«كان صاحبى يا أمه.. واسمه ناجى العلى».. رائعة الأبنودى الخالدة «الموت على الأسفلت»، فى رثاء صديقه المناضل الفذ صاحب الريشة الثائرة، إذ لم يكن يحمل بندقية، ولم يختطف أحداً، كان فقط يحمل فكراً حراً، ووطناً جريحاً ينزف فى قلبه، ناضل وحارب بورقة بيضاء، حلَّق بريشته فى الأفق الأعلى من المجد والخلود، اغتالته «الصهيونية العالمية» بكاتم للصوت، فى رسالة واضحة على أرض لندن: «سنكتم كل أصوات الحرية، بينما ندَّعى كذباً أننا مهد الحضارة والديمقراطية وحقوق الإنسان».
فى الخامسة مساء الـ29 من أغسطس 1987، رسام الكاريكاتير «العروبى» ناجى العلى، يركن سيارته جنوب غرب لندن، يسير على بعد أمتار قليلة باتجاه مكان عمله، يغتاله مسلح يرتدى سترة سوداء، يصيبه برصاصة فى رأسه، ثم يغادر بهدوء.
مات «ناجى».. هكذا يُرثى العظماء بكلمة واحدة تلخص القهر والظلم والألم، تاركاً إرثاً عظيماً من الرسم على القلوب الحزينة، بمئات من الأفكار التى تجسد المقاومة والنضال، عن طريق «حنظلة»، أشهر شخصية رسمها الفنان الفلسطينى الراحل فى كاريكاتيراته، حيث يمثل صبياً فى العاشرة من عمره، يدير ظهره للقارئ، ويعقد يديه خلف ظهره.
ولد ناجى العلى عام 1937 فى قرية «الشجرة»، الواقعة بين طبريا والناصرة، هاجر مع أهله إبان النكبة فى 48، إلى جنوب لبنان، وعاش فى مخيم عين الحلوة، ثم تركها فى العاشرة ليدور فى رحى التهجير والترحال، إذ لم يعرف الاستقرار أبداً بعدها، اعتقلته قوات الاحتلال وهو صبى؛ لنشاطه المعادى، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة، يرسم على جدرانها، فضلاً عن اعتقال الجيش اللبنانى له أكثر من مرة، وفى كل مرة يحارب ظلمة السجون بالرسم على جدرانها.
أصبح «حنظلة» بمثابة توقيع ناجى العلى، كما أصبح رمزاً للهوية الفلسطينية، والنضال ضد الاحتلال، إذ قال عنه: إن حنظلة يمثل «سنه»، حين أُجبر على ترك فلسطين، ولن يزيد عمره حتى يستطيع العودة إلى وطنه.. وإدارة الظهر وعقد اليدين ترمزان لرفض الشخصية للحلول الخارجية، وارتداؤه ملابس «مرقعة»، وظهوره حافى القدمين، يرمزان لانتمائه للفقر.
«حنظلة» لا يزال عاقداً يديه خلف ظهره، يتألم بحسرة لما يحدث فى بلاده، لكنه يسجل بشموخ وإباء حضوره اليومى، نفس المقاومة والروح النضالية، والتحريض على رفض هذا الواقع الاستسلامى المأزوم، إذ ظهر مرات ومرات؛ وهو يرمى الحجارة تارة، كاتباً على الحائط تارة أخرى، مخضباً بدماء إخوته، حيث أصبح رمزاً خالداً للهوية الفلسطينية والأمل فى العودة، وظل كذلك حتى بعد موت المؤلف.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأدب الفلسطيني فلسطين وزير الثقافة
إقرأ أيضاً:
لامين يامال ظاهرة تتجاوز كرة القدم وتسيطر على تيك توك
وكالات
حقق النجم الإسباني لامين يامال، مهاجم برشلونة، إنجازًا جديدًا، لكن هذه المرة خارج المستطيل الأخضر، حيث أصبح واحدًا من أكثر الرياضيين متابعة على وسائل التواصل الاجتماعي، متجاوزًا العديد من النجوم العالميين.
لم يعد يامال مجرد لاعب صاعد في عالم كرة القدم، بل أصبح أحد ركائز برشلونة وعاملًا أساسيًا في تتويج إسبانيا ببطولة يورو 2024. ورغم أنه سيكمل 18 عامًا في يوليو المقبل، إلا أن تأثيره تجاوز الرياضة، ليصبح وجهًا بارزًا للعلامات التجارية العالمية.
وفقًا لبيانات Football Benchmark (بتاريخ 28 فبراير 2025)، يحتل يامال المركز الثاني عالميًا كأكثر لاعب كرة قدم متابعة على تيك توك، حيث بلغ عدد متابعيه 27 مليونًا، متفوقًا على العديد من النجوم الكبار.
ولا يتفوق عليه على المنصة سوى البرازيلي نيمار بـ 33.8 مليون متابع، فيما تضاعف تأثير يامال الإعلامي بشكل كبير منذ بطولة يورو 2024، حيث تضاعف عدد متابعيه ثلاث مرات خلال العام الماضي.
شعبية يامال على المنصة لم تأتِ فقط من موهبته الكروية، بل من أسلوبه العفوي والبسيط في المحتوى، مقاطع الفيديو التي يظهر فيها مع والديه وأصدقائه تتناسب تمامًا مع خوارزميات تيك توك، لكن أكثر ما يجذب المتابعين هي المقاطع التي يجمعه فيها شقيقه الصغير كاين، والتي تجاوز بعضها 100 مليون مشاهدة و120 ألف تعليق.
حتى صحيفة ماركا الإسبانية استفادت من شعبية يامال، حيث أصبح الفيديو الأكثر مشاهدة في حسابها على تيك توك هو الاختبار الذي أجرته معه بمناسبة عيد ميلاده الـ17 وقبل نهائي اليورو، والذي حقق 35 مليون مشاهدة.
بهذا التألق، أصبح يامال أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، متفوقًا على أسماء كبيرة مثل فينيسيوس، سيرجيو راموس، ومارسيلو. كما أنه يبرز في منصة لا يمتلك فيها نجوم مثل كريستيانو رونالدو، ليونيل ميسي، وكيليان مبابي حسابات رسمية.