أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة سعود بن صقر يستقبل قنصل كندا ولجنة «تيري فوكس رأس الخيمة» سفير الإمارات يُقدّم أوراق اعتماده للمديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في جنيف مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

تلعب مختبرات البيئة في دولة الإمارات دوراً حيوياً في مراقبة الوضع البيئي والحد من التأثيرات السلبية للملوثات على البيئة وصحة الإنسان، حيث تقدم جملة من خدمات الفحوص المخبرية من خلال أحدث الأجهزة العلمية المتطورة، للتأكد من مطابقة كل السلع والمنتجات المتداولة في الدولة للمعايير العالمية، ومنع الأضرار البيئية الناتجة عن مختلف الأعمال وعمليات التصنيع.

ويبرز محور «حماية البيئة»، ضمن حملة «استدامة وطنية» التي تم إطلاقها مؤخراً، تزامناً مع الاستعدادات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، قصص النجاح الوطنية في مجال المحافظة على البيئة، وذلك في إطار التوعية بمبادرات ومشاريع الاستدامة في الدولة. 
وتهدف حملة «استدامة وطنية» إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالعمل المناخي، بما يحقق التأثير الإيجابي على سلوك الأفراد ومسؤولياتهم، وصولاً لمجتمع واعٍ بيئياً. 
جهوزية عالية 
وتتميز المختبرات البيئية في دولة الإمارات بجهوزيتها العالية وامتلاكها لأحدث الأجهزة للوفاء بمتطلبات القطاعات المتنوعة في مختلف أنحاء الدولة، كما تعمل هذه المختبرات على تقديم الخدمات الفنية المتخصصة، بجانب بناء قاعدة بيانات إلكترونية توفر للعملاء بيانات وحقائق تحليلية، إضافة إلى توفير بيئة صحية عالية الجودة للسكان من خلال استخدام أحدث أساليب الفحص لقياس جودة الهواء والانبعاثات، وذلك بما يدعم الإجراءات الحكومية الهادفة إلى وضع استراتيجيات كفيلة لحماية البيئة وتحقيق الاستدامة البيئية. وتعمل دولة الإمارات باستمرار على تعزيز وتطوير المختبرات البيئية لمنظومة عملها لضمان سلامة الغذاء المتداول ومراقبته خلال جميع مراحل السلسلة الغذائية للتحقق من صلاحيته للاستهلاك الآدمي، وحماية صحة المستهلك من المخاطر كافة المرتبطة بالغذاء، علاوة على حماية المستهلك من الأغذية الضارة بالصحة أو المغشوشة أو الفاسدة. 
اعتمادات عالمية
وقد حصلت المختبرات الوطنية التابعة لوزارة التغير المناخي والبيئة على العديد من الاعتمادات العالمية، ومنها اعتماد «الهيئة البريطانية لاعتماد خدمات المختبرات UKAS» التي اعتمدت 61 فحصاً جديداً لإدارة المختبرات الوطنية التابعة للوزارة، ليرتفع إجمالي عدد الفحوص المخبرية المعتمدة دولياً للإدارة إلى 410 فحوص في مجال الكشف عن الأمراض الحيوانية، والآفات الزراعية، ومتبقيات المبيدات في السلع الغذائية، وجودة المستحضرات البيطرية، وتحليل جودة المبيدات، بالإضافة لفحوص المياه والتربة والأسمدة. كما جددت الهيئة شهادة الاعتماد الدولي وفقاً للمواصفة الخاصة بالمتطلبات العامة لكفاءة مختبرات المعايرة والاختبار ISOIEC 17025: 2017 للمختبرات الوطنية للسنة السابعة عشرة على التوالي. 
