مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان
في اليوم العالمي للطفللا عيد للأطفال في غزة ولا هدايا. بل قصف وقتل ودم.
قبيل هذا اليوم العالمي... وقف العالم يتفرج على اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء بعد محاصرته أياما عدة ما أدى لاستشهاد عدد من الأطفال الخدج جراء انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود في المستشفى إضافة الى نفاد إمدادات الغذاء والمياه والأدوية
في اليوم العالمي للطفل بات أقصى الأمنيات انتقال الخدج للعلاج خارج القطاع بعد ان تجاوزت مشاهد قتل الأطفال كل القوانين والأعراف والمواثيق: هناك في غزة أكثر من 5500 طفل إرتقوا شهداء
في اليوم العالمي للطفل ايضا يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة وتواصل قوات الاحتلال قصف مستشفيي الإندونيسي والعودة في شمالي القطاع ما أوقع 8 شهداء وجرحى بينهم طبيب فيما يشهد مستشفى الشفاء إحتجاز الاحتلال أكثر من 200 من المرضى والطواقم الطبية ويستخدمهم دروعا بشرية
في المقابل أكدت كتائب عز الدين القسام أنها أوقعت عددا كبيرا من القتلى والجرحى في استهدافات متعددة لقوات الاحتلال في غزة بينهم 6 من مسافة صفر
كما اعلنت القسام قصف تل أبيب برشقة صاروخية تعد إحدى أكبر الرشقات التي تم إطلاقها باتجاه المدينة
عند الحدود الجنوبية تواصل إستهداف البلدات الحدودية فيما أدخلت المقاومة صواريخ بركان في سياق الرد.
وفي سياق العدوان الممنهج سجل استهداف يتخطى كل القواعد والخطوط لدور العبادة ومنازل المدنيين.
وفي هذا الإطار تم قصف كنيسة مارجرجس في يارون ومنزل عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل النائب قبلان قبلان في ميس الجبل ومنزلا مأهولا في بلدة الخيام ومنزلين في الطيبة وعيترون
هذا في وقت نقل فيه موقع أكسيوس معلومات تتحدث عن وصول الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الى الأراضي المحتلة لإجراء محادثات لمنع اندلاع حرب مع لبنان
واليوم نشرت القوات المسلحة اليمنية مشاهد للعملية العسكرية النوعية لقواتها البحرية التي تم خلالها السيطرة على السفينة الإسرائيلية في البحر الأحمر>
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في
في غزة معركة وجودية مصيرية تستعمل فيها كل الخطط الحربية، وفي لبنان معركة حول المؤسسة العسكرية تستعمل فيها كل الخطط السياسية. السبب الاساسي للمعركة في لبنان: التيار الوطني الحر الذي يرفع "لا" واضحة ضد التمديد لقائد الجيش ويطالب بتعيين بديل عنه قبل العاشر من كانون الثاني، وذلك بدعم من حزب الله.
في المقابل، معظم القوى السياسية الاخرى ترفع "لا" ضد تعيين قائد جديد للجيش، وتعتبر الامر مسا برئاسة الجمهورية بل ضربا للميثاقية بين اللبنانيين. حتى الآن المعركة لم تحسم نهائيا .
فامام التعيين عقبات كثيرة لأنه يوجه ضربة الى توجه مسيحي كاسح عبرت عنه بكركي بوضوح ، اما التمديد او تأجيل التسريح فلا يزال بحاجة الى مزيد من الجهد لتذليل بعض الاشكالات القانونية بشأنه. ميدانيا، القصف المتبادل والعمليات العسكرية في الجنوب لم تهدأ اليوم، وفي غزة حرب المستشفيات مستمرة ، وقد انتقلت من مجمع الشفاء الى المستشفى الاندونيسي. اما في البحر الاحمر فمصير السفينة Galaxy Leader لا يزال يكتنفه الغموض، علما ان البحر الاحمر له تاريخ حافل في عمليات خطف السفن.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار
صدح الميدان اليوم بلغة البركان ، فهز المحتل في جبهة الشمال، واحرق مواقعه والكثير من اوراقه، وفتح مرحلة جديدة من النزال بحسب اعلام العدو ومحلليه..
