وزير الثقافة الأسبق: مصر «حائط صد» لمحاولات التهجير الخبيثة
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
أكد الدكتور عبدالواحد النبوى، وزير الثقافة الأسبق، أن مصر كانت ولا تزال، حائط الصد القوى ضد كل المحاولات الشرسة والخبيثة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم. وقال فى حوار لـ«الوطن»، إن فلسطين قضية مركزية ولها حضور طاغٍ فى السياسة والأدب، وأتمنى أن تتبنى جهة بحثية كبيرة مشروعاً ثقافياً يرصد الدور المصرى كبؤرة إشعاع للتعريف بالقضية الفلسطينية وتوثيق ورصد الإنتاج الضخم، ليكون ركيزة للأجيال القادمة.
ما تقييمك للموقف المصرى من القضية الفلسطينية؟
- موقف مصر من القضية الفلسطينية متصل اتصالاً وثيقاً بالتواصل بين الشعبين المصرى والفلسطينى، بحكم الجغرافيا، والتاريخ، مما أدى إلى الاختلاط والتجانس وتبادل النشاط الاقتصادى والزيارات بسبب التزاوج، فضلاً عن وحدة اللغة والأديان والمقدسات فى البلدين، وما مر بالبلدين عبر الزمن، مثل دخول المغول، حيث كانت مصر أكثر قرباً ونصراً للفلسطينيين بقيادة «قطز»، الذى كان يحكم من مصر، وقبلها عندما جاء الصليبيون وسيطروا على بيت المقدس، كانت مصر الأكثر قرباً على يد صلاح الدين، لذا الارتباط عضوى وتاريخى ومستمر، وخلق نوعاً من اللُحمة، والارتباط كان وما زال قوياً.
كيف تطورت هذه العلاقة فى ظل العدوان الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية؟
- التطور حدث بعد وعد بلفور فى 1917، ودعم الغرب للوجود الصهيونى فى المنطقة، كان وما زال هناك همّ مصرى بهذه القضية، من 1918، حين بدأ تنفيذ الوعد المشؤوم والسماح بالهجرات اليهودية إلى فلسطين، وما تضمّنه من عدوان على الأراضى الفلسطينية، وحصول اليهود على السلاح وتضخّم نفوذهم، وقتها بدأ الفلسطينيون يبحثون عن داعم، فكانت مصر التى بدأت تحتضن الزعماء الفلسطينيين، مثل أمين الحسينى (مفتى القدس وكان زعيم المقاومة)، ومجموعة من القادة، وبدأت الصحف المصرية آنذاك فى الكتابة عما يحدث فى فلسطين.
وكان هناك 365 صحيفة ونشرة فى مصر آنذاك، وكان دور هذه الصحافة التعريف بما يحدث فى فلسطين، والنقل عن طريق الاحتكاك المباشر بفعل سهولة التنقل بين البلدين وتبادل الزيارات عبر خطوط النقل البرى، بما فيها القطار، وهو ما خلق نوعاً من الهمّ المشترك، لأن البيئتين كانتا مؤهلتين لذلك، فكلتاهما تستند على حضارة موغلة فى القدم.
ما موضع القضية الفلسطينية فى الوجدان المصرى؟
- قوة الترابط بين البلدين على جميع المستويات جعلت مصر أكبر مُشارك فى حرب 1948، التى اندلعت إثر قرار تقسيم فلسطين فى 29 نوفمبر 1947، فقد كان آخر يوم لبريطانيا داخل الأراضى الفلسطينية 14 مايو 1948، وفى عصر اليوم نفسه أعلن اليهود قيام دولة إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية وعاصمتها تل أبيب ونال القرار اعتراف عدد من الدول العظمى، لكن هذا القرار كان صادما.
وتدخّلت الدول العربية مُوحّدة، وكان لمصر العدد الأكبر والسلاح والجيش الأكبر، وقامت الحرب من أجل رفض تنفيذ هذا القرار حفاظاً للفلسطينيين على أراضيهم، ورفض ما يتعرّض له الشعب الفلسطينى من تهجير وإبادة ومجازر وسلب أراضيهم، وهكذا وقعت النكبة، وهذه الحرب كانت أول تغيير سياسى جذرى فى أنظمة الحكم بالمنطقة، وأصبحت القضية الفلسطينية قضية مركزية فى السياسة، وأصبح لها حضور فى الثقافة المصرية.
ما أبرز أشكال حضور القضية؟
- لا توجد دولة فى المنطقة ارتبطت واهتمت بما يحدث فى فلسطين مثل مصر، رسمياً وشعبياً، خصوصاً من بعد ثورة 1952، وحتى وقتنا الحالى ومصر نافذة قوية ومهمة لنشر المعرفة بفلسطين وما يحدث فيها، فنجد سلسلة «اعرف عدوك» التى تم عملها فى مصر للتعريف بالعدو والانتباه إلى خطورته، وجمال عبدالناصر كان يرى أنها قضية عربية لن تُحل إلا باتحاد العرب.
واستمر هذا الموقف الداعم فى عهد الرئيس السادات ثم مبارك وحالياً الرئيس السيسى، وبالتالى صارت القضية حاضرة بقوة فى الأنشطة الثقافية والمناهج التعليمية المصرية، ومنها كتب التاريخ والتربية القومية التى كانت فلسطين جزءاً منها، وهناك إنتاج ضخم ومهم من الإبداع والمعرفة فى مصر من أجل دعم القضية الفلسطينية.