وتعمل إدارة المختبرات الوطنية بكامل جهوزيتها على تطوير وتحديث آليات العمل لديها، بما يضمن سرعة الإنجاز ودقة نتائج تحليل العينات المستلمة من المنافذ الحدودية للدولة للتأكد من صحة وسلامة تلك العينات، وفي حال ثبوت عدم ملاءمة أو سلامة عينات يتم التنسيق مع الإدارات المعنية في الوزارة، لإخطار السلطات المحلية باتخاذ الإجراءات المناسبة، من خلال إرجاع الإرساليات المخالفة إلى الدولة المصدرة أو إعدامها فوراً، ولا يتم السماح نهائياً بدخول أي إرساليات، إلا بعد التأكد النهائي من مطابقتها للمعايير والمواصفات الغذائية الدولية.
وتعتمد إدارة المختبرات الوطنية في عملها على المواصفات الصادرة عن السلطات المختصة في دولة الإمارات، والمواصفات والمعايير الدولية الغذائية الصادرة عن هيئة الدستور الغذائي. وتحرص وزارة التغير المناخي والبيئة على تأهيل كوادرها الفنية لضمان مواكبتهم لأحدث معايير وإجراءات الفحوص المختلفة، كما تحرص على توظيف أحدث التقنيات العالمية في عمليات الفحص والاختبار.
حماية التنوع البيولوجي
وقد طورت هيئة البيئة في أبوظبي مؤخراً سفينة الأبحاث البحرية «جيّوَن»، والتي تُعد أول سفينة أبحاث من نوعها على مستوى الدولة والأكثر تقدماً وتطوراً من الناحية التقنية على صعيد منطقة الشرق الأوسط. وتضم السفينة معدات ومختبرات علمية حديثة مثل مختبر كيميائي، مختبر صوتي، مختبر فيزيائي، ومختبر سمكي، تحتوي جميعها على أحدث الأجهزة والتقنيات مثل جهاز الـ (CTD)، وأجهزة تسلسل الحمض النووي، وأجهزة الغوص التي يتم التحكم بها عن بُعد، حيث تهدف لدعم عمليات مراقبة وحماية التنوع البيولوجي البحري وإيجاد الحلول المناسبة لآثار التغيُّر المناخي، وتنفيذ عدد من المبادرات البيئية، ومن أهمها مشروع تقييم الكربون الأزرق لمصايد الأسماك في المحيطات، والذي سيتم من خلاله تنفيذ أول مسح لتقييم الكربون الأزرق المحيطي للمصايد السمكية في المنطقة، دعماً لمبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. وأكملت السفينة بنجاح المرحلة الأولى من مسح تقييم الموارد السمكية في مياه دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أكملت السفينة أول مسح صوتي شامل على الإطلاق للموارد السمكية في مياه الدولة، وقد أُجريت هذه الدراسة الرائدة، التي استمرت لمدة أسبوعين، في الخليج العربي وبحر عُمان، واستخدمت أحدث التقنيات لفحص النظم البيئية تحت الماء، وتقييم أعداد الأحياء البحرية وتوزيعها. وشمل المسح الصوتي استخدام الموجات الصوتية لتقدير وفرة وتوزيع مجموعات الأسماك في البحر، فمن خلال تحليل البيانات، ستتمكن الهيئة من تحديد حجم وكثافة وموقع مجموعات الأسماك، مما يساعد في تقييم صحة وحالة المخزون السمكي في المنطقة، ويساهم في تعزيز جهود الهيئة في الإدارة المستدامة لمصايد الأسماك. كما سيتم من خلال السفينة إجراء مسح أساسي للبيئة البحرية لتحديد المواقع الحيوية للتنوع البيولوجي ووضع أولويات للحفاظ على البيئة البحرية والتنوع البيولوجي، فضلاً عن إجراء مسوحات لرسم خرائط ومراقبة الموائل البحرية، بما في ذلك الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية، ومراقبة الموائل في المياه العميقة للإمارة.
