صحيفة التغيير السودانية:
2025-03-07@02:35:06 GMT

بروف شيني.. وتشفي الإخوان المسلمين

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

بروف شيني.. وتشفي الإخوان المسلمين

بروف شيني.. وتشفي الإخوان المسلمين

بثينة تروس

والبلاد تدخل الفصل الجديد في تدمير البنية التحتية من قصف الكباري وحرب الجسور، توافد جموع السودانيين من الذين شردتهم حكومة الإخوان المسلمين في بداية التسعينات، وعقب سياسات التمكين الإسلامي، حروب جبال النوبة، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق، ودارفور، تجمعوا في دار الجالية السودانية بمدينة كالقري، في ذكرى هدنة الحرب العالمية والتي قادت للسلام، في 11 نوفمبر من أجل تكريم اما شيني التي تعود أصولها إلى غانا الأفريقية، زوجة عالم الآثار بروفيسور بيتر شيني، بقلوب يعتصرها الحزن إذ تزامنت المناسبة وتصريحات فلول الإخوان المسلمين بمسؤولية الجيش في قصف كبري شمبات، ذلك الكبرى الحيوي الذي يربط وجدان إنسان بحري وأم درمان، واليوم تترى الأخبار عن تكسير جسر خزان جبل الأولياء وهو بطول 19 متراً ونصف، ويتواصل مسلسل اتهامات تدمير الجسور في حرب (المكبراتية) مع عجز الجيش المفضوح عن حمايته تلك الجسور والكباري.

حقاً كانت مفارقات، إذ حكى ليلتها زميله بروفيسور جون روبنسون كيف حينها، تعلقت أفئدتهم بالسودان، وجهود العالم بيتر شيني في تأسيس قسم الآثار بجامعة الخرطوم، والتعريف بعظمة (كوش) والحضارة النوبية وتعريف العالم والكنديين بقدم تراث وحضارة السودان، بإصداراته العلمية وكتبه المشهورة، عن صيت تلك الحضارة وسبقها في المعمار، والزراعة، وشهرتها في صهر الحديد، وقوة جيشها الذي أعجز امبراطورية الفرس.. وعندما خضع ملوك الرومان للملكة أماني ريناس. مقابل خضوع قادة الجيش اليوم لمخططات الفلول وكتائب الدفاع الشعبي، ومرضى الهوس الديني من أمثال كتائب البراء بن مالك، وذلك منذ معركة (مروي) الحديثة.. تلك الكتائب التي أصبحت المتحدث الرسمي للجيش، بل أعطت نفسها الحق في توجيه المعارك على الأرض، باستعلاء وهيمنة كهنوت ديني مقدس، وتسببت في الجحيم الذي يعيشه السودانيون اليوم، في حربهم مع الدعم السريع، لقمع السودانيين، ولذلهم وإخضاعهم وقهرهم.. ولأن عهدنا بالإخوان المسلمين أنهم لا يستحون تجدهم ينددون بسوء الدعم السريع متغافلين عن حقيقة أن هذا هو مظهر سوءتهم التي تعهدوها بالرعاية والدعم حتى خرجت عن الطوق.

ذكر روبنسون، في سرد سيرة شيني، ما يؤكد اليقين في أن الحرب في الخرطوم ما هي إلا معركة تشفٍّ للإسلاميين من إنسان السودان، حاضرة وماضية وعراقته! (ذهب شيني إلى أكسفورد وأكمل البكالوريوس والماجستير، وحين جاءت الحرب العالمية الثانية، التحق بنادي للطيران وتعلم قيادة الطائرات الصغيرة، وشهد تدمير المناطق التاريخية والأثرية أثناء الحرب، فوثق مشاهداته وأسس لخطورة جرائم الحرب من تدمير للقصور وتفجير المستشفيات وتلك المباني الهامة، ونجح في تأسيس قانون لتحريم تلك الممارسات).. وحكى كيف أسس بروف شيني قانون للحفاظ على مقتنيات الآثار والحرص على اقتصاد السودان منذ زمان باكر، بالاعتراض على مقاسمة الاكتشافات والمقتنيات الأثرية للحضارة الكوشية وأنها تذهب بكاملها السودان، حيث يمكن مشاركة البحوث العلمية..

على أي حال يحمد لهم حسن النوايا، حين اجتهد الإخوان المسلمون في العداء والبغض لهذه البلاد، خصصوا للمؤسسة العسكرية من ميزانية الدولة 82% استعدادا لإبادة الشعب، وميزانية 2% للتعليم وبناء المستقبل والحفاظ على حضارته.. بل فشلوا في الحفاظ على أرض البلاد، وأهدروا اقتصادها، ورفعوا شعار الموت (يا نحكمكم يا نقتلكم) (ولترق كل الدماء). لذلك لا يهمهم إن ساقوا جميع الشباب مستنفرين للموت (فطايس)، وللأسف استدار الزمان وفقدت كل أسرة شاب عزيز، بيد أن قناة (طيبة) الخبيثة عجزت عن بث برامج أعراس الشهيد، إذ أن خزينة الدولة خاوية، وليس فيها ما يدعم تلك الأسر المكلومة بجوالات السكر والدقيق، وتعويض الآباء بعمرة وحج عن أبنائهم الذين فقدوهم في هذه الحرب العبثية..

وسيسجل التاريخ أنهم لم ينتصروا في أي معركة خاضوها، حتى قبل أن ينفضح ضعف الجيش وسوء إداراته وضعف جنرالاته، الذين سوقوا لبطولات الدعم السريع، قبل أن يفعلوا هم ذلك، أخرجوهم من (رحمهم) لدحر الحركات المسلحة (المتمردين سابقاً)، من الذين استخدموا اتفاقية جوبا عقب ثورة ديسمبر (حصان طروادة)، وانقلبوا على الانتقال الديموقراطي، ورجع بعضهم أمثال جبريل إبراهيم رئيس العدل والمساواة السابق، إلى نسبهم الحقيقي في الانتماء للحركة الإسلاموية، طائعين للجيش يستخدمهم لدحر الدعم السريع بنفس ذريعة التمرد.

والسؤال الذي يلح هو هل نحتاج إلى أطول من ثمانية أشهر لكل يجتمع أبناء السودان حول مطلب إيقاف الحرب، والتوافق حول رؤية بشأنها؟! ونحن نشهد هذا الدمار الذي لم يبق على أي معلم في الخرطوم، والمواطنون حيرى ما بين تصريحات الدعامة في حث من تبقى منهم لمغادرة الخرطوم، وخطتهم أن تصبح (رماد)، وجيش كتائب البراء الذي يكايد الدعم السريع بنسف كل الكباري والجسور، وإزهاق الأرواح.. وهل من سبيل آخر غير وقف الحرب والعودة للمسار الديموقراطي، وتفويت الفرصة على تشفّي الاخوان المسلمين، في الإبادة الجماعية الممنهجة، وحصار المواطنين في بيئة مميتة بانتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة، وتعويق إيصال المساعدات الإنسانية.

ثم كيف لنا أن نستنهض حضارتنا التي نقلها العلماء أمثال بيتر شيني، ويتفاخر بمعرفتها أجانب هم أكثر حزناً واشفاقاً على ذلك البلد الذي أوجد لنفسه موطئ قدم بين الحضارات العريقة، ولأهله نسب ضارب في السماحة وقبول الآخر، فهم على التحقيق أحن عليه من هؤلاء المتشفّين بلا موجدة غير مصالحهم الذاتية.

tina.terwis@gmail.com

الوسومالإخوان المسلمين الجيش الحرب العالمية السودان النيل الأزرق اما شيني بثينة تروس بيتر شيني جون روبنسون غانا كالقري كتائب البراء

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإخوان المسلمين الجيش الحرب العالمية السودان النيل الأزرق غانا كتائب البراء الإخوان المسلمین الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

شرق النيل كانت بمثابة أرض ميعاد الدعم السريع

تحرير شرق النيل هو ليس إنتصاراً ضخماً فحسب، بل هو أكبر “كسرة عين” يمكن إلحاقها بميليشيا الدعم السريع في هذه الحرب.

منذ بدئهم في انقلابهم وهجومهم على القيادة العامة كانت شرق النيل من أكبر المناطق التي سيطروا عليها بسهولة وكانوا يحتفلون من فوق كبري المنشية بأنهم “سيطروا على السودان”، وخسرنا عدداً من الأبطال في أول أيام من حرب في العمليات الاستطلاعية، ثم تحولت شرق النيل إلى أكبر تكتل بشري للدعم السريع في كل أنحاء السودان وكانت تمثل قاعدة القوات التي تتحرك منها جميع قوات الهجوم وقوات الفزع وكان معظم المستوطنين يقيمون فيها وأُسر كثير من قادة الميليشيا، كانت شرق النيل بمثابة أرض ميعاد الدعم السريع.
الآن تبخرت كل أحلاهم في السيطرة على السودان، ومشروع الاحلال والابدال البغيض الخاص بهم قد دُفن مع جثثهم في شرق النيل، مغامرتهم الآن ستكون محض ذكريات لمن نجى منهم وستطاردهم دعوات الأمهات وبنادق الشجعان حتى مماتهم.
نصر الله قوات شعبنا المسلحة وثبت أقدامهم وسدد رميهم.
#حرب_السودان

Ahmed Elkhalifa

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تحرير مصريين كانوا محتجزين لدى قوات الدعم السريع في السودان
  • قرقاش: الجيش السوداني وشركاؤه من الإخوان المسلمين يناورون لتبرير رفضهم للسلام
  • تحرير مصريين مختطفين علي يد مليشيا الدعم السريع بالتنسيق مع السودان
  • مليشيا الدعم السريع لا وجود لها في أرض الواقع والسودان الآن يواجه حرب إقليمية ودولية؟
  • مصر تحرر مختطفيها لدى ميليشيا الدعم السريع بالتنسيق مع السودان
  • ستة قتلى في قصف لقوات الدعم السريع على مخيّم للنازحين في السودان  
  • الجيش السوداني يعلن تحقيق انتصارات على الدعم السريع في عدة محاور
  • الجيش السوداني يعلن خلو ولاية حدودية من الدعم السريع
  • هكذا يتم تهريب الصمغ العربي السوداني الشهير.. ما علاقة الدعم السريع؟
  • شرق النيل كانت بمثابة أرض ميعاد الدعم السريع