3 قصائد مهداة لـ«البوابة نيوز» من الشاعر الفلسطينى عبدالله عيسى
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
أثرُ النوارسِ
فى بحرِ غزّةَ
1. وسنتتهي الحرب
وستنتهي، مثلما اتّفِقَ، الحربُ هذهِ أيضاً .
ولنْ يكونِ بِمقْدُورِنا
نحنُ جميعاً
التُعسَاءُ
وخائبو الظنّ
باحتضارِ العالمِ أجمعَ بينَ أذرعِنَا
أن نُخْرِجَ الأطفالَ
أولئكَ الّذين لمْ يعتادوا النومَ في المقابرِ قطّ
مِنْ غُرَف الموتِ المغلقةِ؛
مثَلاً
ذاكَ الّذي لمْ يُمْهِلْهُ رسولُ القتلِ أنْ يتوسّلَهُ:
" لمْ أعِشْ بعدُ كِفايَتي،
فلا تعُدْ بي إلى البيتِ .
أمّي تنتظرُني، وحدها
بعدَ مقتلِ أبي وأخوتي معَهُ،
في الحربِ الأخيرةِ،
قبلَ أن يَبْرُدَ العَشَاءُ".
أو مثلاً
تلكَ الّتي سُمِعَتْ تبتهلُ
آناءَ الليلِ وأطرافَ النهارِ إلى اللهِ
ألّا تأكل ألسنةُ النارِ وجهَهَا،
فلا تبدو جميلةً
كما ينبغي، في عينَي إبنِ الجيران
المُودّعَتَيْنِ في غُرَفِ الموتى.
ليسَ بِمَقدُورِنا نحنُ
المُستضعَفُونَ
وفاقِدو الرَجاءِ
بمدّ يدِ الحياةِ لَكُمْ
مثلاً
أنْ يرفعَ رجالُ الإنقاذِ أشلاءَ أنّاتِ الضحايا
مِنْ تحتِ الأنقاضِ .
أو أنْ تحمي مباضِعُ أطبّاءَ بلا حدودٍ،
مِنْ لَوثَةِ القصف، أرواحَ بشرٍ طيّبينَ
لجأوا إلى المشفى كي ينجوا من المجازرِ.
ليسَ بِمقدُورِ أحدٍ منّا
أنْ يقرّبَ نُفُوقَ القَتَلةِ،
مِثلَ أيّ أحدٍ مِنْكمْ،
مع كلّ طلقةٍ تستوطن روحهُ .
أو أنْ يتألّمَ أحدٌ مّنا،
أيّمَا أحدٍ، مِثلكُمْ، نِيَابةً عنّا كلّنا .
ليسَ بمقدورِ أيّ منّا نحنُ
المُراؤونَ
المُذَلّونَ
بالوَضَاعةِ ذاتِها في قلوبِ شهودِ الزُورِ،
المُرتعِدونَ
المُتَهالِكُونَ
بهشاشةِ بلاغةِ أولي الأمرِ مِنّا،
أنْ نتظاهرَ فحسبُ مِنْ أجْلِكُمْ .
وستنتهي، كيفَما اتُّفِقَ، الحربُ هذهِ أيضاً .
ولنْ يكونُ بمقدورِنا أنْ نموتُ مِنْ أجلِكُمْ .
نحنُ محضُ موتى. .
2.القوّامونَ
القوّامُونَ على شجَرِ الحياةِ
ما لمْ تقتلعْ يداكَ الآثمتانِ
ولم تَصِلْ جرّافاتُك
يُعِدّونَ الأغاني لِآنِ زَوالِكَ .
القائمون
بِما وهَبُوا من الحبّ
ما لا تراهُ في خرائب روحِكِ
تلكَ الّتي زُيّنتْ لكَ مملكةً وملكوتاً
يُقيمونَ الموائدَ في حفلِ تأبينِكَ.
حامِلُو الشموعِ
فلا تختلي بظلالِ قتلاكَ الزوايا المعتماتُ
ورافِعُو الصُلبانِ
فلا تُعيدَ محاكمةَ الملائكةِ الطيّبينَ في الجحيمِ،
حيثُ قلبُكَ ذاكَ
عديمُ الجدوى،
يَتفقّدْونَ خِرَافَهُمْ،
ويرمونَ عليكَ عظامَ موتاكَ.
المتبقّونَ مِنَ المجازرِ
لا يَغْفُونَ تحتَ القصفِ
سوى كي يَحْلُمُوا،
ويَنْدَمُوا
أنّكَ لمْ ترَ،
في لحظةٍ طائشةٍ،
أعينَهُمْ خلفَ المرايا.
3. وأمّا أنتمُ
وأمّا أنتمُ
المُتَهاوونَ
مثلَ ظلالٍ على مرايا مكسّرةٍ،
المُتَيبّسون من الخوفِ
على أنفسكمُ البليدةِ،
مُرتَعِدو السِيقانِ
كلّما حلّت محظيّةٌ ضفيرتَها .
