«الرياضة» و«ملكية العلا» تُعلنان إقامة النسخة الرابعة من «طواف العلا» بمشاركة 119 دراجاً
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
أعلنت وزارة الرياضة والهيئة الملكية لمحافظة العلا، الاثنين، عن استضافة منافسات النسخة الرابعة من سباقات الدراجات الهوائية، تحت مسمى "طواف العلا"، والذي سيقام في محافظة العلا، خلال الفترة من 30 يناير وحتى 3 فبراير 2024، بالتنسيق مع الاتحاد السعودي للدراجات، والاتحاد الدولي للدراجات "UCI".
جرت مراسم توقيع اتفاقية الاستضافة، بين الهيئة الملكية للعلا، ممثلة برئيس السياحة فيليب جونز، والاتحاد السعودي للدراجات، ممثلاً برئيس مجلس الإدارة عبدالله الوثلان، وبحضور مدير عام الفعاليات بالوزارة مي الهلابي.
ويشارك في سباق "طواف العلا" في هذه النسخة نحو 119 دراجاً، يمثلون 17 فريقاً حول العالم، بينها: فريق الجولة العالمية، وفريق القارات، إضافة إلى أبرز المواهب السعودية، في حين يتكون السباق من خمس مراحل، تمتد على مسافة 816.7 كم.
وبهذه المناسبة، قال الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية في تصريحٍ صحفي: "نسعد اليوم بالإعلان عن إطلاق سباق "طواف العلا"، وهو ما يجسد اهتمام قيادتنا الرشيدة -رعاها الله-، والدعم السخي من لدن سمو سيدي ولي العهد -حفظه الله-، والذي ساهم بصورة مباشرة في تغيير خارطة الرياضة في المملكة؛ لتصبح موطناً ومركزاً عالمياً مهماً لاحتضان الأحداث والفعاليات الرياضية المتنوعة".
وأضاف: "نتطلع لإقامة نسخة أكثر تميزاً وتشويقاً من هذا السباق، على أرض العلا التي تزخر بإرث تاريخي كبير، وتضاريس طبيعية رائعة، تجعل منها وجهةً مثالية لرياضة الدراجات في المملكة، واسماً مستقبلياً لاحتضان أكبر الفعاليات العالمية في هذا المجال".
من جهته، أكد عبدالله الوثلان رئيس الاتحاد السعودي للدراجات نائب رئيس الاتحاد العربي للدراجات، في تصريح صحفي: "تحظى الرياضة في المملكة -ولله الحمد- بدعمٍ لا محدود من قيادتنا الرشيدة -أيدها الله-، وبمتابعة مستمرة من سمو وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل".
وأضاف الوثلان: "توقيع هذه المذكرة مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، يعدّ خطوة أساسية، تتماشى مع أهداف وزارة الرياضة والاتحاد السعودي للدراجات، والتي سيكون لها أثر في تعزيز مستهدفات رؤية السعودية 2030؛ لتصبح المملكة وجهة رئيسية للسياح الرياضيين حول العالم، من خلال استضافة كبرى البطولات العالمية، كما أن إقامة هذا السباق في محافظة العلا للمرة الثالثة على التوالي، يعود إلى تمتعها بموقع جغرافي مميز، وطبيعة خلابة، ومسارات سباق وضعت وفق معايير عالمية".
من جانبه، أوضح فيليب جونز رئيس السياحة في الهيئة الملكية للعلا، أنه جرى العمل على تطوير هذه النسخة من "طواف العلا"، من خلال استقبال نخبة الفرق في جولة آسيا UCI عبر خمس مراحل؛ لإبراز أفضل ما تحتضنه العلا كوجهة رياضية استثنائية.
وأشار رئيس السياحة في الهيئة الملكية للعلا إلى قرب افتتاح مسار الدراجات الجديد، الذي يبلغ طوله 45 كيلومترًا لراكبي الدراجات، والذي سيكون أحد المسارات المحاطة بأجمل التضاريس الطبيعية في العالم، مشيراً إلى أن العلا تمتلك الإمكانات لتصبح مقراً رئيساً لرياضة الدراجات في السعودية، والتي تأتي في قائمة أسرع الرياضات نموًّا على مستوى المملكة العربية السعودية".
من جانبه، قال "يان لو مونر" الرئيس التنفيذي لشركة A.S.O: "سينطلق الدراجون خلال سباق "طواف العلا" في رحلة ممتعة، سيشاهدون خلالها واحداً من أروع المواقع الجغرافية الطبيعية الخلابة، ومواقع أثرية لا مثيل لها، تزخر بإرث تاريخي كبير وتاريخ يرجع إلى آلاف السنين بصفتها ملتقى الحضارات، كما تتمتع المنطقة بمزايا مثالية بامتلاكها العناصر اللازمة كافة لتنظيم سباق عالمي المستوى، نظير مساراتها الصعبة وتحدي صعود تلالها المتنوعة، والتي تعد بسباق مثير ومذهل؛ سواء من الناحية الرياضية أو البصرية".