كذلك سيتم إجراء مسوحات الحياة الفطرية البحرية، والتي تتضمن تسجيل الفصائل والتوزيع العام للثدييات البحرية والفصائل المهددة في مياه الإمارة، إضافةً إلى إجراء مسح لجودة المياه البحرية. وقد زودت الهيئة، بالتعاون مع شركة (G42) ومؤسسة أوشن إكس (OCEAN X)، سفينة الأبحاث بأحدث تقنية عالمية لدراسة الحمض النووي للكائنات البحرية والأسماك خلال عمليات المسوحات التي تجريها الهيئة، حيث سيتم إعداد قاعدة بيانات متكاملة لتلك الأنواع وربطها بالتسلسل الجيني، وتستخدم التقنية لأول مرة على مستوى العالم على ظهر سفينة أبحاث. كما يضم مركز المصادر الوراثية النباتية التابع لهيئة البيئة في أبوظبي مجموعة من المختبرات البحثية المتخصصة والتي يمكن تلخيص أعمالها في إجراء الفحوص الحيوية المختلفة لبذور النباتات البرية المحلية في الدولة، تمهيداً لحفظها لفترات طويلة في درجات حرارة ورطوبة متحكمة لفترات تصل إلى 100 عام، وكذلك يضم المركز مختبراً متخصصاً ومجهزاً لإجراء عمليات التوصيف والتسلسل الجينومي للأنواع النباتية المحلية وبما يضمن عمليات الحفظ واستدامة استخدام هذه الأنواع. 
أحدث التقنيات 
ويعمل مختبر الفحص المركزي التابع لمجلس أبوظبي للجودة والمطابقة على الحد من التأثيرات السلبية للملوثات البيئية على البيئة وصحة الإنسان، حيث يوفر المختبر خدمات فحص وتحليل العينات وفق أفضل الممارسات الدولية وباستخدام أحدث التقنيات والأجهزة المخبرية المتخصصة في مجالات عدة، منها المجال البيئي والزراعي وبأيدي كوادر وطنية متخصصة، مما أسهم في محافظة المختبر على الاعتماد الوطني الذي حققه، كما يقدم المختبر دراسات وأبحاث بيئية تساهم في دعم وتمكين الجهات التنظيمية والرقابية وأصحاب القرار من تحديث المعايير والاشتراطات البيئية بناء على نتائج هذه الدراسات والأبحاث. 
مختبرات متخصصة 
ويغطي مختبر دبي المركزي مجالات ونطاق عمل ضخم، وذلك لما يتضمنه من مختبرات متخصصة، مدعمة بأحدث التقنيات العالمية، تستند في إجراء الفحوص المخبرية وأعمال المعايرة على منظومة متكاملة للجودة تتضمن 6 مواصفات عالمية وهي ISO17025:17065.45001.14001.17020، UAE.S GSO 2022-2:2021&/or GSO 2055-2:2021. 
ويضم مختبر دبي المركزي عدة مختبرات متخصصة بأعمال التحليل الكيمائي، الميكروبيولوجي، مواد البنية التحتية والبناء، الأجهزة الكهروميكانيكية، والمقاييس، حيث تتميز تلك المختبرات بسرعة ودقة جميع أنواع الفحوص المخبرية، منها الفحوص البيئية التي تتضمن فحوصاً للمياه السطحية، والمياه الجوفية التي تتم بغرض التأكد من جودتها والمحافظة عليها من التلوث والاستنزاف والعمل على استدامتها كمخزون استراتيجي لمياه الشرب في أوقات الطوارئ، كما يتم فحص عناصر التربة المختلفة ضمن منظومة حماية الموارد الطبيعية، للتأكد من جودتها وضمان عدم تلوثها.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات التنمية المستدامة الأمم المتحدة تغير المناخ كوب 28 قمة المناخ مؤتمر الأطراف مؤتمر المختبرات الوطنیة دولة الإمارات أحدث التقنیات على البیئة من خلال

