الطعام المطهو وتطور الإنسان
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
متى عرف الإنسان كيف يطهو طعامه؟ ومتى نفر من تناول الطعام النئ؟ وما مدى تأثير الطعام المطهو على تعظيم حجم المخ، ومن ثم تطور الذكاء؟
هذه أسئلة بالغة الأهمية، إذ إن للطعام المطهو الدور الحاسم فى تشكيل إنسانية الإنسان، فمنذ نحو ثلاثة ملايين سنة تمكن أحد أسلافنا من السيطرة على النار، فعرف كيف يطفئها وكيف يوقدها.
من تلك اللحظة الفارقة فى التاريخ هجر هذا السلف القديم تناول الطعام النيء بعد أن أدرك الطريق إلى كيفية طهى الطعام، فتغير جسم الإنسان، حيث كَبُر حجم المخ وقلّ حجم الجهاز الهضمى والفكين وصغرت كذلك الأنياب والأمعاء، لأن الطعام صار طريًا سهل الهضم بعد الطهى فلم يعد الإنسان فى حاجة إلى جهاز هضمى كبير وقوى الأعضاء كى يتمكن من التعامل مع صلابة الطعام النئ.
لقد لاحظ العلماء بذكاء شديد أن الطعام المطهو، خاصة اللحم الأحمر، يهب المرء طاقة أكبر من الطعام النئ. هذه الطاقة الزائدة لم تعد أعضاء الجسم فى حاجة إليها بعد أن قل حجمها كما قلنا سابقا، فأين ذهبت هذه الطاقة الزائدة الناتجة من تناول الطعام المطبوخ خاصة اللحم؟ لقد التهمها سريعًا مخ الإنسان، وهو أكثر عضو نهمًا للطاقة، فهو يستحوذ على نحو 15% من أى طاقة تدخل الجسم رغم حجمه الصغير بالقياس إلى أعضاء أخرى أكبر حجمًا لكنها تستهلك طاقة أقل.
وهكذا كبر حجم مخ هذا السلف القديم فبدأ ينفصل عن أسلافه، حيث مضى يشكل عالمه الإنسانى الفريد كما جاء فى كتاب (قدحة النار... دور الطهى فى تطور الإنسان) للعالم البريطانى ريتشارد رانجهام. لقد تطلب هذا التطور البطيء قرونًا طويلة حتى يؤتى أكله، فالمخ لا يكبر بين يوم وليلة عندما يأكل الإنسان طعامًا مطهوًا، وإنما يحتاج الأمر إلى تراكم آلاف الأعوام لتظهر النتائج واضحة جلية.
إن المعادلة بسيطة رغم عمقها الشديد، وملخصها كالآتي: يأكل الإنسان طعامًا مطبوخًا... يكبر حجم المخ... يتطور الذكاء... يصنع الإنسان الأدوات... تتيسر حياته... يمتلك المزيد من الوقت... يتأمل ما حوله... يفكر... يبتكر... يسيطر... هذه المعادلة استمرت ثلاثة ملايين عام، ومازالت، ولن يتوقف الإنسان عن التطور.
اللافت أن السينما المصرية اهتمت بتصوير مشاهد الطبخ والأكل، حيث احتشدت بالكثير من الموائد العامرة والأطباق الفارغة، ففى فيلم (ممنوع الحب/ 1942) لمحمد كريم، نتابع رجاء عبده وهى تطبخ على الباجور وتغنى لزوجها عبدالوهاب وتقول: (صنعة إيديا وحياة عينيا). أما فيلم (خرج ولم يعد/ 1984) لمحمد خان، فيحتشد بأكبر عدد من مشاهد الأفواه الممتلئة بالطعام.
لكن يظل فيلم (الزوجة الثانية/ 1967) لصلاح أبوسيف أحد أهم الأفلام التى تنشغل بالمطبخ والموائد، حيث يوضح الفروق الشاسعة بين طعام الفقراء وطعام الأثرياء، وكيف يشقى البسطاء من أجل الحصول على أى طعام، حتى لو كان طعامًا متقشفًا خشنًا، بينما يسعد العمدة الظالم (صلاح منصور) بشراهته من أطايب الأطعمة على حساب هؤلاء المساكين!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ناصر عراق الجهاز الهضمى طعام ا
إقرأ أيضاً:
الأولى بالشرق الأوسط.. وحدة علاج جلطات ونزيف المخ والسكتة الدماغية بمستشفيات عين شمس
افتتحت مستشفيات جامعة عين شمس وحدة علاج جلطات ونزيف المخ والسكتة الدماغية الجديدة، والتي تعد الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط.
الوحدة تضم أحدث جهاز من ضمن 10 أجهزة للقسطرة المخية على مستوى العالمأوضح الدكتور علي الأنور عميد الكلية ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية أن الوحدة تم تجهيزها بالجهود الذاتية طبقا لأحدث التقنيات الطبية والخبرات الطبية المتقدمة، لتوفير خدمة طبية تليق بالمريض المصري ولتصبح قبلة لتدريب الأطباء ومنارة للعلم.
كما أكد الدكتور طارق يوسف المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية أن الوحدة تضم أحدث جهاز للقسطرة في العالم، كواحد من 10 نسخ فقط على مستوى العالم ولا يوجد له مثيل في منطقة الشرق الأوسط بأكملها ويتميز بتقنيات غير مسبوقة مصحوبة باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات المرضى، وكذلك أحدث أجهزة الأشعات والتحاليل الطبية، بالإضافة إلى أحدث أجهزة إعادة التاهيل لمرضى السكتة الدماغية.
بمجموع جوائز 800 ألف جنيه.. ختام مسابقة جامعة عين شمس تبتكر وزير التعليم العالي ورئيس جامعة عين شمس يفتتحان مؤتمر علاج الأورام والطب النووي صندوق التنمية الحضرية يوفر شقق سكنية جديدة مصر بلا أمية.. متى نصل للصفر الافتراضي؟ رئيس الهيئة يجيب رئيس جامعة حلوان يكرم هاشم إبراهيم لإنجازه الدولي في تطوير سياسات الإعلام تطوير الرقابة والتصنيفات الدولية.. نتائج اجتماع مجلس الدراسات العليا بعين شمس رئيس جامعة القاهرة يصدر حزمة قرارات بتعيين عدد من القيادات الجديدة نائب رئيس جامعة عين شمس تحصل على جائزة التميز الأكاديمي الدكتور نظير عياد: التجديد في الخطاب الديني أصبح ضرورة ملحة جامعة القاهرة تحتل المركز39عالميا والأول مصريا وإفريقيا فى تصنيف التايمز للعلوم متعددة التخصصات
هذا إلي جانب فريق عمل الوحدة المكون من نخبة من أكبر أساتذة المخ والأعصاب من ذوي الخبرة في مجال علاج السكتة الدماغية.
وأشار الدكتور أحمد البسيوني مدير الوحدة أن السكتة الدماغية لحظة مفاجئة قد تغير حياة إنسان بأكملها، وتعد السبب الأول للإعاقة والثاني للوفاة علي مستوي العالم موضحا أن شخص واحد من كل ٤ أشخاص معرض للإصابة بالسكتة الدماغية، مشيرا أن مصر بها ٢٥٠ ألف حالة سكتة دماغية سنويا إلى جانب الأشخاص الذين يعيشون بمضاعفاتها؛ ومع التقدم العلمي، تزايد الأمل في إنقاذ حياة المرضى وتحسين فرصهم في التعافي.
مؤكدًا أن مستشفيات جامعة عين شمس، الصرح الطبي العريق قدمت ما يتواءم مع مسئوليتها تجاه المجتمع المصري.