يحتفل العالم فى الـ20 من نوفمبر كل عام، باليوم العالمي للطفل، تزامنًا مع ذكرى اعتماد الأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل، والاتفاقية المرتبطة به، وأولى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، اهتماما خاصا بالطفل المصري، لا سيما وأن الرئيس دائما ما يؤكد على ضرورة الاستثمار فى البشر وبناء الإنسان بشكل جيد، سواء صحيًا أو اجتماعيا أو ثقافيا، وهو ما انعكس فى عدد من المبادرات والقوانين التى كانت حصن أمان للطفل.

اليوم العالمي لدعم الطفل 

ويحظى ملف رعاية الأطفال باهتمام الرئيس السيسي، من خلال الحرص على دعم الأطفال والحفاظ على صحتهم وتطيعماتهم، منذ ولادتهم، إضافة إلى خدمات الدعم والمشورة الأسرية للأم والطفل، وهناك سرية تامة لبيانات المتصلين والمبلغين، فضلا عن اتاحة حزمة من المعلومات "الصحية، والنفسية، والقانونية، وإرشادات عن أساليب التربية الإيجابية" التي تهم الأسرة المصرية.

وهناك دعم  وطني كامل والدعم التام لكافة الأطفال، لتقديم كافة أوجه الرعاية والحماية لخلق بيئة تضمن للأطفال مستقبل أفضل.

كما تعمل القيادة السياسية على دعم حقوق أطفالنا على مدار السنوات الماضية وإعلاء حقوقهم ووضعها في المكانة التي تستحقها، من خلال البرامج والمبادرات الرئاسية كبرنامج حياة كريمة، والمشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، حيث أن مصر تمتلك بيئة تشريعية قوية تضمن إنفاذ حقوق الطفل، وهو ما أكدت عليه الاستراتيجية القومية لحقوق الإنسان والتي تتضمن محورًا رئيسياً خاص بتعزيز حقوق الإنسان «المرأة والطفل»، وهو ما انعكس في توجيهات القيادة السياسية بتدشين مشروع استراتيجي تحت مسمى «مشروع الطفل المصري» من خلال وضع استراتيجية شاملة للطفل المصري «وعياً وموهبة» ويهدف المشروع إلى توفير بيئة داعمة لبناء شخصية الطفل وتنمية قدراته ومواهبه وكذلك تكوين وعيه بالهوية والثقافة المصرية من خلال الاحترام والمساواة والمشاركة الفعالة وحماية الطفل.

وفي هذا الصدد، أعلن المجلس القومى للطفولة والأمومة عن إطلاقه لتطبيق إلكترونى "نبتة مصر"، والذى يتضمن خدمات متعددة تسهيلاً على المواطنين فى التواصل والإبلاغ، عن حالات تعرض الأطفال للخطر، ويسعي المجلس جاهدًا للتيسير على الأهالي الحصول على الخدمات المقدمة من قبل المجلس والإدارة العامة لنجدة الطفل وذلك لفتح قنوات اتصال متعددة مباشرة مع المواطنين والأطفال، المجلس يقدم حزمة من الخدمات من خلال هذا التطبيق وهى خدمات الإبلاغ والدعم والمشورة، كالإبلاغ عن حالات تعرض الأطفال للخطر والأطفال المفقودين والأطفال الذين عثر عليهم .

تقوم المبادرة على فكرة تكوين دوائر مصغرة من الفتيات من سن ١٠ الى ١٨ عامًا يتم فيها تشجيعهن على التحاور وإبداء آرائهن في كل الأمور التي تخصهن والمجتمع المحيط بهن وتطوير قدراتهن.

مبادرات رئاسية لدعم الأطفال

تعمل المبادرة على العديد من الأهداف منها توعية الأطفال وذلك عبر إجراء حوار تفاعلي يتضمن تعريفهم بالممارسات التي تمثل عنفا ضدهم، بالإضافة إلى إلى تمكين الفتيات من التعبير عن آرائهم بحرية، وتهدف مبادرة "دوي" لتشجيع الفتيات على التحاور وإبداء آرائهن فى كل الأمور التى تخصهن والمجتمع المحيط بهن وتطوير قدراتهن.