إقرأ أيضاً:

أشرف حنيجل في حوار لـ "الفجر": جامعة السويس ركيزة التنمية المجتمعية وصناعة مستقبل التعليم العالي

تُعَد جامعة السويس إحدى القلاع التعليمية الرائدة في مصر، والتي تسعى جاهدة لتحقيق التميز في التعليم العالي وخدمة المجتمع المحلي.

وتمكنت الجامعة من ترسيخ مكانتها كمركز أكاديمي وبحثي يسهم بفعالية في تطوير محافظة السويس، التي تعد من أهم المحافظات الاستراتيجية في مصر بفضل موقعها الجغرافي المتميز وثرواتها الطبيعية المتنوعة.

في ظل التحديات التي تواجهها المؤسسات التعليمية على المستويين المحلي والعالمي، تمكنت جامعة السويس من إثبات قدرتها على المواءمة بين تقديم تعليم عالي الجودة وتلبية احتياجات المجتمع المحلي. عبر مجموعة من المبادرات التي تشمل القوافل الطبية، والمشروعات الداعمة للقطاعات الصناعية والمزارع السمكية، والدراسات البحثية الموجهة لحل التحديات البيئية والاقتصادية، أصبحت الجامعة نموذجًا يُحتذى به في تعزيز دور الجامعات في تحقيق التنمية المستدامة.

تحت قيادة الدكتور أشرف حنيجل، اتجهت الجامعة نحو تطوير رؤيتها الاستراتيجية، حيث وضعت خططًا طموحة لتحديث البنية التحتية، وتوسيع التعاون مع الجامعات الدولية، وتعزيز البحث العلمي في مجالات حيوية مثل الطاقة المتجددة والصناعات البترولية.

 بالإضافة إلى ذلك، تهتم الجامعة بتنمية مهارات طلابها عبر برامج تدريبية مبتكرة، وورش عمل متخصصة، ومركز للتطوير المهني يساعد الخريجين على مواجهة تحديات سوق العمل بثقة وكفاءة.

وكشف الدكتور أشرف حنيجل، رئيس جامعة السويس، في حوار خاص مع “الفجر” عن جهود الجامعة في خدمة المجتمع، وأبرز المشروعات المستقبلية، والدور الذي تلعبه الجامعة في دعم المبادرات الرئاسية، إلى جانب رؤيته لمستقبل التعليم العالي في مصر. حوار يحمل في طياته طموحات كبيرة ويبرز جهودًا دؤوبة لتحقيق نقلة نوعية في التعليم وخدمة المجتمع المحلي.

 ما هو الدور المجتمعي الذي تقومون به بصفتكم رئيس جامعة السويس؟


الدور المجتمعي للجامعة لا يقتصر على نشر التعليم والبحث العلمي فقط، بل يشمل تقديم خدمات إنسانية وتنموية للمجتمع. بدأ هذا الدور منذ كنت عميدًا لكلية الهندسة، حيث أطلقنا ما يُعرف بالقوافل الهندسية. تمامًا مثل القوافل الطبية، كانت فكرتنا توجيه الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لدراسة مشكلات المنازل والمنشآت المتهالكة في المناطق الأكثر احتياجًا. هذه القوافل تقدم حلولًا عملية للمشكلات الهندسية، مثل تصدع المنازل أو تهالك البنية التحتية.

الآن، بعد أن أصبحت رئيسًا للجامعة، نسعى إلى تحويل هذه الفكرة إلى برنامج رسمي منظم بالتعاون مع مؤسسات مثل "حياة كريمة" و"مصر الخير". نهدف إلى دمج الطلاب في هذه المشروعات، سواء من خلال مشاريع التخرج أو الساعات العملية، ليقوموا بتقديم دراسات تفصيلية حول كيفية إصلاح المنشآت وتحسينها.

