الحوثيون يعرضون مشاهد لعملية السيطرة على سفينة في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
الحوثيون: "نؤكد استمرارنا في العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني حتى توقف العدوان على غزة"
نشر الحوثيون مشاهد للعملية العسكرية التي تم خلالها السيطرة على سفينة غالاكسي ريدر تابعة لرجل أعمال من تل أبيب في البحر الأحمر.
اقرأ أيضاً : جيش الاحتلال: اختطاف سفينة شحن من قبل الحوثيين بالقرب من اليمن
أصدرت القواتِ المسلحةِ اليمنية، في وقت سابق أمس الأحد، بيانا، عقب اخطاف سفينة تابعة للاحتلال، أكدت فيه تنفيذ عملية عسكرية في البحر الأحمر والاستيلاء على سفينة للاحتلال واقتيادها مع طاقمها.
وأضاف البيان، "نؤكد استمرارنا في العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني حتى توقف العدوان على غزة".
وأوضح البيان أن كيان الاحتلال يهدد أمن المنطقة وعلى المجتمع الدولي إيقاف عدوانه.
من جهته اشترط عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي، وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة أو توسيع الصراع.
وقال البخيتي، إن الحوثيين لن يسمحوا بإبادة الأهل في قطاع.
وكان الحوثيون، قد أصدروا الأحد، بيانا أعلنوا فيه أنهم سيعملون على استهداف جميع السفن التابعة للاحتلال الإسرائيلي.
وقال الحوثيون: "انطلاقا من المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية ونظرا لما يتعرض له قطاع غزة من عدوان إسرائيلي أمريكي غاشم حيث المجازر اليومية والإبادية الجماعية واستجابة لمطالب شعبنا اليمني ومطالب الشعوب الحرة ونجدة لأهلنا المظلومين في غزة. نعلن أننا سنقوم باستهداف جميع أنواع السفن التي تحمل علم الكيان الصهيوني، والسفن التي تقوم بتشغيلها شركات تابعة للاحتلال، والسفن التي تعود ملكيتها لشركات تابعة للاحتلال".
وأهاب الحوثيون بجميع دول العالم بسحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم السفن المذكورة، وتجنب الشحن على متن تلك السفن أو التعامل معها، وإبلاغ سفن دول العالم بالابتعاد عن السفن التي سيتم استهدافها.
وفي ساعات عصر الأحد، أعلن الحوثيون اختطاف سفينة للاحتلال إلى شواطئ اليمن.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي أن اختطاف سفينة شحن من قبل الحوثيين بالقرب من اليمن في جنوب البحر الأحمر هو حادث خطير للغاية ذو عواقب عالمية.
وأضاف أن السفينة غادرت تركيا في طريقها إلى الهند، وعلى متنها مدنيون من جنسيات مختلفة، وليس من بينهم مستوطنون.
وأكد جيش الاحتلال أن السفينة ليست "إسرائيلية".
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: اليمن دولة فلسطين البحر الأحمر الحرب في غزة تابعة للاحتلال البحر الأحمر السفن التی
إقرأ أيضاً:
الحديدة ليست الميدان الوحيد : أنصار الله يستهدفون السفن من كل أنحاء اليمن
وعلى الرغم من التوجهات الأميركية المتجددة لتصعيد الأعمال الحربية على الحديدة تحت حجة وقف هذه الهجمات، فإن المعطيات والوقائع على الأرض تكشف أن هذه الرؤية تتسم بالعشوائية وعدم الاستناد إلى تحليل دقيق للواقع العسكري.
إن الدعوات الأميركية لشن هجوم بري على الحديدة تطرح تساؤلات جدية حول جدوى هذه الاستراتيجية. فالمنطق العسكري يقول إن استهداف السفن في المياه الإقليمية لم يكن يوما مرتبطا بموقع جغرافي معين، بل كان مرتبطا بالقدرة على استهداف الأهداف البحرية عبر تقنيات متنوعة.
إذ إن أنصار الله لم يعتمدوا في استهداف السفن على الزوارق المسيرة إلا بعد شهور طويلة من استخدام صواريخ وطائرات مسيرة أُطلقت من مختلف المناطق اليمنية.