فمنذ الصباح احترقت قاعدة برانيت العسكرية باربعة من صواريخ بركان الشديدة الانفجار، وعند انتصاف النهار انقضت ثلاث مسيرات على تجمعات لجنود العدو في كريات شمونة موقعة في صفوفها اصابات مؤكدة. والمؤكد ان الجولة على بقية المواقع الصهيونية باتت فعلا يوميا حماية للبنان ونصرة لغزة..
ولن يجد المستوطنون ناصرا لهم عند الحدود مع لبنان، فحكومتهم اعجز من ان تحميهم كما يقولون، واذا استمر الامر على هذا النحو فسيخلون الشمال والجنوب بحلول عام ، وهذا انجاز هائل لكل حركات المقاومة، بحسب الخبير الصهيوني “رفيف دروكر”.
وبحسب واقع الميدان فان الصهاينة بالجنوب ليسوا باشفى حالا، فهم لا يثقون بكلام حكومتهم وتقييمها للاوضاع، فيما الخسائر التي يتكبدها جيشهم في غزة دفعت بالرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية “يسرائيل زيف” للسؤال : لماذا ندخل الى القطاع؟
وفي القطاع يتواصل نزف المحتل جنودا وآليات، وتغرق استراتيجياته العسكرية في وحول النزال، ولا يقوى الا على ارتكاب المجازر واستهداف المستشفيات ضمن سياسة ممنهجة، فبعد الرنتيسي والشفاء وصل الدور الى المستشفى الاندونيسي، الذي يقصفه الاحتلال ويطالب طاقمه الطبي باخلائه وترك المرضى لمصيرهم ..
اما اهل غزة فمصرون على الصمود والتمسك بالارض التي زرعوها باكثر من خمسة آلاف وخمسمئة طفل شهيد، احصتهم وزارة الصحة في اليوم العالمي للطفل الذي جعلته الامم المتحدة في العشرين من تشرين الثاني، وجعله الصهاينة كسائر ايام العدوان ، محطة للانتقام من الطفولة الفلسطينية امام انظار العالم ..
وفيما الجميع ينظر بحذر الى تسارع الاحداث، وصل عاموس هوكشتاين موفدا رئاسيا اميركيا الى تل ابيب، وقالت مواقع اميركية انه يحضر لتدارك اي تدهور متوقع على جبهة لبنان..
اما جبهة اليمن المرفوعة نصرة لغزة واهلها فقد اغرقت خيارات الصهيوني وسيده الاميركي في مياه البحر الاحمر الساخنة، ولم يكن الصهيوني وسيده واتباعه ليتوقعوا قساوة المشاهد التي عرضها الاعلام الحربي اليمني للسيطرة على السفينة الصهيونية..
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في
فيما تعنف الاعتداءات الاسرائيلية جنوبا وتزداد وتيرتها، وصولا الى استهداف منزل نائب وتدمير كنيسة، وفي وقت تقابل المقاومة الهمجية بردود مدروسة ودقيقة، وتحقق أهدافا مباشرة وأكيدة ومؤلمة للعدو، يرتفع منسوب القلق الاميركي من التدهور المتسارع، حيث بلغ اليوم حد عودة آموس هوكستين الى الكيان العبري، في محاولة لتفادي الأسوأ.
وفي غضون ذلك، وفيما تراوح حركة الاتصالات الباحثة عن مخرج بين الاصرار الاسرائيلي على القضاء على حماس بشكل نهائي، كما يؤكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل يومي، وبين رفض المقاومة الفلسطينية التخلي عن حقها في الدفاع عن الارض والحقوق، ووسط وقوف المجتمعين العربي والدولي موقف المتفرج او العاجز، تتمادى الوحشية الاسرائيلية في قطاع غزة الى حد غير مسبوق، حيث تحدث أحدث التقارير اليوم عن تجاوز عدد الاطفال الذين قتلوا بنيران العدو الخمسة آلاف، فيما العامل الابرز الذي طرأ امس عبر قيام الحوثيين بخطف سفينة تجارية اسرائيلية في البحر الاحمر، تطور اليوم الى نشر مشاهد الاستيلاء بالفيديو.