 هل يمكن أن تحدثنا عن أحد المشروعات التي كان لها أثر كبير في حياتك؟
 

من التجارب التي أعتز بها كثيرًا، عندما كنت أستاذًا بجامعة المنصورة وقام أهالي أحد المساجد بطلب المساعدة لتوسيع المسجد. بعد الاطلاع على الرسومات الهندسية، اكتشفت إمكانية التوسعة رغم اعتراض الحي، وبالفعل عملنا على المشروع. لم يتوقف الأمر عند توسعة المسجد فقط، بل أضفنا قاعات للتعليم ومركزًا طبيًا ومرافق أخرى تخدم المجتمع.

تأثرت بشدة بهذه التجربة، خاصة أنني رأيت في منامٍ إشارة بأن أكمل العمل، مما دفعني لبذل جهد أكبر لإتمام المشروع. حتى اليوم، أشعر بفخر وسعادة عندما أرى هذا المسجد في المنصورة.

 كيف تستفيد جامعة السويس من دورها المجتمعي في تحسين حياة المواطنين؟

جامعة السويس رائدة في تنظيم القوافل المجتمعية، مثل قوافل محو الأمية التي ساهمت في تعليم نحو 6000 مواطن سنويًا. لدينا أيضًا قوافل اجتماعية لحل مشكلات مثل النزاعات الزوجية أو حالات التسرب من التعليم. نؤمن بأن هذه الجهود ليست فقط جزءًا من رسالتنا الأكاديمية، بل هي واجب وطني وإنساني.

 كيف أثرت خبراتك الدولية في إنجلترا على عملك في مصر؟

السفر إلى إنجلترا كان تجربة فارقة في حياتي. أثناء عملي البحثي هناك، تعلمت النظام والالتزام بالمواعيد بشكل دقيق. على سبيل المثال، في المعمل كانوا يخصصون لكل باحث وقتًا محددًا لاستخدام الأجهزة، ولا يُسمح بالتجاوز، وهو درس في احترام الوقت وحقوق الآخرين.

أثناء وجودي في جامعة نيوكاسل، عملت على أبحاث تتعلق بالمواد الذكية، مثل المواد التي تُضاف للخرسانة لتوفير الطاقة. أحد أبحاثي تمحور حول استخدام هذه المواد لتحويل المباني إلى مكيفة طبيعيًا دون الحاجة لأجهزة تكييف. هذه التقنية يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في مصر إذا تم تبنيها.

 حدثنا عن بحثك حول صَدأ الحديد ودوره في تطوير البنية التحتية؟
 

بعد زلزال 1992 في مصر، تبين أن صَدأ الحديد كان السبب الرئيسي وراء انهيار العديد من المنشآت. كان من المهم ابتكار طرق لاكتشاف الصدأ دون الحاجة إلى تكسير الخرسانة. طورت جهازًا يستخدم تقنية كهروكيميائية يعمل كـ "سماعة طبيب" للمنشآت، يحدد نسبة الصدأ في حديد التسليح.

هذا الجهاز أحدث نقلة كبيرة وقتها، وحصلت بسببه على جائزة أفضل رسالة ماجستير من جامعة المنصورة وبراءة اختراع. الآن، أصبحت هذه الأجهزة متداولة عالميًا، لكنها تمثل بالنسبة لي درسًا في أهمية تحويل البحث العلمي إلى تطبيقات تخدم المجتمع.

ما هي رؤيتكم لتطوير البحث العلمي في مصر؟


البحث العلمي هو الأساس لأي تقدم من الضروري أن تُترجم الأبحاث إلى تطبيقات تخدم المجتمع وتُساهم في حل مشكلاته. يجب أن يكون هناك تعاون أكبر بين الجامعات والقطاع الصناعي لتبني نتائج الأبحاث وتحويلها إلى منتجات حقيقية.

على سبيل المثال، أحد أبحاثي كان يهدف إلى تصنيع مادة مستوردة من الصين تُستخدم في تحسين الخرسانة أصررت على تصنيع هذه المادة محليًا، ونجحنا بالفعل في إنتاجها ونشرنا نتائجنا في مجلات عالمية.