وتعمل المبادرة على تنمية إحساس الأطفال من الأولاد والبنات بالواجب لحماية زميلاتهن، فضلا عن مشاركة ادارة المدرسة وعدد من المعلمات والإخصائيات الاجتماعيات والنفسيات فى دوائر الحكي لتطبيق مهارات إدارة الحوار بالدوائر مع طالبات أخريات بالمدرسة، وتقدم المبادرة أنشطة فنية متعددة منها مشاركة الفتيات بالتعبير بالرسوم اليدوية عن رؤيتهن لمناهضة أشكال العنف كالتحرش والتنمر والإيذاء الجسدي ورسم جدارية لشعار دوي.

وفي هذا الإطار، تحدثت نيفين عثمان، أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، عن تفاصيل المبادرة الوطنية "دوي" لتمكين الطفل المصري.

وقالت "نيفين عثمان" خلال تصريحات إعلامية، إن المبادرة تستهدف تنمية قدرات الفتيات والمرأة بشكل عام، لتوفير بيئة داعمة، ليصبح فرد إيجابي له دور واضح في المجتمع.

وأضافت أن المبادرة تتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومجلس القبائل، من أجل التواجد في المحافظات الحدودية، متابعة: دوي تستهدف مشاركة الأطفال في القضايا المنتشرة داخل المجتمع، ليكون لهم رأي، وتابعت: "نستهدف 40 مليون طفل دون سن الثامنة عشرة، يعيشون في مصر، و25 مليون منهم في المراحل الدراسية المختلفة، كما أنه تم تدريب 150 من الأخصائيين الاجتماعيين والمدربين في الجمعيات غير الحكومية".

قرارات الرئيس ومجلس الوزراء

وسبق، وأصدر الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، قرارا بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون الطفل الصادرة بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2075 لسنة 2010، بشأن الأسر التى تتكون من زوجين مصريين وترغب فى رعاية أحد الأطفال طبقا لنظام الأسر البديلة، وينص التعديل على ضرورة أن يكون الزوجان مصريين، وأن يتوفر لدى الأسرة مقومات النضج الأخلاقى والاجتماعى بناء على بحث اجتماعى من الإدارة الاجتماعية المختصة والجمعية أو المؤسسة الأهلية المختصة، ومر على زواجهما ثلاث سنوات على الأقل، وألا يقل سن كل منهما عن خمسة وعشرين سنة ولا يزيد على ستين سنة، بالإضافة إلى أن يكون الزوجان حاصلين على شهادة الثانوية العامة على الأقل أو ما يعادلها.

وأن تجتاز الأسر الراغبة فى الكفالة الدورة التدريبية التى تنظمها وزارة التضامن الاجتماعى، ونص القرار على أنه يجوز للجنة الأسر البديلة الإعفاء من شرط استمرار الزواج لمدة ثلاث سنوات على الأقل فى حالة ثبوت العقم الدائم لأحد الزوجين، كما يجوز للجنة الإعفاء من عدم جواز أن تزيد سن كلا الزوجين فى الأسرة البديلة على ستين سنة طبقاً لما يسفر عنه البحث الاجتماعى، واستثناء مما تقدم يجوز للأرامل والمطلقات ومن لم يسبق لهن الزواج وبلغن من العمر ما لا يقل عن ثلاثين سنة كفالة الأطفال إذا ارتأت اللجنة المنصوص عليها فى المادة 93 من هذه اللائحة صلاحيتهن لذلك، ويجوز استمرار الرعاية مؤقتاً مع الأب البديل فى حالة وفاة الأم البديلة، بعد موافقة اللجنة العليا للأسر البديلة، وتنص المادة 90 على أن تتقدم الأسرة التى ترغب فى رعاية أحد الأطفال طبقا لنظام الأسر البديلة بطلب إلى إدارة الأسرة والطفولة المختصة أو من خلال الموقع الإلكترونى للوزارة.

