المختبرات البيئية في الإمارات.. ركيزة مهمة في تعزيز التنمية المستدامة
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلة سعود بن صقر يستقبل قنصل كندا ولجنة «تيري فوكس رأس الخيمة» سفير الإمارات يُقدّم أوراق اعتماده للمديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في جنيف مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملةتلعب مختبرات البيئة في دولة الإمارات دوراً حيوياً في مراقبة الوضع البيئي والحد من التأثيرات السلبية للملوثات على البيئة وصحة الإنسان، حيث تقدم جملة من خدمات الفحوص المخبرية من خلال أحدث الأجهزة العلمية المتطورة، للتأكد من مطابقة كل السلع والمنتجات المتداولة في الدولة للمعايير العالمية، ومنع الأضرار البيئية الناتجة عن مختلف الأعمال وعمليات التصنيع.
وتهدف حملة «استدامة وطنية» إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالعمل المناخي، بما يحقق التأثير الإيجابي على سلوك الأفراد ومسؤولياتهم، وصولاً لمجتمع واعٍ بيئياً.
جهوزية عالية
وتتميز المختبرات البيئية في دولة الإمارات بجهوزيتها العالية وامتلاكها لأحدث الأجهزة للوفاء بمتطلبات القطاعات المتنوعة في مختلف أنحاء الدولة، كما تعمل هذه المختبرات على تقديم الخدمات الفنية المتخصصة، بجانب بناء قاعدة بيانات إلكترونية توفر للعملاء بيانات وحقائق تحليلية، إضافة إلى توفير بيئة صحية عالية الجودة للسكان من خلال استخدام أحدث أساليب الفحص لقياس جودة الهواء والانبعاثات، وذلك بما يدعم الإجراءات الحكومية الهادفة إلى وضع استراتيجيات كفيلة لحماية البيئة وتحقيق الاستدامة البيئية. وتعمل دولة الإمارات باستمرار على تعزيز وتطوير المختبرات البيئية لمنظومة عملها لضمان سلامة الغذاء المتداول ومراقبته خلال جميع مراحل السلسلة الغذائية للتحقق من صلاحيته للاستهلاك الآدمي، وحماية صحة المستهلك من المخاطر كافة المرتبطة بالغذاء، علاوة على حماية المستهلك من الأغذية الضارة بالصحة أو المغشوشة أو الفاسدة.
اعتمادات عالمية
وقد حصلت المختبرات الوطنية التابعة لوزارة التغير المناخي والبيئة على العديد من الاعتمادات العالمية، ومنها اعتماد «الهيئة البريطانية لاعتماد خدمات المختبرات UKAS» التي اعتمدت 61 فحصاً جديداً لإدارة المختبرات الوطنية التابعة للوزارة، ليرتفع إجمالي عدد الفحوص المخبرية المعتمدة دولياً للإدارة إلى 410 فحوص في مجال الكشف عن الأمراض الحيوانية، والآفات الزراعية، ومتبقيات المبيدات في السلع الغذائية، وجودة المستحضرات البيطرية، وتحليل جودة المبيدات، بالإضافة لفحوص المياه والتربة والأسمدة. كما جددت الهيئة شهادة الاعتماد الدولي وفقاً للمواصفة الخاصة بالمتطلبات العامة لكفاءة مختبرات المعايرة والاختبار ISOIEC 17025: 2017 للمختبرات الوطنية للسنة السابعة عشرة على التوالي.
وتعمل إدارة المختبرات الوطنية بكامل جهوزيتها على تطوير وتحديث آليات العمل لديها، بما يضمن سرعة الإنجاز ودقة نتائج تحليل العينات المستلمة من المنافذ الحدودية للدولة للتأكد من صحة وسلامة تلك العينات، وفي حال ثبوت عدم ملاءمة أو سلامة عينات يتم التنسيق مع الإدارات المعنية في الوزارة، لإخطار السلطات المحلية باتخاذ الإجراءات المناسبة، من خلال إرجاع الإرساليات المخالفة إلى الدولة المصدرة أو إعدامها فوراً، ولا يتم السماح نهائياً بدخول أي إرساليات، إلا بعد التأكد النهائي من مطابقتها للمعايير والمواصفات الغذائية الدولية.