اما محليا، فمصير قيادة الجيش عنوان الحركة السياسية، بعدما طارت الجلسة الحكومية التي كانت مقررة اليوم، في ضوء السباق المحموم بين اتجاهي التمديد او التعيين، لتبقى الخيارات الاخرى القانونية والمنطقية، وفي طليعتها تسلم الاعلى رتبة، مطروحة حتى لحظة بت القرار.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي
هل صواريخ "بركان" التي استخدمها حزب الله اليوم في قصفه ثكنة "برانيت" القريبة من الحدود مع لبنان، وأتبعت لاحقا بثلاث مسيرات هجومية ضربت مراكز تجمع الجنود الاسرائيليين في كريات شمونة، هي رسالة لآموس هوكستاين الموجود في إسرائيل والذي يسعى لتهدئة جبهة الجنوب.
موقع "اكسيوس" الأميركي، نقل عن مسؤولين أميركيين أن هناك قلقا متزايدا في البيت الأبيض من أن العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان سيؤدي إلى تفاقم التوترات على طول الحدود، ما قد يفضي إلى حرب إقليمية. البارز في الخبر ما نقل عن مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل تريد من الولايات المتحدة أن تعمل دبلوماسيا للضغط على حزب الله لسحب قوة الرضوان من الحدود.
تطور عسكري هذا المساء تمثل في رشقات صاروخية من حماس على تل أبيب، هي الأكثر كثافة منذ بدء الحرب.
في سياق آخر، الباخرة التي اعترضها الحوثيون واحتجزوها، مازالت تثير التساؤلات العالمية من زاوية أمن الملاحة في البحر الأحمر.
في ملف الأسرى، مشروع قانون إسرائيلي يقضي بانزال حكم الاعدام بالأسرى الفلسطينيين الأمنيين، يثير عاصفة من الاستياء لدى أهالي الأسرى الاسرائيليين، لما يشكله من خطر على حياتهم.
البداية من "الهاسبرا" آلة الحرب الإعلامية لدى إسرائيل.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
اجرت حماس وحزب الله اليوم جولة مفاوضات بالنار مع اسرائيل، فكانت الصواريخ الى تل ابيب تحكي .. والبركان في الجليل يتفجر فقيادة الفرقة 91 في معسكر برانيت داخل الجليل لاقت حتفها، في يوم تفرغت فيه المقاومة للفنون الصاروخية وكحبة دواء افتتح حزب الله صباحاته بالبركان وابتلعت اسرائيل جرعة المساء مع اوسع رشقة من القسام الى تل ابيب،
وسجلت وسائل اعلام عبرية أن هذه الصواريخ هي الاولى على دفعتها منذ بدء الحرب . وعلى جناح الصاروخ وصل الموفد الاميركي اموس هوكستين الى تل ابيب في مهمة ثبت مفاعيلها من المنامة، إذ قال إن ما يحصل في غزة لا ينبغي ان يؤثر على حدود لبنان وإن اتفاق ترسيم الحدود البحرية قائم .
وهذه الاشارة وحدها جاءت كرسالة من هوكستين الى قيادات الحرب في اسرائيل، لتعبر عن رفض اميركا توسيع رقعة النار الى الجنوب . وعلى تقويم حزب الله، فإن نيرانه لا تزال ضمن قواعد الاشتباك، لكنها رفعت " دوز" السلاح واطنان المتفجرات، وتعاملت مع المواقع المستهدفة من " فوهة بركان "،
اما العدو فتعمد استهداف أماكن مأهولة وكنائس وابرق برسالة الى من يعنيهم الأمر في التصويب على منزل نائب في البرلمان اللبناني عن حركة امل هو قبلان قبلان في بلدة ميس الجبل.