وتسجل الطلبات فى سجل خاص فى أى من الحالتين، وتقوم الإدارة المذكورة بطلب بحث اجتماعى مؤيد بالمستندات من الإدارة الاجتماعية التابع لها محل إقامة الأسرة ومن الجمعية أو المؤسسة الأهلية المختصة وعلى إدارة الأسرة والطفولة بالمديرية مطابقة البحث على الواقع للتأكد من صحة وسلامة البيانات وللتثبت من استيفاء الشروط المنصوص عليها فى المادة 89 من هذه اللائحة، وفى حالة تلقى الطلب من خلال الموقع الإلكترونى لوزارة التضامن الاجتماعى تقوم الوزارة بإرساله إلى المديرية المختصة الكائن بها محل إقامة الأسرة الراغبة فى الكفالة وللجمعية أو المؤسسة الأهلية المختصة.

كما أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى، القانون رقم 189 لسنة 2020 بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937 وذلك بعد موافقة مجلس النواب، وبحسب تعديل الجديد الذى صدق عليه الرئيس السيسى، تم تشديد عقوبة التنمر بإقرار الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 30 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

تزامنا مع اليوم العالمي للطفل.. معاش شهري لهؤلاء بأمر القانون بمناسبة اليوم العالمي له.. مفتي الجمهورية: الطفل الفلسطيني رمز الصمود والشجاعة

وفي نفس السياق، نظمت مديرية العمل بمحافظة المنوفية ندوة للتوعية في مجال عمل الطفل، اليوم، حول أحكام ومواد قانون العمل الخاصة بتشغيل الأطفال طبقا للقانون  12 لسنة 2003 ، والقرارات الوزارية المنفذة له، وذلك بمصنع فيتو للملابس الجاهزة ومقره اشمون الطريق الدائري ، وبحضور 10 عمال من إجمالى عماله.

نصائح ذهبية لتربية الأطفال

وفي هذا الإطار قال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، أهم شيء لتربية الأطفال بشكل سليم وجعلهم قادرين على مواجهة مصاعب الحياة وأكبر المشكلات الحياتية هى تعزيز صحتهم النفسية وشعورهم بالرضا والامتنان تجاه أنفسهم والثقة في قدراتهم التى تمكنهم من تخطى كافة الصعاب.

وأضاف هندي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن أهم الأشياء التي يجب أن يحرص عليها الآباء في تربية الأطفال أن يساعدوهم على تكوين صورة إيجابية عن أنفسهم من خلال بث الرسائل الإيجابية مثل إبراز مميزاته الشخصية والإشادة بها ، عدم مقارنته بأطفال آخرين متميزين في أشياء لا يحبها أو لا يستطيع التميز فيها .

وأشار هندي، إلى أنه يجب على الآباء عدم توبيخه بالعبارات السلبية وبدلا من ذلك يتم تنبيه للخطأ بشكل لطيف يناسب المرحلة العمرية التى يمر بها، والتشجيع بالعبارات الإيجابية عن إنجازاتهم وتحفيزهم وتعزيز ثقتهم في أنفسهم. 

وتابع: "يجب أن يحرص الوالدين على اختيار العقاب المناسب للطفل ومرحلته العمرية وطبيعة الخطأ الذي وقع فيه حيث إن بعض الآباء يعاقبون الأطفال لأشياء مبالغ فيها وقاسية جدا على الأطفال مما يولد لديهم الكثير من المشاعر السلبية وينعزلون عن الأهل ولا يتحدثون معهم عن أى شىء".

فترة ذهبية للطفل المصري

تم تنظيم الندوة تحت إشراف إدارة الرعاية بالمديرية ، وتنفيذاً  لسياسة المديرية نحو نشر التوعية القانونية لطرفى العمل من أصحاب أعمال وعمال وطبقاً للخطة الموضوعة داخل الإدارة وتنفذها المكاتب والمناطق التابعة للمديرية ، لتعزيز علاقات العمل بين الطرفين وإيجاد مناخ عمل آمن .

