يتواصل الإقبال على معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة مع تزايد عدد الاجنحة التي تفتتح لتلحق بالركب البستاني الكبير، والذي يقدم حلول ومبادرات لحماية البيئة واستدامتها، وأصبح إكسبو 2023 الدوحة منصة بيئية عالمية مع تسجيل محطة مميزة تمثلت في تخطي عدد زواره الـ 650,000 منذ افتتاحه رسمياً مطلع أكتوبر الماضي. واستقطب معرض البستنة الفريد الذي التقت فيه الثقافات، والابتكار، والوعي البيئي شريحةً واسعة من المجتمع العالمي، من السياح، إلى رواد الأعمال، ومناصري المناخ، وطلاب المدارس المتحمسين.


وكشف الأمين العام لإكسبو 2023 الدوحة المهندس محمد علي الخوري عن هذه الأرقام المميزة التي عكست جاذبية الحدث وقدرته على استقطاب الجماهير. وأصبح الإكسبو محوراً للتعلم والاستكشاف، وواحة للمناقشات المتعلقة بالاستدامة، والحفاظ على البيئة، ومستقبل جميع دول العالم، وذلك بفضل قدرته الفريدة على استقطاب الزوار من أطياف المجتمع كافة، لا سيما الطلاب، والتي تؤكد أهميته التعليمية والثقافية. وامتاز الإكسبو أيضاً بتأثيره الفريد على عقول الشباب. وقد برهن طلاب المدارس الذين زاروا المعرض عن شغفهم الكبير بالتعلم، واستكشفوا عالماً عنوانه العناية بالبيئة والعيش المستدام. وأسهمت هذه التجارب في رسم معالم جيل جديد من المواطنين المراعين للبيئة. وتتزايد أعداد الزوار مع مرور الوقت، ويقدم كل يوم فرصاً جديدة للتعلم والمشاركة. وقد تم حتى الساعة افتتاح أكثر من 80% من أجنحة الدول المشاركة التي تقدم مزيجاً متميزاً من الثقافات والإبداعات العالمية.
وفرض إكسبو 2023 الدوحة نفسه كمنصة مميزة للحوار الذهني والتبادل الثقافي، وتضمن سلسلة من المحاضرات والمنتديات التثقيفية التي شاركت فيها نخبة من خبراء الجامعات المحلية وممثلي المنظمات الدولية ليواصل دعم الحوار بشأن القضايا العالمية الملحة التي تشمل التغير المناخي، والعيش المستدام، والتطور التكنولوجي في القطاع الزراعي.
ويعزز إكسبو 2023 الدوحة موقعه كحدث عالمي مميز مع مرور كل يوم – ليس على مستوى الحجم فحسب، بل لجهة دوره كمحرك للتغيير أيضاً. ويقدم الإكسبو لزواره من جميع أنحاء العالم تشكيلة مميزة من الروائع الثقافية، والأفكار المبتكرة، والمبادرات الملهمة ليواصل تأدية دوره كحدث عالمي استثنائي، كما يقدم مجموعة من الفعاليات والمحاضرات وورش العمل التي تتعلق بالاستدامة التي تحمل مجموعة عناوين منها الركيزة الاقتصادية بإشارة إلى الاستثمار في التقنيات الزراعية الحديثة، والركيزة الاجتماعية لترسيخ الارتباط بين الإنسان والطبيعة وزيادة الوعي، وأخيراً الركيزة البينية لتحويل الأراضي الجافة والقاحلة إلى مناطق زراعية وغابات. ويهدف محور الاستدامة إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي والتوازن البيئي، مع الحاجة إلى استخدام المعرفة والتحضر للحفاظ على الأسلوب الحديث في الحياة.
 ويشير المحور إلى أن تحقيق ذلك غير ممكن إلا من خلال الموازنة بين الاحتياجات المختلفة على الصعيدين المحلي والعالمي. فالاستدامة تدل على مدى قدرتنا على التحمل كما تشير إلى الالتزام بترك مستقبل أخضر للأجيال القادمة. وبالتالي، فعلى الرغم من أن الاستدامة تحمل بين طياتها الشغف بالمستقبل، إلا أنها مصدر قلق حقيقي اليوم. ولذلك، يقع على عاتق الجميع مسؤولية تغيير أنماط حياتهم وممارسات الأعمال والسياسات الحكومية بأشكال تحترم الأجيال القادمة عن طريق الإقرار بالمشكلات البيئية العالمية ومعالجتها. كما يشير المحور إلى الحاجة للعمل بلا كلل أو ملل للتوصل إلى تقنيات جديدة وحلول مبتكرة سعيًا للحفاظ على الدعم الجماهيري للتغييرات الشاملة التي ستحدثها تلك التقنيات الجديدة. ويبرز الحاجة إلى الاتفاق على التوصل لتعريف جديد لما هو «حديث» أثناء إعادة مواءمة الممارسات التقليدية.
