لجريدة عمان:
2024-09-18@11:58:17 GMT

عرب أمريكا اللاتينية والقضية الفلسطينية

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

أظهرت الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة مواقف الدول الحرة ذات السيادة القادرة على التعبير واتخاذ المواقف السياسية تجاه الكيان الصهيوني، ففي أمريكا اللاتينية التي يهيمن عليها اليسار الجديد قطعت العديد من الدول علاقاتها بإسرائيل وسحبت سفراءها، وهو ما لم نجده في مواقف الدول العربية والإسلامية المُطبعة مع الكيان الغاصب.

تدل مواقف دول أمريكا اللاتينية في بوليفيا وكولومبيا وتشيلي على سيادة تلك الأنظمة وخروجها على الهيمنة الأمريكية التي سُمّيت بجمهوريات الموز نتيجة لتحكم الشركات الأمريكية في دول أمريكيا اللاتينية والسيطرة على ثرواتها الطبيعية، ولكن عصا الطاعة شقته الشعوب التي عانت من الأحزاب التابعة للولايات المتحدة ومن سياساتها المفرطة في التحكم بمصائر المجتمعات وحرياتها.

إن تعاطف الدول اللاتينية مع القضية الفلسطينية لا يرجع إلى وجود الجاليات العربية التي هاجرت إلى الأمريكيتين هربا من تسلط العُثمانيين، بل يرجع الفضل إلى استعادة الشعوب حريتها وعافيتها.

أعادني مواقف بعض الدول اللاتينية إلى سلسلة من الأفلام الوثائقية التي بثتها قناة «الجزيرة» سنة 2006م، إذ أنتجت شركة (هوت سبوت) مجموعة حلقات مكونة من 26 فيلمًا صُورت في الأرجنتين وتشيلي وفنزويلا والإكوادور وبنما وهندوراس وكوستاريـكا، كتب عنها الصحفي أمجد ناصر (1955-2019) في صحيفة القدس العربي «وأنا أشاهد واحدًا من أفضل برامج الجزيرة الوثائقية، عرب أمريكا اللاتينية، في حلقة خُصصت لثلاثة شعراء من أصول عربية، قال شاعر كوستاريكي منحدر من عائلة صوما اللبنانية: إن العرب يشكلون اليوم طليعة القوة البشرية التي تتصدى لأعتى جبروت استعمـاري». اليوم لا يقف الإنسان الفلسطيني أمام أقذر استعمار صهيوني، بل لقد كُشف النفاق الدولي وأكذوبة حقوق الإنسان والقانون الدولي وزيف المواثيق والمعاهدات، فالفلسطيني يتعرض اليوم لإبادة جماعية أمام أنظار العالم وعلى مسمعه، فهل سينتظر إلى أن يفنى آخر فلسطيني حتى تُكتب له الحياة والكرامة؟ وهو الآن، أي الفلسطيني، الإنسان الوحيد المحروم من العودة إلى أرضه ووطنه. يقول مهاجر فلسطيني يعيش في هندوراس وحاول زيارة فلسطين ولكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تسمح له بالزيارة: «وجع بأحكي لكم يعني وطني وبلدي ومولود فيه وكل شيء ولا أستطيع أروح عليـه». ومع ذلك يحاول الفلسطيني في الغربة التمسك بثقافته العربية، فقد قالت فيكتوريا سليمان العرجا المهاجرة الفلسطينية إلى هندوراس: «أول شيء حافظنا على العادات العربية في عيد الميلاد، إيش نعمل، في العيد الكبير نعمل الكـورال، صاروا الناس يقولون بدنا نروح على الكنيسة العربية، مش يقولوا الكنيسة الأرثوذكسية... العربية».

في هندوراس أيضا تم تأسيس نادٍ للعرب لجمع بقية المهاجرين وليكون مكانَ تعارفٍ بين العائلات. يقول أحد المشاركين في حلقة (عرب هندوراس) «لكي نرفع اسم العرب أسسنا أنا وزوجتي نادي العرب ولدينا تقريبا 1600 شريك في النادي، ومع بعض الخسائر إلا أننا عازمون على بقاء النادي لرفع اسم العرب والعائلة إلى أبد الآبدين».

تشعرنا الروح العربية الحرة في أمريكا اللاتينية بأنها جزء من القرار السياسي المتخذ حيال الجريمة المرتكبة من الصهاينة في غزة، وأن أبناء الأمة العربية في أمريكا الجنوبية يمثلون قوة في القارة تنتصر للحق العربي وتسهم في كشف صورة الاحتلال البغيض للأراضي العربية.

إن خذلان الأنظمة العربية والإسلامية للشعب الفلسطيني عار لا تطهره مياه المحيطات، ولا تمحوه الشعارات المرفوعة من دعاة الاستسلام، فالدم المسفوك يوميا في غزة والأرواح التي تُزهق كل ساعة لم تُحرك أي شعور لدى من يصافح الصهاينة ويثق بهم أكثر من أبناء وطنه وديانته. ومع الضعف والهوان وقلة الحيلة التي نعيشها، نشهد صحوة الضمائر الحرة في كل المدن والشوارع وهي تحاول رفع الظلم عن أهل غزة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أمریکا اللاتینیة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تناقش الدعوة إلى وقف الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية  

 

 

القدس المحتلة- تناقش الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اعتبارا من الثلاثاء 17سبتمبر2024، مشروع قرار قدمه الفلسطينيون يطالب بوضع حد للاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية خلال "12 شهرا".

