الحرة:
2025-03-18@04:32:45 GMT

الهدنة والتوغل جنوبا في غزة.. ماذا تعني لإسرائيل وحماس؟

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

الهدنة والتوغل جنوبا في غزة.. ماذا تعني لإسرائيل وحماس؟

مع قرب التوصل إلى صفقة تبادل رهائن لدى حماس مقابل هدنة، وإعلان مسؤولين سياسيين وعسكريين نيتهم التوغل جنوبا، تكون إسرائيل قد أصبحت في قطاع غزة أمام مرحلة جديدة تشير معظم تحليلات الخبراء والمراقبين إلى أنها ستكون "الأصعب"، لاعتبارات يعكسها توجس وواقع مفروض على الأرض.

ويأتي الحديث عن "الصفقة" واستعراض الاحتمالات المتعلقة ببنودها بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في مدينة غزة ومناطق شمالي القطاع في وقت تتجه أنظاره إلى الجنوب، كما تشير تصريحات رسمية أطلقت من جانب أكثر من مسؤول خلال أوقات عدة.

ورغم أن كواليس إعداد "الاتفاق المحتمل" أو تنفيذه لم تتكشف رسميا حتى الآن، عبّر مسؤولون إسرائيليون عن مخاوفهم من أن "يؤثر على القدرة العسكرية لإسرائيل على الأرض، لتصب في صالح حماس"، وفق ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وتسلط الصحيفة الضوء في تقرير لها، نشر الاثنين، على "خشية من أن تسمح الصفقة لحماس باستعادة قوتها"، كما أنها قد تؤثر على قدرة الجيش الإسرائيلي على مواصلة الحرب بنفس القوة التي كان عليها من قبل.

وكذلك قد تؤثر "على قدرة الجيش الإسرائيلي على إحداث التغيير المنشود في غزة، في وقت ستعزز المطالب بوقف الحرب برمتها بعد وقف إطلاق النار المؤقت".

وتضيف "يديعوت أحرونوت" : "ينبغي التأكيد مجددا على أن حماس ليست عدوا تقليديا. إنها عدو مرير ولا يرحم"، مشيرة إلى "قلق يشاركه بعض المسؤولين من أن زعيم الحركة يحيى السنوار سيحصل على مساحة لالتقاط الأنفاس هو في أمس الحاجة إليها، ويقسم الصفقة إلى عدة مراحل".

في صالح من؟

ولا توجد حتى الآن معلومات واضحة بشأن البنود التي تشهدها "مفاوضات الهدنة"، وما إذا كانت اللمسات الأخيرة يتم وضعها بالفعل أم لا، لاسيما مع وجود طلبات وشروط لكل طرف على حدة، وأرقام متضاربة لتبادل أسرى مقابل رهائن، نشرت عنها وسائل إعلام بكثرة.

وتوضح إيملي شريدر، وهي صحفية في "يديعوت أحرونوت"، لموقع "الحرة" أن إسرائيل نفت التقارير التي تحدثت عن هدنة لخمسة أيام مقابل إطلاق سراح رهائن، وأن ما ورد "ليس شيئا تقبله إسرائيل أو توافق عليه".

ولا تعتقد شريدر أن "إسرائيل تشعر بالقلق من أن تؤدي الهدنة إلى إضعاف الزخم"، وتقول: "هناك سبب وراء نشر حماس مرارا وتكرارا معلومات كاذبة، هو أنهم بحاجة إلى وقف إطلاق النار".

ونقل موقع "أكسيوس"، الأحد، عن 3 مصادر على اطلاع مباشر بسير المفاوضات، أن الاتفاق شهد "تقدما متواضعا" بعد توقف دام عدة أيام.  

وأضاف أن زعيم حماس في غزة أرسل ردا جديدا للوسطاء القطريين "أشار فيه إلى تضييق بعض الفجوات بين الطرفين، لكن ليس بما يكفي للتوصل إلى اتفاق"، بحسب اثنين من المصادر.

وقال مصدر لشبكة "سي إن إن " إن "إسرائيل قدمت مقترحا يقضي بالإفراج عن 100 رهينة من المدنيين"، لكن حماس عرضت الإفراج عن 50 مختطفا خلال عدة أيام من الهدنة، على أن يتم إطلاق سراح "ما بين 20 و25 رهينة آخرين حال تمديد تلك الهدنة".

