ننشر كلمة نقيب الصحفيين خلال مشاركته بمؤتمر الذكاء الاصطناعي وآفاق الإعلام
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
شارك خالد البلشي نقيب الصحفيين، اليوم، في مؤتمر “الذكاء الاصطناعي وآفاق الإعلام”، الذي نظّمته الجامعة الأمريكية.
وجاءت كلمة نقيب الصحفيين كالتالي:
السيدات، والسادة الحضور الكريم الزميلات، والزملاء..
أقف اليوم بينكم وقلوبنا يدميها الألم على كل المستويات الإنسانى، والوطنى، والمهنى، أقف بينكم بينما تجرى على حدودنا،جريمة حرب مروعة ضد الإنسانية وضد أشقائنا فى فلسطين، بينما نرى محرقة صهيونية تمارس أبشع ما عرفته الإنسانية من جرائم ضد أشقاء لنا، فى الإنسانية والانتماء، وكذلك فى مهنة الصحافة، جريمة تمتد بحجم عجز يلفنا جميعًا وسط تواطؤ دولى على تمريرها وتبريرها وصل لحد المشاركة فى الإبادة بحق مدنيين عزل عبر دعاوى زائفة، بينما يشلنا جميعًا عجز شامل، وغياب قدرة على الفعل والتصدى لها، والأزمة الحقيقية أن بعض مَن كنا نظنهم يومًا زملاء لنا، فى المهنة، بعض مَن كانوا يصورون أنفسهم بأنهم رعاة المهنية والموضوعية، صاروا مشاركين –بما مارسوه من تدليس وتزييف - فى القتل، وفى هذه الجريمة الوحشية، وللأسف فإن بعض ممارساتهم غير المهنية، بل والمجرمة مهنيًا جاءت لتتماس بشكل أو بآخر مع موضوع هذا المؤتمر، ومع حلم بتطور مهنى كان يحدونا الأمل أن نلاحق آفاقه الجديدة، فارسلوا رسالة لنا جميعًا أن نبدأ بالوقت نفسه فى تنظيمه ووضع ضوابطه.
السيدات، والسادة..
وأنا أنعى لكم ممارسات مهنية وصلت حد أن جانبًا منا شاركوا بالكلمة والممارسة غير المهنية فى جريمة ضد الإنسانية، جاء الأمل على الجانب الآخر من زملاء حقيقيين، أكثر من ألف صحفى صمدوا على أرض المعركة وهم يتعرضون للاستهداف، لكنهم قرروا الانتصار للحقيقة والتصدى للجريمة بكاميراتهم وأقلامهم وسط استهداف لكل معانى الإنسانية فأعادوا بصمودهم وبالممارسة المهنية الحقة، للصحافة اعتبارها، وللمهنة قيمتها فحق لنا أن نقف لهم إجلالًا وتقديرًا خاصة مع بشاعة الجريمة، التى ارتكبت بحقهم وحق الصحافة، وهى جريمة ربما هى الأكبر ضد الصحافة والصحفيين فى العصر الحديث، التى وصل حجم ضحاياها اليوم لحد ارتقاء أكثر من 60 شهيدًا صحفيًا، وتدمير عشرات المؤسسات الإعلامية، ومنازل الصحفيين، واستشهاد واستهداف عشرات من أسرهم، واعتقال أكثر من 30 زميلًا.
أكثر من ألف زميل وقفوا وقد خلد الصمود أسماءهم، أكثر من الف زميل تحدوا آلة حرب بشعة وجرائم يومية طالت الجميع من منع الماء والكهرباء، وقطع الإنترنت، والتهديد بالقتل، فجاء وقوفهم توثيقًا للحقيقة، وإعادة للحقيقة المطموسة.
السادة، والسيدات..
عندما جاءتنى الدعوة للمشاركة فى هذا المؤتمر لم يكن الطوفان قد بدأ، كنا قبل السابع من أكتوبر، اليوم وبعد مرور أكثر من 43 يومًا على التاريخ الفاصل، فإن طوفانًا آخر اجتاح أساطير عن ملاك الحقيقة والمهنية كان يعتبرها البعض راسخة، فلم يعد لنا سبيل إلا العودة لأصل هذه القيم والتمسك بها، وبالمعايير نفسها وليس الانصياع لدعاة امتلاكها.
