اتفق خبراء عسكريون ومحللون على أن رسائل المقاومة الفلسطينية ممثلة في خطابات أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والعمليات المعلن عنها، تعكس ثقة واضحة في إمكانياتها وقدرتها، وقدرة على فرض شروطها في مسار التفاوض للوصول إلى صفقة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وكان أبو عبيدة، قد قال في آخر خطاب مسجل مساء الاثنين، إن مقاتلي القسام دمروا 60 آلية عسكرية إسرائيلية خلال الـ72 الساعة الماضية، ورجح قصف إسرائيل قوات لها على الأرض ظنا منها أنه تم أسر عدد من جنودها، كاشفا عن تنفيذ عمليات نوعية وإيقاع العديد من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.

ووجد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأميركية، أيمن يوسف، في خطاب الناطق باسم القسام الأخير، "ثقة عالية وهائلة" ظهرت من خلال نبرة صوته وما قدمه من أرقام وتفاصيل وبيانات، أظهرت أريحية واضحة في الانتقال ما بين التكتيك والإستراتيجية، وعكست أداء متميزا على الأرض، ومفاجأة للعدو بعمليات نوعية.

ورأى -في حديثه ضمن الوقفة التحليلية على قناة الجزيرة "غزة.. ماذا بعد"، أن إستراتيجية المقاومة تشتد مع الوقت، وتوقع أن تزداد إنجازاتها في حال توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر، خاصة في منطقة الزيتون المعروف أنها من المعاقل المهمة للمقاومة الفلسطينية، وأنها ستكبدهم خسائر كبيرة.

رسالة واضحة

كما اعتبر أستاذ العلوم السياسية، في خطاب أبو عبيدة، رسالة واضحة بأن المقاومة تمتلك ما يمكنها من فرض شروطها على طاولة التفاوض حول صفقة لهدنة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في ظل تصاعد الحديث عن الاقتراب من التوصل إليها، وأن الرؤية الإسرائيلية والأميركية لن تكون هي المحدد لهذه الصفقة.

ويرى الدكتور أيمن يوسف، أن هناك تناغما واضحا بين الميدان التكتيكي والإستراتيجي للمقاومة على الأرض، وبين المسار السياسي في سياق المفاوضات، كما أنه لم يتم إغفال جانب الحاضنة الشعبية، حيث احتوى خطاب أبو عبيدة رسالة داعمة لصمودهم وثباتهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم.

بدوره، رأى الخبير العسكري، فايز الدويري، أن أداء المقاومة وما ظهر في خطاب أبو عبيدة، يشير إلى أن المقاومة تبعث رسالة بأنها ليست في موقف من يملى عليه أي اتفاق أو صفقة، في ظل قدرتها على الصمود وإلحاق الخسائر بعدوها، وأنها مصرة على التوصل إلى صفقة تلبي شروطها وتطلعاتها.

ولفت إلى أن الأماكن التي ذكرها أبو عبيدة في خطابه هي لمناطق اجتاحتها قوات الاحتلال منذ بداية العملية البرية في قطاع غزة، ومن ثم فإن ذلك يؤكد بأنه لا توجد مناطق اكتملت سيطرتها عليها حتى الآن، في ظل استمرار الاشتباكات وقدرة المقاومة على تنفيذ عمليات فيها.

تطور مهم

واعتبر حديث أبو عبيدة عن تنفيذ مجموعة كبيرة (25 مقاتلا) لعملية هو تطور جدير بالاهتمام، في ظل تنفيذ غالبية العمليات من خلال مجموعات صغيرة (3 إلى 5 عناصر)، وهو ما يكشف قدرة عالية على إدارة المعركة ويؤكد أن خيوطها لا تزال في أيدي المقاومة.

وتوقع الدويري أن تشهد المرحلة المقبلة زيادة في تنفيذ المقاومة لعمليات انتقائية ونوعية في عمق مناطق الوجود الإسرائيلي، واستمرار المعارك التصادمية.

وحول وقع خطابات أبو عبيدة على أهالي غزة، أكد المحلل السياسي من القطاع، ياسر أبوهين، أنها باتت جزءا أساسيا من متابعة أهالي القطاع لمجريات الأحداث، رغم صعوبة ذلك في ظل الأوضاع الإنسانية المتردية، لما لها من بعد معنوي ونفسي لديهم.

وأشار في هذا السياق، إلى أن النازحين في المستشفيات والمدارس ومن ظلوا في منازلهم يحرصون على الاستماع للخطاب رغم انقطاع الكهرباء والإنترنت، ويسعون لتحقيق ذلك عبر ما يتوفر لديهم من إمكانيات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أبو عبیدة فی خطاب

إقرأ أيضاً:

«الصناعة» تُشكل لجنة لبحث تحديات هيئة الدواء.. خبراء: يعد القطاع أحد أهم الركائز التي تدعم منظومة الصحة والاقتصاد الوطني.. ونجاح المبادرة مرهون بقدرة اللجنة على تنفيذ التوصيات ووضع خطة عمل واضحة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يمثل قطاع الدواء أحد الأعمدة الرئيسية لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الصحي، حيث يلعب دورًا حيويًا في تلبية احتياجات المواطنين وضمان توفير الأدوية بأسعار مناسبة وجودة عالية ومع التحديات المتزايدة التي تواجه هذا القطاع في السنوات الأخيرة، أصبح من الضروري اتخاذ خطوات جادة وفعالة لإزالة العقبات وتوفير بيئة مواتية للنمو والتطوير.

وفي هذا السياق، جاءت استجابة الحكومة، ممثلة في الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، للمطلب المقدم من شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، لتؤكد حرص الدولة على دعم الصناعات الدوائية والعمل على إيجاد حلول عملية للمشكلات التي تعترض طريقها ويأتي هذا التحرك يعكس استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز القطاع الصناعي ككل، وجعله أحد المحركات الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة.