ويستند مشروع القرار الذي يواجه انتقادات شديدة من إسرائيل، إلى رأي استشاري أصدرته محكمة العدل الدولية في تموز/يوليو بطلب من الجمعية العامة، أكدت فيه أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ العام 1967 "غير قانوني".

واعتبرت أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة أن "دولة إسرائيل ملزمة بإنهاء وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة في أسرع وقت ممكن".

واستنادا إلى ذلك، دعت الدول العربية  إلى جلسة خاصة للجمعية العامة قبل أيام من وصول عشرات رؤساء الدول والحكومات إلى نيويورك للمشاركة في افتتاح الدورة السنوية للجمعية العامة التي ستهيمن عليها الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور الإثنين إن "الفكرة هي استخدام ضغط الأسرة الدولية في الجمعية العامة والضغط المتأتي عن قرار محكمة العدل الدولية التاريخي، لإرغام إسرائيل على تغيير موقفها"، مقرا بأن النص المطروح والذي يتميز عن النصوص السابقة بأنه ملموس أكثر "صدم العديد من الدول".

ومشروع القرار الذي سيطرح على التصويت مساء الثلاثاء أو الأربعاء "يطالب" إسرائيل بـ"وضع حد بدون إبطاء لوجودها غير القانوني" في الأراضي الفلسطينية "خلال 12 شهرا كحد أقصى اعتبارا من تبني هذا القرار"، بعدما كانت الصياغة الأولى للنص تحدد مهلة ستة أشهر فقط.

- "تعاطف وتضامن" -

كذلك "يطالب" النص بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية ووقف المستوطنات الجديدة وإعادة الأراضي والأملاك التي تمت مصادرتها والسماح بعودة النازحين الفلسطينيين.

في المقابل، حذفت من النص خلال المفاوضات فقرة تدعو الدول الأعضاء إلى وقف تصدير الأسلحة لإسرائيل.

وقال منصور "آمل أن نحقق أرقاما جيدة" مثنيا على "التعاطف والتضامن الهائلين" تجاه الفلسطينيين.

وفيما يبقى مجلس الأمن إلى حد بعيد مشلولا حيال هذا الملف بسبب استخدام الولايات المتحدة بشكل متكرر حق النقض لحماية حليفها الإسرائيلي، تبنت الجمعية العامة منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر عدة نصوص دعما للفلسطينيين.

ففي أيار/مايو، قدمت الجمعية دعما كبيرا إنما رمزيا للفلسطينيين إذ اعتبرت بـ143 صوتا مؤيدا مقابل معارضة تسعة أصوات وامتناع 25 عن التصويت، أن لهم الحق في عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وهو ما تعرقله الولايات المتحدة.

وإن كانت قرارات الجمعية العامة غير ملزمة، فإن إسرائيل نددت بالنص الجديد "المعيب".

واعتبر السفير الإسرائيلي داني دانون أن إقراره سيكون بمثابة "مكافأة للإرهاب ورسالة للعالم مفادها أن المجزرة الوحشية بحق أطفال واغتصاب نساء وخطف مدنيين أبرياء هو تكتيك مفيد".

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وتسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردّت إسرائيل بحملة قصف وهجوم بري على غزة، ما تسبب بكارثة إنسانية وأسفر عن سقوط 41226 قتيلا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • وزارة التخطيط: العراق يعدّ الأقل بظاهرة الطلاق بين الدول العربية
  • الخارجية : إن الجمهورية العربية السورية، التي عانت على مدى ال ۱۳ سنة الماضية، من حرب كونية هدفت لتدمير دولتها وكسر إرادة شعبها بذريعة ادعاء الغرب الكاذب بحماية الديمقراطية وتعزيزها من خلال ممارساته الإرهابية المماثلة لتلك التي مارسها الصندوق الوطني للديمق
  • الرئيس الفلسطيني يوجه بفتح المستشفيات الفلسطينية في لبنان لاستقبال جرحى التفجيرات
  • ما هي أكثر الدول العربية استهلاكاً للبن؟ .. السودان في القائمة
  • السفير حسين هريدي: القضية الفلسطينية أبرز ملفات الحوار بين أمريكا ومصر
  • مواقف واحد للرئيس السيسي والملك عبدالله بشأن غزة والقضية الفلسطينية
  • الأمم المتحدة تناقش الدعوة إلى وقف الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية  
  • ماذا تريد أمريكا؟
  • مسؤول عُماني يؤكد أن بلاده لن تطبع مع إسرائيل ويقول إن الأخيرة استغلت تطبيعها مع العرب ضد فلسطين
  • الحرب الغربية على الشعب الفلسطيني ‏والتنكر لحق المقاومة