انقطع وعاد للاتصال.. السنوار يعقّد مفاوضات الهدنة بين حماس وإسرائيل
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
سلطت تقارير غربية وإسرائيلية خلال الساعات الماضية الضوء على زعيم حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، وكيف أن سلوكه بات يحكم "مفاوضات الهدنة" التي وصلت إلى مراحل متقدمة، دون أن تصل حتى الآن إلى وضع اللمسات الأخيرة لعملية التنفيذ والإعلان الرسمي.
ويعتبر السنوار الشخصية الأبرز التي حملتها إسرائيل مسؤولية هجوم السابع من أكتوبر.
ورغم أن القيادي البازر في حماس لم يخرج بأي إطلالات إعلامية كباقي قيادات الحركة خلال الأيام الماضية من الحرب في غزة، يشير مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إلى أنه "يمتلك الكلمة الأخيرة" فيما يتعلق بالمفاوضات المتعلقة بـ"الرهائن".
كما يعتقد مسؤولو دفاع إسرائيليون، حسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس" الاثنين، أن "قيادة حماس الخارجية لا تتمتع بنفوذ كبير" قياسا بنفوذ السنوار، وأن الأخير "لا يزال مبتهجا بنجاح مذبحة 7 أكتوبر، وبالتالي فهو يتمسك بمواقفه التفاوضية المتشددة ويتجاهل المعاناة الهائلة التي جلبها على سكان القطاع".
"انقطع وعاد للاتصال"وتسود توقعات في الوقت الحالي بقرب الاتفاق بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مقابل الإفراج عن رهائن إسرائيليين، وفق تصريحات متقاطعة لمسؤولين مطلعين على سير المفاوضات، نقلت عنهم "واشنطن بوست"، و"سي أن أن" الأميركية، وموقع "أكسيوس".
ونقل موقع "أكسيوس"، الأحد، عن 3 مصادر على اطلاع مباشر بسير المفاوضات، أن الاتفاق شهد "تقدما متواضعا" بعد توقف دام عدة أيام.
وأضاف أن زعيم حماس في غزة أرسل ردا جديدا للوسطاء القطريين "أشار فيه إلى تضييق بعض الفجوات بين الطرفين، لكن ليس بما يكفي للتوصل إلى اتفاق"، بحسب اثنين من المصادر.
وكان السنوار قد التزم الصمت وتوقف عن التعامل مع ممثلي الحركة في محادثات الدوحة بعد أن داهم الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء بمدينة غزة الأسبوع الماضي، مما أدى إلى تعليق المحادثات.
لكن، ووفقا لموقع "أكسيوس" فإنه عاد خلال الساعات الـ24 الماضية للاتصالات، وأكد ذلك تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية لكاتبها عاموس هاريل، الاثنين.
لكن تقرير الصحيفة يوضح أن "إسرائيل تعتقد أن زعيم حماس في غزة غير عقلاني، مما يجعل صفقة رهائن أكثر ضرورة".
وعقد مجلس الوزراء الحربي، الأحد، اجتماعا آخر لبحث الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين.
وبموجب الاقتراح المطروح الآن على الطاولة، الذي تمت مناقشته بشكل متقطع منذ أسابيع، ستقوم حماس بإطلاق سراح حوالي 50 امرأة وطفلا، أو ربما أكثر.
وقال كل من سفير إسرائيل في واشنطن، مايكل هرتزوغ، ونائب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون فاينر، الأحد، إن المفاوضين قاموا "بتضييق الفجوات"، لكنهم لم يقدموا أي وعود بالتوقيع على اتفاق.
وكالعادة، كما تضيف "هآرتس": "سيعتمد الكثير على السنوار"، وتشير إلى أن الأخير قطع في الأسبوع الماضي الاتصال غير المباشر مع الوسطاء القطريين لعدة أيام، و"لكن يبدو أنه عاد للاتصال بهم الآن".
ويرى البعض أن "إسرائيل يجب أن تغتنم الفرصة للتوصل إلى اتفاق، رغم أنها لن تطلق سراح جميع الرهائن"، ويقولون أيضا إن "السنوار أقل عقلانية من حزب الله على سبيل المثال، وبالتالي قد يقطع الاتصال مع الوسطاء أو حتى مع الرهائن إذا اشتدت الحرب".
