كانت ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية "بلاد العم سام"، حلم يراود الكثيرين في الفقراء والممهمشين والأقلايات، وغيرهم حول العالم.

وبالنسبة للكثيرين، تعد الولايات المتحدة الأمريكية بلد يمكن التعايش فيها بشكل سلمي، والإندماج فيها، لأنها تقبل كل الشعبيات والجنسيات والألوان، ولكن ما لا يعرفه البعض أن الولايات المتحدة الأمريكية من أكبر الدول التي تعاني من التفرقة والعنصرية.

كثيرون من شعوب العالم لا يعلمون أن السلاح الأمريكي الذي تصدره الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، أو شرق أوروبا، أو بعض المناطق الأسيوية والإفريقية، يقتل ما لايقل عن نص مليون طفل سنويا، فلمذا تصر الولايات المتحدة الأمريكية على تغذية الصراعات.

أمريكا تدعم الاستقرار في تايوان

وفي هذا الصدد، صرّح المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، الخميس الماضي، أن الولايات المتحدة تدعم السلام والاستقرار في تايوان، ولا تدعم استقلال جزيرة تايوان، لكنها لن ترفض تزويدها بالأسلحة.

وقال كيربي: "الرئيس بايدن أوضح للرئيس الصيني أننا لا نريد صراعا، نريد السلام والاستقرار في مضيق تايوان"، مكررًا أن الولايات المتحدة "ملتزمة بسياسة صين واحدة ولا تدعم استقلال تايوان".

وأضاف كيربي أيضا أنه "وفقا لقانون العلاقات مع تايوان، سنواصل تزويد تايوان بالقدرات الدفاعية".

خبير: العملية العسكرية لإسرائيل تدار من قبل الولايات المتحدة الأمريكية السفارة الأمريكية: الولايات المتحدة تحترم سيادة مصر على أراضيها

وتصاعدت التوترات حول تايوان (الصين) في الأشهر الأخيرة، حيث تؤكد بكين سيادتها على أراضي الجزيرة، التي تحظى بحكم ذاتي، وتهدد باستخدام القوة لبسط سيطرتها إن لزم الأمر، وترفض التوجهات الداخلية وكذا السياسات الأمريكية الداعمة للانفصالية.

وكانت تايوان والصين على خلاف منذ نهاية الحرب الأهلية في عام 1949، وأصرت بكين على أن الدول الأخرى يجب أن تحترم مبدأ "الصين الواحدة"، بعد أن زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، تايبيه، في شهر أغسطس 2022، وهي الزيارة التي أسفرت عن زيارة العديد من السياسيين إلى تايوان، تعبيرًا عن دعمهم لاستقلالها عن الصين.

أمريكا تتبع  استراتيجية الدفع بالصراعات

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على استراتيجية الدفع بالصراعات، للتأجيج في مناطق عديدة من العالم، سواء مناطق داخل النفوذ أو خارجها، حيث أن المجمع الصناعي الأمريكي ينتج أنواع جديدة من الأسلحة ويتاجر فيها، مما يفسر التعاون العسكري بين أمريكا وإسرائيل.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن أمريكا تحجب بعض الأسلحة، والصفقات التي تكون رافضة لتغذية الصراعات في العالم، وصفقات السلاح أحد أسباب الصراع الأمريكي الصيني.

وأشار فهمي، إلى أن أحد أهم أدوات السياسية الأمريكية الخارجية هي الاعتماد على استراتيجية تصدير السلاح، وهناك تعاون من دول الناتو ودول أخرى وأمريكا، في تنفيذ تلك الاستراتيجية.

أشرف سنجر: الصراع الصيني الأمريكي وصل إلى مستوى كبير في قمة العشرين.. فيديو مسؤول عسكري أمريكي: التايوانيون جاهزون للدفاع عن أنفسهم ضد الصين

ومن جانبه، قال الأستاذ مهدى عفيفي، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي والباحث والمحلل السياسي، إن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم أوكرانيا بالسلاح قبل الحرب وحتى الان من خلال الأسلحة المحمولة جافلين وستينجر، والدبابات وغيرها، وهي تعتبر أسلحة دفاعية تستخدم في حالة هجوم طيران او هجوم بري بالدبابات.

وأوضح عفيفي في تصريحات سابقة لـ "صدى البلد"، أن أوكرانيا محتاجة أسلحة ما تسمي الأسلحة النوعية وهي الثقيلة كالصواريخ، وامريكا تقدم طائرات مثيرة لأوكرانيا، اما الان أوكرانيا تطلب أسلحة هجومية نتيجة التوقعات التي تحصل في المنطقة الشرقية في أوكرانيا.

امريكا تدعم أوكرانيا قبل الحرب

وتابع: "هناك دعم شعبي كبير في الولايات المتحدة الامريكية لفرض المزيد من العقوبات على روسيا، بجانب الدعم الكبير لأوكرانيا وجيشها في صد الهجوم الروسي، وهذا يفرض على السياسي الأمريكي وعضو مجلس الشيوخ وعضو مجلس النواب وحتى على الإدارة الامريكية استمرارها في دعم أوكرانيا".

وخلال الشهر الماضي، قال البيت الأبيض، إن الرئيس جو بايدن، تحدث هاتفيا مع مجموعة من كبار حلفاء الولايات المتحدة حيث لا يزال مستقبل التمويل الأمريكي لأوكرانيا غير مؤكد.

وحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قال البيت الأبيض في بيان: "أجرى الرئيس بايدن اتصالا هاتفيا هذا الصباح مع الحلفاء والشركاء لتنسيق دعمنا المستمر لأوكرانيا".

وجاءت هذه المباحثات بعد أيام من موافقة الكونجرس على مشروع قانون مؤقت للإنفاق الحكومي لم يتضمن بشكل خاص المساعدات لأوكرانيا، التي لا تزال قضية شائكة مع المحافظين المتشددين.

وقال البيت الأبيض- حينها،  إن بايدن أجري مباحثات هاتفيه مع:

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.المستشار الألماني أولاف شولتس.رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني.رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرج.الرئيس البولندي أندريه دودا.الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس.رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك.وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الامريكية البيت الأبيض الصين الأسلحة إسرائيل الولایات المتحدة الأمریکیة البیت الأبیض

إقرأ أيضاً:

من سيملأ الفراغ شمال شرقي سوريا في حال انسحبت القوات الأمريكية؟

أثارت الأنباء عن احتمال اتخاذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قرار سحب قوات بلاده من سوريا، تساؤلات عن الجهة التي ستملأ الفراغ في مناطق شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية أداة واشنطن المحلية.

وتسيطر "قسد" التي يشكل الأكراد عمودها الفقري على مساحات واسعة من محافظات الحسكة ودير الزور والرقة، وهي المناطق الغنية بالثروات النفطية والزراعية والحيوانية.

من سيملأ الفراغ؟
الأكاديمي والباحث في مركز "الحوار السوري" أحمد القربي، أشار إلى سيناريوهات عديدة لمستقبل مناطق "قسد".

وفي حديثه لـ"عربي21" أشار إلى ما جرى في العام 2019، عندما اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته السابقة قرار الانسحاب من سوريا، قبل أن يتراجع عنه، وقال قربي: "حينها استفادت روسيا والنظام السوري من قرار الانسحاب، في حين أن تركيا لم تستطع إلا السيطرة على منطقة صغيرة عند حدودها في ريفي الحسكة والرقة (نبع السلام)".

وأضاف قربي: "بالتالي أي انسحاب الولايات المتحدة اليوم يعزز السيناريو السابق ذاته، لأن روسيا تتمتع بعلاقة جيدة مع ترامب، ولأنها تمتلك أوراق قوة أكثر من تركيا، التي لا تمانع عودة النظام إلى حدودها".

وبحسب الباحث، ثمة سيناريو آخر، يتحكم فيه القرار الأمريكي، بمعنى طريقة انسحاب واشنطن، وهل سيتم بالتنسيق مع تركيا التي أعلنت عن استعدادها تولي مهمة القضاء على بقايا تنظيم الدولة (داعش).

بذلك، يؤكد القربي، أن القرار الأمريكي هو المتحكم الأول بالطرف الذي سيملأ الفراغ، روسيا والنظام، أم تركيا.

