الهدنة والتوغل جنوبا في غزة.. ماذا تعني لإسرائيل وحماس؟
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
مع قرب التوصل إلى صفقة تبادل رهائن لدى حماس مقابل هدنة، وإعلان مسؤولين سياسيين وعسكريين نيتهم التوغل جنوبا، تكون إسرائيل قد أصبحت في قطاع غزة أمام مرحلة جديدة تشير معظم تحليلات الخبراء والمراقبين إلى أنها ستكون "الأصعب"، لاعتبارات يعكسها توجس وواقع مفروض على الأرض.
ويأتي الحديث عن "الصفقة" واستعراض الاحتمالات المتعلقة ببنودها بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في مدينة غزة ومناطق شمالي القطاع في وقت تتجه أنظاره إلى الجنوب، كما تشير تصريحات رسمية أطلقت من جانب أكثر من مسؤول خلال أوقات عدة.
ورغم أن كواليس إعداد "الاتفاق المحتمل" أو تنفيذه لم تتكشف رسميا حتى الآن، عبّر مسؤولون إسرائيليون عن مخاوفهم من أن "يؤثر على القدرة العسكرية لإسرائيل على الأرض، لتصب في صالح حماس"، وفق ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وتسلط الصحيفة الضوء في تقرير لها، نشر الاثنين، على "خشية من أن تسمح الصفقة لحماس باستعادة قوتها"، كما أنها قد تؤثر على قدرة الجيش الإسرائيلي على مواصلة الحرب بنفس القوة التي كان عليها من قبل.
وكذلك قد تؤثر "على قدرة الجيش الإسرائيلي على إحداث التغيير المنشود في غزة، في وقت ستعزز المطالب بوقف الحرب برمتها بعد وقف إطلاق النار المؤقت".
وتضيف "يديعوت أحرونوت" : "ينبغي التأكيد مجددا على أن حماس ليست عدوا تقليديا. إنها عدو مرير ولا يرحم"، مشيرة إلى "قلق يشاركه بعض المسؤولين من أن زعيم الحركة يحيى السنوار سيحصل على مساحة لالتقاط الأنفاس هو في أمس الحاجة إليها، ويقسم الصفقة إلى عدة مراحل".
في صالح من؟ولا توجد حتى الآن معلومات واضحة بشأن البنود التي تشهدها "مفاوضات الهدنة"، وما إذا كانت اللمسات الأخيرة يتم وضعها بالفعل أم لا، لاسيما مع وجود طلبات وشروط لكل طرف على حدة، وأرقام متضاربة لتبادل أسرى مقابل رهائن، نشرت عنها وسائل إعلام بكثرة.
وتوضح إيملي شريدر، وهي صحفية في "يديعوت أحرونوت"، لموقع "الحرة" أن إسرائيل نفت التقارير التي تحدثت عن هدنة لخمسة أيام مقابل إطلاق سراح رهائن، وأن ما ورد "ليس شيئا تقبله إسرائيل أو توافق عليه".
ولا تعتقد شريدر أن "إسرائيل تشعر بالقلق من أن تؤدي الهدنة إلى إضعاف الزخم"، وتقول: "هناك سبب وراء نشر حماس مرارا وتكرارا معلومات كاذبة، هو أنهم بحاجة إلى وقف إطلاق النار".
ونقل موقع "أكسيوس"، الأحد، عن 3 مصادر على اطلاع مباشر بسير المفاوضات، أن الاتفاق شهد "تقدما متواضعا" بعد توقف دام عدة أيام.
وأضاف أن زعيم حماس في غزة أرسل ردا جديدا للوسطاء القطريين "أشار فيه إلى تضييق بعض الفجوات بين الطرفين، لكن ليس بما يكفي للتوصل إلى اتفاق"، بحسب اثنين من المصادر.
وقال مصدر لشبكة "سي إن إن " إن "إسرائيل قدمت مقترحا يقضي بالإفراج عن 100 رهينة من المدنيين"، لكن حماس عرضت الإفراج عن 50 مختطفا خلال عدة أيام من الهدنة، على أن يتم إطلاق سراح "ما بين 20 و25 رهينة آخرين حال تمديد تلك الهدنة".