كما تتطرق الفعاليات لمحور الزراعة الحديثة لإبراز تأثير الأسلوب الذي ينتهج في انتاج الطعام على تصحر كوكب الأرض، ويشير إلى مسعى عنوان أو مبادرة صحراء خضراء.. بيئة أفضل كونه محوراً لا يمكن فصله عن ابتكار طرق أكثر تناغمًا واستدامة لإنتاج الغذاء، من خلال الجمع بين الطرق التقليدية والتكنولوجيا الحديثة ابتغاء الاستخدام المتوازن للموارد. ويتطرق محور الزراعة الحديثة إلى ثلاثة عناوين رئيسية هي تحسين دور المزارع. حيث يمتلك المزارعون الخبرة والتجربة الزاخرة بالمشاهدات اليومية وهما صفتان قادرتان على إضفاء معنى وجوهر لحلول مكافحة التصحر وتعزيزها وتنفيذها. فالمزارعون هم الغارسون الحقيقيون لبذرة التغيير. وذلك بهدف مد جسور التواصل بين المعرفة والتكنولوجيا، كما يشير هذا العنوان إلى الحاجة لأن يتم دمج موارد المعرفة الأكاديمية والتقنيات الصناعية معًا وإيجاد حلول مبتكرة للاستخدام الفعال للموارد في الزراعة.
 أما العنوان الثاني في هذا المحور فهو ضمان الحلول المنسقة، بإشارة إلى متطلبات تبادل المعلومات بين الجهات المعنية الرئيسية في الزراعة الحديثة استخدام. مثل استخدام أساليب جديدة للتنسيق والتعاون. موضحا أن تطوير المعلومات المتعلقة بتقنيات دمج الابتكار مع الأساليب التقليدية وتبادل تلك المعلومات، سيسهم في مواجهة ظاهرة التصحر. 
أما العنوان الثالث والأخير فهو تعزيز زراعة الاستدامة. بإشارة إلى الزراعة المستدامة كونها نهجا تكافليا وتعاونيا إضافيا يروج له لضمان استخدام الزراعة الحديثة. فهذا المفهوم يدمج الأرض والموارد والأشخاص والبيئة عبر جهود متبادلة المنفعة، وهو بذلك يقلد النظم المغلقة الخالية من النفايات الموجودة في النظم الطبيعية المتنوعة. ويوضح أن الزراعة المستدامة هي نهج شامل للحلول الزراعية التي يمكن غرسها في المناطق الريفية والحضرية على جميع المستويات، بداية من النطاق الصناعي وصولًا إلى النطاق المنزلي.
وينظم المعرض أنشطة وفعاليات خاصة في التكنولوجيا والابتكار، ويستعرض دوره الهام والحيوي لإيجاد حلول ناجحة للقضاء على التلوث الصناعي الحضري وطرح بدائل للزراعة التي تعتمد على استخدام الكيماويات بكثافة. وفي هذه النسخة من المعرض التي ستستضيفها البلاد سيركز هذا المحور بصفة خاصة على 4 مواضيع رئيسية هي الخبرة العملية، في دعوة لتوفير الوسائل التكنولوجية للمزارعين، سيصبح المستقبل أفضل ويزدهر بشكل أكثر استدامة. اما الموضوع الثاني فهو تجميع مياه الامطار، بهدف الحصول على أفضل النتائج من المياه الطبيعية، حيث يمكن استخدام مياه الأمطار التي يتم جمعها لسقاية الماشية والري، كما يمكن توجيه مياه الأمطار التي يتم جمعها من الأسطح لتعزيز مستوى المياه الجوفية وزيادة المساحات الخضراء في المناطق الحضرية. والموضوع الثالث هو حلول الطاقة البديلة، الذي يؤكد أنه لا يمكن الاعتماد على استخدام الوقود الأحفوري إذا كنا نرغب في التصدي لظاهرة التصحر. ولذلك، فإن استخدام وتبني الأنظمة الجديدة، كمصادر الطاقة والري البديلة هي من أولوياتنا القصوى.
 والموضوع الرابع هو المساحات الخضراء في المناطق الحضرية والزراعة الحضرية، ويشير هذا الموضوع إلى أن المدن أرض خصبة للتغيير. وبينما تساعد المساحات الخضراء في المناطق الحضرية في السيطرة على تلوث الهواء، فالزراعة الحضرية تحد بشكل كبير من البصمة الكربونية، ليس فقط بتقليص الحاجة إلى نقل الطعام بل وأيضًا بالاستخدام الفعال للمساحة والطاقة والمياه

