة الانتخابية بفشل تاريخي. ووفقا لاستطلاعات الرأي، وصلت معدلات تأييد الرئيس الأمريكي الحالي إلى مستوى قياسي منخفض، حيث أن أكثر من نصف الأمريكيين لا يثقون برئيسهم ولا يوافقون على سياساته".
ونوهت بأن المقال يظهر التناقض بين التقييمات المعلنة وتوجهات الإدارة الأمريكية.
وأكدت أن هناك الكثير من الأشياء الغريبة والمتناقضة في هذا المقال. لكن أكثرها يبدو لسبب ما، كاتب المقال، الذي وقعه رئيس الولايات المتحدة، تحدث عن الأمر بتوجه مجموعتين من حاملات الطائرات إلى منطقة الصراع، وأود أن أسأل متى في التاريخ، جلبت مجموعات حاملات الجيش الأمريكي الضخم الاستقرار وساهمت في وقف إطلاق النار؟.
وفي وقت سابق، كتب بايدن في مقالة لصحيفة "واشنطن بوست"، أن الصراعات حول أوكرانيا وإسرائيل ستتحول إلى تقدم للولايات المتحدة.
من جانبه انتقد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، مقالة الرئيس الأمريكي، وقال إن تصريحات بايدن بأن المآسي الكبرى يمكن أن تؤدي إلى التقدم هي جوهر العقيدة الأمنية الأمريكية.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحرب على غزة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا جو بايدن طوفان الأقصى قطاع غزة ماريا زاخاروفا واشنطن بوست
إقرأ أيضاً:
«الخارجية» ودورها في ترسيخ السياسة العمانية
وزارة الخارجية في أي دولة تحمل أهمية كبرى؛ فهي منوط بها ترجمة السياسة الخارجية وما تقوم عليه من مبادئ إلى مهام عملية تعزز مكانة الدولة بين المجتمع الدولي.
وتقوم وزارة الخارجية العمانية بهذا الدور على أكمل وجه.. وإذا كان الجميع، مؤسسات وأفرادا، مخاطبين كل حسب دوره في بناء الصورة الذهنية عن عُمان في الخارج فإن مهمة وزارة الخارجية أكبر وأساسية بل إن عملها يتمثل في ترجمة مبادئ السياسة الخارجية العمانية إلى واقع ملموس. وإذا كانت السياسة الخارجية العمانية قد اكتسبت سمعة طيبة بين الأمم والشعوب فإن لوزارة الخارجية العمانية دورا أساسيا في ذلك خاصة في تكريس الخطاب العماني المتزن المستمد من المبادئ والقيم العمانية ومن الإرث الدبلوماسي العريق الذي أسسه العمانيون عبر القرون الطويلة.
وجاء المرسوم السلطاني رقم 21 /2025 ليحدد اختصاصات وزارة الخارجية والتي بدت متنوعة وشاملة وتحقق طموحات عُمان المستقبلية في بناء صلاتها بدول العالم وتكشف أيضا عن رؤية دبلوماسية متكاملة سواء في بناء علاقات عُمان بالعالم أو في بناء منظومة المصالح العمانية حول دول العالم. وتؤسس الاختصاصات لفهم عميق لمسارات السياسية الخارجية العمانية. ورغم أن عِلم الدبلوماسية هو أحد الأوعية التي عبرها يمكن نشر السياسة الخارجية لسلطنة عمان إلا أن الترابط الكبير بين «السياسة الخارجية» و«الدبلوماسية» يكشف الدور الكبير المناط بالدبلوماسية لتحقيق ونشر السياسة الخارجية العمانية.
وأسند المرسوم السلطاني إلى وزارة الخارجية دورا أساسيا في متابعة التطورات السياسية العالمية، ورصد التحولات الإقليمية والدولية، وهو ما يعكس رؤية عُمان في ضرورة أن تكون السياسات الخارجية مبنية على قراءة متأنية للواقع الدولي.. فلا يمكن تحقيق استقرار داخلي دون فهم ديناميات العالم الخارجي، ولا يمكن بناء تحالفات استراتيجية دون امتلاك قدرة تحليلية متقدمة.
وتسهم «الخارجية» في تعزيز مسار الدبلوماسية الوقائية، من خلال تشجيع الحوار كوسيلة لحل النزاعات، والمشاركة الفاعلة في المنظمات الدولية، والعمل على صياغة مواقف سياسية عُمانية تبرز أمام المحافل العالمية كصوت داعم للأمن والسلم الدوليين.
ولا تقتصر تلك المهام على الشأن السياسي فقط، بل تمتد إلى مجالات أوسع تشمل الترويج للاستثمار، وتعزيز التبادل التجاري، والتعاون في المجالات الثقافية والعلمية، وهي مجالات تعكس فهما حديثا لمفهوم «القوة الناعمة». ولا شك أن نجاح سلطنة عُمان في ترسيخ صورتها كدولة داعية للسلام، ومنفتحة على العالم، يعتمد على التكامل بين جهودها السياسية والاقتصادية والثقافية.
وتسعى الوزارة في تطوير الكوادر الدبلوماسية من خلال الإشراف على الأكاديمية الدبلوماسية، مما يعزز من قدرة سلطنة عُمان على مواكبة المتغيرات العالمية بفاعلية، ويضمن استمرار نهجها الدبلوماسي الرصين.
إن قراءة الاختصاصات التي أنيطت بوزارة الخارجية تكشف عن فهم عميق لدور الدبلوماسية في هذه المرحلة من المراحل التي يمر بها العالم الذي تتشابك فيه المصالح والتحديات والذي لا يمكن السير فيه دون فهم ووعي بكل المتغيرات التي تحصل في العالم وكذلك سياقاتها التاريخية ومنطلقاتها الفكرية. وستواصل سلطنة عُمان دورها التاريخي في تشجيع الحوار والدعوة له باعتباره الخيار الأمثل في بناء العلاقات بين الدول الأمر الذي يؤكد التزام عُمان بمبادئ السلام والتنمية المستدامة.