إعلام صهيونية يحذر من هزة اقتصادية بعد «عملية البحر الأحمر»
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
وأشَارَ تقرير نشره موقع “globes” العبري، أمس، إلى أنه وحتى قبل عملية الاستيلاء على السفينة، شهدت جميع شركات الشحن التي تشغل السفن من وإلى إسرائيل وتمر عبر المنطقة زيادة كبيرة تصل إلى عشرة أضعاف في أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب.
وَأَضَـافَ أنه من المتوقع حدوث قفزة كبيرة في مبالغ التأمين، والتي يتم احتسابها كنسبة مئوية من قيمة البضائع التي تحملها السفينة، موضحًا أن بعض السفن تحمل أكثر من 100 مليون دولار لكل شحنة بأسعار السوق.
وبحسب التقرير فَــإنَّه بالإضافة إلى أقساط التأمين، يمكن أن تصب هذه الزيادة في السعر إلى مئات الدولارات من قيمة السيارة، سيتم إضافتها في النهاية على أسعار السيارات المباعة للعملاء، وهو ما يسبب تأثيرات على أسعار البضائع العالمية.
وأكّـد التقرير أنه بالإضافة إلى تلك التأثيرات والزيادات، قد تكون هناك تكاليفُ إضافية مثل اشتراط توفير مرافقة مسلحة لجميع السفن التي تمر عبر المنطقة، وأنه قد يكون هناك أَيْـضاً إلغاءات وتحويلات لتسليم المركبات التي كانت في طريقها بالفعل إلى إسرائيل أَو كان من المفترض أن تغادر.
من جانبها قالت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، أمس الاثنين، إن عمليات القوات المسلحة اليمنية تقرع جرس الإنذار بعواقب كبيرة من بينها أنه قد يتم إيقاف الشحن البحري إلى إسرائيل، وبالتالي ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة من البحر كما من المتوقع أن يزداد هذا الاتّجاه بشكل كبير ويلحق الضرر بالإسرائيليين وأمنهم الغذائي.
وأوضحت الصحيفة الصهيونية، أن استيلاء القوات المسلحة اليمنية على سفينة “جالاكسي ليدر” المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي “رامي أونجار” له عواقب اقتصادية واسعة النطاق على إسرائيل، مبينة أن القلق الرئيسي هو أن الحدث سيتسبب في ارتفاع أسعار النقل البحري إلى إسرائيل؛ بسَببِ ارتفاع تكلفة التأمين وحتى إلغاء المسارات إلى إسرائيل، وقد يؤدي هذا بدوره إلى زيادة أسعار المنتجات المستوردة عن طريق البحر.
ونقلت “إسرائيل هيوم” عن نير غولدشتاين، الرئيس التنفيذي لمعهد الأبحاث الإسرائيلي GFI قوله: إن الضرر الذي ألحقه الجيش اليمني بممرات الشحن إلى إسرائيل يمكن أن يكون له تأثير استراتيجي على الواردات إلى إسرائيل وخَاصَّة على عالم الغذاء، مؤكّـداً أن أكثر من 70 % من الغذاء يتم استيراده عن طريق البحر، وبشكل رئيسي 85 % من الماشية، وتأتي عن طريق السفن، عبر موانئ إيلات وأشدود وحيفا، لافتاً إلى أن الموانئ الثلاثة أَو طرق الوصول إليها مهدّدة.
وبيّن المحلل الصهيوني أن اقتران القتال في عطاف ولبنان (حيث يتم تربية معظم الدجاج)، ونقص الأيدي العاملة، والأضرار التي لحقت بالمستوردات البحرية، سيؤدي إلى ارتفاع أسعار اللحوم، والدجاج والبيض، موضحًا أن الإسرائيليين يدفعون اليوم أكثر بنسبة 40٪ من الأُورُوبيين مقابل اللحوم، ومن المرجح أن تتزايد هذه الفجوة بشكل كبير في الأشهر المقبلة.
في السياق حذر كبير الاقتصاديين في شركة BDO الاستشارية، تشن هيرزوغ، من العواقب واسعة النطاق التي قد تنشأ نتيجة الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية من قبل قوات صنعاء.