عندما وصلتنى الدعوة كنت أحاول بكل السبل ملاحقة آفاق هذا التطور الجديد (الذكاء الاصطناعى)، وبعد 43 يومًا صرت أبحث عن سبل تنظيمه وضبط معاييره ونحن نسعى للاستفادة منه، وفى الوقت نفسه كيف نتخطى حدود حلمنا ليس فقط ملاحقة هذه الآفاق كمستفيد من أدوات التطور، ولكن أيضًا كمشاركين من المنبع فى تنميته وتطويره.
كان السؤال قبل الطوفان إلى أى حد يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعى، وإلى أين وصل، وأين نحن منه، وكيف يمكن ملاحقته، وبعد أن كشفت الممارسة الإنسانية البشعة إمكانية استغلال هذا التطور فى جريمة تزييف متكاملة الأركان لتبرير واحدة من أبشع جرائم الحرب، بآلة حرب وحشية راح ضحيتها حتى اليوم ما يقرب من 40 ألف روح إنسانية بين شهيد وجريح، وبينهم أكثر من 5 آلاف طفل قتلوا، وكذلك جريمة مصادرة حقوق ملايين الأشخاص فى التعبير لفرض رؤية واحدة عبر خوارزميات صممها رعاة الديكتاتورية الجديدة، صار السؤال هو ضرورة التظيمم الذاتى له وهو ما لفتت له منظمات دولية كبرى كاليونسكو النظر مبكرًا، ثم جاءت الصور المزيفة فى حرب الإبادة الصهيونية ضد أهلنا فى غزة، وتواصل خوارزميات المصادرة والمنع وفرض الديكتاتورية الجديدة لمنصات التواصل الاجتماعى، لتؤكد هذه المطالبات، وتؤكد ضرورة أن يسير الأمران (ملاحقة آفاق تطور واستخدام الذكاء الاصطناعى فى مهنتنا)، وكذلك (تنظيمه ذاتيًا وضبط معاييره) جنبًا إلى جنب حتى لا يتحول السلاح الجديد كما حدث إلى سلاح فى يد مجرمى الحرب والنازية الجديدة، وديكتاتوريات المنع، ومصادرة الحق فى التعبير وقتل المدنيين العزل.
السيدات، والسادة..
لقد جاءت المحرقة الصهيونية فى غزة لتكشف أن الذكاء الاصطناعى واستخداماته، خاصة فى مهنتنا مثله مثل كل اختراع إنسانى له وجهان، وأنه يحكمه الاستخدام البشرى، ويمكن للقوى المسيطرة أن تستغله لزيادة سيطرتها، وفرض هيمنتها خاصة أنها حتى الآن مالكة معطياته، ومالكة أدوات تطوره، فوفقًا لموقع الإذاعة الدولية الألمانية، فإن المحتوى المضلل حول الحرب على أرض غزة لم يؤد فقط لتشكيل وجهات نظر مزيفة، بل إنه أدى إلى تضخيم الارتباك والكراهية على وسائل التواصل الاجتماعى، وتسبب فى تشكك البعض فى صحة صور الحرب الفعلية، ومنها بالطبع صورة (الجريمة ضد الإنسانية فى غزة) فى وقت يتسم بالاستقطاب الشديد.
ولعل أبرز مثال على ما جرى من تزييف، الصورة المزيفة التى روجها الساسة الصهاينة بينهم رئيس وزراء دولة الاحتلال، وأعاد نشرها ساسة وإعلاميون غربيون لجثة طفل متفحمة على أنها جثة طفل إسرائيلى، لكن الممثل والإعلامى الأمريكى، جاكسون هينكل، أشار إلى أن الصورة تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعى.
وبالبحث تبين أن الصورة الأصلية كانت لعملية إنقاذ كلب صغير ملفوف بمنشفة، وأن المروجين استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعى لتحرير الجرو، ووضع جثة محترقة فى مكانه ومع ذلك، لم يكلف أحد ممن نشروا الصورة المزيفة بتتبع أى مصدر لها، أو حتى تتبع صور ضحايا آخرين محروقين بشكل مماثل، ولم يكلف أى منهم نفسه عناء الاعتذار رغم أن الصورة استخدمت لتبرير جريمة بحجم قتل 5 آلاف طفل، وتدمير البنية الأساسية لشعب كامل.
مثال آخر على التزييف كشفته صورة لمدينة خيام مزيفة أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعى، التى ادعى المستخدمون أنها بنيت للاجئين الإسرائيليين. وانتشرت سريعًا على منصتى(إكس وإنستجرام).
