الحرة:
2024-07-02@09:07:47 GMT

الهدنة والتوغل جنوبا في غزة.. ماذا تعني لإسرائيل وحماس؟

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

الهدنة والتوغل جنوبا في غزة.. ماذا تعني لإسرائيل وحماس؟

مع قرب التوصل إلى صفقة تبادل رهائن لدى حماس مقابل هدنة، وإعلان مسؤولين سياسيين وعسكريين نيتهم التوغل جنوبا، تكون إسرائيل قد أصبحت في قطاع غزة أمام مرحلة جديدة تشير معظم تحليلات الخبراء والمراقبين إلى أنها ستكون "الأصعب"، لاعتبارات يعكسها توجس وواقع مفروض على الأرض.

ويأتي الحديث عن "الصفقة" واستعراض الاحتمالات المتعلقة ببنودها بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في مدينة غزة ومناطق شمالي القطاع في وقت تتجه أنظاره إلى الجنوب، كما تشير تصريحات رسمية أطلقت من جانب أكثر من مسؤول خلال أوقات عدة.

ورغم أن كواليس إعداد "الاتفاق المحتمل" أو تنفيذه لم تتكشف رسميا حتى الآن، عبّر مسؤولون إسرائيليون عن مخاوفهم من أن "يؤثر على القدرة العسكرية لإسرائيل على الأرض، لتصب في صالح حماس"، وفق ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وتسلط الصحيفة الضوء في تقرير لها، نشر الاثنين، على "خشية من أن تسمح الصفقة لحماس باستعادة قوتها"، كما أنها قد تؤثر على قدرة الجيش الإسرائيلي على مواصلة الحرب بنفس القوة التي كان عليها من قبل.

وكذلك قد تؤثر "على قدرة الجيش الإسرائيلي على إحداث التغيير المنشود في غزة، في وقت ستعزز المطالب بوقف الحرب برمتها بعد وقف إطلاق النار المؤقت".

وتضيف "يديعوت أحرونوت" : "ينبغي التأكيد مجددا على أن حماس ليست عدوا تقليديا. إنها عدو مرير ولا يرحم"، مشيرة إلى "قلق يشاركه بعض المسؤولين من أن زعيم الحركة يحيى السنوار سيحصل على مساحة لالتقاط الأنفاس هو في أمس الحاجة إليها، ويقسم الصفقة إلى عدة مراحل".

في صالح من؟

ولا توجد حتى الآن معلومات واضحة بشأن البنود التي تشهدها "مفاوضات الهدنة"، وما إذا كانت اللمسات الأخيرة يتم وضعها بالفعل أم لا، لاسيما مع وجود طلبات وشروط لكل طرف على حدة، وأرقام متضاربة لتبادل أسرى مقابل رهائن، نشرت عنها وسائل إعلام بكثرة.

وتوضح إيملي شريدر، وهي صحفية في "يديعوت أحرونوت"، لموقع "الحرة" أن إسرائيل نفت التقارير التي تحدثت عن هدنة لخمسة أيام مقابل إطلاق سراح رهائن، وأن ما ورد "ليس شيئا تقبله إسرائيل أو توافق عليه".

ولا تعتقد شريدر أن "إسرائيل تشعر بالقلق من أن تؤدي الهدنة إلى إضعاف الزخم"، وتقول: "هناك سبب وراء نشر حماس مرارا وتكرارا معلومات كاذبة، هو أنهم بحاجة إلى وقف إطلاق النار".

ونقل موقع "أكسيوس"، الأحد، عن 3 مصادر على اطلاع مباشر بسير المفاوضات، أن الاتفاق شهد "تقدما متواضعا" بعد توقف دام عدة أيام.  

وأضاف أن زعيم حماس في غزة أرسل ردا جديدا للوسطاء القطريين "أشار فيه إلى تضييق بعض الفجوات بين الطرفين، لكن ليس بما يكفي للتوصل إلى اتفاق"، بحسب اثنين من المصادر.

وقال مصدر لشبكة "سي إن إن " إن "إسرائيل قدمت مقترحا يقضي بالإفراج عن 100 رهينة من المدنيين"، لكن حماس عرضت الإفراج عن 50 مختطفا خلال عدة أيام من الهدنة، على أن يتم إطلاق سراح "ما بين 20 و25 رهينة آخرين حال تمديد تلك الهدنة".

ويعتقد ديفيد دي روش، وهو مسؤول سابق في "البنتاغون"، أن "هدف حماس في الوقت الحالي هو البقاء"، ولذلك "من شأن وقف إطلاق النار أن يسمح لها بإعادة تجميع صفوفها ونقل المقاتلين خارج المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، وكذلك الأسلحة والصواريخ"، وفق ما يقول المتحدث لموقع "الحرة".

ورغم أن دي روش لا يستبعد أن تستخدم إسرائيل وقف إطلاق النار لتجديد مخزون الأسلحة ونقل القوات والمعدات إلى مواقعها للمرحلة التالية من المعركة يعتبر أن "حماس هي المستفيد على نحو أكبر".