حيث استجاب الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، لمطلب الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، بتشكيل لجنة تضم عددًا من المختصين، من بينهم الدكتور عوف، لدراسة التحديات التي تواجه قطاع الدواء والعمل على إزالة العقبات التي تعرقل تطوره.

وجاءت هذه الخطوة بعد أن ناشد الدكتور علي عوف الحكومة، عبر بيان رسمي سابق، بضرورة الإسراع في تشكيل لجنة لمناقشة المشكلات التي يعاني منها قطاع الدواء وأشار في بيانه إلى أهمية هذا القطاع الذي يضم أكثر من 2000 شركة ومصنع وموزع، تمثل كيانًا كبيرًا يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتلبية احتياجات السوق المحلي.

وقد عبرت شعبة الأدوية عن امتنانها لهذه الاستجابة السريعة من الحكومة، حيث أرسلت برقية شكر وتقدير إلى الفريق كامل الوزير وأشادت بالاجتماعات الدورية التي يعقدها الوزير مع المستثمرين لبحث مشكلاتهم والعمل على حلها بفعالية، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية الدولة لتعزيز القطاع الصناعي ووضعه ضمن أولويات التنمية.

وأكد الدكتور علي عوف أن تشكيل اللجنة يُعد تطورًا إيجابيًا يعكس اهتمام الحكومة بقطاع الدواء، الذي شهد تحديات كبيرة في الفترة الأخيرة. وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه الجهود في تعزيز الإنتاج المحلي وتطوير الصناعات الدوائية بما يدعم تحقيق الاكتفاء الذاتي ويقلل الاعتماد على الواردات.

استجابة وزير الصناعة

وفي هذا السياق يقول محمود فؤاد رئيس المركز المصري للحق في الدواء، يعتبر قطاع الدواء أحد الركائز الأساسية التي تدعم منظومة الصحة العامة والاقتصاد الوطني ومع تنامي التحديات التي يواجهها هذا القطاع الحيوي، جاء قرار وزير الصناعة بتشكيل لجنة مختصة بالتعاون مع شعبة الأدوية خطوة هامة لمعالجة الأزمات وتعزيز مكانة الصناعة الدوائية.

وأضاف فؤاد، أن استجابة وزير الصناعة لمطالب شعبة الأدوية التي تتعلق بتحديات تواجه القطاع، مثل نقص المواد الخام وغيرها مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج، والتغيرات التنظيمية خطوة جيدة لدعم القطاع من خلال تبني سياسات تسهم في تخفيف الأعباء على الشركات المصنعة، وتعزيز قدرتها على المنافسة محليًا ودوليًا.

تشكيل لجنة مختصة

وفي نفس السياق يقول محمود علي طبيب صيدلي، أن الإعلان عن تشكيل لجنة متخصصة تضم ممثلين عن شعبة الأدوية، وخبراء في الصناعة، ومسؤولين حكوميين بداية الطريق الصحيح لضبط سوق الدواء وطالب علي اللجنة بدراسة المشكلات المطروحة ووضع حلول عملية قابلة للتنفيذ مثل تقييم العقبات التنظيمية والإدارية واقتراح سياسات لدعم المنتجين المحليين إلى جانب تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ووضع آليات لضمان توفير الأدوية بأسعار معقولة.

وأضاف «علي»، رغم أهمية هذه المبادرة، يبقى نجاحها مرهونًا بقدرة اللجنة على تنفيذ التوصيات ووضع خطة عمل واضحة حيث تحتاج الحكومة إلى توفير الدعم المالي والفني اللازم لضمان تحقيق النتائج بالإضافة إلى أن تشكيل لجنة لبحث تحديات قطاع الدواء خير دليل على الاهتمام الحكومي بصناعة الدواء، التي تعد دعامة أساسية للأمن الصحي والاقتصادي، موضحًا أن التنفيذ الفعال لتوصيات اللجنة، يمكن أن يشهد القطاع نقلة نوعية تسهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية وتحفيز الاستثمار في هذه الصناعة الحيوية.

مقالات مشابهة

  • أبو عبيدة يؤكد مقتل إحدى الأسيرات الإسرائيليات بشمال غزة.. ويوجه رسالة إلى نتنياهو وحكومته
  • أبو عبيدة يؤكد مقتل إحدى الأسيرات الإسرائيليات بشمال غزة.. ويوجه رسالة إلى نتنياهو وحكومته.. عاجل
  • أبو عبيدة يظهر من جديد ويوجه رسالة لنتنياهو بشأن الأسرى
  • إيران تعرض شروطًا لاتفاق نووي جديد مع إدارة ترامب.. هل تعود المفاوضات؟
  • النائبة حياة خطاب: جهود الدولة واضحة في إعادة مصر إلى ريادتها الصناعية
  • أجندة خارجيّة بتنفيذ محلّي للهجوم على بري
  • «الصناعة» تُشكل لجنة لبحث تحديات هيئة الدواء.. خبراء: يعد القطاع أحد أهم الركائز التي تدعم منظومة الصحة والاقتصاد الوطني.. ونجاح المبادرة مرهون بقدرة اللجنة على تنفيذ التوصيات ووضع خطة عمل واضحة
  • خبير عسكري: رسائل قوية تحملها عملية القسام المركبة برفح
  • قديما قالوا: الملافظ سعد.. واليوم نقول: الكلمة أمانة وعهد
  • الجديد: قرار تخفيض رسوم النقد الأجنبي يحمل رسائل وأهداف اقتصادية واضحة