دندي: الاحتلال الإسرائيلي يسعى من خلال المجازر وجرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة لتصفية القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
نيويورك-سانا
أكد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور الحكم دندي أن تصاعد وتيرة الجرائم الإسرائيلية الهمجية ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا سيما في قطاع غزة، يأتي ضمن سلسلة متواصلة من العدوان المستمر بحق الشعب الفلسطيني لتهجيره من أرضه، وتغيير الطابع الديمغرافي.
وقال دندي في بيان أمام الجمعية العامة خلال اجتماع غير رسمي للاستماع إلى إحاطات بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة: “إن الاحتلال الإسرائيلي يقصف منذ ستة أسابيع قطاع غزة جواً وبراً وبحراً ، ما تسبب باستشهاد أكثر من 13 ألف مدني، نصفهم من الأطفال والنساء، إضافةً إلى ما يزيد على 30 ألف جريح، بينما بلغ عدد المفقودين أكثر من 6000 مفقود تحت الأنقاض، بينهم أكثر من 4000 طفل وامرأة، ناهيك عن قيام قوات الاحتلال بتدمير المنازل، وقطع المياه، والدواء، والكهرباء، والاتصالات والإنترنت عن أهالي غزة، للتعتيم على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها (إسرائيل)، في انتهاك فاضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولالتزامات السلطة القائمة بالاحتلال، بموجب اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949.
وشدد دندي على أن قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف مشفى الشفاء ومن ثم اقتحامه خلال الأيام الأخيرة وارتكابه جريمة حرب فيه، كشفت انتهاكاته الفاضحة للقانون الدولي الإنساني، وأدت إلى تعرية الكيان الإسرائيلي أمام أنظار شعوب العالم، مبيناً أن المسرحية الرخيصة التي قامت (إسرائيل) بتمثيلها وتبني الإدارة الأمريكية لها، حول وجود مقاتلين من الفصائل الفلسطينية في المشفى قد سقطت سقوطاً مدوياً، وفضحت فشل قوات الاحتلال وروايتها المفبركة أمام الرأي العام العالمي.
وأشار دندي إلى أن قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبل يومين، بقصف مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة الأونروا في قطاع غزة، واستشهاد أكثر من 200 نازح، يشكل حلقةً من سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة، وهي تضاف إلى مئات المجازر التي ارتكبها الاحتلال بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية، وبعجز وصمت دولي معيب.
وأكد دندي أن ما تسعى (إسرائيل) للقيام به من خلال حربها الوحشية على الشعب الفلسطيني والتي تحظى بدعم غربي، هو تصفية القضية الفلسطينية عبر ارتكابها المجازر وجرائم الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، واتباع سياسة الأرض المحروقة، الأمر الذي يثبت، وبما لا يدع مجالاً للشك، أن (إسرائيل) بعقيدتها المتطرفة، وباستراتيجية الرعب التي تنتهجها، هي الوجه الآخر لتنظيم “داعش” الإرهابي.
وقال دندي: “إن هذا هو وقت الحقيقة والعودة إلى الضمير الذي تلاشى من جانب الغرب الجماعي، وأدى إلى خروج الآلاف وأكثر إلى شوارع الدول الغربية للتنديد بجرائم (إسرائيل)، ومطالبتها بوقف حرب الإبادة ضد الفلسطينيين”.
وأضاف دندي: “إن الجمهورية العربية السورية إذ تدين وبأشد العبارات العدوان الهمجي المتواصل لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، فإنها تدين أيضاً تغطية بعض الدول الغربية على ما ارتكبته (إسرائيل) من قصف عشوائي وقتل للمدنيين، واستخفافها بالمنظمة الدولية عبر رفضها العلني الوقح للانصياع لقراري مجلس الأمن والجمعية العامة الذين اعتمدا مؤخراً”.
وأكد دندي وقوف سورية إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله لتحرير أرضه المحتلة، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، مشدداً على ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي، وتقديم الدعم الإنساني العاجل للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وضمان مساءلة (إسرائيل) وداعميها عن تلك الجرائم، وعدم إفلاتهم من العقاب.
وأعلن دندي انضمام وفد سورية إلى البيانات التي ألقيت من وفود؛ ليبيا نيابةً عن المجموعة العربية، وفنزويلا نيابةً عن مجموعة أصدقاء الدفاع عن الميثاق، وباكستان نيابةً عن مجموعة من الدول، مبيناً أن هذا الاجتماع يتيح الفرصة للدول الأعضاء للوقوف على حقيقة ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة قطاع غزة المحاصر، وكشف زيف الادعاءات والحملات التضليلية للاحتلال الإسرائيلي التي ترمي إلى التغطية على عمليات الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني الشقيق.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی الشعب الفلسطینی قوات الاحتلال فی قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
النائب علاء عابد يكتب: الرئيس السيسي.. وموقفه التاريخي من القضية الفلسطينية
«ترحيل وتهجير الشعب الفلسطينى من مكانه هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه».. رسالة حاسمة وواضحة وجهها الرئيس القائد عبدالفتاح السيسى إلى العالم أجمع، أعاد فيها تأكيده على موقف مصر الرافض لمحاولة إخراج الفلسطينيين من أرضهم، وطمأن الشعب المصرى والأمة العربية بأن مصر على عهدها وارتباطها بالقضية الفلسطينية لاعتبارات الأمن القومى وروابط الجغرافيا والتاريخ والعروبة والدم، وأنها لن تساهم فى مخطط التهجير.