وتختلف قراءة الباحث في الشؤون الأمنية، العميد المتقاعد خالد حمادة، عن ما سبق، إذ يرى أنه "لا زخم عسكريا للجيش الإسرائيلي في شمال غزة كي يكون له في الجنوب"، بعدما أعلن أن "الصفقة" قد تؤثر على قدراته.

ويوضح حمادة لموقع "الحرة": "عندما نتكلم عن زخم العمليات العسكرية نتكلم عن قدرة القوات على تنظيف منطقة والسيطرة عليها بشكل كامل.. وهو مالم يحصل".

"العمليات لا تزال في الشمال برغم كل التدمير لأن إسرائيل تحجم عن إدخال قواتها البرية في عملية تفتيش الأنفاق"، وبالتالي ما تقوم به هو سيطرة على سطح الأرض، دون التمكن من البنية التحتية.

ويتابع حمادة: "القول بأن الهدنة قد تعيد الزخم لحماس غير واقعي. زخم الحركة لم يتوقف، بينما هناك إرباك إسرائيلي على كافة المستويات. إسرائيل لم تستوعب الموقف لغاية الآن وتحاول الضغط باتجاه صفقة مربحة".

كما يعتقد الخبير العسكري أن "حماس من خلال تصريحاتها ليست مستعجلة في التوصل لصفقة غير سوية لا تحقق لها نصرا معنويا". 

"أصعب المراحل"

ولم ينته الجيش الإسرائيلي من عملياته في شمال القطاع، ويخوض حتى الآن مواجهات مع مسلحي حماس، وهو ما توثقه تسجيلات مصورة نشرت سلسلة منها، الأحد، ووثقت ضربات بالقذائف استهدفت مدرعات ودبابات بين الشوارع.

وبينما يواصل توسيع رقعة انتشار قواته في غزة ومناطق الشمال قال مسؤولوه إنهم بصدد الانتقال جنوبا، في مرحلة تعتبر "الأصعب"، حسبما ترى صحيفة "وول ستريت جورنال".

ونقلت الصحيفة عن ضباط إسرائيليين سابقين قولهم إن "الرهائن هم أفضل وسيلة ضغط يمتلكها قادة حماس للبقاء على قيد الحياة".

وأضاف قادة آخرون أن خطة إسرائيل لمهاجمة حماس في الجنوب من المرجح أن تشبه تقدمها في الشمال، لكن الأمر سيكون معقدا بسبب العدد الكبير من المدنيين التي تكتظ بهم المنطقة الآن.

ويعتقد  كاتب العمود في صحيفة "هآرتس"، عكيفا إلدار أن "الصفقة التي يدور الحديث عنها الآن ما هي إلا جزء محتمل لإخراج بضع عشرات من الرهائن"، ويقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو "لن يوقف الحرب حتى يوقفه الرئيس الأميركي جو بايدن".

ويضيف إلدار لموقع "الحرة": "للأسف... الرأي العام الإسرائيلي يصر على صور النصر، مثل الحصول على الرهائن و/أو جثة السنوار، وإلى أن يحدث هذا أو يلوي بايدن ذراعه، لن يتوقف نتانياهو عن الحرب".

وبما أن الهدف كان "محو حماس وإعادة الرهائن" يوضح الكاتب الإسرائيلي أن الجيش في شمال قطاع غزة لم يحقق أهدافه حتى الآن، وباتت إسرائيل تخسر الدعم الدولي.

ويشير إلى ذلك المسؤول السابق في "البنتاغون"، دي روش، بقوله إن "إسرائيل لم تحقق أهدافها في شمال غزة بعد". 

ويرى أن "وقف إطلاق النار سيسمح لحماس بنقل معظم قوتها إلى الجنوب حتى تتمكن إسرائيل من تحويل جهودها هناك".

من جهته يرى الباحث في الشؤون الأمنية، العميد خالد حمادة أن إعلان المسؤولين الإسرائيليين نيتهم التوجه جنوبا يمثل "هروبا للأمام ليس أكثر"، ويقول: "كيف يمكن لجيش أن ينتقل من مرحلة إلى أخرى دون أن يتمكن من إنجاز التي سبقتها؟". 

ويضيف: "يشكل ما دمرته إسرائيل في الشمال 20 بالمئة من غزة. العبور إلى الجنوب سيتطلب أشهرا".

ويؤكد على فكرة أن "ما يحدث تعلية سقف ليس أكثر"، وأن إسرائيل "تهرب للأمام وتحاول التدمير وتنتظر أن يرفع قادة حماس الراية البيضاء، وهو ما لن يحصل"، وفق تعبيره.

وكان الجيش الإسرائيلي قدّر يوم الجمعة أنه قتل حوالي ألف فرد من مسلحي حماس، وهو جزء صغير من القوة التي يبلغ عددها أكثر من 30 ألفا، التي قال إنها كانت في صفوف الحركة قبل الحرب، حسب "وول ستريت جورنال".

