يرتبط الأفراد بعلاقات كثيرة و متعدّدة في حياتهم على الصعيد الشخصي والإجتماعي. وتُبنى هذه العلاقات على التفاهم و تفهُّم الإختلاف بين أنماط الشخصيات المختلفة . وهذا لا يعني عدم الوقوع في اختلاف الآراء و طرق تعاطي الأمور بين الأفراد. هذا الاختلاف مهم حيث يصبح لدى كل فرد ،فرصة كبيرة لفهم الآخرين و طريقة تفكيرهم.
و قد تتفاقم الأمور بين الأفراد ، ويحدث بسببها مشاحنات بينهم وهذا يضعهم في مأزق حقيقي خصوصًا إذا وقعت هذه الإختلافات بين طرفين مرتبطين بروابط قويه ممّا يؤثر عليهم نفسيًا ،و يجعلهم يحكمون على بعضهم بعدم السماح ورفض التواصل الصحي بتاتًا .
و كما أن لكل فعل ردة فعل ،فإن اختبار عدم التسامح، لديه آثار نفسيه أقوى على الفرد غير المتسامح ، والأمر أشبه بغلق باب التواصل الخارجي وفتح باب آخر داخلي حيث يصبح الفرد أكثر تفكيرًا في الموقف المؤذي الذي تعرض له ، وأدقّ تحليلًا لتصرفات المؤذي .و بهذه الطريقة ،فإن الشخص غير المتسامح، وضع نفسه في موقف شحن ذاتي ،وذلك في كل مرة يتذكّر أو يحلّل فيها .فإنه يشحن ذاته بالغضب و الحقد.
وتكمن أسرار حيوية التسامح في التغاضي و العفو بكل صدق واخلاص حيث أن عدم السماح يعني أن هذا الألم الذي تعرّض له ،سيظل مرافقًا له طيلة حياته. ليس ذلك فحسب ، بل إن عدم السماح يضعف الفرد نفسيًا في التواصل و بناء العلاقات، ويجعله أكثر من يطلق الأحكام المسبقة على الآخرين بسبب موقف مؤذٍ من أحدهم .
و يعتقد الكثير أن التسامح هو الضعف و الإنهزام ، ولكنه في الحقيقة ليس كذلك أبدًا ،بل إن القوة تكمن في التسامح. ولا يوجد فرد ضعيف يستطيع أن يكون متسامحًا .والعكس صحيح.
ومن هنا تظهرمدى قدرة الفرد على السيطرة و التحكُّم بمشاعره ،وإمكانية منع المؤذي من السيطرة عليه بوضع الحدود.
ولا ننسى ألا شيء يعادل سمو الروح بالتسامح و حيويته .
@fatimah_nahar
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
«الشارقة الخيرية» توزع أغذية وكراسي متحركة في غانا
أجرى وفد من جمعية الشارقة الخيرية، برئاسة الدكتور محمد بن هويدن الكتبي، مدير إدارة الجمعية في الذيد، وعضوية خالد حسن آل علي، مدير إدارة المشاريع والعون الخارجي، زيارة ميدانية إلى جمهورية غانا لتنفيذ مجموعة من المشاريع الخيرية بالتعاون مع الجامعة الأمريكية بالشارقة، لتمكين الأفراد وتعزيز جودة الحياة.
شملت المشاريع توزيع 100 سلة غذائية استفاد منها أكثر من 400 شخص، وجاءت هذه المبادرة لتوفير الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية المتنوعة، بما يعزز استقرار الأسر وتلبية متطلباتهم اليومية.
كما تم تنفيذ مشروع الأسر المنتجة لتمكين السيدات العاملات في مجال الخياطة عبر توزيع 20 آلة خياطة، ما يساهم في تعزيز مهاراتهن وتحويلها إلى مصدر دخل مستدام يدعم استقرارهن الاقتصادي، ويعزز فرصهن في تحقيق الاعتماد على الذات.
وفي إطار دعم أصحاب الهمم، وزع الوفد 20 كرسياً متحركاً، لتوفير وسائل التنقل الضرورية التي تسهم في تحسين جودة حياتهم وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في المجتمع.
وفي مجال التعليم، شملت الزيارة تفقد أعمال الصيانة لمجمع تعليمي مكوّن من ثلاثة فصول دراسية في منطقة تمالي، تستوعب 90 طالباً، حيث أكدت الجمعية أن دعم التعليم يأتي ضمن أولوياتها، كونه إحدى الركائز الأساسية التي تُمكن الأفراد من تطوير إمكاناتهم والمساهمة الإيجابية في بناء مجتمعاتهم.
كما قام الوفد بتفقد 100 مشروع تنموي نفذتها الجمعية في شمال غانا خلال فترات سابقة، للوقوف على مدى كفاءة تنفيذها وضمان استمرارية عملها وفق أعلى معايير الجودة، بما يحقق أهدافها التنموية على المدى الطويل.
وقال الدكتور محمد بن هويدن الكتبي، رئيس الوفد: «نعمل في جمعية الشارقة الخيرية وفق رؤية طموحة لتعزيز دور التعليم والعمل الإنتاجي في تحقيق التمكين، مشيراً الى أن توزيع آلات الخياطة ودعم المشاريع التعليمية وصيانة المرافق الحيوية يُمثل خطوات عملية نحو تمكين الأفراد وتحسين ظروفهم المعيشية بما يحقق لهم الاستقرار والنماء».
وأضاف: «هذه المشاريع تُجسد توجيهات القيادة الرشيدة في الشارقة التي تضع العمل الخيري في مقدمة أولوياتها كوسيلة لتحقيق التنمية الإنسانية والاقتصادية، كما أن تعاوننا مع الجامعة الأمريكية يعكس أهمية الشراكات المؤسسية في تحقيق الأهداف الخيرية والإنسانية بشكل فعال ومستدام».
أجرى وفد من جمعية الشارقة الخيرية، برئاسة الدكتور محمد بن هويدن الكتبي، مدير إدارة الجمعية في الذيد، وعضوية خالد حسن آل علي، مدير إدارة المشاريع والعون الخارجي، زيارة ميدانية إلى جمهورية غانا لتنفيذ مجموعة من المشاريع الخيرية بالتعاون مع الجامعة الأمريكية بالشارقة، لتمكين الأفراد وتعزيز جودة الحياة.