ومنها انتقلت لبعض الصحف، كما انتشرت صورة تظهر جنودًا وهم يلوحون بالأعلام الإسرائيلية أثناء سيرهم فى منطقة بغزة وسط ركام منازل مدمرة. ومنها تبين أن الحسابات التى نشرت الصورة على موقعى (إكس وإنستجرام) داعمة للكيان الصهيونى. وللأسف جرى العثور على الصورة فى مقال لصحيفة بلغارية دون التصريح بأنها صورة مزيفة.
على الرغم من أن فبركة الصورة كانت ظاهرة بالملاحظة للعين المجردة عن طريق رصد الطريقة، التى ترفرف بها الأعلام. كما يبدو الشارع الذى يظهر فى منتصف الصورة نظيفًا، بعكس جانبيه، فضلًا عن أن الركام فى شكل متجانس للغاية، وكأنها مرسومة بما يعد دلالة على استخدام الذكاء الاصطناعى.
ولمخاطبة العاطفة، يستخدم مروجو المعلومات المضللة أيضًا تقنية GAI لسرد قصة خيالية عن الصراع تحتوى على الكثير من الصور، ورغم أنها عادةً تحمل علامات واضحة تدل على عدم حقيقتها، لكنها للوهلة الأولى قد تُخدع، أو تستخدم للخداع، حيث تصدقها العين غير المدربة، وقد يكون من الصعب تمييزها عن الصور العديدة، التى تظهر الضحايا الفعليين.
وفى ظل الاستقطاب الحاد، فإن هذه الصور قد تخدع أيضًا بعض وسائل الإعلام، أو تقوم باستخدامها لخدمة وجهة نظر محددة ولو على حساب الحقيقة.
وفى ظل معايير الحرب الوحشية، وسيادة الرؤية العنصرية لمَن يمتلكون هذه الأدوات، تم تبرير واحدة من أبشع الجرائم ضد المدنيين، وهو ما يتطلب منا وقفة خاصة ونحن نلاحق فيها الآفاق، كي نسعى فى الوقت نفسه لامتلاك آليات هذا التطور ليس لصنع تزييف مقابل، ولكن لكى نكون شركاء فى التطوير، وكذلك فى ضبط المعايير، خاصة وقد اتضح أن شبح التزييف العميق أكثر أهمية بكثير الآن، فهو لا يتطلب عشرات الآلاف من المزيفين أو وقتًا للانتشار، بل يكفى عددًا قليلًا جدًا من الأشخاص لنشره وتعميمه خلال دقائق معدودة يكون ثمنها مصادرة حق شعب كامل فى الحياة وهدم كل مقدراته.
السيدات والسادة الحضور الكريم..
لقد صار السؤال ونحن نتحدث عن حقبة جديدة تعمل الثورة التكنولوجية فيها على تغيير حياتنا ومهنتنا بسرعة هائلة، مما يغير بشكل كبير الطرق التى نعمل ونتعلم بها، وحتى تلك التى نعيش بها معًا، هو أيضًا كيف يمكننا التأكد من أن الخوارزميات لا تنتهك حقوق الإنسان الأساسية من الخصوصية وسرية البيانات إلى حرية الاختيار، بل وحرية الضمير؟
وهل يمكن ضمان حرية التصرف عندما تكون رغباتنا متوقعة وموجهة من قبل أطراف بعينها؟ كيف يمكننا ضمان عدم تكرار الصور النمطية الاجتماعية، والثقافية فى برامج الذكاء الاصطناعى، لا سيما عندما يتعلق الأمر بقيمنا الإنسانية بدءًا من حق الشعوب فى التحرر والاستقلال من القوى العالمية المهيمنة على العالم، وعلى التطور التكنولوجى إلى وقف التمييز بين الجنسين؟ هل يمكن تكرار دوائر الماضى البغيضة من التمييز؟ عبر برمجة نفس القيم، وكيف يُوقف ذلك، وبواسطة مَن؟
كيف يمكننا ضمان المساءلة عندما تكون القرارات والإجراءات مؤتمتة؟ كيف نتأكد من عدم حرمان أى شخص، أينما كان فى العالم، من فوائد هذه التقنيات؟
كيف يمكننا ضمان تطوير الذكاء الاصطناعى بطريقة شفافة، بحيث يكون للمواطنين العالميين، الذين تتأثر حياتهم به رأى فى تطويره والأهم فى التصدى ووقف جرائم استخدامه؟
إن كل ذلك لا يعطلنا على ملاحقة التطور، بل إنه يفرض علينا ضرورة الإسراع لامتلاك أدوات الذكاء الاصطناعى، ليس فقط كمستفيدين، ولكن كمشاركين من المنبع، فى تنميتها، لكى نساهم فى ترشيد استخدامه لخدمة المهنة والحقيقة، ولنرسم من خلاله بحق الحدود الجديدة لمهنتنا، بل وللإنسانية بشرط ألا يصبح مستقلًا عن قيمنا المهنية، أو يحل محل العقل البشرى. ولكن يجب علينا أن نتأكد من تطويره من خلال نهج إنسانى قائم على المعايير المهنية المنضبطة وحقوق الإنسان.