ويعتقد ديفيد دي روش، وهو مسؤول سابق في "البنتاغون"، أن "هدف حماس في الوقت الحالي هو البقاء"، ولذلك "من شأن وقف إطلاق النار أن يسمح لها بإعادة تجميع صفوفها ونقل المقاتلين خارج المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، وكذلك الأسلحة والصواريخ"، وفق ما يقول المتحدث لموقع "الحرة".
ورغم أن دي روش لا يستبعد أن تستخدم إسرائيل وقف إطلاق النار لتجديد مخزون الأسلحة ونقل القوات والمعدات إلى مواقعها للمرحلة التالية من المعركة يعتبر أن "حماس هي المستفيد على نحو أكبر".
وتختلف قراءة الباحث في الشؤون الأمنية، العميد المتقاعد خالد حمادة، عن ما سبق، إذ يرى أنه "لا زخم عسكريا للجيش الإسرائيلي في شمال غزة كي يكون له في الجنوب"، بعدما أعلن أن "الصفقة" قد تؤثر على قدراته.
ويوضح حمادة لموقع "الحرة": "عندما نتكلم عن زخم العمليات العسكرية نتكلم عن قدرة القوات على تنظيف منطقة والسيطرة عليها بشكل كامل.. وهو مالم يحصل".
"العمليات لا تزال في الشمال برغم كل التدمير لأن إسرائيل تحجم عن إدخال قواتها البرية في عملية تفتيش الأنفاق"، وبالتالي ما تقوم به هو سيطرة على سطح الأرض، دون التمكن من البنية التحتية.
ويتابع حمادة: "القول بأن الهدنة قد تعيد الزخم لحماس غير واقعي. زخم الحركة لم يتوقف، بينما هناك إرباك إسرائيلي على كافة المستويات. إسرائيل لم تستوعب الموقف لغاية الآن وتحاول الضغط باتجاه صفقة مربحة".
كما يعتقد الخبير العسكري أن "حماس من خلال تصريحاتها ليست مستعجلة في التوصل لصفقة غير سوية لا تحقق لها نصرا معنويا".
"أصعب المراحل"ولم ينته الجيش الإسرائيلي من عملياته في شمال القطاع، ويخوض حتى الآن مواجهات مع مسلحي حماس، وهو ما توثقه تسجيلات مصورة نشرت سلسلة منها، الأحد، ووثقت ضربات بالقذائف استهدفت مدرعات ودبابات بين الشوارع.
وبينما يواصل توسيع رقعة انتشار قواته في غزة ومناطق الشمال قال مسؤولوه إنهم بصدد الانتقال جنوبا، في مرحلة تعتبر "الأصعب"، حسبما ترى صحيفة "وول ستريت جورنال".
ونقلت الصحيفة عن ضباط إسرائيليين سابقين قولهم إن "الرهائن هم أفضل وسيلة ضغط يمتلكها قادة حماس للبقاء على قيد الحياة".
وأضاف قادة آخرون أن خطة إسرائيل لمهاجمة حماس في الجنوب من المرجح أن تشبه تقدمها في الشمال، لكن الأمر سيكون معقدا بسبب العدد الكبير من المدنيين التي تكتظ بهم المنطقة الآن.
ويعتقد كاتب العمود في صحيفة "هآرتس"، عكيفا إلدار أن "الصفقة التي يدور الحديث عنها الآن ما هي إلا جزء محتمل لإخراج بضع عشرات من الرهائن"، ويقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو "لن يوقف الحرب حتى يوقفه الرئيس الأميركي جو بايدن".
ويضيف إلدار لموقع "الحرة": "للأسف... الرأي العام الإسرائيلي يصر على صور النصر، مثل الحصول على الرهائن و/أو جثة السنوار، وإلى أن يحدث هذا أو يلوي بايدن ذراعه، لن يتوقف نتانياهو عن الحرب".
وبما أن الهدف كان "محو حماس وإعادة الرهائن" يوضح الكاتب الإسرائيلي أن الجيش في شمال قطاع غزة لم يحقق أهدافه حتى الآن، وباتت إسرائيل تخسر الدعم الدولي.