ويعتقد ديفيد دي روش، وهو مسؤول سابق في "البنتاغون"، أن "هدف حماس في الوقت الحالي هو البقاء"، ولذلك "من شأن وقف إطلاق النار أن يسمح لها بإعادة تجميع صفوفها ونقل المقاتلين خارج المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، وكذلك الأسلحة والصواريخ"، وفق ما يقول المتحدث لموقع "الحرة".

ورغم أن دي روش لا يستبعد أن تستخدم إسرائيل وقف إطلاق النار لتجديد مخزون الأسلحة ونقل القوات والمعدات إلى مواقعها للمرحلة التالية من المعركة يعتبر أن "حماس هي المستفيد على نحو أكبر".

وتختلف قراءة الباحث في الشؤون الأمنية، العميد المتقاعد خالد حمادة، عن ما سبق، إذ يرى أنه "لا زخم عسكريا للجيش الإسرائيلي في شمال غزة كي يكون له في الجنوب"، بعدما أعلن أن "الصفقة" قد تؤثر على قدراته.

ويوضح حمادة لموقع "الحرة": "عندما نتكلم عن زخم العمليات العسكرية نتكلم عن قدرة القوات على تنظيف منطقة والسيطرة عليها بشكل كامل.. وهو مالم يحصل".

"العمليات لا تزال في الشمال برغم كل التدمير لأن إسرائيل تحجم عن إدخال قواتها البرية في عملية تفتيش الأنفاق"، وبالتالي ما تقوم به هو سيطرة على سطح الأرض، دون التمكن من البنية التحتية.

ويتابع حمادة: "القول بأن الهدنة قد تعيد الزخم لحماس غير واقعي. زخم الحركة لم يتوقف، بينما هناك إرباك إسرائيلي على كافة المستويات. إسرائيل لم تستوعب الموقف لغاية الآن وتحاول الضغط باتجاه صفقة مربحة".

كما يعتقد الخبير العسكري أن "حماس من خلال تصريحاتها ليست مستعجلة في التوصل لصفقة غير سوية لا تحقق لها نصرا معنويا". 

"أصعب المراحل"

ولم ينته الجيش الإسرائيلي من عملياته في شمال القطاع، ويخوض حتى الآن مواجهات مع مسلحي حماس، وهو ما توثقه تسجيلات مصورة نشرت سلسلة منها، الأحد، ووثقت ضربات بالقذائف استهدفت مدرعات ودبابات بين الشوارع.

وبينما يواصل توسيع رقعة انتشار قواته في غزة ومناطق الشمال قال مسؤولوه إنهم بصدد الانتقال جنوبا، في مرحلة تعتبر "الأصعب"، حسبما ترى صحيفة "وول ستريت جورنال".

ونقلت الصحيفة عن ضباط إسرائيليين سابقين قولهم إن "الرهائن هم أفضل وسيلة ضغط يمتلكها قادة حماس للبقاء على قيد الحياة".

وأضاف قادة آخرون أن خطة إسرائيل لمهاجمة حماس في الجنوب من المرجح أن تشبه تقدمها في الشمال، لكن الأمر سيكون معقدا بسبب العدد الكبير من المدنيين التي تكتظ بهم المنطقة الآن.

ويعتقد  كاتب العمود في صحيفة "هآرتس"، عكيفا إلدار أن "الصفقة التي يدور الحديث عنها الآن ما هي إلا جزء محتمل لإخراج بضع عشرات من الرهائن"، ويقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو "لن يوقف الحرب حتى يوقفه الرئيس الأميركي جو بايدن".

ويضيف إلدار لموقع "الحرة": "للأسف... الرأي العام الإسرائيلي يصر على صور النصر، مثل الحصول على الرهائن و/أو جثة السنوار، وإلى أن يحدث هذا أو يلوي بايدن ذراعه، لن يتوقف نتانياهو عن الحرب".

وبما أن الهدف كان "محو حماس وإعادة الرهائن" يوضح الكاتب الإسرائيلي أن الجيش في شمال قطاع غزة لم يحقق أهدافه حتى الآن، وباتت إسرائيل تخسر الدعم الدولي.

ويشير إلى ذلك المسؤول السابق في "البنتاغون"، دي روش، بقوله إن "إسرائيل لم تحقق أهدافها في شمال غزة بعد". 