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر إكسبو 2023 الدوحة حماية البيئة الزراعة الحدیثة إکسبو 2023 الدوحة فی المناطق

إقرأ أيضاً:

فعالية “ذاكرة الأرض” تستقطب أكثر من 10 آلاف زائر في أبها

المناطق_واس

شهدت فعالية “ذاكرة الأرض” المقامة في حديقة المحالة بمدينة أبها، إقبالًا كبيرًا من الأهالي والزوار، مستقطبة أكثر من 10 آلاف زائر من مختلف الفئات العمرية.

وقدّمت الفعالية لزوارها رحلة ممتعة عبر الزمن، تعرّفوا خلالها على مراحل تأسيس المملكة وتطورها، بالإضافة إلى مجموعة من الأركان التفاعلية .

أخبار قد تهمك نفذها عدد من هيئة التدريب بتقنية أبها.. دراسة عن الاحتياجات التربوية لمتدربي الكلية 5 فبراير 2025 - 8:03 مساءً التعاون إلى ثمن نهائي كأس الملك على حساب أبها 25 سبتمبر 2024 - 9:50 مساءً

ويضم ركن الأطفال مراسم خاصة للطفل، وألعاب تفاعلية تهدف إلى تعريف الأطفال بمراحل تأسيس المملكة بطريقة مبسطة وجذابة، كما تضمن الركن أنشطة ترفيهية تعزز لدى الصغار قيم الانتماء للوطن والفخر بتاريخه المملكة.

وفي ركن “المزين” الذي جذب اهتمام العائلات، بارتداء الملابس الشعبية القديمة، مما أضفى طابعًا تراثيًا أصيلًا على الفعالية.

وفي الركن المخصص لمراحل التأسيس يستمع الزائر إلى شرح عن تاريخ الدولة السعودية ومراحل توسعها وازدهارها، ثم يتجول الزائر في شاشات تفاعلية توضح وتشرح مرحلة توحيد المملكة العربية السعودية مع عرض مرئي يوضح الجهود العظيمة التي بذلت لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي.

وفي الركن التعريفي بمسار الرؤية، يتم عرض أهداف الرؤية وإنجازاتها، مع شرح مبسط لزوار الفعالية حول كيفية مساهمة كل فرد في تحقيق هذه الرؤية الطموحة.

وعند النهاية ، يجد الزائر الساحة التراثية والفنية، التي تحظى بتنوع مختلف في العروض، حيث قدمت الفرق الشعبية عروضًا حية للألوان التراثية المختلفة، بالإضافة إلى عزف البيانو والعود، مما أضفى أجواءً من البهجة والترفيه على الزوار، كما خُصصت أركان للمنحوتات والمقتنيات الثمينة التي تجسد تاريخ المنطقة وثقافتها ليصطحبها الزائر معه للذكرى حينما يعتزم المغادرة.

مقالات مشابهة

  • فعالية “ذاكرة الأرض” تستقطب أكثر من 10 آلاف زائر في أبها
  • الزراعة تعزز حوكمة استخدام الأراضي والتنمية المستدامة بالتكنولوجيا الحديثة
  • وزارة الزراعة تشارك في المؤتمر العربي الثالث للأراضي بالمغرب
  • «الزراعة» تشارك في المؤتمر العربي الثالث للأراضي بالمغرب
  • "الزراعة" تشارك في المؤتمر العربي الثالث للأراضي بالمغرب
  • المرأة.. شريك فاعل في الابتكارات والصناعات الدفاعية
  • معرض للوظائف بمدينة إكسبو دبي
  • تزايد الإعدامات في السعودية.. هل تستخدم قضايا المخدرات ذريعة للتصفية السياسية؟
  • «إكسبو دبي» تنظم «الإمارات للوظائف» 26 فبراير
  • «الزراعة» تُطور مهارات الباحثين في تحليل البيانات باستخدام أساليب الإحصاء الحديثة