ننشر حيثيات الحكم على المتهمين فى قضية "طبيب الساحل"
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
أودعت محكمة جنايات القاهرة، حيثيات حكمها في القضية المعروفة إعلاميا بـ "طبيب الساحل"، والمتهم فيها صديق المجنى عليه "أحمد شحته" طبيب عظام، و"أحمد " عامل بعيادة المجنى عليه، حيث قضت المحكمة بإعدام المتهمين شنقا، ومعاقبة المتهمة الثالثة إيمان محمد محامية بالسجن المشدد 15 عاما، في واقعة قيامهم بقتل أسامة توفيق، طبيب، ودفنه داخل عيادته بمنطقة الساحل.
وقالت المحكمة في حيثيات الحكم إنه حسبما استقر في نفس المحكمة واطمأن إليه وجدانها، مستخلصة من مطالعة كافة أوراقها وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة، تتحصل في أن النفس البشرية الأمارة بالسوء قد سولت للمتهم الأول- الطبيب الأزهرى- الذي تربى في أكبر معاهد الأزهر في مصر- جامعة الأزهر- وكان فضل الله عليه كثيرا، ومنه أن يكون في أحسن مواضع العلم- الطب- الذي فيه يكون سببا للشفاء إلا أنه انحرف وكان للشيطان وليا وتناسى ما تلقاه من علم والتفت عما يجب أن يتحلى به واتبع شيطانه في أن يقتل عامدا متعمدا زميل مهنته وصديقه المجنى عليه.
وتابعت حيثيات المحكمة أن المتهم الأول استولى على أموال صديقه بدون وجه حق، وتلاقت الإرادة الإجرامية لكل من المتهمين الطبيب والعامل، واتجهت إرادتهما إلى الخلاص من المجنى عليه وقتله، وبحرص منهما على ألا يفتضح أمرهما لكن الله أراد كشف سرهم، ونفاذا لذلك المشروع الإجرامى فقد اتفق المتهم الأول مع الثانى والثالثة على استدراج المجنى عليه وخطفه بطريق التحايل، بأن اتصلت المتهمة الثالثة بالدكتور رائد عبدالمنعم، الطبيب بمعهد ناصر، بناء على معلومات مسبقة من المتهم الأول بتواجد المجنى عليه في وقت الاتصال، واتسمت باسم غير اسمها وطلبت منه زيارة منزلية، ثم قامت بالاتصال بالمجنى عليه وادعت زورا وبهتانا بأن والدتها مريضة وعاجزة عن الحركة بهدف خطف المجنى عليه، وأنها سترسل له مندوبا لاصطحابه إلى الشقة التي بها والدتها.
وبتاريخ 4 يونيو 2023 ذهب المتهم الثانى لمقابلة المجنى عليه- طبيب الساحل- لاصطحابه إلى الزيارة المنزلية المزعومة واصطحبه إلى شقة في الساحل والتى سبق أن استؤجرت بواسطة المتهم الثانى بعد الاتفاق مع الأول بغرض احتجاز المجنى عليه بعد اختطافه، ولما توجه المتهم الثانى بصحبة المجنى عليه إلى الشقة، وما إن فتح المتهم الثانى الباب ليدخل طبيب الساحل حتى أغلق الباب وانقض عليه وشل حركته ومنعه من الحركة، وعاجله المتهم الأول الذي كان يخفى وجهه بقناع بصاعق كهربائى، ثم أعطاه حقنة بها مادة مخدرة في الوريد فقد على إثرها الحركة وانعدمت مقاومته، وقاموا بتفتيشه والاستيلاء على ما معه من نقود قدرها 250 جنيها وهاتفه المحمول وبعض الكروت الخاصة به، وتوالى المتهم الأول في إعطائه المواد المخدرة التي سبق أن اشترتها المتهمة الثالثة بناء على طلبه بموجب روشتة دونها.