وتوضح "هآرتس" أن "هناك هناك حاجة ملحة لتخليص أي شخص نستطيع إنقاذه من الأسر بسرعة".
وجادل كل من وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، هرتزل هاليفي، طوال هذه الأسابيع بضرورة مواصلة الضغط العسكري على حماس، "لأن هذا سيزيد من فرصة إحراز تقدم في المفاوضات".
ومع ذلك، يتعين على القادة العسكريين أن يدركوا أن عليهم التزاما بإطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الرهائن في أسرع وقت ممكن، ويضيف كاتب التقرير في "هآرتس"، عاموس هاريل: "هذا هو واجبهم الأخلاقي تجاه الرهائن في ظل الفشل العسكري الذريع الذي أدى إلى هذه الكارثة".
"تصريح وحيد"من بين جملة المواقف والتصريحات لقادة حماس، خرج السنوار منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بتصريح وحيد نشرته وسائل إعلام في 29 من شهر أكتوبر.
وفي ذلك الوقت أعلن جاهزية الحركة لتنفيذ فوري لـ"صفقة تبادل عن جميع الأسرى في السجون الإسرائيلية مقابل أسرى إسرائيل لدى فصائل المقاومة الفلسطينية"، حسب تعبيره.
وقال السنوار: "جاهزون فورا لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون العدو الصهيوني مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة".
كما "دعا الهيئات والمؤسسات العاملة بمجال الأسرى لعد نفسها في حالة انعقاد دائم، وإعداد قوائم بأسماء الأسرى والأسيرات لدى الاحتلال دون استثناء تحضيرا لمستجدات المرحلة القادمة"، وفق تصريحاته.
وردا على زعيم الحركة في غزة، وصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، استعداد حماس للإفراج عن الرهائن بأنه "إرهاب نفسي بشكل ساخر لممارسة الضغط".
وقال هاغاري في مؤتمر صحفي "ما قام به السنوار إرهاب نفسي، لا يوجد أي عرض على الطاولة بخصوص الرهائن، والسنوار لا يمكنه إصدار بيانات، يتحدث بواسطة آخرين، حماس لا تقيم اتصالات دون وساطة مع إسرائيل، وسنواصل كل الجهود، المدنية والاستخبارية، لإعادة المختطفين".
"قضية رئيسية"وحتى الآن لا توجد بوادر إيجابية بشأن "مفاوضات الهدنة"، إذ يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته على الأرض حتى الآن، وقد وصلت في الساعات الأولى من يوم الاثنين إلى محيط المستشفى الإندونيسي، الواقع في بيت لاهيا شمالي القطاع.
ونقلت "سي أن أن" عن مصدر وصفته بالمطلع على المفاوضات، أن إحدى القضايا الرئيسية "لإتمام الاتفاق بشكل نهائي"، هي "إدخال المساعدات إلى غزة".
وقال المصدر إن "إسرائيل قدمت مقترحا يقضي بالإفراج عن 100 رهينة من المدنيين"، لكن حماس عرضت الإفراج عن 50 مختطفا خلال عدة أيام من الهدنة، على أن يتم إطلاق سراح "ما بين 20 و25 رهينة آخرين حال تمديد تلك الهدنة".
ولفتت حماس إلى أنها "تريد تلك الهدنة من أجل جمع الرهائن المحتجزين في أماكن مختلفة، وبواسطة مجموعات مختلفة موالية لها في غزة"، وفق الشبكة.
ولا يزال العمل جار يا على تفاصيل عدة أخرى، مثل فكرة المساعدات التي أعربت إسرائيل عن مخاوفها من أن "تساعد حماس أكثر من المدنيين" في غزة.
وأشار أحد المصادر للشبكة الأميركية، إلى أن حماس "طلبت بشكل أولي إدخال 500 شاحنة مساعدات يوميا"، فيما قال مصدر آخر إنه "لم يتم التوافق حتى الآن بشأن عدد شاحنات المساعدات التي ستدخل القطاع، بجانب عمليات التفتيش ونقاط الدخول".
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، في وقت سابق، أن المفاوضين وضعوا وثيقة من 6 صفحات تحدد متى وأين وكيف سيتم نقل الرهائن بأمان خارج غزة.