مَنْ تُشفقونَ على أجسادِنا
مِنَ القصفِ،
ولا تسمحونَ لدموعِنا
أن تسقطَ في هوامشِ سِيرتِكمْ .
من يلقونَ البياناتِ المهذّبةَ على شواهدِنا
بدلَ وضعِ الزهورِ على قبورِنا .
مَنْ شربوا دمَنَا في أنخابِ أعدائِنا
كي يأمنوا شرّهمْ .
كفاكمُ التقاطَ الصورِ الملونّةِ لنا
وادخلوا معنَا الإطارَ
ولو لمرّةٍ واحدةٍ.
وأنتمُ
المُقيمونَ خلفَ المرايا المعتمةِ
كي تتقنّعَ بالظلماتِ ظلالكُمُ الباردةُ .
مُمْتَطُو البحارِ
والمحيطاتِ بحاملاتِ طائراتٍ
وجنودٍ
لا نراها إلا لتُعْلي قاتلَنَا علينا مرّتينِ .
واهبوهُ حائطَ البيتِ،
والبيتَ أيضاً،
والطريقَ إلى البيتِ .
كفّوا عنْ كتْمِ الأفواهِ
فقدْ صرختْ، رحمةً بنا، أحجارُ السماءِ.
كفّوا عن دعوة الجحيم كي يقيم على أنقاض منازلنا،
وكفّوا عنّا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الشاعر الفلسطيني
إقرأ أيضاً:
"الجارديان": على أوروبا تعزيز تضامنها مع أوكرانيا بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت صحيفة (الجارديان) البريطانية، أنه يجب على الدول الأوروبية تعزيز تضامنها مع أوكرانيا في حربها ضد روسيا بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للبيت الأبيض في يناير القادم.
وأشارت الصحيفة - في مقال افتتاحي اليوم الاثنين - إلى أنه من الضروري استمرار الدول الأوروبية في تقديم كافة أشكال الدعم لأوكرانيا حتى لا تفرض عليها روسيا خطة سلام غير عادلة من أجل وضع نهاية لتلك الحرب، لافتة إلى أنه على الرغم من أن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح للقوات الأوكرانية باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى لضرب مواقع داخل العمق الروسي قد أسهم في رفع معنويات القوات الأوكرانية، إلا أنه لم يؤدي إلى تغيير حقيقي في مسار الحرب بين الجانبين الروسي والأوكراني والتي تحولت بعد مايقرب من ثلاث سنوات إلى حرب استنزاف.
ولفتت إلى أنه من المؤكد أن تقليص المساعدات الأمريكية بعد تولي ترامب السلطة في الولايات المتحدة سوف يكون له أكبر الأثر في مسار الحرب مما قد يؤدي إلى فرض خطة سلام على أوكرانيا من أجل وضع نهاية لتك الحرب وهو الخيار الذي يجب على الدول الأوروبية مواجهته من خلال وضع استراتيجية للتعامل مع الموقف في ظل التطورات الجديدة.
وأوضحت الصحيفة أن وضع مثل هذه الاستراتيجية يستلزم وضوحا سياسيا وقيادة واعية لتحديات المرحلة القادمة من الصراع بين روسيا وأوكرانيا، لافتة إلى أن الإحساس بالملل بدأ ينتاب العديد من الدول الأوروبية بسبب طول مدة الحرب خاصة بعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد العام الماضي إلى جانب نشوب الصراع في الشرق الأوسط بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة المعيشة.
وأضافت الصحيفة أن المستشار الألماني أولاف شولتز أعلن رفضه تزويد أوكرانيا بصواريخ ألمانية بعيدة المدى قبل الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها في فبراير المقبل في محاولة لكسب أصوات الناخبين، موضحة أن استهداف القوات الروسية لمواقع أوكرانية بصاروخ باليستي بعيد المدى يهدف إلى إثارة مخاوف الناخب الأوروبي من المزيد من التصعيد في حرب أوكرانيا.
على ضوء تلك التطورات، يسعى رئيس وزراء بولندا دونالد توسك إلى تكوين تحالف يضم المملكة المتحدة وفرنسا ودول البلطيق لمواجهة أي محاولات لفرض سياسة الأمر الواقع على أوكرانيا أو دفعها لقبول خطة سلام لا تناسب مصالحها من أجل وضع نهاية للحرب.
وأوضحت الصحيفة في الختام أنه يجب على الدول الأوروبية ضمان موقف أوكراني قوي في أي محادثات سلام مع الجانب الروسي كما يجب الاستعداد لتعويض كييف عن أي مساعدات في حال توقف واشنطن عن تقديم الدعم اللازم لأوكرانيا.