ويرى أن "وقف إطلاق النار سيسمح لحماس بنقل معظم قوتها إلى الجنوب حتى تتمكن إسرائيل من تحويل جهودها هناك".

من جهته يرى الباحث في الشؤون الأمنية، العميد خالد حمادة أن إعلان المسؤولين الإسرائيليين نيتهم التوجه جنوبا يمثل "هروبا للأمام ليس أكثر"، ويقول: "كيف يمكن لجيش أن ينتقل من مرحلة إلى أخرى دون أن يتمكن من إنجاز التي سبقتها؟". 

ويضيف: "يشكل ما دمرته إسرائيل في الشمال 20 بالمئة من غزة. العبور إلى الجنوب سيتطلب أشهرا".

ويؤكد على فكرة أن "ما يحدث تعلية سقف ليس أكثر"، وأن إسرائيل "تهرب للأمام وتحاول التدمير وتنتظر أن يرفع قادة حماس الراية البيضاء، وهو ما لن يحصل"، وفق تعبيره.

وكان الجيش الإسرائيلي قدّر يوم الجمعة أنه قتل حوالي ألف فرد من مسلحي حماس، وهو جزء صغير من القوة التي يبلغ عددها أكثر من 30 ألفا، التي قال إنها كانت في صفوف الحركة قبل الحرب، حسب "وول ستريت جورنال".

ومن المتوقع أن تستمر المرحلة الحالية من العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة لأسابيع قبل أن يتجه الجيش الإسرائيلي نحو الجنوب، وفقا لتقييم المخابرات الأمريكية الذي قدمه مسؤول أميركي لـ"وول ستريت".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار حتى الآن فی شمال فی غزة

إقرأ أيضاً:

ماذا تريد إسرائيل من تصعيد عدوانها على غزة؟

غزة- صعَّدت إسرائيل عدوانها على غزة واستهدفت الفلسطينيين بشكل مباشر، بعد إحكامها إغلاق معابر القطاع منذ مطلع الشهر الجاري، ومنع دخول أي من المساعدات والمواد الغذائية، خلافا لما نصَّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استهدف، أمس السبت، صحفيين ومواطنين يعملون في المجال الخيري، خلال وجودهم في بلدة بيت لاهيا شمال غزة، مما أدى لاستشهاد 10 منهم، في وقت يواصل فيه الاحتلال إطلاق النار على القاطنين في المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية للقطاع.

ويثير السلوك الإسرائيلي التساؤلات حول الأهداف التي يسعى لتحقيقها، وطبيعة المسارات التي سيسلكها في التعامل مع قطاع غزة؟

انتزاع مواقف

ويقول مصدر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن التصعيد الإسرائيلي يأتي في إطار جملة من الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، ومن ثم تصعيد الاعتداءات العسكرية بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، وإحكام الحصار وإغلاق المعابر، وارتكاب مجازر ضد المواطنين، كما حدث في بلدة بيت لاهيا أمس.

وأضاف في تصريح خاص للجزيرة نت "الواضح أن جزءا من الأهداف المركزية للتصعيد الإسرائيلي المتدرج هو الضغط على المفاوض الفلسطيني لانتزاع مواقف متعلقة بورقة أسرى الاحتلال من يد المقاومة".

إعلان

وأوضح المصدر ذاته أن تلك الإجراءات مصحوبة بحرب نفسية من قيادة الاحتلال وأركان الإدارة الأميركية، للضغط على الحاضنة الشعبية -المنهكة من الحرب والحصار- واستمرار تخويفها بعودة الحرب والجوع، كجزء من الضغوط التي تمارس على حماس ووفدها المفاوض.

وأكد أن الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة على مدار 470 يوما لم تنجح في كسر الإرادة الفلسطينية أو ابتزاز المواقف والاستسلام، وأن ما لم يفلح الاحتلال بالحصول عليه تحت النار لن يتمكن من تحقيقه تحت الضغط.

وشدد المصدر من حماس على أن خرق جيش الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار يستدعي تحركا سريعا من الوسطاء لوقف العدوان "لأن التصعيد لا يخدم تطبيق الاتفاق".

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قد أفادت أن إسرائيل تُجَهِّز خطة للعودة للقتال بغزة، وتتضمن إجراءات لزيادة الضغط تدريجيا على حماس.