ومن شأن الاتفاق، الذي سيشهد وقف العمليات القتالية مؤقتا، أن يسمح أيضا بزيادة كبيرة في كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل الجيب.
ويؤمل أنه إذا تم التجميد الأولي للقتال وتم إطلاق سراح النساء والأطفال بسلاسة، فإن ذلك سيشكل نموذجا يسمح بإطلاق سراح مجموعات أخرى من الأسرى، بما في ذلك الرجال المدنيين والجنود الإسرائيليين، مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، وفق الصحيفة الأميركية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الإفراج عن إطلاق سراح حتى الآن إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
بالتفاصيل.. حماس ترد على مقترح تمديد الهدنة.. عاجل
القدس المحتلة - الوكالات
كشفت وسائل إعلام عن تفاصيل رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح الوسطاء المتعلق باستئناف المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى.
وربطت الحركة موافقتها على إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية، إضافة إلى جثامين 4 آخرين من مزدوجي الجنسية، بأن يكون ذلك في إطار التجسير لاستكمال الاتفاق واستئناف استحقاقات المرحلة الأولى والبدء فورا بالتفاوض على المرحلة الثانية.
وشددت على أن يبقى الملحق الذي قدمته للوسطاء كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار المعلن في 17 يناير/كانون الثاني الماضي، لا أن يمهد لاتفاق جديد كما يريد الاحتلال.
وبموجب الملحق المقدم من الحركة فإنه بمجرد الإفراج عن الأسير ألكسندر والجثث الأربع، سيتم الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يتم الاتفاق على أعدادهم.
وأكدت الحركة على بدء مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين في اليوم التالي تحت رعاية الوسطاء الضامنين لتنفيذ شروط المرحلة الثانية، بما في ذلك الترتيبات اللازمة للوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل من قطاع غزة، إضافة إلى التوصل لاتفاق بشأن مفاتيح تبادل باقي الأسرى، على أن يتم استكمال هذه المفاوضات خلال 50 يوما
واشترطت الحركة أن يتم فتح المعابر ودخول المساعدات والإغاثة والتجارة فور الاتفاق على هذا المرفق. وتضمن المرفق أيضا، التأكيد على استمرار الإجراءات المتفق عليها في المرحلة الأولى، بما في ذلك دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والوقود، ووقف العمليات العسكرية والإيقاف المؤقت للطيران واستمرار عمل مؤسسات الأمم المتحدة ووكلائها والمنظمات الأخرى وإعادة تأهيل البنية التحتية من كهرباء ومياه وصرف صحي واتصالات وطرق في جميع مناطق القطاع
وخلال هذه المرحلة، سيتم إدخال المستلزمات والمتطلبات اللازمة لإيواء السكان الذين فقدوا بيوتهم خلال الحرب، بما يشمل 60 ألف بيت مؤقت (كرفان) و200 ألف خيمة، إضافة إلى إعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز وإدخال المعدات المدنية لإزالة الركام والسماح لسكان القطاع بالسفر والعودة من الخارج عبر معبر رفح دون أي قيود.
كما أكدت الحركة ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل خلال هذه المرحلة من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) وإلغاء نقطة الفحص على شارع صلاح الدين محور نتساريم، إضافة إلى الانتهاء من إعداد الترتيبات والخطط لإعادة الإعمار.
ونص المرفق على أن يضمن الوسطاء الولايات المتحدة ومصر وقطر استكمال المفاوضات المشار إليها للوصول إلى الاتفاق بشأن الوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل من قطاع غزة والتوصل لاتفاق بشأن مفاتيح تبادل باقي الأسرى.
وختمت الحركة بالتأكيد على أن هذا المرفق يعتبر جزءا لا يتجزأ من اتفاق وقف إطلاق النار الدائم وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين والذي تم التوقيع عليه في العاصمة القطرية الدوحة في 17 يناير/كانون الثاني الماضي
في المقابل، جاء الرد الإسرائيلي بالمطالبة بإطلاق 11 أسيرا إسرائيليا من الأحياء من بينهم عيدان ألكسندر، إضافة إلى رفات 16 أسيرا، وسيكون ذلك مقابل الإفراج عن 120 أسيرا فلسطينيا من المحكومين بالمؤبد و1110 أسرى إضافة إلى رفات 160 أسيرا من غزة
المصدر / الجزيرة نت