ويشير إلى ذلك المسؤول السابق في "البنتاغون"، دي روش، بقوله إن "إسرائيل لم تحقق أهدافها في شمال غزة بعد".
ويرى أن "وقف إطلاق النار سيسمح لحماس بنقل معظم قوتها إلى الجنوب حتى تتمكن إسرائيل من تحويل جهودها هناك".
من جهته يرى الباحث في الشؤون الأمنية، العميد خالد حمادة أن إعلان المسؤولين الإسرائيليين نيتهم التوجه جنوبا يمثل "هروبا للأمام ليس أكثر"، ويقول: "كيف يمكن لجيش أن ينتقل من مرحلة إلى أخرى دون أن يتمكن من إنجاز التي سبقتها؟".
ويضيف: "يشكل ما دمرته إسرائيل في الشمال 20 بالمئة من غزة. العبور إلى الجنوب سيتطلب أشهرا".
ويؤكد على فكرة أن "ما يحدث تعلية سقف ليس أكثر"، وأن إسرائيل "تهرب للأمام وتحاول التدمير وتنتظر أن يرفع قادة حماس الراية البيضاء، وهو ما لن يحصل"، وفق تعبيره.
وكان الجيش الإسرائيلي قدّر يوم الجمعة أنه قتل حوالي ألف فرد من مسلحي حماس، وهو جزء صغير من القوة التي يبلغ عددها أكثر من 30 ألفا، التي قال إنها كانت في صفوف الحركة قبل الحرب، حسب "وول ستريت جورنال".
ومن المتوقع أن تستمر المرحلة الحالية من العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة لأسابيع قبل أن يتجه الجيش الإسرائيلي نحو الجنوب، وفقا لتقييم المخابرات الأمريكية الذي قدمه مسؤول أميركي لـ"وول ستريت".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار حتى الآن فی شمال فی غزة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل عن الأهداف التي قصفها للحوثيين باليمن
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أنه شن ضربات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، بعدما أعلنت وسائل إعلام تابعة للحوثيين عن وقوع هجمات إسرائيلية على صنعاء والحديدة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا: "بعد موافقة رئيس هيئة الأركان العامة، ووزير الدفاع ورئيس الوزراء على الخطط العملياتية، نفذت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ضربات بناء على معلومات استخباراتية على أهداف عسكرية تابعة للنظام الإرهابي الحوثي على الساحل الغربي والداخل اليمني قبل فترة وجيزة. هاجم النظام الإرهابي الحوثي مرارا دولة إسرائيل ومواطنيها، بما في ذلك هجمات الطائرات بدون طيار وصواريخ أرض-أرض على الأراضي الإسرائيلية".
وأضاف البيان: "الأهداف التي قصفها الجيش الإسرائيلي تشمل البنية التحتية العسكرية التي يستخدمها النظام الإرهابي الحوثي في أنشطته العسكرية في كل من مطار صنعاء الدولي ومحطتي حزيز ورأس قنتيب للطاقة. بالإضافة إلى ذلك، قصف الجيش الإسرائيلي البنية التحتية العسكرية في موانئ الحديدة والصليف ورأس قنتيب على الساحل الغربي".
وأردف الجيش الإسرائيلي في بيانه أن "النظام الحوثي استخدم هذه الأهداف العسكرية لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى المنطقة ولدخول كبار المسؤولين الإيرانيين. وهو مثال آخر على استغلال الحوثيين للبنية التحتية المدنية لأغراض عسكرية".
ومضى الجيش الإسرائيلي: "النظام الحوثي هو جزء أساسي من المحور الإيراني للإرهاب، ولا تزال هجماته على السفن والطرق البحرية الدولية تزعزع استقرار المنطقة والعالم أجمع. ويعمل النظام الحوثي كجماعة إرهابية مستقلة بينما يعتمد على التعاون والتمويل الإيراني لتنفيذ هجماته"، حسب قوله.
وختم البيان قائلا: "لن يتردد الجيش الإسرائيلي في العمل على بعد أي مسافة ضد أي تهديد لدولة إسرائيل ومواطنيها".