يذكر أن سباق "طواف العلا"، يُعد إحدى مبادرات برنامج جودة الحياة، الهادف إلى تعزيز الجهود الوطنية في تحسين ورفع جودة الحياة في السعودية، وزيادة نسبة ممارسة الرياضة في المجتمع، والحرص على تقديم تجربة رياضية ثقافية متكاملة للمشاركين في السباقات، تعكس التطور الذي تشهده المملكة.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: الهيئة الملكية لمحافظة العلا وزارة الرياضة الهیئة الملکیة
إقرأ أيضاً:
فيلم وولف مان.. الذئاب تبكي أحيانا
لا يُعد العمل الفني إبداعًا حقيقيا ما لم يُضف قيمة فنية جديدة، وهذا ما حققه المخرج الأميركي لي وانيل في فيلمه الجديد "رجل ذئب" (Wolf Man) لعام 2025. ففي هذه النسخة، لم يكن تحوّل البطل إلى ذئب غاية في حد ذاته، كما هو معتاد في أفلام المستذئبين، بل كان تجليًا لأزمة وجودية تتعلق بالماضي والحاضر الذي يعيشه البطل.
تخلى وانيل عن الصورة النمطية للمستذئب ذي الشعر الكثيف والملامح الحيوانية البارزة، وفضّل استخدام جسد البطل ذاته كوسيط بصري للتحول، ليجعل من هذا التحول مجازًا فنيًا يعكس معاناة رجل مثقل بذكريات طفولة قاسية وواقع أسري مضطرب.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رحلات سينمائية.. كيف تُحول أفلام السفر إجازتك إلى مغامرة؟list 2 of 24 أفلام عائلية للمشاهدة مع أطفالك في العيدend of listويُعد هذا الفيلم إعادة تصور حديثة لفيلم "الرجل الذئب" (The Wolfman)، الذي أخرجه جو جونستون عام 2010 وتدور أحداثه في أوائل القرن التاسع عشر.
لقد تطور مفهوم "الرجل الذئب" في الأدب والسينما على مدى قرون، لكن ظهوره السينمائي منحه طابعًا جماهيريا استند إلى اللعب الهوليودي التقليدي على مخاوف الإنسان البدائية من الوحوش والظلام، وحتى الدماء.
الرجل الذئب في الأدب والسينماتعود أقدم الإشارات إلى تحول البشر إلى ذئاب إلى القرن الأول الميلادي، وتحديدًا في كتاب التحولات للشاعر الروماني أوفيد، حيث يروي حكاية الملك "ليكاون" الذي حوّله كبير الآلهة زيوس إلى ذئب عقابًا على كفره وجحوده.
إعلانوفي العصور الوسطى، ظل موضوع المستذئبين حاضرًا كما يظهر في رواية "بتر الأنف" للكاتبة الفرنسية ماري دو فرانس في القرن الثاني عشر، التي تحكي عن رجل نبيل يتحوّل إلى مستذئب بعد أن تخونه زوجته.
شهد القرن التاسع عشر انفجارًا في أدب الرومانسية والخيال والمخلوقات الخارقة، وكان للذئاب فيها حضور لافت. من أبرز تلك الأعمال "زعيم الذئاب" للكاتب الفرنسي ألكسندر دوماس، و"فاغنر الذئب الضاري" (1847) للروائي والصحفي البريطاني جورج دبليو إم رينولدز، وكلاهما استخدم شخصية الذئب في سرد يجمع بين الرعب والعاطفة.
أما أول تجسيد سينمائي لمفهوم الرجل المستذئب، فكان في فيلم "ذئب لندن" (Werewolf of London) عام 1935، لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت مع فيلم "الرجل الذئب" (The Wolf Man) عام 1941، والذي وضع الأسس التي سار عليها كثير من صناع أفلام الرعب لاحقًا، مثل فكرة التحول عند اكتمال القمر والتأثر بالفضة، وهي عناصر أصبحت من ثوابت تراث المستذئبين في الثقافة الشعبية.
ويثير اختيار الذئب تحديدًا دون غيره من الحيوانات المفترسة تساؤلًا مهما: لماذا الذئب؟ ربما تكمن الإجابة في التشابه اللافت بين الذئاب والبشر في السلوك الاجتماعي خاصة، إذ تعيش الذئاب في قطعان منظمة، تقوم على الولاء والتسلسل الهرمي، تمامًا كالمجتمعات البشرية. كما أن خروج الذئب للصيد يوازي حياة الإنسان البدائية حين كان يعتمد على الصيد والالتقاط.
وفي العديد من الثقافات، تعد الذئاب مساحة خوف خالصة باعتبارها تهديدات محتملة للإنسان وللماشية، مما دفع الإنسان لتحوّل شكلي تضمّن قوة جبارة وغضبا لا يمكن السيطرة عليه. ولعل الأصل في ذلك التحول قد داعب الخيال السينمائي لأول مرة مع مشهد شخص أصيب بالسعار بعد "عضة كلب"، فتحوّل سلوكه إلى ما يشبه سلوك الذئب.