وبالتحديد، منذ بداية هجمات أنصار الله على السفن التجارية، تم استهداف 153 سفينة خلال الأشهر السبعة الأولى من المواجهات، ولم يحتاج المهاجمون إلى الزوارق المسيرة في تلك الفترة. بل كانت الهجمات تتم عبر صواريخ مجنحة وطائرات مسيرة أُطلقت من 12 محافظة يمنية. وهذا يثبت أن استهداف السفن لا يعتمد على الحديدة أو على منطقة معينة في البحر الأحمر، بل هو جزء من استراتيجية عسكرية شاملة تتوزع فيها العمليات من عدة مواقع في اليمن.
واليوم، وبعد مرور أكثر من عام على بداية هذه الهجمات، بلغ إجمالي السفن المستهدفة 202 سفينة، منها اثنتان فقط استُهدِفتا عبر الزوارق المسيرة في البحر الأحمر أما بقية السفن، فقد تم استهدافها بصواريخ وطائرات مسيرة، وصواريخ باليستية متطورة انطلقت جميعها من مختلف المناطق اليمنية، باتجاه مسرح العمليات البحري الذي يشمل البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي وحتى البحر الأبيض المتوسط. هذه الوقائع تؤكد أنه لا توجد علاقة حتمية بين الهجمات على السفن وبين الحديدة بشكل خاص.
يستند التحليل العسكري إلى الوقائع الميدانية، ولا يمكن تجاهل المعطيات التي تؤكد أن الهجمات على السفن لن تتوقف في حال شن حرب برية على الحديدة. بل إن النتيجة ستكون كارثية، حيث ستجد المملكة العربية السعودية نفسها في مواجهة ردود فعل عسكرية عنيفة من قبل أنصار الله، سواء في البحر أو على الأرض وفي حال تم تنفيذ الهجوم البري على الحديدة، فمن المتوقع أن تكون هناك زيادة في الهجمات على السفن السعودية والنفطية، التي تشكل جزءا رئيسيا من الاقتصاد السعودي. ومن الممكن أن يكون الرد الحوثي على أي تصعيد في الحديدة جزءا من استراتيجية عسكرية أوسع تشمل استهداف المنشآت النفطية الحيوية للمملكة
وبالتالي حدوث ازمة عالمية في اسواق الطاقة بالعالم
علاوة على ذلك، فإن ما يبدو أنه اقتراح عسكري عشوائي يتجاهل تماما حقيقة أن أنصار الله يمتلكون القدرة على استهداف السفن باستخدام تقنيات أخرى لا تعتمد على موقع جغرافي معين.
لذلك، يمكن الاستنتاج بأن إشعال حرب على الحديدة لن يؤدي إلى توقف الهجمات على السفن، بل سيؤدي إلى تصعيد أكبر في المواجهات، وسيضر بمصالح الأطراف المتورطة في هذا النزاع، وعلى رأسها السعودية التي تساهم بشكل مباشر في دعم القوات المعادية في اليمن.
هذه المعطيات العسكرية تؤكد أن الرهان الأميركي على استهداف الحديدة كوسيلة لوقف الهجمات على السفن هو رهان خاطئ. بل إن التصعيد العسكري في هذه المنطقة قد يؤدي إلى نتائج عكسية، إذ ستزيد الضغوط على المملكة العربية السعودية التي قد تجد نفسها في مواجهة تهديدات متعددة، سواء كانت في البحر أو على الأرض.
في النهاية، يعكس الموقف الأمريكي تجاه الحديدة فشلا في فهم تعقيدات الواقع العسكري اليمني، ويجسد عجزا في قراءة التفاعلات الاستراتيجية على الأرض. وإذا كانت الولايات المتحدة تظن أن الهجوم على الحديدة سيقيد قدرة أنصار الله على استهداف السفن، فهي بذلك تقامر بمصالحها الإقليمية وتضع الأمن السعودي والاقليمي في خطر أكبر.
وما كان من المفترض أن يكون خطوة نحو وقف الهجمات البحرية عبر وقف العدوان الاسرائيلي على غزة قد يتحول إلى تصعيد عسكري شامل، مع ما يترتب عليه من عواقب كارثية على الأمن الإقليمي، لا سيما بالنسبة للمملكة التي تعتبر أكبر مصدر للنفط في العالم.
- عرب جورنال / كامل المعمري -