وَأَضَـافَ في تصريح لصحيفة “إسرائيل هيوم” أن القلق الاقتصادي ينبع من التأثيرات واسعة النطاق على النقل البحري إلى إسرائيل، في أعقاب الحرب الإجرامية الصهيونية على قطاع غزة، حَيثُ كانت هناك بالفعل زيادة كبيرة في أسعار النقل الجوي؛ بسَببِ الأضرار التي لحقت برحلات الشركات الأجنبية إلى داخل الكيان.
ونوّه إلى أن الخوف الآن هو من ارتفاع مماثل في تكلفة النقل البحري إلى إسرائيل أَيْـضاً؛ بسَببِ زيادة تكلفة التأمين أَو إلغاء المسارات إلى إسرائيل، موضحًا أن أسعار النقل لها تأثير على تكاليف المعيشة من خلال زيادة أسعار البضائع المستوردة، بالإضافة إلى احتمال تأخير مواعيد التسليم إلى إسرائيل.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: البحری إلى إسرائیل
إقرأ أيضاً:
ردّا على حصارهم البحري للاحتلال.. هكذا تحرّض إسرائيل على استهداف الحوثيين
بعد الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة لمواقع الحوثيين في اليمن، لا يخفي الاحتلال أنه أمام عدو من نوع مختلف، بزعم أنه ليس لديهم، وهم المشبعون بالدوافع الأيديولوجية، ما يخسرونه، ومستمرون في إطلاق الصواريخ على الأهداف الاسرائيلية، ما يحفزهم بعد كل ضربة للاستمرار في استهداف الاحتلال.
وفي مقال نشره موقع "ويللا" العبري، وترجمته "عربي21"، زعم الباحث المشارك في برنامج إيران بمعهد دراسات الأمن القومي ورئيس سابق لفرع إيران في قسم أبحاث جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، دينيس سيترينوفيتش، أنه: "بقي الحوثيون يقودون "محور المقاومة" ضد الاحتلال بدافع شعورهم بالمهمة الأيديولوجية".
وأوضح سيترينوفيتش، "بعد وقف إطلاق النار في لبنان، والأضرار الجسيمة التي لحقت بتشكيلات حزب الله، وفي ظل تردد القيادة الإيرانية بشأن الانتقام من الهجوم الإسرائيلي، بقي الحوثيون يقودون -محور المقاومة- ضد الاحتلال بدافع شعورهم بالمهمة الأيديولوجية، وواصلوا إطلاق الطائرات بدون طيار والصواريخ باتجاه، وتجاه السفن المختلفة في مضيق باب المندب".
وأضاف: "الحوثيين يواصلون التهديد بأنهم لن يوقفوا عملياتهم حتى تقف الحرب على غزة، حيث يرون في هجماتهم وسيلة لوضع أنفسهم ضمن محور المقاومة كعامل إقليمي لا يمكن تجاهله، ورغم أن الهجوم الإسرائيلي عليهم ألحق أضرارا بإمدادات الكهرباء في صنعاء".
"وربّما أدى إلى شلّ ميناء الحديدة لفترة زمنية غير معروفة، فمن المشكوك فيه جدا أن الحوثيين سيوقفون الهجمات ضد إسرائيل نظرا لعوامل عديدة" بحسب سيترينوفيتش.
وزعم أن: "الحوثيين ليس لديهم ما يخسرونه، والمفارقة أن الهجمات الإسرائيلية عليهم تؤدي لتعزيزهم وتصميمهم، مما يعني أن الضربات العملياتية لسلاح الجو الإسرائيلي لا تترجم فعلياً لإنجاز استراتيجي يتمثل بوقف الصواريخ من اليمن، ولا تسفر عن إعادة فتح الممرات الملاحية في باب المندب".
واسترسل: "ما يستدعي من الاحتلال التفكير في استراتيجية مختلفة أهمها التعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ودول المنطقة بهدف تنفيذ حملة مستمرة تلحق أضرارا جسيمة بقدرة الحوثيين".
إلى ذلك، أبرز أن: "إيران هي مورّد أسلحة مهم للحوثيين، لكن الغريب أن تأثيرها على عملية صنع القرار لديهم محدود للغاية، ولذلك من المشكوك فيه للغاية ما إذا كان مهاجمة إيران سيغير نمط عملياتهم في البحر الأحمر".