وحذرت مصر منذ بداية الأزمة من أن الإجراءات العسكرية والعدوان المستمر على قطاع غزة قد يكونان محاولة لجعل الحياة فى القطاع غير ممكنة، بهدف دفع الفلسطينيين إلى التهجير القسرى.
وجاءت كلمات الرئيس السيسى مؤخراً خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع رئيس جمهورية كينيا حول رفض تهجير الشعب الفلسطينى قوية وصارمة، لتؤكد موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية ورفضها التام لتصفيتها وتهجير الفلسطينيين، وتساءل الرئيس «ماذا يمكن أن أقول للرأى العام المصرى، دون التطرق إلى الموقف العربى أو الإسلامى أو الدولى، إذا طُلب منا استقبال الفلسطينيين المهجّرين إلى مصر؟ أرى، حتى على المستوى النظرى، أن مثل هذا السيناريو سيؤدى إلى حالة من عدم الاستقرار للأمن القومى المصرى والعربى بأسره».
الرئيس السيسى قدم رؤية شاملة تنسجم مع ثوابت السياسة الخارجية المصرية، التى تقوم على السعى لتحقيق السلام العادل والشامل، والذى يجب أن يقوم على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وحذرت مصر منذ بداية الأزمة الحالية من المخططات التى تسعى إلى تهجير الفلسطينيين وجعل الحياة فى غزة غير قابلة للاستمرار، وهو ما يظهر بوضوح حرص القيادة المصرية على الحفاظ على الحقوق الفلسطينية التاريخية، ومنع تكرار المآسى الإنسانية التى يعانى منها الشعب الفلسطينى منذ نكبة عام 1948.
رؤية الرئيس السيسى تحمل رسالة واضحة للمجتمع الدولى، بضرورة التحرك الجاد لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطينى مشدداً على أهمية الدور المصرى فى دعم عملية السلام والتواصل مع الأطراف الدولية، بما فى ذلك الإدارة الأمريكية، للتوصل إلى حلول دائمة تضمن تحقيق العدالة للفلسطينيين وإنهاء الاحتلال.
وشدد الرئيس السيسى، خلال اتصال هاتفى مع رئيسة الوزراء الدانماركية ميته فريدريكسن، على «ضرورة بدء عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، بهدف جعله قابلاً للحياة، وذلك دون تهجير سكانه الفلسطينيين، وبما يضمن الحفاظ على حقوقهم ومقدراتهم فى العيش على أرضهم»، وأن إقامة دولة فلسطينية هى «الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم» فى المنطقة.
فعقب 15 شهراً من الحرب الإسرائيلية التى دمرت قطاع غزة لجعله غير قابل للحياة وليتم تهجير أهله منه، تم إعادة طرح مشروع التهجير وعاد الحديث عن فكرة توطين الفلسطينيين فى مصر والأردن، ما أثار غضب وقلق المصريين قبل أن يخرج الرئيس السيسى ليؤكد بصورة قاطعة ومباشرة أن القاهرة لن تلعب أى دور فى هذا الظلم، ولن تتنازل أبداً عن ثوابت الموقف المصرى التاريخى للقضية الفلسطينية.
ومنذ تولى الرئيس السيسى ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر، وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى، الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلاً عن الجهود الإنسانية التى قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطينى.
وسيظل الموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية ثابتاً ومشرفاً، ومؤكداً على أن السلام العاجل هو الحل الوحيد لضمان السلام والتعايش الآمن بين شعوب المنطقة، وأن التصعيد والعنف والدمار تؤدى إلى دفع المنطقة نحو حافة الهاوية وزيادة المخاطر إقليمياً ودولياً.
الحل كما نبه إليه الرئيس «هو إقامة دولة فلسطينية بحقوق تاريخية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية»، وأن «الأوضاع التى نشهدها هى إفرازات لسنوات من تجاهل الحلول الجذرية، حيث يتفجر الموقف كل عدة سنوات كما رأينا فى قطاع غزة مؤخراً».
يظل تمسك مصر بموقفها الرافض للمساس بحقوق الشعب الفلسطينى، بما فيها حق تقرير المصير والبقاء على الأرض والاستقلال، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك وطنهم ووقف الاستيطان، موقفاً لا يتزعزع ولا تحيد عنه أبداً.
*رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب