السويد .. أول بلد أوروبي خال من التدخين بفضل التبغ الرطب
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
تستعد السويد لأن تصبح أول بلد أوروبي خال من التدخين، ويعود الفضل في ذلك بجزء كبير إلى شعبية ال"سنْوس" وهو كيس فيه تبغ أو نيكوتين رطب يوضع تحت الشفة العليا.
لكن البعض يشعر بالقلق من أن صناعة التبغ تروج لـ"قصة خيالية" أفضل من أن تكون حقيقية.
تقول الحكومة إن أكياس التبغ التي يستخدمها واحد من كل سبعة سويديين، ساهمت في خفض عدد المدخنين في البلاد من 15% عام 2005 إلى 5,2% العام الماضي، وهو مستوى قياسي منخفض في أوروبا.
وتصنَّف الدولة على أنها خالية من التدخين عندما يكون أقل من 5% من سكانها مدخنين يوميين.
وأكياس التبغ الرطب محظرة في الاتحاد الأوروبي منذ العام 1992. لكن السويد تفاوضت للحصول على إعفاء عندما انضمت إلى الكتلة بعد ثلاث سنوات.
في مصنع "سويدش ماتش" في مدينة غوتنبرغ (غرب)، تشق آلاف الجرعات من التبغ الرطب طريقها عبر شبكة معقدة من الآلات التي تنتج الأكياس.
وفي العام 2021، باعت الشركة 277 مليون صندوق من أكياس التبغ الرطب في السويد والنروج.
وقال الناطق باسم "سويدش ماتش" باتريك هيلدينغسن لوكالة فرانس برس "نستخدمه منذ 200 عام في السويد. إنه جزء من الثقافة السويدية، على غرار ثقافة النبيذ في العديد من الدول الأوروبية الأخرى".
ووصف هيلدينغسن عملية التصنيع قائلا "يورَّد التبغ من الهند أو من الولايات المتحدة. يمر عبر صوامع ثم يُعبّأ داخل أكياس مثل أكياس الشاي ثم توضع في صناديق".
وهناك نوعان منها: السنوس البني التقليدي الذي يحتوي على التبغ، والسنوس الأبيض المصنّع الذي يحتوي على النيكوتين وغالباً ما يكون منكّها.
"تأثير النيكوتين أقوى"
تباع أكياس التبغ الرطب التقليدية عادة في السويد والنروج والولايات المتحدة.
النوع الأبيض الذي بدأ إنتاجه قبل 15 عاماً تقريباً، في غياب نص قانوني في الاتحاد الأوروبي لأنه لا يحتوي على التبغ. وقد حظره هذا العام في بلجيكا وهولندا.
لكنه يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب في السويد حيث ازداد استخدامه أربع مرات بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 16 و29 عاماً في أربع سنوات.
ويقول 15% من الأشخاص في السويد إنهم يستخدمون أحد أشكال التبغ الرطب يومياً، وهو رقم ارتفع قليلاً في السنوات الأخيرة.
وفي الوقت نفسه، شهدت البلاد ترجعاً حاداً في عدد المدخنين على الرغم من أن أسعار السجائر أقل من نصف سعرها في إيرلندا على سبيل المثال.
ويقول 5% فقط من السويديين إنهم يدخنون بانتظام، وفق بيانات عام 2022 الصادرة عن وكالة الصحة العامة، ما يجعل السويد متقدمة 27 عاماً على الاتحاد الأوروبي الذي حدد الوصول إلى هذا الهدف عام 2050.
وقال وزير الصحة السويدي ياكوب فورسمد لوكالة فرانس برس "إنه أمر إيجابي جداً".
وأضاف "كان قرار حظر التدخين في المطاعم اعتباراً من العام 2005 ثم في المطاعم الخارجية والأماكن العامة في 2019 مهماً جداً".
وأشار إلى أن "العديد من السويديين يقولون أيضاً إن التحول إلى التبغ الرطب ساعدهم في التوقف عن التدخين".
كذلك، دعمت الحكومة صناعة التبغ الرطب مع رفعها الضرائب على السجائر 9% وخفض الضرائب على التبغ الرطب التقليدي 20%.