ومساء توسعت رقعة القصف الى قرى امامية .
اما الاعنف فما يزال في الداخل الغزاوي حيث هدم أحياء بأكملها وتدمير منازل على من فيها وتهديد المستشفى الإندونيسي بالاقتحام، ولكن على ركام كل هذا التوحش الاسرائيلي تدور ايضا معارك على صفقة الاسرى،
وقد اعلن الرئيس الاميركي جو بايدن أن اتفاقا بشأن إطلاق تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية -حماس واسرائيل بات قريبا. وفي مجريات عملية التفاوض أن رئيس حركة حماس في غزة يحيى السينوار رفع من شروط التفاوض وأقفل خطوط التواصل معه واضعا وصايا للقتال طويل الأنفاس .
وبدا من الرشقات التي أفرجت عنها القسام اليوم الى قلب اسرائيل، أن الأنفاس الصاروخية لا تزال شاهقة، وان كل ما انتصر عليه العدو كان قتل المدنيين، واذا كانت الولايات المتحدة قد غطت حتى اليوم جريمة قتل ثلاثة عشر الف مدني فإنها ستصبح بعد الآن خارج التغطية وسط تظاهرات تعم شوارعها وانقسامات تشطر ادارتها وقد انعكس التوتر على الهاتف اليومي بين جو بايدن وبنيامين نتنياهو اذ كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن توتر بين الطرفين بسبب خلافهما حول مجريات العدوان على غزة، واستهداف المدنيين والأطفال.
وخطوط النار هذه سواء من غزة او عبر رياح الجنوب لم تتأثر بها المكونات اللبنانية العالقة بين : تمديد او تعيين.. ومزايدات مسيحية مسيحية وسباق تسلح نحو بكركي اليوم قوات .. غدا تيار .
والكل سيحتكم الى حل لازمة الشغور في قيادة الجيش لكنهم يسجلون النقاط في الملاعب الشعبوية فيما يجلس الرئيس نجيب ميقاتي متفرجا حتى نهاية اللعبة قبل ان يتخذ قراره الذي لن يغضب رأس الكنيسة .
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الیوم العالمی البحر الاحمر الى تل ابیب حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
عملية الصنوبرة الكبيرة التي تحلم بها إسرائيل
هل تشبه الحرب الإسرائيلية الحالية على لبنان بظروفها وسياقاتها مرحلة الاجتياح الإسرائيلي عام 1982؟ سؤال يتبادر كثيرًا إلى أذهان المراقبين والمتابعين في الداخل اللبناني، لا سيّما بعد الضربات القوية التي تلقّاها حزب الله، خاصةً اغتيال قادته، وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصر الله.
وعلى الرغم من استعادة المقاومة بشكل ملحوظ زخمَ عملياتها العسكرية، والتي تمثّلت بتكثيف وتيرة ونوعية ضرباتها الصاروخية، وتوسيع نطاقات الاستهداف عبر مسيّراتها، فإن المشروع الإسرائيلي ما يزال يشكّل خطرًا كبيرًا ليس فقط على حزب الله، بل على مستقبل لبنان ككل، وعلى دوره.
في مراجعة سريعة لسياق الأحداث بين التاريخَين، أي بين 1982 و2024، من السهل والبديهيّ ملاحظة أن إسرائيل ما تزال تعتمد العناوين نفسها، والمنهجية نفسها، وإن أدخلت عليها تعديلات حول كيفية تطبيقها.
في عام 1982، أعلنت إسرائيل عملية "الصنوبرة الكبيرة"، وهو الاسم العسكري لعملية "سلامة الجليل" حيث ادعت آنذاك أنها تهدف إلى القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة أمن المستوطنات الإسرائيلية في الشمال.
وللمفارقة، فقد شارك آنذاك وزير الدفاع السابق آرييل شارون خطته باجتياح لبنان قبل عام من تطبيقها مع فيليب حبيب الذي كان يشغل منصب المبعوث الخاص للرئيس الأميركي رونالد ريغان، تمامًا كما بدأ نتنياهو تصعيده الكبير أو حربه الموسّعة ضد لبنان، وهو ما يزال في الولايات المتحدة الأميركية.