المتهمين بقتل طبيب الساحل منعوا عنه الطعام حتى لفظ أنفاسه الأخيرةوتضمنت حيثيات المحكمة في قضية طبيب الساحل أن المتهمين قاموا بنقله إلى مكان آخر لإزهاق روحه، ثم قرر المتهمان أن يتم مشروعهما وتم نقله إلى عيادة المتهم الأول الكائنة بشارع المماليك حيث توجد بها الحفرة (القبر)، وقاما بنقل المجنى عليه ومعه المتهم الثانى تحت تأثير المخدر إلى العيادة ومنعوا عنه الطعام حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وقد استقام الاتهام وصح إسناده بالدليل قبل المتهمين من شهادة الشهود، وأقوال المتهمين وما ثبت بتحقيقات النيابة العامة وتقرير الصفة التشريحية.
وكشفت حيثيات الحكم بشأن المتهمة الثالثة أن الجريمة قد ارتبطت بها جريمتا الاحتجاز وحيازة الأدوات والصاعق الكهربائى، تقضى المحكمة بالعقوبة الأشد لأيهما عملا بنص المادة 32 من قانون العقوبات، وفيما يخص العقوبة التي توقع على المتهمة الثالثة ونظرًا لظروف الواقعة وملابساتها فإن المحكمة في حدود ما حولتها لنص المادة 17 من قانون العقوبات؛ تنزل بالعقوبة إلى الحد المبين بالمنطوق، وتحيلها إلى المحكمة المدنية المختصة عملًا بالمادة 309/ 2، وتقضى بتخفيف العقوبة على المتهمة إلى السجن المشدد 15 عاما.
وخلال اطلاع المحكمة على أقوال الشهود، شهد "أحمد.ع"، محام، أنه افتقد صديقه المجنى عليه، لذا توجه لمقر عمله بقسم العظام بمعهد ناصر بحثا عنه، وعلم من زملائه بتغيبه.
كما شهد “عيد.ا"، أخصائى تخاطب، أنه وبتاريخ 30/5/2023 استأجر من المتهم الأول غرفة داخل العيادة الخاصة به بمنطقة الخلفاوى لممارسة تخصصه، وأنه بتاريخ 5/6/2023 زعم أنه يريد غلق العيادة لمدة شهر لوجود دورة تفتيشية من قبل إدارة العلاج الحر.
وأضاف أنه بتاريخ 8/6/2023 هاتف المتهم الأول سعيا لإنهاء العلاقة الإيجارية واسترداد ما سدد من قيمتها، فنهى إليه الأخير إمكانية معاودة نشاطه بدءا من اليوم التالى فتوجه إلى العيادة كاتفاقهما ولاحظ انبعاث رائحة كريهة وأبصر أجولة تحوى مخلفات بناء بشرفة غرفته المستأجرة.
وأضاف أن المتهمة الثالثة حضرت لغرفة المتهم الأول وغادرت قبيل اكتشاف وجود جثمان المجنى عليه مقبورا بإحدى غرف العيادة.
وفى ذات السياق، شهدت "نورا.ع"، أنها وفى غضون شهر أكتوبر من العام الماضى استهلت عملها كموظفة استقبال بعيادة المتهم الأول وشريكته المتهمة الثالثة، مشيرة إلى أنها في غضون شهر مايو من العام الجارى لاحظت تغييرا طرأ بأرضية غرفة المعمل الخاصة بالعيادة بوضع غطاء عليها ووجود أجولة تحتوى على مخلفات بناء بشرفة العيادة، وتزامن ذلك مع تردد المتهم الثانى على المتهم الأول واجتماعهما مع المتهمة الثالثة منفردين.
وأضافت الشاهدة أن الشاهد السابع استأجر غرفة في العيادة من المتهم الأول وأبلغه الأخير بغلق العيادة فترة ما، وذلك بادعائه كذبا وجود دورة تفتيشية من قبل إدارة العلاج الحر على العيادات ثم عاود مهاتفتها، حيث شهدت نهاد کامل محمود شريف أنه وفى اعقاب شهر إبريل من العام الجارى تردد المتهمان الأول والثانى عليه عدة مرات وابتاعا منه كميات من مواد أسمنتية ورملية وأحجار صمما على الانفراد باستلامها منه ونقلها داخل العيادة.