وأردف: "في نهاية المطاف، حتى لو توقفت حرب غزة، فمن المشكوك أن يوقفون هجماتهم بشكل كامل تجاه إسرائيل أو مضيق باب المندب، بل قد يجدوا مختلف الذرائع لمواصلة ابتزاز المجتمع الدولي ودول المنطقة".
وختم بالقول: "بالنظر للمستقبل، لن يكون هناك خيار سوى العمل على إسقاط الحوثيين، ومثل هذه الخطوة ستكون بمثابة ضربة قوية أخرى لمحور المقاومة، وتزيد الضغط على إيران، صحيح أن هذا ليس حدثاً بسيطاً، لكن هناك قدراً كبيراً من الشك إذا كان هناك خيار آخر لتأمين الممرات الملاحية في البحر الأحمر، ووقف الصواريخ تجاه إسرائيل، حتى لو عادت وهاجمت مواقعهم للبنية التحتية في المستقبل أيضاً".
من جهته، أكّد الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، تامير هايمان، أنّ: "الضربات الجوية الإسرائيلية لن تهزم الحوثيين، ولذلك فقد حان الوقت لاستخدام ذراع أكثر ملاءمة ضدهم، لأنه منذ اللحظة التي فرضوا فيها حصاراً بحرياً على إسرائيل، أعلنوا الحرب عليها، لكن من الواضح أنها لم تعلن بعد الحرب عليهم، زاعما أنه حان وقت الاغتيالات في صفوفهم".
وأضاف هايمان، في مقال نشرته "القناة 12" العبرية، وترجمته "عربي21" أنّ: "الهجوم الإسرائيلي في اليمن رد مناسب على الحوثيين، لكنه ليس كافيا لتغيير الواقع في أقرب وقت، خاصة عقب إعلانهم حصارا بحريا ضد الاحتلال، مع أنه من المناسب رفعه بأسرع وقت ممكن من خلال قدرات الجيش".
"مع التركيز على سلاح البحرية، ولكن بسبب العبء الثقيل على المؤسسة الأمنية والعسكرية للاحتلال، والرغبة بإعطاء فرصة للتحالف الدولي للتحرك ضد الحوثيين، امتنع الاحتلال عن الردّ عليهم لعدة أشهر" بحسب هايمان.
وأوضح أنّ: "الاحتلال في الشهور الأخيرة هاجم الحوثيين مرتين، تركزت بتدمير بناهم التحتية للطاقة والتجارة، فيما تقتصر ضربات التحالف الدولي الواسع على قدراتهم العسكرية، بغرض إزالة التهديدات وحماية الممرات الملاحية".
واستطرد: "لكن شيئين أساسيين غابا تماما عن الطريقة التي تجري بها الحملة ضد الحوثيين، أولهما مهاجمة المرسل والممول، وهي إيران، والروح الحية التي تقف وراء السهام القادمة من اليمن، وبالتالي فإن التحالف الدولي وإسرائيل يردان مباشرة على الوكيل، وليس على اليد التي تهز المهد".
وأشار إلى أن: "الشيء الثاني الغائب عن الضربات الإسرائيلية الدولية للحوثيين هو عدم التركيز على القيادة والسيطرة، أي أنه لا توجد حملة واسعة ومستمرة لإضعاف الحوثيين بطريقة تؤدي لضغوط متزايدة، كما حدث ضد حماس وحزب الله في الحرب الحالية".
وبيّن أنّ: "الأمر الذي يستدعي القيام بالشيء الصحيح الذي ينبغي عمله ضدهم، وهو حملة مستمرة، وليس عملية واحدة، وهي بحاجة لقدرات استخباراتية وهجومية أخرى".
إلى ذلك، زعم أن "الاحتلال مطالب ببناء القدرة التشغيلية التي تسمح بقدر أكبر من المرونة والدقة، ومثل هذه القدرات، وعلى هذه المسافة من إسرائيل، تتطلب جهازا مختلفاً يقودها، وينسق بين القوات الجوية والبحرية".
وأردف: "على أن تتمتع البحرية بميزة كبيرة في هذه الحرب، ولكن بعيداً عن القدرات التكتيكية، فإن الاحتلال مطالب بحملة عسكرية تعمل ضد الحوثيين كمنظومة عسكرية، مع التذكير بأن نهاية حرب غزة ستنهي الحرب ضد الحوثيين".