وكما في 1982، أعلن نتنياهو أنّ العدوان على لبنان يهدف إلى القضاء على البنية العسكرية لحزب الله وإبعاده عن منطقة جنوب الليطاني لتأمين؛ عودة المستوطنين إلى الشمال، وتحقيق ما يعتبره "الأمن المستدام في الشمال، وإبعاد خطر صواريخ حزب الله".
نتنياهو المأزوم في الداخل الإسرائيلي، والذي كان قاب قوسين أو أدنى من الذهاب إلى المحاكمة الداخلية، ليس فقط بسبب فساده، بل أيضًا بسبب إخفاقه في "طوفان الأقصى"، وفي تحقيق الأهداف المعلنة في غزة ولبنان، أي استعادة المختطفين من غزة وإعادة المستوطنين إلى الشمال، يكاد أن يتحوّل إلى رمز في المشروع الصهيوني بعد سلسلة من الضربات العسكرية المباغتة التي نجح فيها ضد حزب الله وحركة حماس، على رأسها اغتيال نصر الله في لبنان ومعظم قادة الحزب، واغتيال هنية وقتل يحيى السنوار، وعدد آخر من قادة حماس.
وعلى الرغم من الأسئلة التي ما تزال تشكك في فاعلية سياسة نتنياهو، لا سيّما ما يقال حول عدم امتلاكه أي خطة "لليوم التالي" في غزة والآن في لبنان، ثمة قناعة في الشارع الإسرائيلي أن الأخير نجح بشكل كبير في تكريس الإجماع الشعبي حوله، خاصةً فيما يتعلّق بالحرب على لبنان، وهو مطلب إسرائيلي شعبيّ بالدرجة الأولى منذ دخول حزب الله الحرب في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
رغم الدعم الشعبي الكبير للحرب على لبنان، فإن أي اجتياح برّي طويل الأمد سيزيد من الخسائر البشرية الإسرائيلية، ما قد يفاقم الضغط الشعبي ضد نتنياهو ويعمّق الانقسام الداخلي
يعتقد الخبراء في إسرائيل أن قوات الاحتلال نجحت بشكل كبير في ضرب قوة حزب الله في لبنان، وقد ظهر ذلك جليًّا بالنسبة إليهم فيما يصفونه "بالردود المقيّدة نسبيًا" للحزب، مقارنة بالخسائر التي مني بها. هذا النجاح سوف يفتح "شهية إسرائيل" للتوسع أكثر في عمليّاتها، واغتنام هذه الفرصة التي قد لا تتكرر في ضرب ما يعرف بمحور المقاومة، بحيث يشكّل لبنان إحدى ساحاته الرئيسية.
يقول المحللون الإسرائيليون، لا سيما من يؤيّدون الحرب على لبنان، إن إسرائيل "لا تعرف أي حدودٍ ولا توقيتٍ للتوقف عن اعتماد الخيارات العسكرية، وبالتالي تثبيت مكاسبها لفترة طويلة من خلال القنوات الدبلوماسية".
بل على العكس، فهم يعتبرون أن "تاريخ إسرائيل المليء بالنجاحات في العمليات العسكرية، يفتح شهيتها على طلب المزيد"، وللأسف، تثبت مجريات الحرب على غزة، التي هي بالحقيقة إبادة جماعية بكل ما للكلمة من معنى، كما مجريات الحرب على لبنان، صحة هذه النظرية.
وفي مناقشة "شهيّة إسرائيل" في لبنان، لا بد من العودة إلى عام 1982 والإضاءة على عدد من النقاط التي تساعد في فهم سياقات وخطورة المرحلة التي يمرّ بها لبنان.
