الوطن:
2024-11-24@20:28:17 GMT

أحمد زكارنة يكتب: عن الثقافة والقضية الفلسطينية

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

أحمد زكارنة يكتب: عن الثقافة والقضية الفلسطينية

أعتقد أن الفعل الثقافى العربى والفلسطينى على حد سواء، كان ولا يزال يتجاوز الفعل السياسى فى المنطقة برمتها وبمراحل عديدة، بل ويمكننا الادعاء بأن السياسى لم يعد قادراً على مجاراة الثقافى. وعلى الرغم من ذلك، فنحن جميعاً فى المنطقة العربية نفتقد بشدة وجود مشروع ثقافى سياسى واجتماعى واضح المعالم والتصورات على نحو يدفع الحالة العربية بشكل عام باتجاه إنجاز مهمة التحرير أو التحرر، لأن ما نعيشه تحت مظلة «الدولة الوطنية» لا يحقق الاستقلال الحقيقى والفعلى إلا فى شكله الخارجى وحسب.

وهو ما كتبت حوله قبل عامين من اليوم، تحت عنوان «عن غياب المشروع الثقافى السياسى والبنية الفكرية لهندسة الهوية» هذا العنوان الذى كان يتحدث بشكل خاص عن المشهد الفلسطينى، يمتد بالضرورة فى بعده الفكرى إلى عمقنا العربى، حيث شهدت الحالة الفلسطينية فعلاً ملامح مشروع ثقافى سياسى فى النصف الثانى من القرن العشرين، رسمت خطوطه العامة والعريضة العديد من الأسماء المؤثرة عربياً وفلسطينياً ودولياً فى سياق ما كان يعرف حينذاك بالمد القومى، وهو ما انطلق فعلياً من مصر الناصرية.

إلا أن التحولات الكبرى التى شهدتها المنطقة العربية بشكل عام بعد غياب الزعيم جمال عبدالناصر، ودخول منظمة التحرير بشكل خاص نفق التسوية السلمية الموهومة، شكلت جداراً عازلاً أمام النمو الطبيعى لهذا المشروع الثقافى المقاوم للاستعمار الغربى وتعبيراته الفكرية فى المنطقة.

ولأن «الإنسان، والأرض، والحرية، ثالوث يشكل أعمدة الثقافة الفلسطينية»، على حد تعبير سلمان الناطور، عوضاً عن تمكين كل ضلع من ضلوع هذا الثالوث، بات المتابع لمجريات الأحداث وتجلياتها فى العقدين الأخيرين يلحظ محاولة تشكل بنية فكرية دخيلة على الحالة الفلسطينية، تحاول جاهدة هندسة هوية جديدة للإنسان الفلسطينى لا تربطه علاقة بالضلعين الآخرين «الأرض، والحرية».

سوى شكل العلاقة الاستهلاكية وليست المنتجة، بمعنى أنها علاقة لا ترى فى الأرض والحرية معاً إلا مرتكزين أساسيين، الأول مرهون بشعار التحرير ضمن الممكن والمتاح فى عملية التسوية السياسية، على الرغم من تدمير المستعمر لأى فرصة واضحة لنجاح هذه العملية، والثانى مرهون بسقف حرية الفرد وإن تعارضت مع الجماعة، على أرضية مفاهيم مشوهة وممجوجة حول فكرة الحريات العامة والخاصة فى سياقها الديمقراطى الوافد، والمحدد بسقوف النيوليبرالية فى ظل ثقافة الاستهلاك لا الإنتاج.

ولعل هذا الاختراق على صعيد هندسة الهوية هو ما يضفى المشروعية اللازمة للوقوف أمام مسئوليتنا الجماعية لضرورة رسم ملامح مثل هذا المشروع الثقافى السياسى بأبعاد وطنية تستمد قوة مشروعيتها من قاعدة قانون الضرورة، على نحو يقدم الأرض بوصفها بطلاً، والحرية باعتبارها غاية، والإنسان بما هو إنسانى وليس فقط وسيلة وأداة للتوظيف السياسى فى فلسطين والمنطقة برمتها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأدب الفلسطيني فلسطين وزير الثقافة

إقرأ أيضاً:

وزيرا الثقافة والأوقاف يشهدان الاحتفال بتخريج 4 دفعات من مدرسة الإنشاد الديني


شهد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الاحتفالية التي نظمها قطاع صندوق التنمية الثقافية، برئاسة المعماري حمدي السطوحي، بمناسبة تخريج 4 دفعات من طلاب "مدرسة الإنشاد الديني"، تحت إشراف الشيخ محمود التهامي، نقيب المنشدين، وذلك على مسرح السامر في العجوزة، بحضور الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة.
 