وأوضحت وزارة العمل، ان تلك الندوات التى يتم تنفيذها بمديريات العمل بالمحافظات من خلال الإدارات والمكاتب التابعة ، تتم وفق خطط موضوعة من قبل الإدارة المركزية لرعاية القوى العاملة بالوزارة ، وتحت إشرافها .                                                                            

وأكد المهندس سعد عبد الحميد مدير المديرية ، أن ذلك يأتى تنفيذاً لتوجيهات وزير العمل حسن شحاتة حول تحسين شروط و ظروف العمل ، و تقديم الرعاية و الحماية للعمال و الاستغلال الأمثل للموارد البشرية  ، والعمل على توفير مناخ عمل آمن يحمي العمال والمنشآت في آن واحد ، ومؤكداً استمرار المديرية في سعيها نحو تهيئة مناخ العمل في كافة المنشآت بمختلف القطاعات ليصبح آمناً وتعزيز وتوطيد علاقات العمل والتعريف بالحقوق والواجبات التى كفلها القانون لكلا طرفى العملية الإنتاجية.

والجدير بالذكر، أن يعيش أطفال مصر فترة ذهبية تحت رئاسة عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والذي يولي أهمية خاصة ببناء الإنسان وخاصة الأطفال فهم حجر الزاوية لبناء صرح الجمهورية الجديدة.

وكانت مصر  من أوائل الدول التي صدقت على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وكانت دائمًا في صدارة الدول التي تسعى لتمكين الأطفال من خلال اتخاذ عدة تدابير إيجابية على مستوى السياسات والتشريعات التي تحمي الطفل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اليوم العالمي للطفل حقوق الطفل الطفل المصري التربية الإيجابية المجلس القومي للطفولة والامومة دعم الأطفال الیوم العالمی من خلال

إقرأ أيضاً:

مع توجه المدارس لـالدمج في التعليم.. كيف نعلّم الطفل تقبل الآخر؟

تذكر منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" على موقعها الرسمي أن في العالم ما يقدر بنحو 240 مليون طفل ذوي احتياجات خاصة، مشيرة إلى أن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة -كغيرهم من الصغار- لديهم طموحاتهم ويمتلكون أحلاما لمستقبلهم.

وتشير دراسة، أجرتها إحدى المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، إلى أن الأنظمة التعليمية بالمجمل تعتمد نهجا عنصريا تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، مما يحرمهم من حقوق التعليم، حيث يتم استبعاد بعض التلاميذ بسبب الإعاقة، في حين يُرسل آخرون إلى مدارس خاصة لمعالجة إعاقة معينة، وعادة ما يكون ذلك في إطار نظام تعليمي خاص يفصلهم عن غيرهم من التلاميذ.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف تتصرف عندما ينفجر الطفل غضبا أو يقوم بتجريحك؟list 2 of 2ابتكرتها مهندسة مصرية.. "منهجولا" لعبة تعليمية بـ3 لغات شعارها "هنلعب المنهج"end of list ما الدمج في التعليم؟

وللحد من التمييز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة، ظهر مفهوم الدمج في التعليم، الذي يُعَد من المفاهيم الحديثة والمهمة في العصر الحالي، ويسعى لتحقيق التعليم الشامل والمتكامل لجميع الطلبة دون استثناء.

ويعني الدمج في التعليم إدخال الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في نظام التعليم العام مع الطلبة العاديين، على أن يوفر لهم الدعم والخدمات اللازمة لتمكينهم من تحقيق أقصى إمكاناتهم التعليمية، وفق "يونيسيف".

من المهم التشخيص المبكر للأطفال الذين لديهم تحديات سلوكية وصعوبات تعلّم (شترستوك) أهمية التشخيص المبكر

لكن قبل إدماج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في برامج الدمج التعليمي، لا بد من تشخيصهم بشكل مبكر.

يقول مستشار التربية الخاصة والتوحد الدكتور أيمن البلشة، للجزيرة نت، إن الآونة الأخيرة "تشهد تطورا واضحا في مجال التعرف والتشخيص المبكر لمعظم حالات الأطفال، الذين لديهم تحديات سلوكية وصعوبات تعلم نمائية وأكاديمية، حيث يمكن التعرف عليهم وتحديد السمات والخصائص السلوكية والتربوية لهم في أعمار مبكرة، خاصة في مرحلة رياض الأطفال والمراحل الأساسية الابتدائية، وذلك من خلال مقاييس واختبارات تستند إلى الملاحظة المباشرة وتقدير مستوى الأداء".