 س: كيف تسهم جامعة السويس في خدمة مجتمع السويس بشكل عام؟ وهل هناك مشروعات أو مبادرات موجهة للمجتمع المحلي؟


جامعة السويس تسهم بشكل كبير في خدمة مجتمع السويس من خلال العديد من المبادرات والمشروعات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين في المحافظة وتعزيز دورها المجتمعي. تعتبر القوافل الطبية من أبرز هذه المبادرات، حيث تنظم الجامعة قوافل طبية دورية في مختلف التخصصات مثل طب الأطفال، الباطنة، الجراحة، وطب الأسنان. هذه القوافل تستهدف المناطق النائية في السويس وكذلك المناطق ذات الاحتياجات الخاصة، حيث نقوم بتقديم الفحوصات الطبية للمرضى وتوزيع الأدوية مجانًا لمن يحتاجون إليها.

بالإضافة إلى القوافل الطبية، هناك قوافل موجهة إلى مجال المزارع السمكية من خلال كلية الثروة السمكية. هذه القوافل تهدف إلى تقديم الرعاية والدعم للمزارع السمكية، مما يساهم في تحسين الإنتاج السمكي في المنطقة.

س: هل هناك مبادرات أخرى في مجال الصحة النفسية؟


نعم، لدينا اهتمام خاص بالصحة النفسية للمجتمع المحلي. نحن نعتبر أن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من صحة المجتمع بشكل عام. تقوم الجامعة بتقديم خدمات استشارية في هذا المجال بهدف تعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية وتقديم الدعم للأشخاص الذين يعانون من ضغوط نفسية أو حالات الاكتئاب. نقدم استشارات فردية وجماعية، وننظم ورش توعية وبرامج علاجية تهدف إلى تطوير مهارات التعامل مع الضغوط.

س: هل هناك أي مشاركة لجامعة السويس في المبادرات الرئاسية التي تستهدف تحسين حياة المواطنين؟


نعم، الجامعة تشارك في العديد من المبادرات الرئاسية. من أهم هذه المبادرات هي "حياة كريمة" التي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة في المناطق الأكثر احتياجًا. نساهم في تقديم الدعم الطبي والخدمات الاجتماعية من خلال هذه المبادرة، بالإضافة إلى دعم المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لحياة أفضل" التي تهدف إلى تحسين حياة المواطنين بشكل عام عبر توفير فرص جديدة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية.

س: هل يمكن أن توضح لنا أكثر كيف تسهم الجامعة في هذه المبادرات؟


بالطبع، الجامعة تسهم في هذه المبادرات من خلال تقديم مجموعة من الأنشطة والخدمات التي تهدف إلى تحسين الحياة الاجتماعية والصحية والاقتصادية للمواطنين. على سبيل المثال، نحن نشارك في تقديم الدعم الطبي من خلال القوافل الطبية التي تشمل الفحوصات والعلاج المجاني للمحتاجين. كما نسهم في تطوير برامج تدريبية متنوعة تهدف إلى رفع مهارات الأفراد في مختلف المجالات مثل الحرف اليدوية وريادة الأعمال والصحة النفسية. نحن أيضًا نساعد في توفير خدمات طبية مجانية للمواطنين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج، بالإضافة إلى تنظيم حملات توعية صحية في المجتمع.

س: هل يوجد دور للجامعة في التنمية الصناعية والمشاريع الكبرى في المنطقة؟


نعم، جامعة السويس تلعب دورًا مهمًا في دعم التنمية الصناعية والمشاريع الكبرى في المنطقة من خلال العديد من المبادرات التي تركز على تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد المحلي. نحن نسعى إلى إقامة شراكات استراتيجية مع الصناعات المحلية في السويس، خاصة في مجالات مثل الصناعات البترولية والتعدين والطاقة المتجددة. هذه الشراكات تساعد في تطوير حلول علمية وتكنولوجية مبتكرة لتحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف في القطاع الصناعي.