وكانت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، قد كشفت الأسبوع الماضي، عن اقتراح تركيا على واشنطن أن يتولى الجيش التركي مسؤولية قتال تنظيم "داعش" في سوريا، في حال سحب الولايات المتحدة لقواتها وقطعها لدعمها العسكري عن "قسد".


قسد وتحالف عشائري
الكاتب والسياسي والكردي، علي تمي، يرى أن تركيا هي الجهة الأقدر على ملء الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الأمريكي، نظراً لانشغال روسيا بما يجري في أوكرانيا، وعدم قدرة النظام السوري على سد الفراغ، غير أنه استبعد أن تُعهد المهمة لتركيا.

وأشار لـ"عربي21" لفشل تجربة تركيا مع فصائل "الجيش الوطني" في مناطق الشمال السوري، وقال: "باعتقادي ستعتمد الولايات المتحدة على فصائل التنف والعشائر السورية والذين هم من أبناء المنطقة".

وبحسب تمي، فإن الولايات المتحدة لن تنسحب من كامل سوريا، بل من الشريط الحدودي مع تركيا، والأخيرة ستتولى حماية حدودها.

النظام السوري
أما رديف مصطفى نائب رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين، شكك باحتمال انسحاب واشنطن من سوريا، واستدرك في حديثه لـ"عربي21" بقوله: " لكن في حال حدوث هذا الانسحاب فإن نظام الأسد هو الذي سيملأ هذا الفراغ".

وأرجع ذلك إلى "العلاقة التي تربط حزب "العمال" الكردستاني الذي يهيمن على قرار "قسد"، بالنظام السوري"، وقال إن "قسد مستعدة للاتفاق مع النظام في حال جرى الانسحاب، وربما تركيا تسد الفراغات في بعض المناطق الحدودية".

تركيا
من جهته، استبعد الكاتب والمحلل السياسي باسل المعراوي أن تسحب الولايات المتحدة قريباً قواتها من سوريا، وقال لـ"عربي21": "واشنطن اليوم بحاجة في معركتها مع المحور الإيراني- الروسي في المنطقة لتركيا الحليف القديم في حلف "ناتو".

وأضاف أن "واشنطن سمحت لتركيا بضرب قوات قسد، وعلاقة أنقرة بواشنطن قد تتحسن أكثر في عهد ترامب، ولم يخف ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما قال إنه سيبحث مع ترامب إكمال الحلقات المفقودة من الحزام الأمني على طول الحدود التركية السورية".


فوضى وسباق
أما محمد صالح الباحث في "معهد أبحاث السياسة الخارجية" فتحدث لموقع "بيزنس إنسايدر" عن عواقب انسحاب أمريكي غير مدروس على غرار ما جرى في أفغانستان.

وقال إن "أي انسحاب أمريكي يتم على عجل سيقلب توازن القوى المتقلقل في المنطقة، وقد يفضي ذلك إلى ظهور "سباق محموم" بين إيران وروسيا والنظام السوري وتركيا على مناطق سيطرة "قسد" الغنية بالموارد".

وتحتفظ أمريكا بنحو 900 جندي في سوريا، يتوزعون على المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" في شمال شرق سوريا، وقاعدة "التنف" عند المثلث الحدودي العراقي الأردني.

مقالات مشابهة

  • محمد المزروعي ووزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط يبحثان التعاون
  • لافروف: الولايات المتحدة تسعى للحصول على معادن أوكرانيا النادرة
  • من سيملأ الفراغ شمال شرقي سوريا في حال انسحبت القوات الأمريكية؟
  • الولايات المتحدة: حددنا الأهداف التي يمكن لأوكرانيا ضربها بصواريخ أتاكمز
  • واشنطن: الولايات المتحدة تضغط بكل ما بوسعها للتوصل لحل في لبنان
  • أمير منطقة حائل يستقبل سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة
  • سفيرة الولايات المتحدة بالقاهرة: الاستثمار في النساء ومساعدتهن أولوية قصوى للحكومة الأمريكية
  • أستاذ علاقات دولية: الولايات المتحدة الأمريكية راضية عن مسار نتنياهو
  • موسكو تتهم واشنطن باستخدم تايوان لإثارة أزمة في آسيا
  • واشنطن بين رئيسين.. سياسة بايدن تترك الشرق الأوسط مشتعلًا.. ولا أمل في السلام الأمريكي