وشهد عبدالغنى سيد على، سمسار عقارات، من أنه وبتاريخ 20/5/2023 توسط بين المتهم الثانى ومالك الشقة السكنية «الشاهد الثالث»- الكائنة في 68 شارع مسجد الرحمة بالطابق الأرضى بدائرة الساحل ومكن بحسن نية المتهم من استئجارها لمدة شهر مقابل مبلغ وقدره ثلاثة آلاف وسبعمائة جنيه مصرى.
وشهد مسعد عبدالفضيل رمضان إبراهيم بمضمون ما شهد به سالفه، وكما شهد الرائد عبدالمنعم عبدالله مصطفى- طبيب استشارى جراحة العظام بمستشفى معهد ناصر- أنه بتاريخ 3/6/2023 وحال تواجده والمجنى عليه لمباشرة أعماله بمعهد ناصر تلقى اتصالين هاتفيين من المتهمة الثالثة، وطلبت خلالهما توقيع الكشف الطبى المنزلى على والدتها بزعم عدم قدرتها على الحركة، فكلف بحسن نية المجنى عليه بالانتقال بليلة 4/6/2023 إلى حيث استدرجته المتهمة.
ولهذه الأسباب قررت المحكمة وبإجماع الآراء معاقبة المتهمين الأول والثانى بالإعدام شنقا، ومعاقبة المتهمة الثالثة بالسجن المشدد 15 عاما عما أسند إليها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طبيب الساحل طبيب عظام محكمة جنايات القاهرة أحمد شحتة الساحل قضية طبيب الساحل المتهمة الثالثة المتهم الثانى المتهم الأول طبیب الساحل المجنى علیه على المتهم أن المتهم من المتهم
إقرأ أيضاً:
"هشم رأسه بطوبة".. حكاية مقتل "مسعد" على يد شقيقه في الغربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
دائمًا ما يكون الأخ الأكبر هو الأب الثانى لأشقائه، وهو حلقة الوصل والحل فى وقت الأزمات والخلافات، تهدأ له العاصفة وقت قيامها بين الأشقاء، هو المصلح داخل المنزل الواحد، ولِمَ لا وهو يحمل بين ضلوعه قلبًا يحمل حب الكون لأسرته.
ودائمًا ما تكون العلاقات والروابط الأخوية هى الأقوى والأكثر استمرارية، وبالأخص بين الأخ الأكبر وشقيقه الأصغر، فتكون المعاملة بينهما هى الأكثر مرونة وتختلف مع باقى الأشقاء، هذا ما عهدناه ومتعارف عليه وما تحاول ثقافتنا ترسيخه فى الوجدان منذ الصغر.
ولكن هناك فى قرية كفر سالم التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، أنهى "محمد" الشاب صاحب ٢٩ عاما ، تلك العلاقة الأخوية الأبدية بجريمة قتل مروعة تخلص فيها من شقيقه الأكبر "مسعد" البالغ من العمر ٥٠ سنة، بسبب خلافات على الميراث.
بدوره؛ كشف «محمود» أحد سكان القرية التى شهدت الجريمة لـ "البوابة" تفاصيل الواقعة قائلا :" الناس دول محترمين وخاصة المجنى عليه بحكم أننا جيران من زمن طويل فنحن نعرف عنهم كل التفاصيل، لمن لم نكن نتوقع أن يحدث ذلك بين أفراد هذا المنزل، فكيف لـ محمد أن يقتل شقيقه الذى رباه صغيرا وحمله بين يديه وسهر الليل من أجل توفير متطلباته ووقف بجواره فى كل الأزمات التى كان يمر بها.
وتابع: "مسعد المجنى عليه، طول عمره كان يسعى لجلب الرزق الحلال ولم يشغل باله سوى بتوفير حياة كريمة لأسرته ورغم ذلك لم يتخل عن شقيقه محمد المتهم فلطالما كان يساعده ماديا لظروفه الصعبة ولم يتخل عنه.
وأشار، إلى أن المتهم كان دائم الشجار مع المجنى عليه وكان الضحية يقول لأى شخص يتدخل بينهما: "محمد ده أخويا أنا اللى مربيه ولازم أستحمله ده ابنى الصغير مش أخويا فقط"، لدرجة أن هناك بعض الأهالى يعتقدون أن محمد نجله فعلا وليس شقيقه".