أولًا، من البديهيّ التذكير بأنه لا يمكن تشبيه حزب الله بمنظمة التحرير الفلسطينية، ذلك أن الحزب هو مكوّن لبناني، ورجاله هم أبناء القرى في الجنوب وفي البقاع وفي مختلف الأراضي اللبنانية. بالتالي، إن ادعاء قوات الاحتلال بأنها تريد القضاء على حزب الله ليس واقعيًا، بل على العكس، فحتى وإن استطاعت إسرائيل إضعاف القوة العسكرية لدى حزب الله، فإن أي عدوان عسكريّ من خلال القصف الجويّ أو الاجتياح البرّي لن ينجح في القضاء عليه.
من هنا، لا يمكن، بحسب العقلية الإسرائيلية، تأمين المستوطنات في الشمال من خلال عملية بريّة أو اجتياح بريّ محدود ومؤقّت، بل هم يعتبرون أنه في ظلّ رفض نتنياهو التوصل إلى تسوية سياسية، يجب إعادة التموضع في جنوب لبنان، وخلق منطقة عازلة قد تمتدّ إلى مناطق واسعة في لبنان.
ثانيًا، على المستوى العسكري، من الصعب أن تتمكن إسرائيل (أقلّه حتى كتابة هذه السطور) من تطبيق عملية "الصنوبرة الكبيرة" التي أطلقتها في عام 1982 لعدة اعتبارات، منها عدم وجود العدد الكافي من الألوية لاجتياح الأراضي اللبنانية بشكل واسع، لا سيّما بعد إنهاك القوات الإسرائيلية في غزة، والعدد الكبير من القتلى والجرحى في صفوفها.
أيضًا، رغم الدعم العسكري الكبير والمستمرّ لإسرائيل من الدول الغربية بشكل عام، ومن الولايات المتحدة بشكل خاص، فإن عددًا من المسؤولين في قوات الاحتلال صرّحوا أكثر من مرة بوجود نقص متزايد في الأسلحة التي يرون أنها ضرورية لاجتياح لبنان بريًّا بشكل كليّ.
ومن جهة أخرى، وعلى الرغم من الدعم الشعبي الكبير للحرب على لبنان، فإن أي اجتياح برّي طويل الأمد، إذا ما حصل، من شأنه أن يزيد عدد الخسائر البشرية الإسرائيلية، الأمر الذي سيعيد زخم الضغط الشعبي الإسرائيلي ضد نتنياهو، ويزيد من الانقسام الداخلي الإسرائيلي. من هنا، فهم يعتبرون أن على إسرائيل أن تبحث عن صيغة للسيطرة على جنوب لبنان؛ لإبعاد خطر حزب الله دون تدخّل مباشر منها.
إن شكل وطبيعة الاعتداءات الإسرائيلية على قرى ومناطق جنوب لبنان يؤشران بوضوح إلى الهدف الأساسي للاحتلال الإسرائيلي، وهو سياسة الأرض المحروقة؛ لجعل هذه المساحة الجغرافية المستهدفة غير قابلة للحياة، وبالتالي إقامة منطقة عازلة.
في عام 1982، بعد انسحاب قوات الاحتلال من بيروت، ثمّ من صيدا ولاحقًا عام 1983 من المناطق الجبلية، أقامت إسرائيل منطقة أمنية أو عازلة في الجنوب، غير أنّها ولكي تحدّ من خسائرها آنذاك عمدت إلى استغلال ما عرف "بجيش لبنان الجنوبي" وهو مليشيا عسكرية مؤلفة من مجموعة من العملاء اللبنانيين.
اليوم، وحتى كتابة هذه السطور، يمكن القول إن جيش الاحتلال لم يبدأ بعد الاجتياح البرّي للجنوب، بل إن عمليّاته حتى الساعة تشي بأنه ما يزال في مرحلة استطلاع، واستكشاف لقدرات المقاومة، وأماكن إطلاق الصواريخ، بمعنى تحضير الأرضية لبدء الاجتياح البرّي الفعلي.