ويضيف البلشة، الحاصل على دكتوراه في التربية الخاصة، أن فرصة التعرّف عليهم ووضع برامج التدخل يعتبران "مهمين وجوهريين للمحافظة على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص لمنحهم التعليم المناسب في المدارس العادية وضمن بيئة مدرسية آمنة وفاعلة وإيجابية تحقق لهم تطوير المعرفة والقدرة على التعامل مع المواد الدراسية بطريقة تناسب قدراتهم واحتياجاتهم، والوصول بالتالي إلى مستوى من التكيف النفسي والاجتماعي المناسب لضمان استمراريتهم في المدارس العادية".

وفي ضوء هذا التوجه، تنادي العديد من المؤسسات والمنظمات الحقوقية والتعليمية بضرورة تطوير المفاهيم المتعلقة بدمج هؤلاء الطلبة، والسعي لتحقيق مفهوم المدرسة الشاملة التي لديها القدرة الفعلية على استيعاب الفروق الفردية بين الطلبة، وتلبية احتياجاتهم ضمن بيئة مدرسية محفزة ومشجعة تعمل على تطوير مهاراتهم، وتقدم لهم كافة التسهيلات التي يحتاجونها لاستكمال مراحل الدراسة في المدارس العادية وضمن قدراتهم المتفاوتة.

البلشة: تجب زيادة وعي الكادر التعليمي وتدريبه على الممارسات الإيجابية مع الطلبة من ذوي التحديات (الجزيرة) الدمج المبكر يساعد على التقبل

ويرى البلشة أن اندماج الطلبة من ذوي التحديات السلوكية وصعوبات التعلم النمائية والأكاديمية في مراحل مبكرة ابتداءً من مرحلة رياض الأطفال يساعد بشكل كبير على تقبل أقرانهم لهم ضمن الصفوف العادية، "وكذلك فإن تلبية احتياجاتهم وتنمية قدراتهم ومنحهم الفرص الكافية للتفاعل والتواصل والتعلّم عوامل تزيد فرص التقبل لدى أقرانهم، ويصبح الأقران بمثابة الأصدقاء الداعمين أو المساندين لهؤلاء الطلبة".

كما شدد مستشار التربية الخاصة والتوحد على ضرورة مساعدة الصغار على تخطي التحديات والصعوبات الموجودة لديهم، "وضمان استمرارية وجودهم في الصفوف العادية، وعدم الوصول في مراحل لاحقة إلى التنمر عليهم، أو استبعادهم من النشاطات والممارسات الصفية والمدرسية، ونهاية باستبعادهم من المدرسة".

"ولتحقيق ذلك يجب رفع الوعي لدى الكادر الإداري والتعليمي في المدرسة، وتدريبه على تطبيق أفضل الممارسات الفعالة والإيجابية مع هؤلاء الطلبة، ومن ثم الانتقال إلى الطلبة ورفع الوعي لديهم، وتكوين الاتجاهات الإيجابية وتدريبهم على طرق التعامل المناسبة، وتحقيق مفهوم المدرسة الشاملة"، بحسب البلشة.

الحدق: من المهم تعليم الطلاب مهارات التواصل الاجتماعي والانخراط في المجتمع ومظاهر الاختلاف (الجزيرة) تعزيز ثقافة التعايش والتنوع

من جانبها، تقول المرشدة النفسية والتربوية جنى الحدق إن تعليم الطلبة كيفية تقبل الآخر وتعزيز ثقافة التعايش والتنوع "يعتبران جزءا مهما من توجه المدارس نحو الدمج والتعايش المجتمعي".

وتؤكد أنه من المهم تعليم الطلاب مهارات التواصل الاجتماعي والانخراط في المجتمع ومظاهر الاختلاف، وتدريبهم على طرق التخلص من ظاهرة التنمر وبناء الثقة والاحترام والتوعية بالتنوع، "وعندها يتقبلون الآخر، بالإضافة إلى التعاون مع مربيات الصفوف والمعلمات بدمج مفهوم تقبل الآخرين عبر موادهم التعليمية، خاصة أن موضوع الدمج يعتبر حديثا في المدارس".

ويولي أولياء أمور الأطفال ذوي الإعاقة دمج أطفالهم مع أقرانهم في المدارس العادية أهمية كبيرة، حتى يعي ولي الأمر والطفل ذو الإعاقة أهمية وجوده بالمدرسة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، أسوة بالأطفال العاديين.