د.أحمد فؤاد هَنو: الثقافة ستظل داعمة للجهود والمبادرات الرامية لحفظ التراث والنهوض بالفنون وتعزيز القيم 

 

وزير الثقافة 


وقال الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة: " أعبر عن فخري واعتزازي بالمتخرجين المتميزين، ممن حملوا على عاتقهم رسالة الفن الهادف والقيم النبيلة، كما أشيد بجهود كل من ساهم في هذا الإنجاز بدءًا من المنشد الكبير محمود التهامي مؤسس المدرسة، والمشرف عليها، وجميع الأساتذة والمدربين الذين بذلوا كل ما في وسعهم لضمان استمرارية هذا التراث العريق".  

وأكد وزير الثقافة، أن وزارة الثقافة ستظل داعمة لكل الجهود والمبادرات الرامية إلى حفظ التراث والنهوض بالفنون، وماضية في تعزيز القيم الثقافية التي تُعلي من مكانة مصر. 

د. أسامة الأزهري: مواهب مدرسة الإنشاد امتداد لأجيال من كبار المنشدين الذين سيحملون لواء هذا المجال مستقبلًا


 
من جانبه هنأ الشيخ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، المتخرجين، مؤكدًا على فخره وسعادته بما شهده اليوم من مواهب حقيقية، مشيرًا إلى أن هذه المواهب هي امتداد لأجيال من كبار المنشدين، والذين سيحملون لواء هذا المجال في المستقبل.

فيما أشار المعماري حمدي السطوحي، أن هذه المواهب هي لبنات في بناء جدار الحضارة، مؤكدًا أن اليوم سوف يظل عالقًا في ذهن كل منشد من الخريجين.

وقال الشيخ محمود التهامي: "إن هذه الاحتفالية تُعد تتويجًا للجهود المستمرة بين صندوق التنمية الثقافية، و"مدرسة الإنشاد الديني"، والتي تأسست عام 2014، بهدف الحفاظ على فن التواشيح والابتهالات والارتقاء به، وصون التراث الموسيقي الديني، وقد صُقلت موهبة الطلاب على يد أساتذة متخصصين في هذا المجال، من خلال دراسة المقامات الموسيقية، وتعلم كيفية استخدامها في فنون التواشيح والابتهالات، واليوم يتم تخرجهم من المستوى الأول بالمدرسة، فإنهم مستمرون في التعلم حتى يقودوا مسيرة الإنشاد الديني في مصر.

حيث أقيمت هذه الاحتفالية من أجل تخريج الدفعة العشرين التي تحمل اسم "دفعة المداح أحمد برين"، والدفعة السابعة عشرة، "دفعة الشيخ سعيد حافظ"، والدفعة الثامنة عشرة "دفعة الشيخ عبد الرحيم دويدار"، والدفعة التاسعة عشرة، "دفعة المحفظ أحمد عبد الله"، حيث جسدت كل دفعة من هذه الدفعات رسالة وفاء وتقدير لأسماء أضاءت سماء الإنشاد الديني بإبداعها وتفانيها، وهي أيضًا بشارة أمل لجيل جديد يحمل الأمانة ويسير على خطى الرواد.  

شهدت الاحتفالية تكريم أسر المشايخ أصحاب أسماء الدفعات الأربع، تقديرًا لما قدمه هؤلاء الأعلام للفن الديني.


يذكر أن "مدرسة الإنشاد الديني"، أسسها الشيخ محمود التهامي عام 2014، وذلك عقب تأسيس نقابة الإنشاد الديني، وتستهدف المدرسة الحفاظ على فن التواشيح والابتهالات وصونه، وكذلك صقل موهبة المُنشدين بشكل علمي، من خلال دراسة المقامات الموسيقية وعلاقتها بفن التواشيح والابتهالات.

مقالات مشابهة

  • محافظ المنيا: مؤتمر أدباء مصر يعبر عن مرحلة مهمة من تاريخ مصر
  • وزارة الثقافة تُطلق أبلكيشن نونو حول أدب الطفل
  • ناصف: جائزة الثقافة والفنون.. أحد أحلام المؤتمر
  • أحمد عبد القوي يكتب: عزيزي الصحفي.. موبايلك قد يكون بوابة اختراقك
  • افتتاح فعاليات المؤتمر العام لأدياء مصر في جامعة المنيا اليوم.. 3 محاور
  • أحمد يحيى يكتب عن التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب: إنجازات وتحديات مستقبلية
  • الحزب الاشتراكي اليمني يعلن موقفه النهائي من ”الانفصال” والقضية الجنوبية
  • وزارة الثقافة تنظم حفلا لروحانيات الإنشاد فى معهد الموسيقى العربية
  • طارق الإبياري: مهرجان القاهرة يجمع الفن والقضية الفلسطينية في لوحة إنسانية
  • وزيرا الثقافة والأوقاف يشهدان الاحتفال بتخريج 4 دفعات من مدرسة الإنشاد الديني