تشهد مشروعات الطاقة المتجددة في إفريقيا، نموا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، إلا أنها ما تزال متأخرة في اللحاق بركب أوروبا وآسيا والأميركتين وأستراليا، المتسارعين نحو الطاقة الخضراء بمعدلات تنافسية عالية، وهو ما ينعكس على ترتيب إفريقيا في التقارير الدولية.

مشروعات الطاقة الخضراء

في هذا السياق، تعهدت الحكومة الألمانية، الإثنين، باستثمار 4 مليارات يورو (4.

37 مليار دولار) في مشروعات الطاقة الخضراء الإفريقية حتى عام 2030، في حين شدد المستشار أولاف شولتس على ضرورة استفادة الدول الإفريقية بشكل أكبر من ثرواتها من المواد الخام.

وأعلن شولتس عن تعهد بلاده بذلك، خلال مؤتمر صحفي بشأن قمة مجموعة العشرين حول إفريقيا المنعقدة في برلين.

ولم يذكر المستشار الألماني مشروعات محددة، لكنه قال إن المواد المستخدمة في الطاقة الخضراء يجب معالجتها في الدول الإفريقية التي تأتي منها، وفق ما نقلته "أسوشيتد برس".

وقال شولتس: "هذا سيوفر فرص عمل ورخاء في هذه البلدان، وستحصل الصناعة الألمانية على موردين موثوقين".

يستند الاتفاق مع إفريقيا إلى مبادرة أطلقتها ألمانيا خلال رئاستها لمجموعة العشرين من الدول الغنية والنامية.

ويهدف البرنامج إلى تحسين الظروف الاقتصادية في الدول المشاركة لجعلها أكثر جاذبية للاستثمارات الأجنبية الخاصة.

وأشار المستشار الألماني كذلك إلى أنه يتعين على ألمانيا أن تصبح شريكا طويل الأمد وموثوقا للدول الإفريقية.

وقال أيضا "إن افريقيا هي شريكنا المفضل عندما يتعلق الأمر بتوسيع علاقاتنا الاقتصادية والتحرك معا نحو مستقبل محايد للمناخ".

والاتفاق مع أفريقيا يشمل مصر وإثيوبيا وبنين وبوركينا فاسو وساحل العاج وغانا وغينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والمغرب ورواندا والسنغال وتوغو وتونس، بحسب وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ".

وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، إن إمكانات مشروعات الطاقة المتجددة تسهم في زيادة التنافسية وتعزيز الصادرات المصرية، لافتا إلى أن الجانب الألماني تعهد بدعم مشروعات الطاقة المتجددة في مصر عّن طريق تقديم تمويلات قدرها 285 مليون يورو.

جاءت تلك التصريحات خلال فعاليات المائدة المستديرة رفيعة المستوى لبرنامج "نُوفي" بحضور رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وشركاء التنمية ورؤساء مؤسسات التمويل الدولية.

توصية برلمانية بالتوسع في إصدار السندات الخضراء والاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة البترول توقع مذكرتي تعاون مع مؤسسة صينية في مجال الطاقة الخضراء

وتحدث عن مشروعات محور الطاقة الذي يعد أحد محاور برنامج نوفي الذي تطلقه وزارة التعاون الدولي اليوم، مشيرا الى أن مشروعات الطاقة المتجددة التي تنفذها مصر تساهم في الحد من ١٤ مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا.

ولفت وزير الكهرباء إلى أن أبرز تلك المشروعات مشروع مزرعة طاقة رياح في خليج السويس بقدرة ٣٠٠ ميجاوات.

وقال إن الوزارة تسعى لتطوير مشروعات شبكة نقل الكهرباء من خلال توقيع اتفاقيات مع عدد من المؤسسات التمويلية كالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار ، كما تسعى للحصول على تمويل تنموي لإنشاء مركز التحكم الإقليمي بالإسكندرية من الوكالة الفرنسية التنمية.

وأكد أن مشروعات الهيدروجين الأخضر تعتبر أمرا بالغ الأهمية لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

الطاقة المتجددة في إفريقيا

جدير بالذكر، أن أهمية الطاقة المتجددة في إفريقيا تتزايد بصورة خاصة؛ لوفرة الإمكانات والموارد الطبيعية وظروف الطقس الملائمة، مع تفاقم مشكلات الوصول إلى الكهرباء داخل القارة.

وتشهد مشروعات الطاقة المتجددة في القارة السمراء نموًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، إلّا أنها ما تزال متأخرة جدًا في اللحاق بركب أوروبا وآسيا والأميركتين وأستراليا المتسارعين نحو الطاقة الخضراء بمعدلات تنافسية عالية جدًا، وهو ما ينعكس على ترتيب أفريقيا في التقارير الدولية.