يجب توفير الدعم للطلاب للتعامل مع التحديات والمشاكل التي يواجهونها أثناء التعايش المجتمعي المدرسي (شترستوك) تقبّل الطالب ذي الإعاقة في صفه

ولتعزيز ثقافة التعايش والتنوع، تشدد الحدق على ضرورة أن يحث المرشد التربوي وولي الأمر الطالب العادي على تقبل زميله من ذوي الإعاقة في صفه، وعدم تغذية الإحساس بالنقص لديه عن الطلاب العاديين، حتى يشعر بأهميته.

أما ولي أمر ذي الإعاقة، فينبغي عليه "تشجيع الطفل على الذهاب إلى المدرسة، والتفاعل مع أقرانه في الصف، وحثه على العمل الجماعي".

وتضيف "من المهم أن يتم تطبيق هذه الإستراتيجيات بشكل مستمر ومنتظم في بيئة تعليمية تشجع التواصل والتعاون بين الطلاب من مختلف الخلفيات الثقافية، كما يجب توفير الدعم والتوجيه للطلاب للتعامل مع التحديات والمشاكل التي يواجهونها أثناء عملية التكامل، والتعايش المجتمعي المدرسي".

"وفي النهاية نحن كمرشدين تربويين نسعى جاهدين لتقديم الدعم المعنوي والنفسي لطلبتنا في المدارس، ودعم التشاركية والتفاعلية مع زملائنا المعلمين وأولياء الأمور في ظل حلقة ووحدة واحدة، آملين لهم التوفيق والنجاح في حياتهم الدراسية والعملية"، تختم الحدق.

الباحثة الاجتماعية والنفسية ميساء القرعان: الدمج وتقبل الآخر يرتبطان بطبيعة تنشئة وتربية الطفل (الجزيرة) التنشئة والتربية الإنسانية

أما الباحثة الاجتماعية والنفسية ميساء القرعان، فترى بدورها أن الدمج وتقبل الآخر يرتبطان أيضًا بطبيعة تنشئة وتربية الطفل، بغض النظر عن من يمارسها، فهنالك برامج تربوية ومناهج يجب أن تكون مخصصة لسحب التقوقع على الذات الجمعية، سواء كانت هذه الذات تمثل العرق أو الجنس أو غيرها.

وتضيف "من وجهة نظري ليس كافيا أو ناجعا أن يتم إعطاء الطلبة محاضرات لتقبل الآخر، بل من المهم إلاء أهمية لكيفية جعل الطالب إنسانا أولا".

وتختم "هذا يعني أن لا يكون المربون عنصريين لأي شيء يميزهم، وأن يتعلم الطفل أو الطالب أن الإنسانية هي القاسم المشترك بين جميع الناس، وأن لا تفوق لأحد على أحد بسبب أشياء لم يخترها، كالعرق أو الجنس أو الإعاقة أو غيرها، وأن التفوق يكون بمعايير موضوعية وبموازين إنسانية علمية".

مقالات مشابهة

  • تكريم 100 طفل من حفظة القرآن ضمن البرنامج الصيفي للطفل في المنوفية 
  • دراسة تكشف علاقة النوم بجوار الطفل بنموه الذهني والعاطفي
  • التقنيات الحديثة تلعب دورا أساسيا في تنشئة الأجيال وتربيتها
  • 170 دولة تحتفل بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية.. كيف بدأت القصة؟
  • «يوم مع والدي» مبادرة صيفية لأبناء موظفي «إقامة دبي»
  • «اجتماعية الشارقة» تطلق «أصدقاء الصيف» للعام الثاني على التوالي
  • مع توجه المدارس لـالدمج في التعليم.. كيف نعلّم الطفل تقبل الآخر؟
  • في اليوم العالمي لمكافحته.. دعوات للتصدي لتزايد الاتجار بالأطفال
  • مبادرة لزراعة الأشجار في مدينة الحسكة بمشاركة 50 طفلاً
  • ‎عبدالغفار يترأس الاجتماع الثاني لمجموعة التنمية البشرية.. ويكشف مؤشرات مهمة