أعود للتأكيد أننا لا بد أن نسأل أنفسنا ونحن نسعى لاستخدام هذا التطور الهام ومطاردة آفاقه: كيف يمكن أن يكون سلاحًا لتطوير مهنتنا وقيمنا، وما نوع المجتمع الذى نريده غدًا؟ فثورة الذكاء الاصطناعى بقدر ما تفتح آفاقًا جديدة ومثيرة، لكن الاضطراب الذى كانت جزءًا منه فى محنتنا الإنسانية يتطلب أيضًا دراسة متأنية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الكاتب خالد البلشي نقيب الصحفيين الذکاء الاصطناعى هذا التطور کیف یمکن أکثر من
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالنوبات القلبية قبل فوات الأوان
في عالم يشهد تطورًا سريعًا في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بدأ العلماء باستخدام هذه التكنولوجيا الثورية لتغيير ملامح الرعاية الصحية، وخاصة في مجال أمراض القلب والأوعية الدموية.
لطالما كانت النوبات القلبية أحد أكبر التحديات الصحية عالميا، إذ تحصد أمراض القلب والأوعية الدموية أرواح أكثر من 17 مليون شخص سنويا في جميع أنحاء العالم، مما يجعلها السبب الرئيسي للوفاة، وفقًا لجمعية القلب الأميركية.
ورغم التقدم الكبير في الطب، لا يزال تحديد الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بدقة يشكل عقبة رئيسية.
ويسعى فريق من الباحثين إلى التنبؤ بهذه النوبات قبل سنوات من حدوثها من خلال الذكاء الاصطناعي، ويحاولون جعل الذكاء الاصطناعي بمنزلة أداة موثوقة تمنح المرضى فرصة الوقاية واتخاذ التدابير اللازمة في وقت مبكر.
ويهدف هذا المشروع الطموح إلى استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بشكل أكثر دقة بخطر الإصابة بقصور القلب وغيره من الأحداث القلبية الوعائية، ومن ذلك تقدير متى قد يحدث حدث ضار.
الذكاء الاصطناعي في خدمة القلبشرع الباحثون في جامعة "كيس ويسترن ريزيرف" (Case Western Reserve) و"المستشفيات الجامعية" (University Hospitals) ومستشفى "هيوستن ميثوديست" (Houston Methodist) في مبادرة رائدة لتسخير الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بقصور القلب وغيره من الأحداث القلبية الوعائية بدقة غير مسبوقة.
إعلانويسعى المشروع الجديد إلى سد الفجوة في التشخيص المبكر من خلال تحليل صور الأشعة المقطعية للقلب باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
وتهدف الجهود إلى تقدير احتمال حدوث مثل هذه الأحداث السلبية وتوقيت حدوثها من خلال تطوير نموذج ذكاء اصطناعي يتعلم من فحوصات المرضى.
وتعتمد هذه التقنية على فحص صور الأشعة المقطعية المخصصة لقياس نسبة الكالسيوم في الشرايين، وهي أداة شائعة الاستخدام للكشف عن تراكم اللويحات داخل الأوعية الدموية.
ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ تتيح هذه الفحوصات أيضًا جمع معلومات قيمة عن الشريان الأبهر، وشكل القلب، والرئتين، والعضلات، والكبد، مما يوفر ثروة من البيانات التي يمكن تحليلها لاستخلاص رؤى جديدة حول صحة القلب.
