حثت مجموعة من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي الرئيس جو بايدن على الضغط على إسرائيل لاتخاذ خطوات فورية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين الأبرياء في قطاع غزة الفلسطيني، ومنها إعادة فتح معبر حدودي رئيسي.

وكتبت المجموعة في رسالة إلى بايدن "يمكن تنفيذ هدفي القضاء على التهديد الذي تشكله حركة "حماس" وحماية المدنيين في وقت واحد (لأن تطبيق) القانون الدولي الإنساني يتطلب في الواقع حماية المدنيين في أثناء النزاع المسلح".

بادر بكتابة هذه الرسالة أعضاء مجلس الشيوخ تامي بالدوين وتيم كين وكريس فان هولين، ووقعها ما لا يقل عن ثمانية ديمقراطيين آخرين في المجلس. ولم يرد البيت الأبيض حتى الآن على طلب للتعليق.

وأرسل المشرعون الرسالة في الوقت الذي قالت فيه إدارة بايدن إنها تقترب من التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح بعض الرهائن البالغ عددهم 240 الذين احتجزهم مقاتلو حماس خلال هجومهم الدامي عبر الحدود من غزة إلى إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وتقول إسرائيل إن نحو 1200 شخص قتلوا في هذا الهجوم. وقالت حكومة غزة إن ما لا يقل عن 13300 فلسطيني قتلوا في القصف الإسرائيلي منذ ذلك الحين. وتقول الأمم المتحدة إن ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة صاروا بلا مأوى.

وتثير هذه الأزمة انقساما داخل الكونغرس الأميركي، إذ لا يدعم حتى الآن دعوات وقف إطلاق النار سوى 36 عضوا ديمقراطيا، وهو ما ترفضه إسرائيل باعتباره أمرا يسمح لحماس بإعادة تجميع صفوفها.

ولم توجه رسالة اليوم دعوة إلى وقف إطلاق النار لكنها أشارت إلى الوضع الإنساني المتردي. وتضمنت ضرورة العمل من أجل استمرار إرسال المياه والغذاء والوقود وغيرها من الاحتياجات الأساسية، بوسائل منها إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي بين إسرائيل وغزة، وحماية المدنيين والمواقع المدنية وضمان حصول المدنيين على الرعاية الطبية.

وكتب المشرعون "لسنا قلقين فحسب من أن تكون هذه المعاناة المتزايدة والممتدة في غزة غير محتملة للمدنيين الفلسطينيين هناك، وإنما أيضا من تأثيرها سلبا على أمن المدنيين الإسرائيليين من خلال مفاقمة التوتر القائم والإضرار بالتحالفات في المنطقة".

وناشد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث الأسبوع الماضي إسرائيل السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

الجبهة الداخلية إدارة طوارئ في إسرائيل تُعنى بحماية المدنيين

الجبهة الداخلية قيادة عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي، تأسست عام 1992 عقب حرب الخليج الثانية، تعمل على تدريب المدنيين -بالتعاون مع المؤسسات المدنية- على كيفية التعامل مع حالات الطوارئ. تشمل وحدات وألوية متخصصة، منها لواء البحث والإنقاذ الذي تأسس عام 2013، ووحدة التكنولوجيا والابتكار والوحدات اللوجستية.

نشأة وتأسيس الجبهة الداخلية

تأسست الجبهة الداخلية في فبراير/شباط 1992، عقب حرب الخليج الثانية، تبرز مهامها الرئيسية في إنقاذ الأرواح وتعزيز صمود المدنيين في إسرائيل أثناء الحروب وفي حالات الطوارئ.

كانت المسؤولية المدنية أثناء الحروب تقع على عاتق "الدفاع المدني" الإسرائيلي، الذي تأسس بعد حرب عام 1948، لكن لم تُختبر قدراته بشكل جوهري حتى حرب الخليج الثانية عام 1991، عندما تعرضت تل أبيب وحيفا لقصف صواريخ سكود العراقية، مما كشف عن عدم فعالية الأنظمة القديمة للإنذار المبكر التي كانت تعتمد على تقنيات بدائية تعود لحقبة الحرب العالمية الثانية.

في أعقاب هذه الأحداث، أُنشئت قيادة الجبهة الداخلية باعتبارها قيادة عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي، وتتولى المسؤوليات المدنية في حالات الطوارئ والحروب، بينما تتفرغ باقي أفرع الجيش للمهام العسكرية.

وخُصص لها مقر قيادة رئيسي في مدينة الرملة، إضافة إلى 6 مقار فرعية، وكلية عسكرية للتدريب، ونحو 65 ألف جندي غالبيتهم من قوات الاحتياط.

جنود إسرائيليون من وحدة قيادة الجبهة الداخلية أثناء تدريبهم على الحرب الحضرية في قاعدة جيش تساليم (رويترز) مهام الجبهة الداخلية

تُعد قيادة هذه الجبهة جهة أساسية في تنسيق جهود الدفاع المدني والتعامل مع حالات الطوارئ، كما تتعاون بشكل وثيق مع عدد من المنظمات الرئيسية المختصة بالطوارئ منها شرطة إسرائيل، وسلطة الإطفاء والإنقاذ، ونجمة داود الحمراء، وسلطة الطوارئ الوطنية وغيرها، لضمان استجابة شاملة وفعّالة أثناء الأزمات.