س: هل توجد أبحاث علمية تدعم هذه الصناعات؟


نعم، لدينا مركز للبحث العلمي في الجامعة الذي يركز على تقديم حلول علمية تواكب التحديات التي تواجه القطاعات الصناعية. نركز بشكل خاص على مجالات الطاقة المتجددة، النفايات الصناعية، وتحسين العمليات الصناعية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل البيئي. أبحاثنا تهدف إلى تقديم حلول عملية للمشاكل التي تواجه الصناعة المحلية، ونحن نعمل على تطوير مراكز بحثية جديدة تركز على الابتكار التكنولوجي.

س: هل توجد مشاركة من الجامعة في مشروعات الطاقة أو المشاريع الكبرى الأخرى؟


نعم، تعتبر منطقة السويس ذات أهمية استراتيجية كبيرة في مجال الطاقة، لذلك الجامعة تتعاون مع العديد من المشاريع الكبرى في هذا المجال. نحن نقدم الدراسات والأبحاث المتعلقة بكفاءة الطاقة، كما نشارك في نشر الوعي والتدريب في مجالات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. نحن أيضًا نشارك في تطوير البنية التحتية للمناطق الصناعية في المنطقة، بما في ذلك مشاريع النقل والخدمات الأساسية، وكذلك نساهم في مشروع تطوير منطقة عتاقة الصناعية.

س: هل الجامعة توفر ورش عمل ودورات تدريبية للطلاب لتأهيلهم لسوق العمل؟


نعم، جامعة السويس توفر العديد من ورش العمل والدورات التدريبية للطلاب بهدف تأهيلهم لسوق العمل. نعمل بشكل وثيق مع الشركات والمؤسسات المحلية لتقديم برامج تدريبية متنوعة في مجالات متخصصة تتناسب مع التخصصات الأكاديمية المختلفة. على سبيل المثال، كليات الهندسة وهندسة البترول توفر ورشًا تدريبية في مجالات مثل الطاقة المتجددة والتعدين. نحن نقدم للطلاب فرصة اكتساب المهارات العملية التي يحتاجونها لتطبيق معرفتهم في بيئة العمل الحقيقية.

س: هل هناك مركز خاص بالمهارات المهنية في الجامعة؟


نعم، يوجد لدينا مركز للتطوير المهني في الجامعة، وهو يعتبر من المبادرات الرئيسية التي تهدف إلى تعزيز قدرة الطلاب على التكيف مع متطلبات سوق العمل. هذا المركز ينظم ورش عمل ودورات تدريبية في مهارات أساسية مثل كتابة السيرة الذاتية والتحضير للمقابلات الشخصية، بالإضافة إلى مهارات متقدمة مثل التحليل البياني والذكاء الاصطناعي. المركز أيضًا يوفر فرص تدريب ميداني في الشركات والمؤسسات داخل وخارج المحافظة، مما يساعد الطلاب على اكتساب خبرة عملية قيمة.

س: هل توفر الجامعة فرصًا للتدريب الصيفي للطلاب؟


نعم، جامعة السويس توفر برامج تدريب صيفي بالتعاون مع العديد من الشركات والمؤسسات المحلية والدولية. هذه البرامج تتيح للطلاب الفرصة لتطبيق ما تعلموه في الفصل الدراسي في بيئة عمل حقيقية. بالإضافة إلى ذلك، توفر الجامعة مشاريع تخرج مرتبطة بتحديات حقيقية في مختلف المجالات، مما يساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم العملية والتقنية.

