فيديوهات المقاومة عن استهداف جنود وآليات الاحتلال.. كيف يتفاعل معها العرب؟
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
تنشر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة كل يوم تقريبا فيديوهات لمقاتليها وهم يستهدفون دبابات الاحتلال الإسرائيلي ومن المسافة صفر. فأصبح المتابعون ينتظرون المثلث الأحمر المقلوب، ويقولون عن عناصر المقاومة: "هو بالباب واقفُ.. والرَّدى منه خائفُ".
ولم تعترف إسرائيل حتى الآن بعدد آلياتها العسكرية المدمرة في غزة، لكن كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أعلنت تدمير 29 آلية عسكرية إسرائيلية تدميرا كليا أو جزئيا خلال معارك البارحة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 288 آلية.
وتحظى الفيديوهات التي تبثها المقاومة الفلسطينية عن استهداف جنود الاحتلال وتدمير آلياته ومعداته العسكرية بمتابعة واسعة من طرف الجمهور العربي في وسائل التواصل الاجتماعي. وقد رصدت حلقة (2023/11/20) من برنامج " شبكات" بعض التعليقات والتغريدات بخصوص هذه الفيديوهات.
وجاء في تغريدة سلمان: "ما نشاهده في فيديوهات القسام هذه والله تحت الصفر وليست مسافة صفر.. ينقص التوقيع من صاحب الدبابة بعد إرسال الطلبية".
وكتب أدهم أبو سلمية: "وكأن القسام أراد أن يطمئن شعبنا وأهلنا في غزة، وكأنه أراد أن يمسح بصنيع رجاله دموعا جفت في العيون".
أما قنصل، فغرد قائلا: "رجال غزة يأخذون بالثأر من الصهاينة في الميدان كل ساعة وكل دقيقة".
وأشاد عبد الله من جهته بما تحققه المقاومة في معاركها مع قوات الاحتلال، وقال: "كنا نقرأ عن الأبطال في التاريخ ونتخيل أنها قصص مبالغ فيها.. الآن نراهم واقعا حقيقيا.. عاش أبطال غزة".
وتذكّر مقاطع الفيديو التي تبثها المقاومة الفلسطينية المتابعين العرب بقصيدة إبراهيم طوقان..
لا تَسلْ عن سلامتِهْ .. روحه فوق راحتِهْ
بدَّلَتْهُ همومُهُ .. كفنا من وسادِتهْ
يَرقبُ الساعةَ التي.. بعدَها هولُ ساعتِهْ
ويذكر أنه رغم التوغل البري الإسرائيلي في مناطق متفرقة بشمال قطاع غزة وإدخال مئات الآليات العسكرية إلى تلك الأماكن، تستمر الاشتباكات بين عناصر المقاومة وقوات الاحتلال على عدد من محاور التوغل الإسرائيلي شمال قطاع غزة.
ويشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات متواصلة على قطاع غزة انتقاما من الفلسطينيين في غزة، بعد الضربة الموجعة التي تلقتها إسرائيل على يد المقاومة الفلسطينية التي أطلقت معركة "طوفان الأقصى" فجر يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تعلموا من أنصار الله.. ترامب لن ينفعكم يا عرب
شرّ البلية ما يضحك، فالقادة العرب يرون دونالد ترامب قائدا مؤهلا لتحقيق السلام وحلّ الدولتين، نعم.. هكذا يعتقد هؤلاء القادة، في الوقت الذي سمحت إدارته بتزويد جيش الاحتلال بقنابل زنة ألفي رطل، والتهديد بالجحيم القادم على غزة إن لم يتم إطلاق الرهائن، إضافة إلى أن ترامب جاهز للموافقة على فرض السيادة على معظم أجزاء الضفة وكذلك القدس الكبرى طور التطبيق والتنفيذ، بحيث تصل مساحتها إلى عشرة بالمئة من مساحة الضفة.
عن أيّ دولتين يتحدّث القادة العرب؟ هل يضحكون علينا وعلى شعوبهم؟ غالبية القادة العرب وضعوا أنفسهم بتصرّف ترامب تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية، من يجرؤ من القادة العرب على ذكر كلمة (المقاومة) في خطاباته؟ هؤلاء يقومون بترتيبات تحت الطاولة للعمل الفعلي باتجاه تهجير الفلسطينيين من غزة، أصابنا القرف والتقزز من مواقف عربية تتسم بالميوعة والكذب، لم يعد ينطلي علينا تلك المواقف لزوم الاستهلاك الإعلامي، والتي تحاول كسب تأييد الجماهير العربية، التي تدرك تماما حجم التواطؤ العربي مع كيان الاحتلال وواشنطن.
العرب وضعوا كل البيض في سلّة ترامب، وهذا دليل واضح على خشيتهم وخوفهم من هذا الرئيس الذي لا يعرف لغة الدبلوماسية في تعامله مع العرب، يخشون على أنظمتهم من السقوط، وهم يدركون تماما بأنّ ترامب لن ينفعهم، وبكل بساطة يمكنه التخلّي عن أقرب الحلفاء، فلا ثقة بأي إدارة أمريكية وخاصة الحالية.
قللناها سابقا، الوقوف مع المقاومة بكلّ قوّة هو السبيل الوحيد أمام هذه الأنظمة للمحافظة على وجودها، فالمقاومة هي خطّ الدفاع الأول عنهم، وعلى هؤلاء القادة اتّخاذ مواقف رجولية قبل فوات الأوان، تعلّموا من أنصار الله في اليمن الذين وجّهوا تحذيرا مدته أربعة أيام لإدخال المساعدات، وغير ذلك سيعودون لاعتراض البواخر في باب المندب، هؤلاء هم الرجال الذين وقفوا وساندوا مقاومة فلسطين وما زالوا، في حين يرتجف القادة وترتعد فرائصهم خوفا من قرارات لا يتوقعها أحد من ترامب.
أيّها القادة العرب.. ترامب لن يستطيع تغيير الشرق الأوسط، لأنّ من سيقرر ذلك هي المقاومة فقط، التغيير يا سادة سيطال أمريكا نفسها، الثقة بالولايات المتحدة ضرب من الجنون والتفاهة، فالإدارة الحالية لا تعرف غير لغة المصالح، ومصالح العرب هي فقط بالوقوف الحقيقي إلى جانب المقاومة الفلسطينية وخلع رداء الذلّ والمهانة عنهم، قبل أن يجرفهم طوفان شعبي لا يبقي ولا يذر.
هل تجرؤ دولة عربية على مقاضاة ترامب؟ تصريحات الرئيس الأمريكي بفتح أبواب الجحيم على غزة، هي دعوة للإبادة الجماعية والقتل والإجرام، وهذا بحدّ ذاته مدعاة لأن يقوم نظام عربي واحد بمقاضاة ترامب أمام المحاكم الدولية، فهل يمكن رؤية تحقيق ذلك؟ يبدو أنني شطحت كثيراً!
وفي كلّ الأحوال؛ أنا أنفخ في قربة مثقوبة، لا طائل من كل مناشداتي، فمن اعتاد على الذلّ وتقبيل بساطير الأعداء، سيبقى ذليلا خانعا، عبدا مطيعا لأسياده في تل أبيب وواشنطن، ويكفي أننا رفعنا رؤوسنا بالمقاومة الباسلة، التي ستبقى في غزة رغما عنهم جميعا.. فهي عنوان الكرامة والشرف والرجولة والعنفوان.
كاتب فلسطيني