ومن المتوقع أن تستمر المرحلة الحالية من العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة لأسابيع قبل أن يتجه الجيش الإسرائيلي نحو الجنوب، وفقا لتقييم المخابرات الأمريكية الذي قدمه مسؤول أميركي لـ"وول ستريت".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار حتى الآن فی شمال فی غزة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل رفض الاحتلال أي تعديلات على مقترح بايدن لوقف القتال في غزة

يبقى الوضع في غزة معقدًا ومتوترًا مع استمرار التباين الكبير في المواقف بين إسرائيل وحماس، بينما يواصل الوسطاء الإقليميون جهودهم لمحاولة التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.

ورفضت إسرائيل أي تعديلات على صفقة وقف إطلاق النار بقطاع غزة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو الماضي، مما يعكس توترًا مستمرًا بين الأطراف المعنية بالاتفاق.

تفاصيل الرفض الإسرائيلي

حيث أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن هذا الرفض جاء بعد تقارير تفيد بأن البيت الأبيض يعمل على وضع صيغة جديدة لصفقة الرهائن ووقف إطلاق النار.

وأكد مسؤول إسرائيلي، نقلت عنه الصحيفة، أن "إسرائيل ملتزمة بشروط الاقتراح الذي أيده بايدن، ولا يوجد تغيير على الإطلاق في موقفها".

وأوضح المسؤول أنه "حتى الآن، لم تتلق إسرائيل ردًا من حماس على هذا العرض".

مبادرة الولايات المتحدة

نقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي عن ثلاثة مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة اقترحت صياغة جديدة على أجزاء من الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحركة (حماس)، في مسعى لتمرير الاتفاق المتعثر.

وأوضحت المصادر أن اقتراح الصياغة الجديدة يهدف إلى سد الفجوات بين إسرائيل وحماس والتوصل إلى اتفاق.

التعاون مع الوسطاء

تركز الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة بالتعاون مع الوسطاء القطريين والمصريين على المادة الثامنة في الاقتراح، المتعلقة بالمفاوضات التي من المفترض أن تبدأ بين إسرائيل وحماس أثناء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.

حيث تهدف هذه المفاوضات إلى تحديد الشروط الدقيقة للمرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل التوصل إلى هدوء مستدام في غزة.

موقف حماس

ترغب حماس في أن تركز المفاوضات فقط على عدد وهوية السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية مقابل كل جندي إسرائيلي حي أو رهينة ذكر محتجز في غزة.

إلا أن الحركة أعلنت أكثر من مرة أنها لن تبرم أي اتفاق ما لم ينص على إنهاء تام للحرب وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.

كما قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، السبت، إنه لم يتم إحراز أي تقدم في محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل بشأن حرب غزة.

وأضاف حمدان في مؤتمر صحفي من بيروت: "نؤكد مجددًا أننا في حركة حماس جاهزون للتعامل بإيجابية مع أي صيغة تضمن بشكل أساسي ومباشر وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا شاملًا من قطاع غزة، وصفقة تبادل حقيقية".

وقد فشلت جهود الوساطة التي تبذلها كل من قطر ومصر، بدعم من الولايات المتحدة، حتى الآن في التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن يتضمن إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، بينما ترفض إسرائيل ذلك، وتقول إنها لن تقبل سوى وقف مؤقت للقتال حتى تقضي على الحركة.

كما اتهم حمدان الولايات المتحدة بممارسة الضغط على حماس لقبول الشروط الإسرائيلية.

وقال: "ما يُنقل عن الإدارة الأميركية يأتي في سياق ممارسة الضغوط المختلفة على الحركة حتى توافق على الورقة الإسرائيلية كما هي دون تعديل عليها".

وأضاف: "نتابع بأسف موقف الإدارة الأميركية التي تصر على تحميل حماس مسؤولية تعطيل التوصل لاتفاق، رغم ترحيب الحركة بما ورد في خطاب بايدن من تأكيد على وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل والإعمار والتبادل"، في إشارة إلى تبادل محتمل للرهائن المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • باحث: خلافات بين المستويين السياسي والأمني في إسرائيل تؤجل إعلان الهدنة
  • إسرائيل تسعى لمنع «حماس» من ترميم نفسها في شمال غزة
  • (وول ستريت جورنال) : التصعيد في غزة يهدد بحرب استنزاف طويلة الأمد
  • الجيش الإسرائيلي يقصف جنوب قطاع غزة بعد إطلاق 20 صاروخا على إسرائيل  
  • ماذا تعني سيطرة «الدعم السريع» على سنجة؟
  • موندويس: اجتياح الشجاعية حرب استنزاف لإسرائيل وفظائع ضد المدنيين
  • دخول مربك مع زيارة البرهان.. ماذا تعني سيطرة الدعم السريع على سنجة؟
  • تفاصيل رفض الاحتلال أي تعديلات على مقترح بايدن لوقف القتال في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين وإصابة آخرين في مواجهات شمالي غزة
  • صياغة جديدة لمقترح «بايدن».. محاولات أمريكية لإتمام اتفاق بين إسرائيل وحماس (فيديو)