وتعتمد إدارة المختبرات الوطنية في عملها على المواصفات الصادرة عن السلطات المختصة في دولة الإمارات، والمواصفات والمعايير الدولية الغذائية الصادرة عن هيئة الدستور الغذائي. وتحرص وزارة التغير المناخي والبيئة على تأهيل كوادرها الفنية لضمان مواكبتهم لأحدث معايير وإجراءات الفحوص المختلفة، كما تحرص على توظيف أحدث التقنيات العالمية في عمليات الفحص والاختبار.
حماية التنوع البيولوجي
وقد طورت هيئة البيئة في أبوظبي مؤخراً سفينة الأبحاث البحرية «جيّوَن»، والتي تُعد أول سفينة أبحاث من نوعها على مستوى الدولة والأكثر تقدماً وتطوراً من الناحية التقنية على صعيد منطقة الشرق الأوسط. وتضم السفينة معدات ومختبرات علمية حديثة مثل مختبر كيميائي، مختبر صوتي، مختبر فيزيائي، ومختبر سمكي، تحتوي جميعها على أحدث الأجهزة والتقنيات مثل جهاز الـ (CTD)، وأجهزة تسلسل الحمض النووي، وأجهزة الغوص التي يتم التحكم بها عن بُعد، حيث تهدف لدعم عمليات مراقبة وحماية التنوع البيولوجي البحري وإيجاد الحلول المناسبة لآثار التغيُّر المناخي، وتنفيذ عدد من المبادرات البيئية، ومن أهمها مشروع تقييم الكربون الأزرق لمصايد الأسماك في المحيطات، والذي سيتم من خلاله تنفيذ أول مسح لتقييم الكربون الأزرق المحيطي للمصايد السمكية في المنطقة، دعماً لمبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. وأكملت السفينة بنجاح المرحلة الأولى من مسح تقييم الموارد السمكية في مياه دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أكملت السفينة أول مسح صوتي شامل على الإطلاق للموارد السمكية في مياه الدولة، وقد أُجريت هذه الدراسة الرائدة، التي استمرت لمدة أسبوعين، في الخليج العربي وبحر عُمان، واستخدمت أحدث التقنيات لفحص النظم البيئية تحت الماء، وتقييم أعداد الأحياء البحرية وتوزيعها. وشمل المسح الصوتي استخدام الموجات الصوتية لتقدير وفرة وتوزيع مجموعات الأسماك في البحر، فمن خلال تحليل البيانات، ستتمكن الهيئة من تحديد حجم وكثافة وموقع مجموعات الأسماك، مما يساعد في تقييم صحة وحالة المخزون السمكي في المنطقة، ويساهم في تعزيز جهود الهيئة في الإدارة المستدامة لمصايد الأسماك. كما سيتم من خلال السفينة إجراء مسح أساسي للبيئة البحرية لتحديد المواقع الحيوية للتنوع البيولوجي ووضع أولويات للحفاظ على البيئة البحرية والتنوع البيولوجي، فضلاً عن إجراء مسوحات لرسم خرائط ومراقبة الموائل البحرية، بما في ذلك الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية، ومراقبة الموائل في المياه العميقة للإمارة.
كذلك سيتم إجراء مسوحات الحياة الفطرية البحرية، والتي تتضمن تسجيل الفصائل والتوزيع العام للثدييات البحرية والفصائل المهددة في مياه الإمارة، إضافةً إلى إجراء مسح لجودة المياه البحرية. وقد زودت الهيئة، بالتعاون مع شركة (G42) ومؤسسة أوشن إكس (OCEAN X)، سفينة الأبحاث بأحدث تقنية عالمية لدراسة الحمض النووي للكائنات البحرية والأسماك خلال عمليات المسوحات التي تجريها الهيئة، حيث سيتم إعداد قاعدة بيانات متكاملة لتلك الأنواع وربطها بالتسلسل الجيني، وتستخدم التقنية لأول مرة على مستوى العالم على ظهر سفينة أبحاث. كما يضم مركز المصادر الوراثية النباتية التابع لهيئة البيئة في أبوظبي مجموعة من المختبرات البحثية المتخصصة والتي يمكن تلخيص أعمالها في إجراء الفحوص الحيوية المختلفة لبذور النباتات البرية المحلية في الدولة، تمهيداً لحفظها لفترات طويلة في درجات حرارة ورطوبة متحكمة لفترات تصل إلى 100 عام، وكذلك يضم المركز مختبراً متخصصاً ومجهزاً لإجراء عمليات التوصيف والتسلسل الجينومي للأنواع النباتية المحلية وبما يضمن عمليات الحفظ واستدامة استخدام هذه الأنواع.