وأضاف: "جريمة الواقعة كانت الأمور تسير بشكل طبيعى داخل القرية، حتى وصلت عقارب الساعة إلى الرابعة مساء حتى سمع الأهالى صوت صرخات قادمة من منزل أسرة المجنى عليه، وحينها هرول الجميع مسرعا نحو مصدر الصوت، حيث اعتقدت وقتها أن هناك حريقا شب داخل المنزل أو أى أمر آخر غير الذى رأته عيناى عند وصولى إلى المنزل"؛ مستطردا :"لقينا مسعد مرمى على الأرض وغارق فى دمائه".
وأوضح: "على الفور أبلغ أحد الموجودين هيئة الإسعاف وشرع آخر فى إحضار سيارة أو توك توك لنقل الضحية إلى المستشفى إلا أن روحه صعدت إلى بارئها.
وعند سؤال أسرته ماذا حدث جاءت الصدمة: "محمد قتل أخوه" نزلت هذه الكلمات على أذان الجميع مثل الصاعقة.. إزاى ده حصل... معقول أخ يقتل شقيقه؟.
وقف الجميع وفى حالة ذهول حتى أخبرنا أحد أقاربهم أن خلافات نشبت بين المجنى عليه وشقيقه المتهم بسبب الميراث، فلم تشفع له الأخوة والعيش والملح عند شقيقه، فقد تناسى المتهم كل ذلك، وسلم عقله للشيطان فى لحظة ضعف، وانهال على الضحية بـ طوبة خلال مشادة كلامية بينهما حتى هشم رأسه.
بلاغ للشرطة
تفاصيل الواقعة المأساوية كما دونتها سجلات ضباط مباحث مركز شرطة بسيون بمديرية أمن الغربية بتلقيهم بلاغا من الأهالى بمقتل شخص على يد شقيقه بدائرة المركز.
وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى محل البلاغ وبالفحص تبين العثور على " مسعد" ٥٠ سنة، يرتدى كامل ملابسه، ويوجد جرح غائر فى الرأس، إثر تعدى شقيقه عليها بإلقاء طوبة عليه.
وبسؤال أسرة المجنى أفادت أن خلافات بين المجنى عليه وشقيقه "محمد" بسبب الميراث، بسبب وقوع الجريمة، وأنه عقب ارتكاب الجريمة لاذ بالفرار خوفا من إلقاء القبض عليه.
بالعودة لديوان مركز شرطة بسيون، تحولت وحدة المباحث لغرفة عمليات مصغرة اجتمع فيها رئيس المباحث مع معاونيه، وطالبهم بوضع خطة محكمة لضبط المتهم الهارب من خلال عمل التحريات وتنشيط المصادر السرية.
عقب جمع المعلومات واستخدام التقنيات الحديثة، تمكن رجال مباحث مركز شرطة بسيون، خلال وقت قصير من ضبط المتهم ومناقشته اعترف بقتل شقيقه بإلقاء طوبة عليه بسبب نشوب مشاجرة بينهما لوجود خلافات على الميراث، مبررا سبب جريمته أن القتيل كان يعامله معاملة سيئة، وقام بأخذ حقه ولم يعطه حقوقه كاملة.
وأضاف المتهم أمام جهات التحقيق قائلا :"مكنتش أقصد أقتل اخويا، معرفش ده حصل إزاى أنا بحدف الطوبة من غضبى عشان زعلان منه مش عشان أقتله".
وجرى التحفظ على المتهم ، وبالعرض على النيابة العامة، أمرت بانتداب طبيب شرعى لتشريح جثة المجنى عليه وإعداد تقرير وافٍ عن كيفية أسباب الوفاة.
كما أمرت النيابة بالتصريح بالدفن عقب بيان الصفة التشريحة لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن وأمرت النيابة بحبس المتهم ٤ أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات.
واصطحب فريق من النيابة العامة المتهم إلى مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته وطلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة وصحيفة الحالة الجنائية للمتهم ولا تزال التحقيقات مستمرة.