ولن نجد إقليماً أنتج ثقافة ومعرفة عما يحدث فى فلسطين مثل المصريين، وظهرت سلاسل النشر مثل «رسالة للجندى»، وهى كتيبات صغيرة للتوعية من أجل رفع الوعى الشعبى بالقضية وعلى نطاق واسع، من أجل أن تصبح فلسطين فى بؤرة الحدث.
وكيف تأصّلت هذه القضية لدى الشعب المصرى؟
- عبدالناصر كان يرى أن النصر فى هذه القضية يتطلب تنشئة جيل واعٍ بالقضية وبأبعادها، وفتحت مصر الباب للكتّاب الفلسطينيين بشكل كبير، سواء السياسيون أو الكتاب، واحتضنت ياسر عرفات، ومحمود درويش، وغيرهما، وتم تأسيس مكاتب فلسطينية فى القاهرة، ومصر كانت تنتج كمية من المعرفة والثقافة عن فلسطين، عن طريق المنظمات السياسية الفلسطينية، التى أصبح لها وجود ونشاط فى مصر وفُتح لها باب الإذاعة بشكل كبير جداً، وهناك كميات مهولة من المقالات والأفلام والمسرحيات، وإنتاج ضخم من الكتب والأبحاث والدراسات والأغانى والأفلام عن فلسطين.
قضية فلسطين من ثوابت ومرتكزات السياسة المصرية، من أجل عودة الدولة الفلسطينية إلى حدود ما قبل 5 يونيو 67، ومصر كانت وما زالت حائط صد لجميع المحاولات الشرسة والخبيثة لتهجير الفلسطينيين، وأتمنى أن تتبنّى جهة بحثية كبيرة عمل مشروع ثقافى يرصد كيف كانت مصر بؤرة إشعاع للتعريف بالقضية الفلسطينية وما يدور فيها، من أجل توثيق ورصد هذا الإنتاج الضخم، ليكون ركيزة للأجيال القادمة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأدب الفلسطيني فلسطين وزير الثقافة الأراضى الفلسطینیة القضیة الفلسطینیة کانت مصر من أجل فى مصر
إقرأ أيضاً:
برلمانية: خطة إعمار غزة شهادة على دور مصر الريادي في حماية القضية الفلسطينية
أكدت النائبة إيلاريا حارص، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن حزب الشعب الجمهوري، أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للأكاديمية العسكرية تحمل رسائل واضحة تؤكد على الدور المحوري الذي تقوم به مصر في المنطقة، مشيرة إلى أن هذه التصريحات تعكس حرص الدولة المصرية على استقرار الأوضاع الإقليمية، وخاصة ما يتعلق بالأزمة في قطاع غزة.
وأوضحت حارص في تصريحات صحفية لها اليوم، أن كلمة الرئيس شددت على أن مصر اتبعت موقفًا إيجابيًا في تعاملها مع الأحداث التي تشهدها المنطقة، حيث سعت منذ بداية الحرب على غزة إلى وقف التصعيد وإدخال المساعدات الإنسانية، مع رفض تام لمخططات التهجير، وصولًا إلى إعداد خطة متكاملة لإعادة إعمار القطاع، مؤكدة أن تصريحات الرئيس عكست بشكل جلي أن مصر صمام أمان المنطقة وتحركاتها تأتي وفق رؤية استراتيجية واضحة.
وأضافت عضو لجنة العلاقات الخارجية أن الرئيس السيسي أشار إلى أن خطة إعادة إعمار غزة جاءت نتيجة جهد متكامل لكافة أجهزة الدولة المصرية، وهو ما يعكس التزام مصر بمسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية تجاه الأشقاء الفلسطينيين، مشيدة في الوقت ذاته باعتماد القمة العربية لهذه الخطة التي تعد خطوة مهمة نحو تحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وأشارت إلى أن إشادة الرئيس بتماسك الشعب المصري والتفافه حول قيادته خلال الأزمات هو ركيزة الأمان والاستقرار، بالإضافة إلى تقديره للدور الوطني للقوات المسلحة، هي رسائل تعكس أهمية تضافر جهود جميع الوزارات والهيئات الوطنية للعمل بأقصى طاقتها لمواجهة التحديات الراهنة والحفاظ على استقرار البلاد والمنطقة بأكملها.
وكان الإعلامي مصطفى بكري، قد أكد في حلقة جديدة من برنامج "حقائق وأسرار" المذاع عبر قناة "صدى البلد"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قام بزيارة إلى الأكاديمية العسكرية المصرية، حيث استمع إلى طلاب الأكاديمية وألقى معهم حديثًا هامًا.
حديث الرئيس السيسي مع طلاب الأكاديمية العسكرية: رسائل هامة للداخل والخارجوأشار بكري إلى أن حديث الرئيس السيسي مع طلاب الأكاديمية العسكرية كان مليئًا بالرسائل القوية التي توجه للجميع، داخليًا وخارجيًا، خاصة في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة التي تمر بها مصر.
الشعب المصري يدرك معنى القائد الوطني ويشكر السيسي على مواقفهوأوضح مصطفى بكري أن الشعب المصري شعب أصيل يعرف تمامًا معنى القائد الوطني، مشيرًا إلى أن الشعب المصري لن ينسى وقوف الرئيس السيسي إلى جانبه في ثورة 30 يونيو.
بكري: نحن فخورون بوجود الرئيس السيسي في قيادة مصروعبّر بكري عن فخره بوجود الرئيس السيسي في قيادة مصر، مؤكدًا على تقدير الشعب المصري له لما حققه من إنجازات كبيرة في مختلف المجالات.