س: كيف ترى مستقبل جامعة السويس في الخمس سنوات القادمة؟ وما الأهداف التي تسعون لتحقيقها؟


مستقبل جامعة السويس في الخمس سنوات القادمة يتسم بالتطور المستمر. لدينا العديد من الأهداف الاستراتيجية التي نعمل على تحقيقها، ومنها تحسين جودة التعليم من خلال تحديث المناهج الأكاديمية لتواكب أحدث الاتجاهات العالمية. نحن نخطط أيضًا لتوسيع التعاون مع الجامعات الدولية من خلال تقديم برامج دراسات مشتركة. كما سنركز على تعزيز البحث العلمي والابتكار في مجالات مثل الطاقة المتجددة والبترول.

س: هل هناك خطط لتطوير البنية التحتية للجامعة؟


نعم، لدينا خطط لتطوير وتحسين البنية التحتية للجامعة، بما في ذلك بناء منشآت جديدة وتحديث المختبرات والمرافق التعليمية. كما نعمل على تعزيز المرافق التكنولوجية مثل معامل الحاسوب والمكتبات الرقمية لتلبية احتياجات الطلاب في ظل الثورة الرقمية.

س: ما هي الرسالة التي تود توجيهها لخريجي جامعة السويس في ظل التحديات التي يواجهها سوق العمل؟


أود أن أوجه كلمة مليئة بالتشجيع والتحفيز لخريجي جامعة السويس. نحن نعلم أن التحديات كثيرة في سوق العمل، لكن هذه التحديات ليست عائقًا، بل هي فرصة للنمو والابتكار. أقول لهم: استمروا في التعلم والتطور، لأن سوق العمل اليوم يتطلب مهارات عملية وقدرة على التكيف مع التغيرات السريعة في التكنولوجيا. اجعلوا التفوق في تخصصكم أولوية، لكن لا تنسوا تطوير مهاراتكم الشخصية مثل التواصل والعمل الجماعي وحل المشكلات.

س: هل يمكن أن تقدم نصيحة بشأن كيفية التعامل مع التحديات التي قد يواجهها الخريجون؟

التحديات في سوق العمل قد تكون صعبة، لكن التكيف معها والعمل على تجاوزها سيجعلكم أكثر قوة وكفاءة. استغلوا كل فرصة للتعلم والنمو، ولا تخافوا من المغامرة في مسارات جديدة. أنتم قادرون على بناء مستقبل مشرق ونحن نؤمن بقدرتكم على التميز والإبداع. تذكروا دائمًا أن الجامعة تظل في خدمتكم من خلال شبكة الخريجين وورش العمل وملتقيات التوظيف. أتمنى لكم مستقبلًا واعدًا مليئًا بالفرص والتحديات التي ستساعدكم على تحقيق طموحاتكم.

بهذا الحوار، قدم لنا الدكتور أشرف حنيجل  نموذجًا مميزًا لقائد أكاديمي يدمج بين العلم والعمل الإنساني، ليؤكد أن الجامعة ليست فقط منارة للعلم، بل شريك أساسي في التنمية.

 

مقالات مشابهة

  • طحنون بن زايد يبحث مع بيل غيتس دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز التنمية المستدامة
  • زكريا فؤاد: تطوير سيناء أحد أهم محاور استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة 2030
  • أشرف حنيجل في حوار لـ "الفجر": جامعة السويس ركيزة التنمية المجتمعية وصناعة مستقبل التعليم العالي
  • سياحة دبي: حققنا 15% فقط من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة
  • "مؤتمر إدارة الطيران" يختتم فعالياته باستعراض أحدث اتجاهات الصناعة
  • المملكة عازمة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال قمة قادة الـ 20
  • تعزيز التنمية المستدامة .. توقيع مذكرة تفاهم لـ إنشاء مصنعَين
  • وزير الاقتصاد يؤكّد عزم المملكة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال قمة G20
  • وزير الاقتصاد والتخطيط يؤكّد عزم المملكة بالتعاون مع شركائها الدوليين على تحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال قمة قادة مجموعة العشرين
  • أحزاب عن كلمة مصر بقمة العشرين.. شملت جميع عوامل التنمية المستدامة وتعبر عن رؤية الدول النامية