وتقود مصر والمغرب وموريتانيا وجنوب إفريقيا وجيبوتي على التوالي نمو قدرات الطاقة المتجددة الأفريقية بحلول عام 2030.

وتأتي مصر في مقدمة الدول المرشحة لقيادة هذه الطفرة بقدرة تراكمية تزيد على 130 جيجاواط، استنادًا إلى تحليل المشروعات المثبتة حاليًا والقدرات المخطط تركيبها مستقبلًا.

ولا تتجاوز قدرة الطاقة المتجددة في أفريقيا سعة الطاقة المتجددة في أفريقيا -حاليًا- أكثر من 24 جيجاواط، أغلبها يأتي من طاقة الرياح البرية والطاقة الشمسية، بينما ما تزال مشروعات إنتاج الهيدروجين من المصادر المتجددة في مهدها.

ويتوقع التقرير الصادر عن غرفة الطاقة الأفريقية، تَضاعف قدرة مشروعات طاقة الرياح البرية في أفريقيا إلى 59 جيجاواط بحلول عام 2030، بينما يرجّح زيادة قدرة الطاقة الشمسية إلى 65 جيجاواط.

أمّا مشروعات الهيدروجين -المعتمدة على المصادر المتجددة- فستصل قدرتها إلى 22.5 جيجاواط، ما يعني أن القطاعات الـ3 ستستحوذ على 95% من قدرة الطاقة المتجددة في أفريقيا بحلول عام 2030.

بينما ستستحوذ مصادر الطاقة المتجددة أخرى، مثل الطاقة الكهرومائية، والطاقة الحرارية الأرضية، والطاقة الحيوية، على النسبة المتبقية من الإضافات المتوقعة بحلول نهاية العقد الحالي، حسب التقرير الذي حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه.

ويتوقع التقرير ثباتًا نسبيًا للقدرة الإفريقية الحالية دون تغير ملحوظ حتى عام 2025، قبل أن تقفز قدرة الرياح البرية والطاقة الشمسية والهيدروجين- بصورة تراكمية- بنسبة 55% على أساس سنوي في عام 2026، مقارنة بالعام السابق لها.

وتمتد توقعات غرفة الطاقة الأفريقية إلى ما هو أبعد من 2030، إذ ترجّح تَضاعف قدرة الطاقة المتجددة في أفريقيا أكثر من 11 مرة، لتصل إلى 290 جيجاواط بحلول 2035، وتقفز بعدها إلى 360 جيجاواط بحلول عام 2040.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الطاقة الخضراء مشروعات الطاقة الخضراء مشروعات الطاقة إفريقيا الطاقة المتجددة فی أفریقیا مشروعات الطاقة المتجددة الطاقة الخضراء قدرة الطاقة بحلول عام عام 2030

إقرأ أيضاً:

أيمن قرة: دعم التحول للطاقة الخضراء يعزز إستراتيجية التنمية المستدامة

 أعلنت شركة قرة إنرجي، وشركة سولاريز مصر، عن توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي لتنفيذ مجموعة من المشروعات المشتركة في مجال الطاقة الشمسية بطاقة إجمالية تصل إلى 100 ميجاوات لخدمة قطاعين رئيسيين وهما القطاع السياحي، والقطاع الصناعي وخاصة تلك الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة والتي تستهدف التصدير لأوروبا كصناعات الأسمدة والبتروكيماويات ومواد البناء.
كما شهد حفل توقيع الاتفاقية، توقيع عقد تصميم وتنفيذ وتشغيل وصيانة لمدة خمسة و عشرون سنه للمشروع الأول لخدمة القطاع السياحي بطاقة إجمالية 4.8 ميجاوات على مرحلتين بمنطقة سهل حشيش لخدمة مجمع فنادق هناك وستخصص الطاقة المنتجة من المرحلة الأولى للاستهلاك المباشر، بينما سيتم تخصيص الطاقة المنتجة من المرحلة الثانية لتشغيل محطة تحلية لمياه البحر لخدمة المنطقة.
تهدف قرة إنرجي من خلال استثماراتها في مجال الطاقة الشمسية إلى دعم توجهات الدولة في تقليل استهلاك الغاز الطبيعي وتخفيف الأعباء على المحطات التقليدية، مع التركيز على التوسع السريع في إدخال الطاقة الشمسية إلى الشبكة القومية، بفضل مكانتها الرائدة وحصولها على تراخيص إنتاج وتوزيع الكهرباء، تسعى الشركة إلى تقديم نموذج عمل مبتكر يعتمد على فكرة "B2B"، مما يتيح للمستهلكين الاستفادة من الطاقة الشمسية دون التقيد بموقع محدد، ويعزز بذلك الاستثمارات المستدامة في هذا المجال الحيوي.
قال المهندس محمد مدحت، المدير التنفيذي لوحدة أعمال الطاقة الخضراء المستدامة في قرة إنرجي: "في إطار التزامنا المستمر بتقديم حلول مبتكرة ومتكاملة في مجال الطاقة الخضراء المستدامة، واستراتيجيتنا التي تركز على استكمال قائمة خدماتنا، دخلت شركة قرة إنرجي بقوة إلى مجال الطاقة الشمسية كخطوة استراتيجية لتعزيز منظومتها الشاملة، وهذا التوجه يتماشى مع سعي الشركة للتوسع في توليد الهيدروجين الأخضر وخدمة الصناعات التي تستهدف التصدير إلى أوروبا، خاصةً مع اقتراب تطبيق التشريعات البيئية الأوروبية للحد من الكربون (CBAM) في عام 2026، ومن خلال التكامل في استغلال تقنيات الطاقة الشمسية وتقنيات استغلال الطاقة الحرارية المهدرة، تسعى قرة إنرجي لتقديم حلول رائدة تدعم الصناعات الحيوية مثل مواد البناء، والأسمدة والبتروكيماويات، مما يعزز تنافسية هذه الصناعات في الأسواق العالمية مع تقليل الانبعاثات الكربونية".
 قال المهندس ياسين عبد الغفار – المؤسس والمدير التنفيذي لشركة سولاريز مصر: "هذا التعاون مع قرة إنرجي يمثل بداية حقبة جديدة في تطوير مشروعات الطاقة الشمسية في مصر، حيث نسعى معًا إلى تحقيق تأثير إيجابي ملموس على البيئة والاقتصاد المحلي، مع التركيز على الابتكار وتقديم حلول تنافسية تخدم مختلف القطاعات، إذ تجسد هذه الاتفاقية رؤية مشتركة بين الطرفين لتوسيع استثمارات الطاقة المتجددة في مصر، وتقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي، وتعزيز التحول نحو حلول طاقة مبتكرة ومستدامة، بما يُسهم في تخفيف الحمل على الشبكة الوطنية ودعم الاقتصاد المصري في مواجهة تحديات المستقبل".

 قال المهندس أيمن قرة، رئيس مجلس إدارة شركة قرة إنرجي: "نحن ملتزمون بتقديم حلول متكاملة للطاقة تدعم عملاءنا في القطاعات الحيوية، من خلال شراكتنا مع سولاريز مصر، هذه الاتفاقية تمثل نقطة تحول رئيسية في مسيرتنا لتطوير منظومة متكاملة تجمع بين استخدام الطاقة الشمسية واستغلال الطاقة الحرارية المهدرة، بما يُعزز من قدرتنا على تحقيق أهداف الاستدامة البيئية ويضعنا في طليعة الشركات الداعمة للتحول إلى الطاقة النظيفة، وهو ما يتماشى ويدعم إستراتيجية ورؤية وتوجه القيادة السياسية في مصر".
 

مقالات مشابهة

  • صيف 2025 بدون تخفيف أحمال.. ماذا فعلت الدولة لتحل أزمة الكهرباء؟| 4 آلاف ميجاوات جديدة
  • محافظ الشرقية: تنفيذ 38 مشروعا تنمويا وخدميا بتكلفة 3 مليارات جنيه خلال 2024
  • شراكات وعقود جديدة لـ«مصدر» لتطوير مشاريع بقدرة 5 جيجاواط
  • أيمن قرة: دعم التحول للطاقة الخضراء يعزز إستراتيجية التنمية المستدامة
  • مصر والسعودية تبحثان مشروعات تخزين الكهرباء وتنفيذ مشروع ربط التيار
  • الدكتور محمود عصمت: شراكة استراتيجية بين مصر والسعودية فى مجالات الكهرباء
  • وزير الكهرباء يبحث في الرياض مشروعات التخزين بأنظمة البطاريات المستقلة ومشروع الربط الكهربائي
  • وزير الكهرباء يبحث فى السعودية مشروعات تخزين الكهرباء بأنظمة البطاريات المستقلة
  • عصمت يبحث في الرياض مشروعات تخزين الكهرباء بأنظمة البطاريات المستقلة
  • اللجنة العُمانية التركية المشتركة تبحث التعاون في الطاقة المتجددة واللوجستيات والسياحة والصناعات التحويلية والزراعة