تحذيرات من التطهير العرقي في دارفور بالسودان
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن تحذيرات الأمم المتحدة بشأن الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع والجماعات العربية التابعة لها ضد شعب المساليت في غرب السودان.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الشهادات التي جمعتها صحيفة "لاكروا" في المعسكرات التشادية التي وجد فيها السودانيون من دارفور ملجأً، شاهدة على ذلك: يقال إن المساليت، وهم السكان الأصليون لهذه المقاطعة الواقعة في غرب السودان، وقعوا ضحايا للتطهير العرقي على يد قوات الدعم السريع وميليشيات عربية، على هامش الحرب التي تدور رحاها بينهم وبين الجيش النظامي منذ 15 نيسان/أبريل.
وبينت الصحيفة أنه في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، أفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن موجة جديدة من عمليات القتل استهدفت المساليت في بداية تشرين الثاني/نوفمبر. وحسب جيريمي لورانس، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة: "عانوا ستة أيام من الرعب" بعد سيطرة قوات الدعم السريع على آخر حامية للجيش النظامي في ضواحي الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر. كما أوضح أن المقاتلين استهدفوا مخيمين للنازحين وحيًا يسكنه بشكل رئيسي المساليت، حيث قيل إنهم "نهبوا الممتلكات وعذبوا النازحين ثم أعدموهم على نطاق واسع. قبل أن يتركوا جثثهم في الشوارع"، في إشارة إلى مئات القتلى.
وأوردت الصحيفة أنه قبل ثلاثة أيام، كان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قد دق ناقوس الخطر بشأن "أعمال عنف واسعة النطاق تستهدف مجتمعات المساليت في دارفور، وخاصة في الجنينة". وحسب هذان العميلان التابعان للأمم المتحدة، هاجمت ميليشيات المساليت مليشيات عرب أيضا.
"حملة تطهير عرقي" محتملة
ونقلت الصحيفة عن رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل، الأحد 12 تشرين الثاني/نوفمبر، أن "شهودا موثوقين أفادوا بمقتل أكثر من 1000 فرد من قبيلة المساليت في أرداماتا، بغرب دارفور، خلال ما يزيد قليلا عن يومين، في إطار هجمات واسعة النطاق التي تنفذها قوات الدعم السريع والميليشيات التابعة لها. وشدد على أن "الفظائع الأخيرة تبدو جزءا من حملة تطهير عرقي أوسع نطاقا تنفذها قوات الدعم السريع بهدف القضاء على قبيلة المساليت غير العربية في غرب دارفور"، مذكرا بأن هذه الجرائم تضاف إلى "موجة أولى" من أعمال العنف واسعة النطاق" التي جدت في حزيران/يونيو.
وأوردت الصحيفة أنه بعد عودته من مهمة في هذه المنطقة من العالم، ردد الباحث جيروم توبيانا، مستشار العمليات في منظمة أطباء بلا حدود، نفس الخطاب على إذاعة فرنسا الدولية قائلا: "كان هناك بالتأكيد تطهير عرقي في أماكن معينة. وهذا هو الحال بشكل خاص في غرب دارفور، بما في ذلك عاصمتها مدينة الجنينة، حيث كان من الواضح أن المجتمع الأصلي غير العربي "المساليت" اضطر بالكامل تقريباً إلى الفرار من المنطقة بحثاً عن ملجأ في تشاد".
امتداد الصراع
ردا على عمليات القتل الجماعي المنسوب إلى قوات الدعم السريع والمنتسبين إليها، أعلنت مجموعتان مسلحتان في دارفور انضمامهما إلى الجيش النظامي في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر؛ حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة. وفي الحرب ضد الميليشيات العربية سنة 2003، ظلوا حتى الآن بعيدين عن الصراع الحالي.
وأضافت الصحيفة أنه بعد مرور سبعة أشهر على اندلاع الأعمال العدائية، لا تزال الحرب تنتشر في السودان. وحسبما أوضحت الأمينة العامة المساعدة لشؤون أفريقيا، مارتا آما آكيا بوبي في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر: "خارج دارفور، استمرت الاشتباكات الدامية في الخرطوم وأم درمان وبحري (...) وتستمر أيضا في جنوب كردفان، في حين لا يزال الوضع متوترا حول مدينة الأبيض وشمال كردفان. لقد امتدت الأعمال العدائية إلى مناطق جديدة، مثل ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وغرب كردفان".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الدعم السريع السودان دارفور السودان دارفور الجيش السوداني الدعم السريع سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تشرین الثانی نوفمبر قوات الدعم السریع الصحیفة أنه المسالیت فی غرب دارفور فی غرب
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع يهاجم أم درمان بالمسيرات ويقتحم 10 قرى بشرق النيل
شنت قوات الدعم السريع فجر اليوم هجوما بالطائرات المسيرة على مواقع شمالي أم درمان في السودان، كما "اقتحمت ونهبت" نحو 10 قرى في محلية شرق النيل، وفقا لما ذكره مصدر مطلع للجزيرة وإعلام حكومة ولاية الخرطوم.
وأوضح المصدر المطلع أن قوات الدعم السريع شنت هجوما بالطائرات المسيرة على دفعتين على مواقع في محلية كرري، مضيفا أن المضادات الأرضية للجيش السوداني تصدت لها.
ويعد هجوم الدعم السريع بالمسيرات اليوم هو الثاني من نوعه حيث تعرضت أمس قاعدة وادي سيدنا العسكرية لهجوم مماثل أوقع خسائر بشرية ومادية محدودة، وفقا لمصادر عسكرية في الجيش السوداني.
وإضافة إلى الهجوم بالمسيرات رصد مراسل الجزيرة أصوات نار كثيفة فجر اليوم شمالي أم درمان.
وفي إطار متصل قال إعلام حكومة ولاية الخرطوم في بيان صحفي اليوم إن قوات الدعم السريع "اقتحمت ونهبت نحو 10 قرى ببادية أم ضوا بان" بمحلية شرق النيل التابعة للخرطوم بحري.
وأضاف البيان أن عمليات النهب طالت ممتلكات المدنيين والمرافق العامة بما في ذلك ألواح الطاقة الشمسية المستخدمة في محطات توفير المياه.
جانب من آثار الدمار الذي لحق بمساكن مدينة الفاشر خلال معارك سابقة (مواقع التواصل) معارك الفاشرولا تزال تشهد أرجاء أخرى من السودان معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع حيث قتل مساء أول أمس السبت 7 مدنيين وجرح 47 آخرون نتيجة قصف مدفعي مكثف شنته قوات الدعم السريع على سوق مخيم أبو شوك للنازحين شمالي مدينة الفاشر، غرب السودان، وفقا لمصادر محلية.
وكانت المدينة شهدت خلال يومي الجمعة والسبت تبادلا للقصف المدفعي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما اضطر عشرات المواطنين، معظمهم من الأطفال والنساء، للفرار من منازلهم إلى أماكن أكثر أمانا.
ووفق مصادر محلية، تواصل قوات الدعم السريع استهداف منازل المدنيين في وسط مدينة الفاشر باستخدام المدفعية الثقيلة، حيث تركز قصفها على بعض الأحياء الجنوبية والغربية.
وشُوهدت مساء أمس الأحد طائرة حربية للجيش السوداني تحلّق في سماء المدينة، كما عزز الجيش وحلفاؤه دفاعاتهم في الأحياء الشرقية تحسبا لأي هجوم محتمل.
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارته لسنجة بعد استعادة السيطرة عليها (مواقع التواصل) استعادة سنجةوكان الجيش السوداني أعلن أول أمس السبت استعادته السيطرة على مقر الفرقة 17 في مدينة سنجة حاضرة ولاية سنّار وسط السودان، وذلك بعد معارك ضارية شهدتها المدينة على مدى يومين.
وتعد "سنجة" أول عاصمة ولائية يستطيع الجيش السوداني استعادتها من قبضة قوات الدعم السريع، منذ اندلاع الحرب التي يشهدها السودان منذ 15 أبريل/نيسان من العام الماضي، وتعد سيطرة الجيش عليها إنجازا إستراتيجيا لوقوعها عند محور أساسي يربط بين مناطق يسيطر عليها الجيش في شرق السودان ووسطه.
في المقابل، لا تزال قوات الدعم السريع تتواجد في بعض مناطق من ولاية سنار، خاصة في "الدالي والمزمزم وأبو حجار وكركوج وقرى غرب الدندر"، وفقا لوسائل إعلام محلية.
كما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق ولاية الجزيرة باستثناء مدينة المناقل والمناطق المجاورة لها والتي تمتد حتى حدود ولاية سنار جنوبا وغربا حتى ولاية النيل الأبيض.
وتسببت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في تشريد أكثر من 11 مليون شخص، من بينهم 3.1 ملايين نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدولية للهجرة.