علي يوسف السعد يكتب: تذاكر مجانية للسفر
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
هل تحب أن تستيقظ كل يوم لترى مناطق جديدة؟ لترى عواصم ومدناً وقرى وجبالاً وأنهاراً، ما الذي يمنعك؟ هل هي الميزانية، أم الوقت، أم الانشغال؟ هل أستطيع أن أسافر من دون تكاليف تُذكَر؟ ما رأيك إن أخبرتُك أن ما تراه بعيد المَنال أصبح أقرب بكثير مما يبدو عليه؟
أنت تحمل العالم في كفّة يدك! هذه ليست مجرّد دُعابة، بل هي واقع أصبحنا نعيشه، جرّب الدخول إلى إحدى مدوّنات السفر، وتصفّح ما يكتبه المسافرون عن رحلاتهم، ستجد نفسك محلِّقاً معهم في الطائرة نفسها، تتنقّل معهم من بلاد إلى بلاد، تعيش اللحظة، وتشاركهم مغامراتهم الجديدة، وما هي المفاجأة؟ سَفر مجاناً، ومن دون مشقّة أو عناء.
ومع التطوّر الحالي وظهور مدوِّني السفر، أصبح بإمكاننا الحصول على تذاكر مجانية للسفر من خلف شاشات الهاتف، فقد حوّل الإنترنت العالم إلى قرية صغيرة، فبلمسة واحدة، يمكنك دخول العديد من حسابات مدوّني السفر، سواء في وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال صفحاتهم الخاصة، ومشاهدة المقاطع المصورة والصور الواقعية التي يعرضونها، لتمتِّع ناظريك بها، وتعيش معهم سفراتهم لحظة بلحظة، كما يمكنك متابعة العديد من الشباب المحبّين للمغامرات الذين يعرضون تفاصيل رحلاتهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «فيسبوك» و«إنستغرام»، ومشاهدة ما ينشرونه عن سفراتهم من قصص وحكايا، وصور ومقاطع مصورة.
سيتساءل البعض قائلاً: ماذا أستفيد من متابعة هؤلاء؟ سأخبرك أن المتابعة ستلهمك الأفكار للترتيب لرحلتك المقبلة، كما ستطلعك على تفاصيل محلية خارج المسارات السياحية المعروفة، ومعلومات عن أماكن غير معروفة، كما يقدّم الرحالة نصائح عملية من واقع تجربتهم، تشمل التخطيط للميزانية، ووسائل الإقامة، ووسائل النقل، الأمر الذي يساعدك على التخطيط بفعالية أكبر، فضلاً عن أن المتابعة تمنحك لذة بصرية كبيرة، فبعض الرحالة يمتازون بمهارات تصوير رائعة.
وإذا رغبتَ في رؤية مشاهد مفصّلة لدول لطالما حلُمتَ بزيارتها، فالأفلام الوثائقية هي أفضل خيار لك، حيث يُتيح لك السفر في رحلة مطوّلة تُريك كل تفاصيل البلدان، وتمكِّنك من التمتع برؤية المناظر الطبيعية المصورة بأحدث التقنيات، فتبدو كأنها أمام ناظريك، إضافة إلى رؤية الأماكن الأثرية والتاريخية والشوارع المزدحمة بالثقافة والفن.. لا تستعجب، أنت في عصر السرعة، فلم يعد لزاماً عليك قطع مسافة طويلة لرؤية بلاد جديدة، بل كل ما تحتاج إليه هو غرفة هادئة، وشاشة، والأهم هو أنك لن تضطر إلى حزم أمتعتك أو ارتداء حزام الأمان.
من المهم أيضاً أن نضع في عين الاعتبار وجود البعض ممن قد يبالغ في نقله، ويقدم معلومات غير واقعية عن بعض الوجهات لأغراض تسويقية أو تجارية، فيكون مستعداً لتزييف الحقائق، ومدح مدن وأماكن لا تستحق الزيارة من أجل حفنة أموال، فعليك الحذر.
في الختام، يمكن أن تنتج متابعة مدوّني السفر عن مجموعة من الفوائد، من إثارة شغفك بالسفر، إلى تقديم نصائح عملية، ومع ذلك، من المهم أن تنظر إلى محتواهم بعين ناقدة، آخذاً بعين الاعتبار الفوائد والعيوب المحتملة، وتذكّر أن السفر رحلة شخصية، فمع أن مدوني السفر قد يقدمون لك إرشادات مفيدة، إلا أن تجاربك الخاصة هي ما ستشكِّل مغامراتك الفريدة. أخبار ذات صلة علي يوسف السعد يكتب: سياحة الأفلام والإعلام علي يوسف السعد يكتب: سافر معي إلى سلوفينيا
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: علي يوسف السعد
إقرأ أيضاً:
حكم إعادة الفريضة لتحصيل ثواب الجماعة.. دار الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم من صلى فريضة المغرب منفردًا وفرغ منها ثم وجد جماعةً لنفس الفريضة فصلاها معهم؛ فهل يصليها ثلاثًا، أم يزيد ركعةً رابعةً؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إن صلاة فرضين من جنسٍ واحدٍ في يومٍ واحدٍ يجعل إحداهما فريضةً والأخرى نافلةً لا تخلو من الثواب، وهذا أمر مشروعٌ بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «صلِّ الصلاة لوقتها، فإن أدركتها معهم فصلِّها فإنها لك نافلة» رواه أبو داود، ولا بأس أن تكون هذه النافلةُ ثلاث ركعاتٍ أو ركعتين أو أربعًا.
وأوضحت دار الإفتاء أن الصلاة في جماعةٍ أفضل من الصلاة منفردًا، وتزيد صلاة الجماعة على صلاة الفرد بسبعٍ وعشرين درجةً؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم «صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» موطأ مالك، وفي رواية البخاري «بِخَمْسٍ وعِشْرِينَ».
وقد رغَّبَ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من صلى الفرض منفردًا ثم رأى جماعةً يصلون هذا الفرض أن يصليها معهم؛ كما رُوي عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صلِّ الصلاة لوقتها، فإن أدركتها معهم فصلِّها فإنها لك نافلة» رواه أبو داود.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «فإنها» الضمير فيها يحتمل عوده على الأولى التي يصليها المصلي منفردًا، ويحتمل عوده على الثانية التي يصليها في الجماعة، وبكلٍّ من الرأيين قال العلماء رحمهم الله تعالى.
وذكرت أن المقصود هو أن إحداهما فريضةٌ والأخرى نافلةٌ؛ لأنه لا فرضان في يومٍ واحدٍ، فواحدة تَبرَأ بها الذمةُ وتخلو بها العهدة، والأخرى لا تخلو من الثواب بفضل الله تعالى ورحمته، ولكن لا تكون فرضًا؛ للعلة السابقة، ولا بأس أن تكون هذه نافلةً وهي ثلاث ركعاتٍ أو ركعتان أو أربع؛ فقد كان معاذ رضي الله عنه يصلي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم العشاء ثم يذهب ويؤم قومه بها فتكون لهم فريضةً وله نافلةً، فحديث أبي داود عام لم يستثنِ الثلاثية من بقية الصلوات، فلا معنى لاستثنائها وإلزام زيادة ركعة رابعة.