أحدث التقنيات
ويعمل مختبر الفحص المركزي التابع لمجلس أبوظبي للجودة والمطابقة على الحد من التأثيرات السلبية للملوثات البيئية على البيئة وصحة الإنسان، حيث يوفر المختبر خدمات فحص وتحليل العينات وفق أفضل الممارسات الدولية وباستخدام أحدث التقنيات والأجهزة المخبرية المتخصصة في مجالات عدة، منها المجال البيئي والزراعي وبأيدي كوادر وطنية متخصصة، مما أسهم في محافظة المختبر على الاعتماد الوطني الذي حققه، كما يقدم المختبر دراسات وأبحاث بيئية تساهم في دعم وتمكين الجهات التنظيمية والرقابية وأصحاب القرار من تحديث المعايير والاشتراطات البيئية بناء على نتائج هذه الدراسات والأبحاث.
مختبرات متخصصة
ويغطي مختبر دبي المركزي مجالات ونطاق عمل ضخم، وذلك لما يتضمنه من مختبرات متخصصة، مدعمة بأحدث التقنيات العالمية، تستند في إجراء الفحوص المخبرية وأعمال المعايرة على منظومة متكاملة للجودة تتضمن 6 مواصفات عالمية وهي ISO17025:17065.45001.14001.17020، UAE.S GSO 2022-2:2021&/or GSO 2055-2:2021.
ويضم مختبر دبي المركزي عدة مختبرات متخصصة بأعمال التحليل الكيمائي، الميكروبيولوجي، مواد البنية التحتية والبناء، الأجهزة الكهروميكانيكية، والمقاييس، حيث تتميز تلك المختبرات بسرعة ودقة جميع أنواع الفحوص المخبرية، منها الفحوص البيئية التي تتضمن فحوصاً للمياه السطحية، والمياه الجوفية التي تتم بغرض التأكد من جودتها والمحافظة عليها من التلوث والاستنزاف والعمل على استدامتها كمخزون استراتيجي لمياه الشرب في أوقات الطوارئ، كما يتم فحص عناصر التربة المختلفة ضمن منظومة حماية الموارد الطبيعية، للتأكد من جودتها وضمان عدم تلوثها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات التنمية المستدامة الأمم المتحدة تغير المناخ كوب 28 قمة المناخ مؤتمر الأطراف مؤتمر المختبرات الوطنیة دولة الإمارات أحدث التقنیات على البیئة من خلال
إقرأ أيضاً:
قيادي بحزب العدل: تفعيل دور ذوي الهمم في التنمية المستدامة ضرورة ملحة
قال أحمد بدرة، مساعد رئيس حزب العدل لشؤون تنمية الصعيد، إنّ عدد ذوي الهمم في مصر يقدر بحوالي 13 مليون فرد، أي ما يعادل من 12 إلى 13% من تعداد السكان، وهي نسبة قد تكون أعلى من باقي الدول، لكن الدولة تسعى جاهدة لتمكين هؤلاء الأفراد على مختلف الأصعدة التعليمية والصحية والعملية، بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي والجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني والمجلس القومي لحقوق الإنسان.
رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامةوأضاف «بدرة» في بيان اليوم الأحد، أنه في إطار رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، التي تعتمد بشكل خاص على تنمية الفرد لخدمة المجتمع، وفي ظل عصر التحول الرقمي، هناك محوران أساسيان لهذا الملف، ويتمثل المحور الأول في استخدام التحول الرقمي بالتعاون مع جهاز التعبئة والإحصاء لتحديد الفئة المستهدفة من ذوي الإعاقة، وتصنيفهم حسب العمر والجنس ونوع الإعاقة، وذلك من أجل تطوير برامج تأهيل وتدريب ملائمة لهم، ويشمل ذلك تحديد احتياجاتهم التعليمية والمهنية حسب السن والجنس، لضمان تدريبهم وتأهيلهم واختيار التعليم والمجال الوظيفي المناسب لهم.
تمكين ذوي الهمم بات ضرورة ملحةوأوضح أنه يجب تفعيل هذه البرامج بدءًا من مرحلة الطفولة حتى التخرج من المرحلة الجامعية، وتمكينهم من الحصول على وظائف مناسبة، فيما يهدف هذا البرنامج إلى تقديم مساعدة حقيقية ونشر الوعي وخلق بيئة صحية لدمج ذوي الهمم داخل المجتمع، وجعلهم شركاء فاعلين في التنمية، مشيرًا إلى أن تمكين ذوي الهمم بات ضرورة ملحة في هذا التوقيت.
وأكد أن المحور الثاني يتمثل في إنشاء بروتوكولات مع مؤسسات المجتمع المدني والبنوك المصرية لتنظيم دورات تدريبية خاصة بريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك الأنشطة الفاعلة التي تدعم التنمية المستدامة مثل الزراعة والصناعة والحرف اليدوية.
ولفت إلى أن ذلك يتضمن إعداد دراسات جدوى لتلك المشاريع وتمكين الشباب من ذوي الإعاقة لخلق فرص استثمارية تساعدهم في دفع عجلة الاقتصاد القومي، بالإضافة إلى خلق قنوات تسويقية لتلك المشروعات من خلال المؤسسات المجتمعية لدعم هؤلاء الشباب في العمل نحو بناء أسر سوية قادرة على النهوض بالمجتمع وتأدية دورها على أكمل وجه.
التحديات العملية والاجتماعيةوأكد أنه يمكن توسيع النص ليشمل المزيد من التفاصيل والعمق وهنا محاور إضافية يمكنك تناولها وهي التحديات والفرص والتي تتمثل في تسليط الضوء على التحديات العملية والاجتماعية التي تواجه ذوي الهمم في مصر، مثل المشاكل المرتبطة بالبنية التحتية غير الملائمة وضعف الوصول إلى التعليم والتوظيف والخدمات الصحية المتخصصة، ويمكن أن يتضمن ذلك قصص نجاح فردية تلهم الآخرين وتظهر الإمكانات الكبيرة لدى هذه الفئة، وهو ما يعزز الحاجة إلى برامج تمكين أكثر تأثيرًا.
وتابع: يأتي بعد ذلك دور الأسرة والمجتمع، حيث يتم تناول الدور الكبير الذي تلعبه الأسر في دعم ذوي الهمم، وأهمية التوعية المجتمعية حول دمجهم وتقبلهم كجزء من المجتمع، ويمكن تضمين معلومات عن برامج الدعم النفسي والاجتماعي لأسر ذوي الهمم وتفاصيل عن كيف يمكن للمجتمع أن يكون شريكًا في تحسين حياة هؤلاء الأفراد، فضلًا عن التكنولوجيا والتحول الرقمي، إذ يجب التوسع في الحديث عن كيفية استخدام التكنولوجيا لتمكين ذوي الهمم، مثل تطبيقات الهاتف المحمول التي تساعدهم في الحياة اليومية أو استخدام التكنولوجيا المساعدة في التعليم والعمل، ويمكن أيضًا التعمق في مبادرات الحكومة والشركات الخاصة لتطوير تقنيات تدعم ذوي الهمم، علاوة على التوصيات المستقبلية، حيث يتم اقتراح استراتيجيات مستقبلية لتطوير السياسات الحالية لدعم ذوي الهمم بشكل فعال ومستدام بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، ويمكن أن يشمل ذلك اقتراحات لسياسات جديدة، مثل إنشاء مراكز تدريب متخصصة أو تشريعات تدعم حقوق ذوي الهمم في جميع مناحي الحياة.