تمويل ودعم علمي واسعحصل المشروع على تمويل قدره 4 ملايين دولار من خلال منحتين من المعاهد الوطنية للصحة، وهو ما يعكس إمكاناته الهائلة في إحداث تحول جذري في مجال رعاية أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويقول البروفيسور شوو لي قائد المشروع وأستاذ الهندسة الطبية الحيوية وعلوم الحوسبة بجامعة "كيس ويسترن ريزيرف" إن هذا المشروع يمثل "قفزة كبيرة نحو تطوير رعاية صحية شخصية، إذ يمكنه أن يضع معايير جديدة للوقاية وإدارة أمراض القلب والأوعية الدموية، فضلًا عن تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية لإحداث تحولات جذرية في الرعاية الصحية".
ويعمل المشروع على إنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تنبؤية قادرة على تفسير البيانات المجمعة من عمليات مسح التصوير المقطعي المحوسب لقياس الكالسيوم وعوامل الخطر السريرية والتركيبة السكانية.
ومن خلال هذه المنهجية المتكاملة، يأمل الباحثون، بقيادة شوو لي وسدير الكندي اختصاصي تصوير القلب في "هيوستن ميثوديست" (Houston Methodist)، الكشف عن رؤى بالغة الأهمية حول التفاعل بين صحة القلب وتكوين الجسم.
إعلانويقول الكندي "يتيح لنا التنبؤ الدقيق بالمخاطر تصميم علاجات وقائية مخصصة تخفف من عبء أمراض القلب وتحسن نتائج المرضى. فبالكشف المبكر عن المخاطر، يمكن لهذا المشروع أن يعيد تعريف بروتوكولات الرعاية الصحية بما قد يسهم في إنقاذ الأرواح وتقليل تكاليف العلاج".
دمج الذكاء الاصطناعي في الممارسات الطبيةمن خلال الاستفادة من بيانات التصوير المقطعي المحوسب الموجودة في نظامين صحيين كبيرين هما "المستشفيات الجامعية" (University Hospitals) ومستشفى "هيوستن ميثوديست" (Houston Methodist)، يؤكد هذا البحث إمكانات الذكاء الاصطناعي في معالجة التحديات السريرية المستمرة بطريقة فعالة من حيث التكلفة وقابلة للتطوير.
ويُستخدم التصوير المقطعي المحوسب لقياس نسبة الكالسيوم كوسيلة غير مكلفة وغير جراحية لتحديد مقدار اللويحات المتكلسة الموجودة في الشرايين التاجية، فقد تتسبب اللويحة الموجودة في شرايين القلب في تضييقها أو انسدادها ويمكنها التنبؤ بخطر إصابة شخص ما بنوبة قلبية.
ومع ذلك، فإن نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد يمضي إلى أبعد من ذلك، إذ يحلل عوامل إضافية مثل شكل القلب، وتكوين الجسم، وكثافة العظام، ودهون الأحشاء، جنبًا إلى جنب مع العمر والبيانات الديمغرافية الأخرى.
ويشرح شوو لي "هدفنا هو تطوير طريقة غير جراحية، ودقيقة، وشخصية للتنبؤ بمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. تتكامل هذه التقنية بسلاسة مع بيئات العمل السريرية، فتعزز اتخاذ القرار الطبي وتقلل الحاجة إلى الإجراءات التشخيصية الجراحية".
يضم فريق البحث نخبة من العلماء، من بينهم ديفيد ويلسون أستاذ الهندسة الطبية الحيوية والتصوير الشعاعي، وبينغفو فو أستاذ الإحصاء الحيوي، وسانجاي راجاغوبالان مدير معهد أبحاث القلب والأوعية الدموية في جامعة "كيس ويسترن ريزيرف".
إعلانويشير راجاغوبالان إلى الأهمية الواسعة لهذا البحث بقوله "يسهم فهمنا العميق لهذه العوامل الجديدة المستندة إلى التصوير في تعزيز معرفتنا بأنماط أمراض القلب والأوعية الدموية، ويساعد الأطباء في تقديم توصيات علاجية في الوقت المناسب".
مستقبل الذكاء الاصطناعي في الطبيمثل هذا المشروع خطوة جوهرية في محاربة أمراض القلب والأوعية الدموية، إذ يسعى إلى دمج الذكاء الاصطناعي في التشخيصات الطبية الروتينية.
ولا يهدف البحث إلى تحسين النتائج الصحية للمرضى فحسب، بل يضع أيضًا الأساس لنظام رعاية صحية أكثر تخصيصًا وكفاءة وفاعلية.
وإذا نجح هذا النهج، فإنه قد يعيد تعريف طريقة الأطباء في التنبؤ بمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية وإدارتها، مما يؤدي إلى إنقاذ كثير من الأرواح في جميع أنحاء العالم.