لا ضمانات

وأمام هذا، يعتقد إياد القرا، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن تصعيد إسرائيل ضد غزة يأتي في إطار توجه بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) لإطالة أمد التفاوض، وكسب مزيد من الوقت لتمرير قانون الموازنة العامة في الكنيست أواخر الشهر الجاري "لأنه سيؤدي لإسقاط الحكومة حال عدم نجاحه بذلك".

ويقول القرا -للجزيرة نت- إن نتنياهو يحاول إطالة أمد حكومته عبر المناورة بملف الاتفاق مع غزة، لأنه يعلم أن الذهاب إلى المرحلة الثانية من الاتفاق ربما يؤدي لانسحاب بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية من الحكومة) وبالتالي تسريع انهيارها.

وأشار إلى أن الضغط الأميركي على نتنياهو -المتزامن مع ضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار- يجعله يعيد حساباته بما يضمن ألا تنفلت الأمور الميدانية المتصاعدة بشكل كامل.

وحسب القرا، فإن نتنياهو يحاول تسويق التصعيد التدريجي في غزة لدى الجمهور الإسرائيلي بأنه قادر على ممارسة ضغط على حماس ومفاوضتها تحت النار، وإحكام ذلك بسقف لا يدفع فيه الأخيرة لاتخاذ قرار بوقف المفاوضات، أو انفلات الأمر والعودة للقتال.

إعلان

واستدرك الكاتب قائلا "في الوقت نفسه لا يوجد ضمانات فعلية بما يمنع تدهور الأوضاع الميدانية".

ضمن إجراءاتها التصعيدية ضد غزة تغلق إسرائيل المعابر (الجزيرة) العوة للحرب

أما ياسر أبو هين، المحلل السياسي الفلسطيني، فرأى أن إسرائيل تريد بتصعيدها الأخير القول إنه "حتى لو أنها أنهت هجومها الكبير على القطاع لكنها صاحبة اليد الطولى في غزة" وذلك من خلال الضغط العسكري المتمثل بالغارات الجوية، والضغط بإغلاق المعابر وتفعيل العقاب الجماعي.

وأوضح أبو هين للجزيرة نت أن إسرائيل تفاوض تحت ضغط النار والتهديد بعودة القتال، وهذا كان واضحا خلال الحرب، فكانت تذهب لزيادة الضغط العسكري كلما بدأت جولة جديدة من المفاوضات.

ويضيف أن إسرائيل تريد من هذه الأفعال إيصال رسالة بأنه في حال لم تستجب حماس للطروحات التي تتماهى مع مواقفها، فإن خيارها بالعودة للحرب مرة أخرى قائم، وأنها قادرة على إخضاع حماس بالقوة.

ويرجح أبو هين أن تستخدم إسرائيل الضغط العسكري لمحاولة كسب المزيد من النقاط في التفاوض غير المباشر مع حماس، على أن يبقى في إطار محدود بما يضمن ألا تنفلت الأمور لتصعيد مفتوح.

يُشار إلى أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن الليلة الماضية أن نتنياهو عقد نقاشا معمقا في قضية الأسرى بمشاركة وزراء وطاقم المفاوضات ورؤساء المؤسسة الأمنية، وأصدر عقبها تعليمات بالاستعداد لاستمرار المفاوضات وفق رد الوسطاء على مقترح المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف المبني على الإفراج عن 11 أسيرا أحياء وآخرين أمواتا، وفق قوله.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تُعلن شن ضربات مكثفة على غزة.. وحماس تعلق
  • زيارة الوفد السوري الدرزي لإسرائيل ماذا تعني ؟!!
  • الاحتلال يواصل انتهاك الهدنة وإراقة الدماء في غزة
  • ترقب لاستئناف المفاوضات غير المباشرة لتمديد الهدنة في غزة
  • فجوات كبيرة بين الكيان الإسرائيلي وحماس، بحسب مسؤول إسرائيلي
  • ماذا تريد إسرائيل من تصعيد عدوانها على غزة؟
  • ترقّب لاستئناف المفاوضات غير المباشرة لتمديد الهدنة في غزة
  • حماس تعتبر أن "الكرة في ملعب إسرائيل" بشأن الهدنة في غزة
  • بالتفاصيل.. حماس ترد على مقترح تمديد الهدنة.. عاجل
  • هكذا تعتزم إسرائيل الرد على ما توصلت له واشنطن وحماس بشأن غزة