وقال ثوربيورن ثورس، وهو مصلح نوافذ يبلغ 67 عاماً ويستهلك التبغ الرطب مذ كان في سن المراهقة "مع كل هذه القواعد، من شبه المستحيل التدخين. السنوس ليس له رائحة، كما أن تأثير النيكوتين أقوى بكثير من السيجارة".
صلة بالسرطان؟
لكن قرار خفض الضرائب على التبغ الرطب لا يلقى استحسان أولريكا أرهيد كاغستروم، رئيسة جمعية السرطان السويدية.
وقالت أرهيد كاغستروم "لقد فوجئت بذلك وشعرت بخيبة أمل حقيقية".
وأوضحت "يظهر ذلك أنهم صدّقوا القصة الخيالية لصناعة التبغ، (أي) محاولة العثور على سوق جديدة لهذه المنتجات وأنها منتجات للحد من الضرر" مضيفة "ليست هناك بحوث كافية حتى الآن".
وتابعت "نحن نعلم أن التبغ الرطب وهذه الأنواع من منتجات النيكوتين تسبب تغيرات في ضغط الدم وهناك خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل".
وأعربت أرهيد كاغستروم عن خشيتها من أن كما هي الحال مع التدخين، سيستغرق الأمر سنوات ليظهر "إلى أي مدى كانت هذه المنتجات ضارة".
وفي يوليو (حزيران) 2023، أظهرت دراسة أجراها المعهد النروجي للصحة العامة أن خطر الإصابة بسرطان الحلق والبنكرياس كان أكبر ثلاث مرات ومرتين توالياً بين من يستخدمون السنوس بشكل متكرر.
ومع ذلك، خلصت دراسة عام 2017 نشرتها المجلة الدولية للسرطان إلى عدم وجود صلة بين السرطان وأكياس التبغ الرطب.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: فی السوید على التبغ
إقرأ أيضاً:
السويد وفنلندا تطلبان من سكانهما الاستعداد للحرب معنويا ولوجستيا
أرسلت السويد الاثنين نحو خمسة ملايين كتيب إلى سكانها لحثهم على الاستعداد لاحتمال وقوع حرب، وذلك بالتزامن مع إطلاق فنلندا موقعا إلكترونيا يتضمن نصائح مماثلة.
تخلت الدولتان عن عقود من عدم الانحياز العسكري وانضمتا إلى حلف شمال الأطلسي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.
منذ اندلاع هذه الحرب، لم تتوان ستوكهولم عن حث سكانها على الاستعداد، معنويا ولوجستيا، لاحتمال نشوب حرب، لكونها قريبة من روسيا.
يتضمن الكتيب الذي يحمل عنوان "في حالة الأزمات أو الحرب" وأرسلته هيئة الطوارئ المدنية السويدية، نصائح عملية لمواجهة الأزمات مثل الحرب أو الكوارث الطبيعية أو الهجمات الإلكترونية.
وهذه النسخة المحدثة هي الخامسة التي يتم إرسالها منذ الحرب العالمية الثانية.
وتصدرت النسخة السابقة التي أرسلت في 2018، عناوين الأخبار، وكانت المرة الأولى التي يتم فيها إرسالها إلى المقيمين في السويد منذ 1961، أي في ذروة الحرب الباردة.
وقال مدير الهيئة ميكائيل فريزيل في بيان إن "الوضع الأمني خطير ونحن جميعا بحاجة إلى تعزيز قدرتنا على الصمود حتى نتمكن من مواجهة الأزمات، وفي نهاية المطاف الحرب".
وعلى مدى الأسبوعين المقبلين، سيتم إرسال 5,2 مليون نسخة من الكتيب الذي سيتاح كذلك إلكترونيا باللغات العربية والفارسية والأوكرانية والبولندية والصومالية والفنلندية.
في كانون الثاني/يناير، أثار القائد الأعلى السابق للقوات المسلحة السويدية ميكايل بيدن، قلق مواطنيه، عندما طرح الفكرة نفسها وقال إن السويديين "يجب أن يستعدوا نفسيا للحرب".
كما أطلقت الحكومة في فنلندا التي تمتد حدودها مع روسيا على مسافة 1340 كيلومترا، موقعا إلكترونيا الاثنين يقدم نصائح حول كيفية الاستعداد للأزمات.