ذئب شرس وأب طيبعرض فيلم "الرجل الذئب" 2010 و"الرجل الذئب" 2025 أسطورةَ الذئب الكلاسيكية، لكنهما يختلفان بشكل كبير في البيئة وتركيز الشخصية والعمق الموضوعي.
إعلانتدور أحداث النسخة الأصلية من فيلم "الرجل الذئب" في إنجلترا عام 1891، وتحكي قصة لورنس تالبوت، الممثل الشهير الذي يعود إلى قريته بلاكمور عقب الوفاة الغامضة لشقيقه، في حبكة تجمع بين الرومانسية والرعب الكلاسيكي.
أما نسخة عام 2025، فتنتقل إلى الريف المعاصر في ولاية أوريغون الأميركية، حيث يرث بليك لوفيل (يؤدي دوره كريستوفر أبوت) منزل طفولته، وينتقل للعيش فيه مع عائلته على أمل بدء حياة جديدة تساعده في تجاوز أزماته الزوجية ومواجهة ذكريات الطفولة المؤلمة التي جمعته بوالده.
في نسخة 2010، يواجه لورنس تالبوت أيضًا ماضيا قاسيا، يشمل وفاة والدته وابتعاده عن والده السير جون تالبوت. ومع عودته إلى مسقط رأسه، يجد نفسه مضطرًا لمواجهة هذه الجراح القديمة، والتي تتعقّد مع تحوله إلى رجل ذئب.
يتعامل بليك في نسخة 2025 مع التوترات العائلية، وخاصة مع زوجته شارلوت (الممثلة جوليا غارنر)، وإرث والده المنفصل عنه جرادي (الممثل سام جايغر)، ويعمل تحوله إلى ذئب كاستعارة للصدمة الموروثة والخوف من أن يصبح مثل والده.
تركز القصة في النسخة القديمة من الرجل الذئب على ما يسببه التحول من رعب لعالمه الخارجي، كما تجسد صراعه مع وحشه الداخلي، وفي النسخة الأحدث، يغوص صناع العمل عميقا في الجوانب النفسية لتحول البطل إلى ذئب، إذ يتابع المشاهد التغيير التدريجي لبليك مع التركيز على رعب الجسد وتآكل إنسانيته، مما يشير إلى قسوة الأزمة النفسية التي يعاني منها وهشاشة حالته.
ويتجلى الخصم الرئيسي في شخصية الأب بنسخة عام 2010، الذي يتبيّن لاحقًا أنه هو نفسه مصدر اللعنة التي حولت ابنه إلى مستذئب، لتبلغ ذروة الصراع في مواجهة دامية بين الأب والابن، محمّلة برمزية عميقة لصراع الأجيال.
أما في النسخة المعاصرة، فينقلب المشهد؛ إذ يتمثل العدو في كائن خارجي يهاجم البطل ويسيطر عليه من الداخل. وعلى مدى نحو ثلث زمن الفيلم، يناضل البطل لحماية أسرته من ذلك الوحش الكامن في داخله، أو من ذاته، حتى وإن كلفه ذلك حياته.
يقف الفيلمان على طرفي رمزين متباينين: في النسخة القديمة، ترمز اللعنة إلى عبء الإرث العائلي والمصير المحتوم، في حين تعكس النسخة الجديدة قلق البطل من التحول إلى نسخة أخرى من والده. وكلا الفيلمين يعيدان إحياء واحدة من أبرز الثيمات التي طغت على الثقافة الغربية في ستينيات القرن الماضي، وهي ثيمة "قتل الأب"، لا بمعناها الحرفي، بل بوصفها تمردًا على الميراث الذكوري التقليدي وسعيًا للتحرر من سلطته الرمزية والثقافية.
إعلان أزمة إيقاعقدّم المخرج لي وانيل في نسخة 2025 معالجة بصرية مميزة لتحول البطل إلى ذئب، أضافت عمقا فنّيا واضحا، لكنه لم ينجح في الحفاظ على إيقاع متوازن؛ إذ بدأ الفيلم بسرعة لافتة، ثم تباطأ بشكل ملحوظ خلال مشاهد التحول الجسدي المفصلة، مما أضعف تماسك التجربة.
تميز وانيل أيضا في توظيف عناصر البيئة المحيطة، مثل الظلام والغابة الكثيفة، لخلق أجواء رعب فعّالة مدعومة بتصوير ذكي لتفاصيل الوجوه وردود الأفعال. وقدّم كريستوفر أبوت أداءً مفعمًا بالألم الداخلي حتى في لحظات الصمت، في وقت انسجم فيه الحزن الطبيعي في ملامح جوليا غارنر مع النبرة الكئيبة التي طغت على أغلب مشاهد الفيلم.