من أبرز مهام الجبهة الداخلية تدريب السكان بالتعاون مع المؤسسات المدنية على كيفية التعامل مع حالات الطوارئ، كما تضطلع بتنسيق الأنشطة بين الوزارات والسلطات المحلية والقطاع الخاص في هذا المجال.

ومن أبرز إنجازاتها تجهيز المساكن القديمة في إسرائيل بغرف محصنة للحماية من التهديدات التقليدية والكيميائية.

الهيكل التنظيمي

يقود الجبهة الداخلية ضابط برتبة عقيد يكون عضوا في هيئة الأركان العامة، ويتولى الإشراف على عمليات تدريب وتشغيل وحدة الإنقاذ المحلية التابعة لقوات الجيش الإسرائيلي، التي تتألف من جنود احتياط.

وتكون في حالة تأهب دائم على مدار الساعة طوال أيام السنة، وتُستدعى في حالات الطوارئ لمهام الإنقاذ العاجلة في إسرائيل وخارجها.

تضم الجبهة 26 كتيبة إنقاذ موزعة على مناطق متفرقة، و13 كتيبة متخصصة في الدفاع ضد الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، وتدير 14 مستشفى عسكريا، و8 كتائب مشاة خفيفة، و6 وحدات لوجستية يقوم عليها جنود احتياط.

أعضاء فرقة "كوفيد 19″وهي جزء من قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي في مقرهم بمدينة الرملة عام 2020 (الفرنسية)

إضافة لـ4 كتائب مقاتلة، تضم الجبهة أفرادا من رجال ونساء مدربين على مهام المشاة والإنقاذ والدفاع الجوي.

وتشمل الجبهة الداخلية وحدات وألوية متخصصة منها:

لواء البحث والإنقاذ: لواء متخصص في مهام الإنقاذ في الحالات الطارئة والمناطق الخطرة داخل إسرائيل وخارجها، تأسس عام 2013. كان نشطا أثناء حرب "الجرف الصامد" على قطاع غزة عام 2014، كما أرسل وفدا من الجنود والضباط إلى المكسيك في أكتوبر 2017 للمساعدة في جهود الإنقاذ بعد الزلزال المدمر. وحدة التكنولوجيا والابتكار: تعتمد الجبهة الداخلية على أحدث التقنيات منها أنظمة الإنذار المبكر وتطبيقات الهواتف الذكية، لتنبيه المدنيين على التهديدات المحتملة وتزويدهم بالمعلومات في الوقت المناسب. الوحدات اللوجستية: توفر الدعم والإمدادات الضرورية أثناء الأزمات. مناطق انتشار الجبهة الداخلية

تتوزع قيادة الجبهة على 5 مناطق رئيسية، وهي المنطقة الشمالية، منطقة حيفا، منطقة القدس والوسطى، منطقة دان، والمنطقة الجنوبية. والهدف من توزيع القيادة في هذه المناطق هو ضمان التواصل الدائم مع السلطات المحلية.

كل منطقة تنقسم بدورها إلى عدة مناطق فرعية، كما توجد كتائب احتياطية مدربة على عمليات الإنقاذ، جاهزة للتفعيل في حالات الطوارئ.

تهدف هذه القيادة إلى التعاون المستمر مع السلطات المحلية ومنظمات الطوارئ والوزارات الحكومية، وذلك لضمان استعداد السكان للحالات الطارئة. يشمل هذا الاستعداد عددا من التدريبات والتعليمات اللازمة للبقاء على قيد الحياة.

الجبهة الداخلية وحرب لبنان 2006

كشفت حرب لبنان عام 2006 ثغرات كبيرة في القدرات التشغيلية للجبهة الداخلية الإسرائيلية، فقد كان يسقط أثناء الحرب نحو 120 صاروخا يوميا على إسرائيل، وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل 39 إسرائيليا وإصابة نحو ألفين آخرين.

نتيجة لذلك نزح آلاف من سكان المستوطنات الحدودية طوعا دون صدور قرار حكومي، كما لجأ كثير منهم للإقامة في خيام مؤقتة.

وركزت "الجبهة الداخلية" أثناء الحرب على عمليات البحث والإنقاذ، لكنها فشلت في توفير الحماية الكافية للسكان أو تأمين احتياجاتهم المعيشية أو تقديم الدعم النفسي والاجتماعي. كما برز ضعف التنسيق بينها وبين المؤسسات المدنية الأخرى.

مقالات مشابهة

  • الجبهة الداخلية إدارة طوارئ في إسرائيل تُعنى بحماية المدنيين
  • القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تمنع دخول الشاحنات لقطاع غزة
  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: قوات الاحتلال تمنع دخول الشاحنات إلى قطاع غزة
  • ميقاتي يجري اتصالات دبلوماسية للضغط على إسرائيل للسماح لفرق الإنقاذ بنقل الضحايا من مواقع الغارات
  • استمرار دخول الوافدين من لبنان إلى سورية سيراً على الأقدام رغم استهداف العدو الإسرائيلي الطريق الدولي بين البلدين
  • منظمات غير حكومية تدعو لزيادة المساعدات الإنسانية إلى لبنان
  • «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الشاحنات إلى قطاع غزة لليوم الثاني
  • اجتماع عربي طاريء لبحث الاحتياجات الإنسانية في لبنان
  • الاتحاد الأوروبي يعلن عن 30 مليون يورو من المساعدات الإنسانية للبنان
  • السودان يوجه دعوة إلى الولايات المتحدة بعد مصادقة بايدن على رفع قرار عقوبات