يظلّ لبنان وسط تحديات داخلية كبرى، منها الانقسام حول الحرب والانهيار الاقتصادي، وهي عوامل قد تستغلها إسرائيل والولايات المتحدة للضغط على حزب الله والدولة اللبنانية بأكملها
في سياق متصل، لا يمكن إغفال معارضة إسرائيل للتجديد لقوات اليونيفيل منذ أشهر عدة، ولاحقًا الاستهدافات المتكررة لها كوسيلة ضغط لإبعادها عن المنطقة التي تريد احتلالها، أو لتغيير طبيعة مهامها في الجنوب.
من هنا، فإن إسرائيل، إذا ما نجحت في إقامة منطقة عازلة في الجنوب في المدى القريب أو المتوسط، فإنها إما تهدف إلى نشر قوات دولية تحت الفصل السابع تؤمّن مصالحها، أو إلى احتلال مباشر لهذه المنطقة.
وتفتح فرضية احتلال منطقة جنوب الليطاني النقاش والأسئلة، وإن ما تزال نسبيًا مبكرة، حول الإستراتيجية التي ستتبعها إسرائيل، وما إذا كانت ستعيد مشهد عام 1982 من خلال تشكيل قوة عسكرية مؤقتة تتألف من أبناء وعائلات العملاء السابقين الذين فرّوا من لبنان إلى إسرائيل، والذين عبّروا في أكثر من مناسبة عن رغبتهم في الانتقام من حزب الله.
في هذا الإطار، ثمة تفصيل لا يمكن تجاوزه، وهو ظهور أحد العملاء في القرى الحدودية التي دخل إليها جيش الاحتلال منذ أيام، بالإضافة إلى سماع تردّد إذاعي في الجنوب بشكل مفاجئ باسم "جيش الدفاع الجنوبي"، أي إذاعة العملاء منذ مدة قصيرة.
ثالثًا، يصعب في لبنان فصل الأحداث السياسية عن السياقات الإقليمية، وهي مسلّمة أثبتها التاريخ منذ حكم السلطنة العثمانية، مرورًا بدولة لبنان الكبير عام 1920، ثم الاستقلال عام 1943 وحتى يومنا هذا. وكما يصعب الفصل عن الإقليم، تعمد القوى الإقليمية والدولية إلى استغلال الجبهة الداخلية لتحقيق أهدافها.
يعاني لبنان من تحديات كبيرة على المستوى الداخلي، بدءًا من الانقسام حول الحرب، إلى الانقسام الطائفي وإعادة استحضار مشروع التقسيم على المستوى الإعلامي، بالإضافة إلى الانهيار الاقتصادي والمالي والسياسي.
هذه التحديات الداخلية، قد تشكّل "العدّة" التي ستستخدمها كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية للضغط أكثر ليس فقط على حزب الله، بل أيضًا على الدولة اللبنانية. وبالفعل، فقد بدأ العدوّ الإسرائيلي بمحاولة زيادة الانقسام الداخلي حول الحرب من خلال استهداف مناطق لا تقع ضمن ما يعرف ببيئة حزب الله، ومن خلال التهديد بشكل مستمرّ باستهداف أي منطقة يتواجد فيها عناصر من الحزب.
هذا الأمر خلق حالة من البلبلة والخوف عند المواطنين اللبنانيين، والأخطر أنه أدى إلى بعض الإشكالات والتوترات في مختلف المناطق اللبنانية.
في ثمانينيات القرن الماضي، كان الأميركيون يصرّحون بأنهم يدعمون سيادة لبنان، ويدعمون إنهاء كل المظاهر المسلّحة في لبنان، ودعم الجيش اللبناني. يكرّر الأميركيون اليوم هذه الشعارات بدعم من معظم الدول العربية والدول الأوروبية التي لطالما كانت حليفة للبنان، لا سيّما فرنسا.
