لجريدة عمان:
2024-11-26@18:14:39 GMT

أثر دلالة المصطلحات في حرب غزة

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

أثر دلالة المصطلحات في حرب غزة

لم يقتصر الدعم الغربي للحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة على الجانبين السياسي والعسكري بل تعدى ذلك إلى استدعاء مجموعة مصطلحات لغوية وصفت بها حماس لنزع أي صفة سياسية عن فعل المقاومة الذي تقوم به أو أي صفة إنسانية عن أعضائها. وألصق الخطاب السياسي الغربي، وبشكل خاص الأمريكي (في الصحافة وكذلك في البيانات السياسية التي يدلي بها الساسة بمن فيهم الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته) صفات مثل: الوحشية، والشر المطلق، والكراهية، والنازية، والدموية، والمحرقة، على الهجوم الذي نفذته حركة حماس يوم السابع من أكتوبر الماضي.

. ووقع دلالة هذه المصطلحات في الثقافة الغربية أكبر بكثير مما يمكن أن نتصوره في الدلالة المقابلة لهذه المصطلحات عند نقلها للغة العربية. ومهّد هذا الخطاب الذي استخدم بشكل واعٍ جدا لارتكاب إسرائيل مجازر مروعة في حق المدنيين الفلسطينيين وبشكل خاص الأطفال والنساء، فهم بناء على السردية الغربية ومصطلحاتها ليسوا بشرا، وهذا ينطبق على جميع سكان غزة حتى من لم يكن له أي علاقة بحماس من قريب أو من بعيد كما هم الأطفال على سبيل المثال، إنهم أقرب إلى وحوش مسعورة وتخوض إسرائيل حربها ضدهم من أجل إرساء دعائم الحضارة ضد الهمجية البربرية.

وكان ملاحظا منذ البداية الربط المدروس بين حركة حماس وتنظيم داعش من أجل تبرير الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل بموافقة ودعم الغرب.. فلم يعترض أحد، تقريبا، في العالم العربي ولا الغربي، بالتأكيد، عندما كانت أمريكا وحلفاؤها يبيدون تنظيم داعش في العراق وفي سوريا.. وكانت الدول الغربية عبر هذا الربط تعتقد أنها تستطيع رسم نفس الصورة الذهنية عن حركة حماس، وقد نجحوا في الأيام الأولى، على الأقل، قبل أن يستعيد العالم وعيه بحقيقة ما يحدث وخرجت المظاهرات المليونية في المدن الغربية قبل العربية.

ولا بد من الإشارة إلى أن هناك مقالات منصفة كتبت في الصحافة الغربية فرقت بشكل لا لبس فيه بين فكر حركات المقاومة الفلسطينية وبين فكر داعش، كما فرقت بين فكر حماس وفكر تنظيم القاعدة.. ورغم أن المؤسسات السياسية والأمنية في أمريكا وفي عموم الغرب تعرف الفرق تماما وقد يكون بعضها شريكا في صياغته إلا أنها ما زالت تصر على المماهاة بينهما؛ ولذلك أعيد مرة أخرى استدعاء مصطلح «الجهاد» رغم أن جميع حركات المقاومة الفلسطينية لم تقدم نفسها باعتبارها حركات «جهاد» وفق المفهوم الغربي لدلالة هذا المصطلح إنما تقدم نفسها باعتبارها حركات مقاومة.. وهذا أحد أسباب رفض مجلس الأمن، حتى الآن، وصف حركة حماس بأنها إرهابية كما فعلت وزارة الخارجية الأمريكية والاتحاد الأوروبي ما يدل على أن هذا التصنيف إنما هو تصنيف «سياسي» يخدم الأجندة الغربية ولا يتسق مع واقع حال حركات المقاومة التي لم يكن لها في يوم من الأيام أي نشاط خارج الأراضي الفلسطينية «المحتلة».

الملفت في الأمر، أيضا، أن أحد خطب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وهو يتحدث عن الهجوم الذي قامت به حركة حماس يوم ٧ أكتوبر الماضي لم يتجاهل السياق التاريخي للفعل واعتبره رد فعل طبيعيا لوضع قطاع غزة في سجن كبير لأكثر من عقد ونصف قبل أن يعود ويقول إن «مظالم الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تسوّغ الهجمات المروعة من قبل حماس» بعد أن انتقد نتانياهو تصريحه السابق.

إذن هناك حرب مصطلحات بهدف تكريس دلالتها السياسية والإنسانية لدعم العدوان الإسرائيلي وتسويغه أمام الجماهير الغربية وعلى الجميع في العالم العربي أن يكون واعيا لهذه المصطلحات والسياق الذي تستخدم فيه وليس علينا تكرارها كما حدث عند بعض الساسة الغرب الذين رددوا بوعي أو بدونه بعض هذه المصطلحات في وصف حماس وأعمال المقاومة المشروعة وفقا للقوانين الدولية والعرف الإنساني.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

"شؤون الأسرى الفلسطينية": الاحتلال اعتقل 12 مواطنا بالضفة الغربية بينهم أسرى سابقون

أعلنت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، أن قوات الاحتلال اعتقلت 12 مواطنا على الأقل بالضفة الغربية بينهم أسرى سابقون، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر عبرية لصحف الكيان بأن جيش الاحتلال زعم حصوله على كمية كبيرة من الذخيرة كانت في طريقها لتستلمها المقاومة الفلسطينية، وفق ما ذكرت شبكة قدس الفلسطينية.

وزعم جيش الاحتلال استيلاءه على ذخيرة تقدر بـ 20 ألف رصاصة كانت في طريقها لمجموعات المقاومة في الضفة الغربية.

ياتي ذلك فيما شهدت مدينة نابلس فجر اليوم الأحد، اشتباكات ومواجهات مع قوات الاحتلال التي اقتحمت المنطقة الشرقية من المدينة، وقرى عدة في المحافظة.

وتصدى مقاومون لاقتحام قوات الاحتلال المنطقة الشرقية ومخيم بلاطة، حيث اندلعت اشتباكات في عدة محاور، وتمركزت قوات الاحتلال بمحيط كازية التميمي بشارع القدس، وعمارة ذياب شرق نابلس.

مقالات مشابهة

  • سموم إسرائيل ضد المقاومة
  • حماس: عملية الخليل رسالة واضحة بأن شعلة المقاومة بالضفة ستبقى حاضرة
  • حماس: اقتحام الاحتلال لجامعة بيرزيت إمعانٌ في الجرائم بحق شعبنا
  • "حماس" عن عملية الخليل: رسالة واضحة بأن شعلة المقاومة بالضفة ستبقى حاضرة
  • المقاومة الفلسطينية تبث مشاهد لتصدي مقاتليها لقوات العدو الصهيوني في الضفة الغربية
  • حماس: إعدام شاب وطفل في يعبد سيزيد إصرار شعبنا على مقاومة الاحتلال
  • المفتي قبلان: حركة أمل وحزب الله ثنائي وطني بوزن ثقيل
  • السنيورة للجزيرة: اقتربنا من ساعة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بلبنان
  • نتانياهو يندد بعنف المستوطنين ضد الجيش في الضفة الغربية
  • "شؤون الأسرى الفلسطينية": الاحتلال اعتقل 12 مواطنا بالضفة الغربية بينهم أسرى سابقون