الوطن:
2024-09-18@20:26:50 GMT

نافذ الرفاعي يكتب: السهو الكبير للكتّاب العرب

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

نافذ الرفاعي يكتب: السهو الكبير للكتّاب العرب

اعذرونى أيها الكتاب العرب، وأنتم لستم أقل منِّى وجعاً وحيرة وريبة بنا نحن معشر البلهاء، وهل توقيتنا ضمن ساعة غزة مكتظ بالحزن والوجع؟!

تكلم حتى أراك، وما الذى أسكتك زمن نفير الكلام ووطيس الصمت ألجمك، كرنفال الموت لا يحتاج إلى أهازيج خائبة، يا عازف البوق لا تنَم الآن، وأيقظ كل من فى الزقاق العربى الضيق، لا تتسلح بالتحليلات السياسية الرثة وأنصت لصوت الوجع.

قد نفيق أيها الأدباء وأشياء غريبة فى أحشائنا زرعها الدمار، لا حاجة للتعرف على قدسية دم الأطفال والأبرياء، تقف مشدوهاً أيها الكاتب العربى، وعاجزاً أيها الشاعر مدعياً معاندة الحروف لحزنى، وهذه اللحظة التاريخية الشاردة من المثقف الذى طوق روحه بيديه المقطوعة افتراضياً.

يا أيها الشعراء والأدباء.. ألم تروا حورية البحر تغرق بين ثنايا موج غزة الرابض فى زخات الرصاص، تكلم حتى أراك قبل انصهار الكلمات والحروف مع وقع حرارة جحيم زنادقة الحرب.

أتحاشى الجواب لأن ذلك يقرع بشدة على بوابة السجن الكبير الذى صنعنا زرده باضطرابنا، كنت قد كتبت تخيلاً عن راهن الحال فى أرض المحنة، ولكننى مزقته مع اقتراب أحذية الجنود من بيتى، سمعت صراخ النساء.

قلت ما هى الملحمة ومن كتبها فى ظلنا، أبحث عن وردة فى أرض غزة لعل عطرها يخفف من رائحة البارود والموت الذى ترسله الطائرات.

سألت نفسى: متى تنتهى الحرب وتملأ العصافير البلاد؟ هل نحن بحاجة إلى أن ننشد لموتنا ونغنى القصائد الممنوعة لتخفف العنت الذى يملأ عالمنا؟

اعذرونى أيها الكتاب العرب، وأنتم لستم أقل منِّى وجعاً وحيرة وريبة بنا نحن معشر البلهاء، وهل توقيتنا ضمن ساعة غزة مكتظ بالحزن والوجع؟!

امسح التقويمات الميلادية والهجرية، واكتب التاريخ الجديد السابع من أكتوبر الذى كسر سيف «جدعون» الذى طالما أدمانا وحمل نبوءات الأضواء المهلكة فى سماء غزة.

هل أرسل لكم برقية عزاء، أم نداء استغاثة، أم تحريضاً على الصمت، أو أطلعكم على أحلام طفل أضاع لعبته تحت الردم؟

سادتى وأنا منكم تلفنى الحيرة عن خطابى لكم، هل هو رسالة، أم تحذير من أحلام عابث بالكون يريد مملكة من النيل إلى الفرات، وجيشاً من الأقنان يخدمون تفوقه، هل أخبركم أن هذا الأمريكى هرع يلملم سمعته فى انخطاف مذهل؟!

هل هذا البوح المحرم يؤذى قلقكم المبهم، أم يسبب اكتئاباً متلاشياً؟ صدقونى أن خرائط وطنى العربى لا تعطى لذة لقطيع خارج اللوحة العربية الباهرة، ولكن حذارِ لأن رخاوتها قيد مربوط بخيط نحيل، وأن الاستغراب لن ينفعكم.

فى دقائق معدودة عليكم وأنا منكم لن ينفعنا الخجل الزائغ عن مصيرنا، لن يفيد أن نتعامل مع المحنة كمضغ القات بمتعة التنطع، أيها الأدباء ما زالت خيلنا تصهل والغرب الإمبريالى يريد تشويه السابع من أكتوبر، يعبر رقم العشرة آلاف قتيل أو شهيد فى معادلة رقمية باهتة، وكأن هؤلاء ليسوا بشراً وأطفالاً لهم أحلام ونساء لهن حكايا، وفنان بُترت يده سيمسك الريشة بأصابع قدميه، أرقام يريدها بلا قيمة مجردة من كينونتها. فى الممر الإجبارى لكم مسار واحد، أن تكتبوا وتتمردوا على الصمت وعلى انكسار الأقلام، لتنشدوا رغم اللحظة الطاغية.

لن تنتهى الأعداد ولكن أنتم من تبثون فيها روحاً جديدة، تعيدون مواعيد وأحلام العاشقين، تحكون أمنيات جائع مُحاصر لرغيف الخبر، وطعم مياه البحر لمحروم من الشرب، وعن جدران بيته المهدود بين الركام، عن أحلام مرحلة داهمتنا فى غفلة ما واجتازت البلاد بحدودها، وكنا نتجادل حول رأس الدبوس الذى يسكن على قمته تسع وتسعون إبليسا.

ونحن هنا رمادٌ للحرب الذى يحترق فى مهبل الشيطان الأمريكى، ورغم ذلك الله فى قلبى، رائحة العطر للأطفال الذين ينامون على وجه القمر، يغفون ويبتسمون لكم، وتحرضكم: اكتب فى اللحظة الطاغية كى أراك، أو لا أعود أراك.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأدب الفلسطيني فلسطين وزير الثقافة

إقرأ أيضاً:

في اليوم العالمي للديمقراطية.. الشباب السوداني بين أحلام «ديسمبر» وكوابيس حرب الجنرالات

في ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة في الخرطوم تعالت شعارات الثورة السودانية كـ «سودانا نسوى جديد» و«كل البلد دارفور» كانت تلك الهتافات رمزاً لطموحات شباب السودان في بناء وطن تسوده العدالة والديمقراطية.

التغيير: فتح الرحمن حمودة

بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021 واندلاع حرب 15 أبريل 2023 أصبحت تلك الأحلام عرضة للتحديات حيث تحاول الحرب القضاء على آمال الشباب في ديمقراطية مستدامة.

واليوم وبعد مرور ما يقارب عام ونصف على بداية الحرب يجد الشباب السوداني الذين قادوا ثورة ديسمبر 2018 أنفسهم موزعين بين جبهات القتال والنزوح واللجوء باحثين عن سلام دائم في وطنهم.

وفي ظل الاحتفال باليوم العالمي للديمقراطية استطلعت «التغيير» آراء عدد من الشباب السوداني حول مستقبل الديمقراطية في السودان والتحديات التي تواجهها ما بعد الحرب الدائرة حالياً.

استبصار المشهد

وفي هذا الصدد يرى الشاب أكرم نجيب، أن الحديث عن مستقبل الديمقراطية في السودان يتطلب استبصارا للمشهد المعقد الذي تمر به البلاد.

ويقول لـ «التغيير» إنه في ظل المتغيرات السريعة محليا وعالميا من الصعب تخيل مستقبل ديمقراطي للسودان بحدوده الحالية.

ويتوقع أكرم أن الحرب ستطيل أمدها مما سيؤدي إلى تقسيم السودان إلى عدة دول ضعيفة وفاشلة وهو ما يجعل من المستحيل تحقيق الديمقراطية في ظل غياب مؤسسات دولة قوية.

دار منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر 2018

ويضيف أن “الديمقراطية تحتاج إلى مؤسسات قوية وإذا انقسم السودان فلن تكون هناك فرصة لتحقيقها أو ازدهارها” لان الحكم الرشيد يجب أن يكون ديمقراطيا في جوهره ولكن في ظل الدول الضعيفة التي ستنتجها الحرب لن نرى هذا النوع من الحكم.

بينما ترى الشابة عبير طه، أن عسكرة الدولة تعيق الديمقراطية و أضافت لـ «التغيير» أن الديمقراطية في السودان ليست في الأفق القريب لأنها لم تكن واضحة لدى السودانيين وتجاربهم معها لم تكن كافية لتمسكهم بها.

وتضيف بأن التاريخ الطويل للحكم العسكري في السودان والحرب الحالية يدفعان الناس للاعتقاد بأن الحل العسكري هو الأسلم.

و تعتقد عبير أن عسكرة الدولة الحالية تعزز من فكرة أن الحكم الديمقراطي بعيد المنال حتى بعد انتهاء الحرب.

ومضت قائلة إنه حتى إذا انتهت الحرب عسكريا فإن المجتمعات لن تتعافى سريعا والديمقراطية تحتاج إلى وعي ومعرفة لا أظن أنها ستتوفر في السودان ما بعد الحرب.

كيفية إنهاء الحرب

الشاب أبّو يظل متفائلا بإمكانية رؤية سودان ديمقراطي موحد بعد الحرب ويعتقد أن الطريق إلى الديمقراطية يعتمد على كيفية إنهاء الحرب.

وقال لـ «التغيير» إذا توقفت الحرب بمفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع وتم الاتفاق على الخروج من الحياة السياسية فقد نشهد تحولا ديمقراطيا.

ويرى أن اتفاق القوى السياسية الحالية على مشروع وطني موحد هو الطريق نحو سودان ديمقراطي، لكنه يشير إلى أن الانتصار العسكري لأحد الأطراف سيعقد الأمور ويؤخر هذا التحول.

و لكن محمد إبراهيم، يرى أن الديمقراطية هي البديل عن العنف و يعتقد أن الديمقراطية هي الطريق الرشيد الذي يجب أن يسلكه السودان بعد الدروس القاسية التي علمتها الحرب.

وقال لـ «التغيير» الصراع على صناديق الانتخابات والمناظرات المدنية أقل كلفة بكثير من الصراع المسلح.

ويؤكد أن الديمقراطية يجب أن تكون الخيار المفضل لأنها ستجنب السودان العنف وتوفر مخرجا جيدا من دوامة الانقلابات والحكم العسكري.

إلا أن يسرا النيل، ترى أن مستقبل الديمقراطية في السودان بعد الحرب مظلم وتشير إلى التحديات المرتبطة بوجود المليشيات المسلحة والمجموعات العسكرية المتنامية.

وقالت في حديثها لـ «التغيير» حتى لو انتهت الحرب سيكون من الصعب دمج أو تسريح تلك المليشيات، مما يعقد الطريق نحو نظام ديمقراطي.

وتضيف بأن الأنظمة الشمولية والعسكرية في السودان قد أجهضت كل محاولات التحول الديمقراطي في الماضي وسيكون من الصعب تحقيقه دون ضغط وحشد دولي.

بينما تختلف آراء الشباب السوداني حول مستقبل الديمقراطية لكنها تتفق على أن الطريق إليها مليء بالتحديات في ظل الحرب المستمرة والوجود العسكري المتزايد حيث يبدو أن تحقيق حكم ديمقراطي في السودان ما بعد الحرب يتطلب جهودا محلية ودولية كبيرة فضلا عن إصلاحات شاملة للمجتمع السياسي والمدني.

الوسومالديمقراطية الشباب السوداني ثورة ديسمبر 2018 حرب الجنرالات حرب الجيش والدعم السريع

مقالات مشابهة

  • عادل حمودة يكتب: 101 سنة هيكل.. الاختلاف لا ينفي الإعجاب
  • تفاصيل مثيرة.. عصابة إجرامية تنشئ فرعا لبنك أجنبي غير قانوني بالجزائر
  • أحلام: أنا إماراتية وأعشق السعودية .. فيديو
  • وصفتها بـ لحظات تاريخية.. هكذا تفاعلت أحلام مع وصول طائرات السعودية إلى الرياض
  • أحلام بعيدة المنال ..تعليم النازحين في السودان
  • النص: في ظلِّ الظلِّ
  • "المجاهدين" تدين استمرار الصمت على مجازر حرب الإبادة بغزة
  • معلومات عن منصور الرفاعي.. جمعه موقف إنساني بالرئيس السيسي أثناء تكريمه
  • في اليوم العالمي للديمقراطية.. الشباب السوداني بين أحلام «ديسمبر» وكوابيس حرب الجنرالات
  • برسالة من سجنها.. نرجس محمدي تدعو الأمم المتحدة لكسر الصمت