وفي السنوات القليلة الماضية، تمّ بشكل ممنهج الربط بين انهيار الوضع الاقتصادي في لبنان، تحديدًا منذ 2019، والفشل في بناء مؤسسات الدولة، وبين سلاح حزب الله وهيمنته على السياسة الداخلية. وفي حين أن هذا الربط يغفل بشكل كبير عوامل أساسية للانهيار السياسي والاقتصادي، فإن سياسة الحزب في حماية مكوّنات الطبقة السياسية التقليدية، ومنع المحاسبة من جهة، وبعض فائض القوة الذي انعكس بمحطات عدة من جهة أخرى، ساهما بتكريس هذه الفكرة عند شريحة كبيرة لا بأس بها من اللبنانيين.
هذا الأمر تلقفته الولايات المتحدة الأميركية وعدد من الدول العربية، إذ عمدوا إلى اشتراط تحقيق المحاسبة والإصلاحات ونشر الجيش كسلطة وحيدة في لبنان، قبل تقديم الدعم والمساعدة الفعلية للخروج من حالة الانهيار.
من هنا، إن فشل حزب الله، أو بمعنى آخر انغماسه في اللعبة السياسية الداخلية، وتحميله مسؤولية الانهيار من قبل قسم من اللبنانيين الذين أعلنوا مرارًا عن رفضهم الحرب، بالإضافة إلى ازدياد التحديات الاقتصادية والاجتماعية كلما طالت الحرب في ظلّ توسّع الاعتداءات الإسرائيلية لتطال مناطق لبنانية مختلفة، كل هذه العوامل قد تقلب حرب الاستنزاف التي يريدها الحزب ضده، وبالتالي تزيد من خطر فقدانه للحصانة الداخلية أو تماسك الجبهة الداخلية، والالتفاف الشعبي حوله عبر زيادة الانقسام الداخلي.
في عام 1982، أعلنت إسرائيل أنها لا تريد احتلال لبنان، بل اتخاذ إجراءات أمنية لحماية حدودها وتطبيع العلاقات. آنذاك، عقدت الحكومة اللبنانية تحت الضغط الأميركي اجتماعات مع الاحتلال؛ لمناقشة مطالبه في محاولة لوقف إطلاق النار. فشلت المفاوضات، وغرق الإسرائيلي في مستنقع لبنان لسبعة عشر عامًا قبل أن ينسحب في عام 2000، دون أن يحقق أهدافه في القضاء على المقاومة.
أما حرب يوليو/ تموز في عام 2006، فيمكن اعتبارها المرحلة الأولى التي أسّست للحرب القائمة اليوم، حيث أعلن الإسرائيلي والأميركي عن "مشروع الشرق الأوسط الجديد" الذي يهدف إلى القضاء على المقاومة، وتطبيع العلاقات مع لبنان. لم تكتمل ملامح هذه المرحلة، ومني الإسرائيلي بخسارة كبيرة بشرية واقتصادية دفعته إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، فكان اتفاق 1701 الذي أوقف الحرب.
وعلى الرغم من صورة النصر التي يروّجها نتنياهو في الداخل الإسرائيلي، كما لدى راعيته الولايات المتحدة الأميركية، فإن نجاح المقاومة في لبنان في تهجير المستوطنين في الشمال لأكثر من عام، وعدم إمكانية إعادتهم حتى هذه اللحظة، يعتبر الفشل الإستراتيجي الأكبر في تاريخ إسرائيل.
حتى كتابة هذه السطور، وفي ظلّ غياب أي مسعى جدّي لوقف الحرب، إن الكلمة الفصل هي لمجريات الميدان، بحيث يقف لبنان ومعه المنطقة أمام خيارين: إما توجيه ضربات موجعة بشكل مكثّف ومتتالٍ إلى الاحتلال من قبل حزب الله تدفعه إلى الجلوس إلى طاولة التفاوض الجدي، وبالتالي إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن، أو حدوث تطوّر إسرائيلي شبيه بعملية التصعيد المباغتة ضد الحزب في استكمال لانكشاف المقاومة بعد خرق أجهزة الاتصال الخاص بها، وبالتالي دخول مشروع نتنياهو حيّز التنفيذ، ولو لمرحلة قصيرة.
بين سيناريو 1982 و2006، أين يقف لبنان اليوم؟
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية