غسان كنفاني.. فلسطين «سؤال معلَّق»
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
«إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، إنها قضية الباقين، المنتظرين بمرارة دورهم لكى يكونوا درساً صغيراً للعيون الحيّة»، كلمات المناضل الفلسطينى غسان كنفانى فى قصته «سرير رقم 12» وهو يتوجع و«يفتش عن فلسطين» فأن تكون فلسطينياً أن تعتاد الموت، أن يكون الوطن سؤالاً معلقاً قرابة الثمانين عاماً.
و«كنفانى» أحد أبرز الأصوات الفلسطينية، سجل بقلمه قصة الشعب الذى يتعرض ولا يزال للإبادة والقمع على يد المحتل، يطرح سؤاله: «أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟»، على لسان أحد أبطال روايته «عائد إلى حيفا»، تبقى فلسطين سؤالاً معلقاً، منذ أُجبر «كنفانى» على النزوح مع عائلته عام 1948 إلى المخيمات المؤقتة فى لبنان ثم إلى سوريا، وهو لا يزال طفلاً، فتصير مفردة الوطن بمدلولاتها هى الكلمة المرادفة لطفولته السليبة، وللحرية، والعودة المأمولة.
«غسان»، صاحب المواهب المتعددة، كان عمره الإبداعى قصيراً، لكنه كان يرسم ويكتب «عن الرجال والبنادق»، ارتحال وراء آخر عايشه «كنفانى» على مدار سنوات عمره القليلة، ما بين المدن العربية، فبعد التهجير فى أيام النكبة، يستكمل تعليمه الثانوى فى دمشق، ثم يسافر للتدريس فى الكويت، وبعدها يعمل محرراً صحفياً، ويكتب أولى قصصه بعنوان «القميص المسروق»، ثم ينتقل إلى بيروت عام 1960 ويبدأ العمل فى الصحافة.
تعد رواية «رجال فى الشمس» من أوائل رواياته ومن أهمّها وأبرزها، فقد صدرت فى عام 1963، فى بيروت، وحين صدرت كانت العمل الروائى الفلسطينى الأول الذى يرصد التشرد والموت والحيرة، ويطرحها فى عمل وسؤال تاريخى، حيث تستلهم الرواية تجربة الموت الفلسطينى، منذ نكبة 1948، وتأثيرها على الشعب الفلسطينى، وتحيله إلى سؤال حول الموت الفلسطينى، يتردد فى الصحراء العربية.
تشهد حياة بل ورحيل غسان كنفانى وبقوة على تأثير الكلمة فى وجه رصاص المحتل، فبالرغم من أنه لم ينفذ عملية انتحارية، أو يسدد بالبندقية، لكن قلمه كان كافياً ليجعل منه هدفاً مطلوباً للموساد الإسرائيلى، الذى اغتاله فى 8 يوليو عام 1972 فى بيروت، حيث يتناثر جسده الممزق أشلاء بفعل اللغم الذى كان فى سيارته، ويرثيه محمود درويش: «اكتملت رؤياك، ولن يكتمل جسدك. تبقى شظايا منه ضائعة فى الريح، وعلى سطوح منازل الجيران، وفى ملفات التحقيق».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأدب الفلسطيني فلسطين وزير الثقافة
إقرأ أيضاً:
عاجل| ترامب ردا على سؤال بشأن إمكانية قبول مصر والأردن للفلسطينيين من غزة: ستفعلان ذلك
التفاصيل بعد قليل..