الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء: نزوح نحو ثلث سكان شمال غزة إلى مناطق متفرقة بالقطاع (فيديو)
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
قالت رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني الدكتورة علا عوض، في تصريح لقناة "القاهرة" الإخبارية، إن نحو ثلث سكان شمال غزة نزوحوا إلى مناطق متفرقة بالقطاع.
إقرأ المزيد أبو عبيدة: الجيش الإسرائيلي قصف قوات له على الأرض في غزة ظنا منه أنه تم أسر عدد من جنودهوأضافت رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أنه يسجلون الحد الأدنى فقط من أعداد الوفيات بغزة، مشيرة إلى أن العديد من القتلى ما زالوا تحت الأنقاض وآخرون لم يتم التعرف عليهم.
وأكدت علا عوض أنهم يستندون في إحصاء الوفيات بقطاع غزة إلى أعداد القتلى الذين يصلون إلى المستشفيات.
وأفادت بأنه وحتى تاريخ 11 نوفمبر لا يزال 807 آلاف يقيمون في محافظتي غزة وشمال غزة.
وأوضحت أن نحو 400 ألف شخص نزحوا إلى محافظات وسط وجنوب القطاع منذ 7 أكتوبر.
وكان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني قد أكد في بيان أن الفلسطينيين لا يزالون يقيمون في محافظتي غزة وشمال غزة والتي تشمل تجمعات أم النصر-القرية البدوية، بيت لاهيا، بيت حانون، جباليا ومخيمها، مخيم الشاطئ، مدينة غزة، مدينة الزهراء، المغراقة، وجحر الديك، بالرغم من البطش الذي تمارسه القوات الإسرائيلية من قتل للمدنيين وتدمير للمباني السكنية فوق رؤوس ساكنيها، ولكافة المرافق المدنية من مستشفيات ومدارس ودور عبادة ومخابز ومنشآت.
إقرأ المزيد الإعلام الحكومي بغزة يعلن ارتفاع ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة إلى أكثر من 13300وقد الجهاز المركزي عدد السكان المقيمين في محافظتي غزة وشمال غزة حتى مساء 11 نوفمبر بـ807 آلاف فردا يمثلون نحو 152 ألف أسرة، وذلك من أصل 1.2 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في تلك المحافظات منهم 448 ألفا في محافظة شمال غزة، و754 ألفا في محافظة غزة قبل الحرب.
وأشار إلى أن نحو ثلثي سكان محافظتي الشمال ما زالوا يقيمون في مناطق شمال القطاع، في حين نزح نحو ثلث سكان محافظتي الشمال أي ما يقارب 400 ألف نسمة إلى محافظات وسط وجنوب قطاع غزة (دير البلح، خانيونس، رفح) ليكون عدد المقيمين حاليا في محافظات وسط وجنوب القطاع 1.43 مليون نسمة.
وذكر الجهاز أنه عمل على إعداد تقديرات لأعداد المقيمين في محافظتي غزة وشمال غزة وفق أسس تستند على مجموعة بيانات فعلية رصدت الواقع في القطاع قبل وأثناء الحرب على القطاع باستخدام بيانات شركات الاتصالات الفلسطينية ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومسح إنفاق واستهلاك الأسرة الفلسطيني (للأرباع الثلاثة الأولى) من العام 2023، والمسح الأسري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (الربع الثالث) من العام 2023، بالإضافة إلى الإسقاطات السكانية.
وفي اليوم الـ45 من الحرب في غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في القطاع، في وقت تواصل الفصائل الفلسطينية التصدي وقصف القوات الإسرائيلية المتوغلة.
المصدر: RT + وسائل إعلام
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القضية الفلسطينية تل أبيب حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام وفيات الجهاز المرکزی فی محافظتی یقیمون فی وشمال غزة شمال غزة
إقرأ أيضاً:
سكان غزة بين اليأس والتمسك بالأرض
بعد 15 شهرا من الحرب التي لم تُبقِ شيئا على حاله، عاد سكان غزة إلى أرضهم وبيوتهم التي تحولت إلى ركام. لم تكن عودتهم مفروشةً بالورود، بل كانت رحلة إلى أطلال تحمل في طياتها قصصا لم تكتمل وأحلامًا تبعثرت مع الغبار. فالعودة لم تكن كما تخيلها النازحون الفلسطينيون، فبدلا من استقبالهم بالورود، صُدموا بحجم الدمار الذي لحق بمنازلهم وبنيتهم التحتية. عادوا من خيام النزوح إلى عراء من نوع آخر، حيث لم يجدوا بيوتا تؤويهم، بل حتى مساحات خالية لنصب خيامهم.
وفي كل زاوية من زوايا غزة، حكاية تروي حجم المعاناة. أطفال فقدوا أحباءهم تحت الأنقاض، وشباب رأوا مستقبلا ينهار أمام أعينهم، وأمهات يبحثن عن بقايا أثاث بيوتهن، وآباء يحاولون جاهدين ترميم ما تبقى من جدران متهالكة. اليأس يخيم على النفوس، فما رأوه يفوق قدرتهم على التصديق؛ بيوت كانت بالأمس عامرة بالضحكات، أصبحت اليوم خاوية إلا من صدى الذكريات، وشوارع كانت تعج بالحياة، تحولت إلى ساحات حرب مدمرة.
