اتجاهات مستقبلية

قمة “آبيك”.. توافقات تُعزّز التفاؤل بمستقبل التكتّل

 

 

 

 

 

اختُتمت في الأسبوع الماضي قمة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) باعتماد “إعلان البوابة الذهبية”، والذي يُعيد التأكيد على التزام المجموعة بتعزيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل والمرن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ؛ بينما هيمنت على الاجتماعات بعض التوترات، ولاسيّما بين أكبر اقتصادَين في العالم؛ الولايات المتحدة والصين، وأظهرت القمة تباينًا في المواقف ووجهات النظر بشأن العديد من القضايا الدولية، خصوصًا الحرب في كلٍّ من أوكرانيا وغزة.

ضمّ الاجتماع، الذي عُقد في سان فرانسيسكو، قادة الاقتصادات الأعضاء الـ21 في “آبيك”، والتي تُمثل ما يقرب من نصف التجارة العالمية وثلثَي الاقتصاد العالمي. وعلى مدى ثلاثة أيام، نوقشت قضايا عدة، بما في ذلك تعزيز التكامل الاقتصادي، حيث حدّد إعلان البوابة الذهبية الأولويات الرئيسية لمنتدى “آبيك” خلال العامين المقبلَين، والمتمثلة فيما يأتي:

أولًا، تسريع التحول إلى اقتصاد مرن ومنخفض الكربون؛ حيث ستعمل “آبيك” على تعزيز تطوير ونشر تكنولوجيات الطاقة النظيفة، وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، وبناء بنية تحتية مرنة.

ثانيًا، تعزيز التجارة والاستثمار المستدامَين والشاملَين؛ حيث ستعمل المنظمة على تقليل الحواجز التجارية، وتعزيز رقمنة التجارة، والتعاون في مجال حقوق الملكية الفكرية.

ثالثًا، تمكين الناس وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل، حيث ستعمل “آبيك” على تعزيز التعليم والتدريب، والحماية الاجتماعية، وخلق المزيد من الفرص للنساء والشباب.

وأخيرًا وليس آخرًا، ستعمل المنظمة على تعزيز التعاون في مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، والتأهب لمواجهة الكوارث والاستجابة لها، والصحة العامة.

ويُمثّل تبنّي إعلان البوابة الذهبية خطوة مهمة إلى الأمام بالنسبة للمنظمة، والتزامها بتعزيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل والمرن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وسيكون لعمل المجموعة تأثير كبير على حياة ملايين الأشخاص في المنطقة، وسيساعد في تشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي.

في المقابل، أبدى زعماء الدول المُطلّة على المحيط الهادئ انقسامات بشأن عدد من القضايا الدولية؛ حيث دخل الأعضاء الاجتماعات منقسمِين بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا، والحرب في غزة، وهكذا خرجوا منها (الاجتماعات). وكرر بيان صادر عن الولايات المتحدة، التي تتولى رئاسة “آبيك” هذا العام، إعلان زعماء المجموعة العام الماضي، الذي جاء فيه إن “معظم” أعضاء آبيك “يُدينون بشدة العدوان على أوكرانيا”. كما تبادل الزعماء وجهات النظر بشأن الحرب في غزة، حيث اعترض بعضهم على لغة بيان الرئيس “بايدن” في “إعلان البوابة الذهبية” المصاحِب، على أساس أنهم لا يعتقدون بأن (آبيك) هو منتدى لمناقشة القضايا الجيوسياسية. وقالت بروناي وإندونيسيا وماليزيا، في بيان مشترك، إنها من بين زعماء المنظمة الذين أيّدوا رسائل قمة الرياض التي دعت إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية في غزة، ورفضوا تبرير إسرائيل لتصرفاتها ضد الفلسطينيين بأنها دفاع عن النفس.

وعلى الرغم من الاحتكاكات بشأن حربَي أوكرانيا والشرق الأوسط، فإن المحادثات الصينية-الأمريكية، كما يبدو، قوبلت بارتياح من قِبل أعضاء “آبيك”، الذين يشعرون بالقلق من تفاقم المسار في التنافس بين القوى العظمى، والتي تعدّ أيضًا أكبر اقتصادات في العالم؛ حيث توصّلت قمة الرئيسَين جو بايدن وشي جين بينغ إلى اتفاقيات لاستئناف الاتصالات العسكرية؛ مما أظهر بعض التقدّم الملموس في أول محادثات مباشرة بين البلدين منذ عام، ولكن كما يبدو دون ضبط مسار التنافس الاستراتيجي بينهما، والذي يخشى الكثير من دول العالم أن يقود إلى حرب باردة جديدة.

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع جمهورية صربيا

التقى وزير الاقتصاد والتجارة بحكومة الوحدة الوطنية، محمد الحويج، أمين الدولة بوزارة الخارجية الصربية نيكولا  تويانوفيتش، لبحث العلاقات الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

وتم خلال الاجتماع، “استعراض نتائج المنتدى  الليبي الصربي الذي انعقد مؤخرًا، مع التأكيد على أهمية البناء على ما تحقق خلاله لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين”.

وأكد الحويج “على أهمية تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بين ليبيا وصربيا، معربًا عن استعداد الوزارة لتقديم كافة التسهيلات للشركات الصربية والمستثمرين الراغبين لدخول السوق الليبي”.

كما دعا إلى “تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين ومراجعة الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين وتوقيع اتفاقيات جديدة، مشدداً على  أهمية تشجيع رجال الأعمال والشركات من كلا الطرفين لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة وفتح قنوات جديدة للتبادل التجاري وتوسيع فرص التعاون الاقتصادي”.

هذا وحضر الاجتماع، وكيل وزارة الاقتصاد والتجارة للشؤون العامة والتجارية الدكتور سهيل ابوشيحة وسفير ليبيا لدى جمهورية صربيا محمد غلبون ومدير إدارة التجارة الخارجية والتعاون الدولي، ومدير  إدارة التجارة الداخلية ومدير مكتب الوزير بالوزارة و مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية، ومن الجانب الصربي  سفير جمهورية صربيا، دراغان تودوروفيك ورئيس غرفة اقتصاد صربيا.

آخر تحديث: 29 يناير 2025 - 09:10

مقالات مشابهة

  • “ميتا” ستدفع 25 مليون دولار لتسوية دعوى ترامب في 2021 بشأن وقف حساباته
  • الحكيم من الناصرية يؤكد على أن منصب المحافظ من “حصة مكتبه الاقتصادي”
  • تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع جمهورية صربيا
  • “الهيئة الوطنية”: تعزيز حقوق الإنسان “أولوية”
  • “ماس” : إسرائيل تواصل النهب الاقتصادي لأراضي الضفة ولم تتوقف منذ 67
  • حاج موسى: “كلّ ما يُقال بشأن مستقبلي لا يُهمني”
  • بدعوة من الجزائر..اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن “الأونروا”
  • “لا للتهجير”: بريطانيا ترد على مقترح ترامب بشأن غزة
  • “هيئة الاتصالات”: حققنا نجاحات استثنائية خلال 2024 وحريصون على تعزيز دورنا في دعم الاقتصاد الرقمي
  • “يو إنغيج”: مبادرة أممية لتعزيز دور الشباب في تعزيز السلام بليبيا