لكن، وسط هذا اليأس، تظهر جذور عميقة من الأمل، أمل يتشبث به سكان غزة رغم كل الصعاب، أمل في غد أفضل، في حياة تستحق أن تُعاش. ومع تصاعد الغضب من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجيرهم إلى مصر والأردن، أصرّ الغزيون على العودة إلى أرضهم والتمسك بها، وكأنهم يبعثون رسالة للعالم مفادها “نحن أحياء وباقون وللحلم بقية”، كما قال محمود درويش، ومصرون على إعادة تعمير القطاع.
ربما يكون إصرار النازحين الفلسطينيين على العودة إلى شمال قطاع غزة رغم المعاناة ودمار منازلهم، وسط مشاهد الخراب التي خلفتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، واستمرار التدفق لحوالي 300 ألف فلسطيني، هو البداية لإعادة إعمار القطاع، الذي دُمِّرَت أكثر من 90 في المئة من المنازل والوحدات السكنية فيه، خاصة في منطقة الشمال. ونزح نحو 90 في المئة من سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص. ورغم هذه الأرقام الصادمة، فإن العائلات تستمر في العودة إلى مناطقها المدمرة والعيش بها، وتحتاج إلى بعض الموارد، كالمساعدات والتمويلات الدولية التي ستمكنهم من إعادة بناء بيوتهم للاستقرار فيها، وكذلك شراء أثاث ومستلزمات ضرورية أخرى للحياة.
وبحسب بلدية غزة، فإن شح الخدمات سيزيد من معاناتهم، مبينة أن ما يصل من مياه للسكان يغطي 40 في المئة من إجمالي مساحة المدينة، وهي شحيحة في الأساس ولا تلبي احتياجاتهم في ظل الأضرار الكبيرة في شبكات المياه، وتضرر أكثر من 75 في المئة من إجمالي آبار المياه المركزية. كما أنه لا يمكن تقديم الحد الأدنى من الخدمات لهم دون دخول الآليات الثقيلة، مشيرةً إلى أنها بحاجة إلى معدات خاصة بصيانة الآبار وشبكات الصرف الصحي. ورغم ذلك، تعمل بأقل الإمكانيات لمواصلة جهودها في فتح شوارع المدينة وإزالة الركام، لتسهيل عودة النازحين وتحرك الأهالي، خاصة وأن الحكومة الإسرائيلية تمنع دخول أي معدات ثقيلة لإزالة الركام، كما تمنع إدخال الخيام والكرفانات.
ويبقى سكان غزة في حالة من الصدمة، متسائلين عن مستقبلهم ومستقبل بيوتهم في ظل هذا الدمار الكبير الذي لحق بمناطقهم. ومع مرور الوقت، تبقى التحديات الإنسانية والإعمارية هائلة، وتتطلب استجابة سريعة وفعالة من المجتمع الدولي لمساعدتهم على بناء حياة جديدة بعد هذا الكابوس الذي عاشوه، وأصبحوا يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة. ولكن مع دخول حوالي ألف شاحنة مساعدات إلى القطاع في الأيام الماضية، فربما تكون هذه بداية الأمل لإعادة الحياة إليهم، ومن ثم يأتي بعد ذلك مخطط إعادة الإعمار والبناء.
حقا، أهالي غزة يعيشون وسط معاناة وتحد في نفس الوقت، ولكنهم ما زالوا متشبثين بالأمل في إعمار الديار، رغم الدمار والركام، ورغم ما مروا به من حرب إبادة. ولكن ستستمر الحياة رغم كل هذا، ويبقى التمسك بالأرض حلما واقعيا للأهالي. ورغم التقديرات بأن إزالة الركام الناتج عن الحرب في غزة – والذي يصل إلى 50 مليون طن – قد تستغرق 21 عاما، وتكلفة تصل إلى 1.2 مليار دولار، كما أن إعادة الإعمار تحتاج إلى نحو 80 مليار دولار، وقد تمتد حتى عام 2040 على الأقل، إلا أن الأهالي يحرصون على الإعمار مهما كلفهم الأمر، ومهما اشتد طغيان الاحتلال، ومهما واجهوا من صعوبات ضخمة.
غزة اليوم ليست كما كانت بالأمس، ولكنها لا تزال تنبض بالحياة، وتشهد على قوة الإرادة والصمود. سكانها، رغم كل الجراح، يصرون على البقاء فيها، متمسكين بأرضهم، متمسكين بحقهم في الحياة، وبحاجة إلى الدعم والمساعدة، ولكنهم أيضا بحاجة إلى الأمل. الأمل في غد أفضل، والأمل في السلام، والأمل في أن يعود الأطفال إلى مدارسهم، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها. غزة تستحق الحياة، وسكانها يستحقون أن يعيشوا بكرامة وأمان.