لجريدة عمان:
2025-03-04@04:08:52 GMT

المنتدى الأدبي.. ومرحلة البحث وإنتاج المعرفة

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

14 نوفمبر 2023م.. مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق أعزّه الله يتفضل بافتتاح دور الانعقاد السنوي الأول لمجلس عمان في دورته الثامنة، وفي خطابه السامي الذي ألقاه بهذه المناسبة الوطنية رسم توجهات الدولة للمرحلة القادمة، ومما ورد فيه اهتمامه بالمراكز البحثية: (إننا إذ ننظر إلى المؤسسات التعليمية، والمراكز البحثية والمعرفية بجميع مستوياتها، على أنها أساس بنائنا العلمي والمعرفي، ومستند تقدمنا التقني والصناعي؛ لنؤكد على استمرار نهجنا الداعي إلى تمكين هذا القطاع، وربط مناهج التعليم بمتطلبات النمو الاقتصادي، وتعزيز الفرص لأبنائنا وبناتنا، متسلحين بمناهج التفكير العلمي، والانفتاح على الآفاق الرحبة للعلوم والمعارف، وموجهين طاقاتهم المعرفية والذهنية إلى الإبداع والابتكار والتطوير؛ ليصبحوا أسساً للاستثمار الحقيقي وقادة للتطوير الاقتصادي).

المنتدى الأدبي.. أحد المراكز المعرفية والبحثية التي اهتم بها جلالته منذ عقدين، وهو مستمر في التطور: بناءً على «التوجه الاستراتيجي لرؤية عمان 2040»، كما جاء في «التقرير السنوي.. قطاع الثقافة 2022» لوزارة الثقافة والرياضة والشباب، بتحديد سمات المجتمع الذي ينشده هذا التوجه، بأنه (مجتمع متمكن من تقييم المعرفة، ونقدها وتوظيفها وإنتاجها ونشرها، مجتمع أفراده يتصفون بالمسؤولية، مدركون لحقوقهم. ومنظومة شراكة مجتمعية مؤسسية تكاملية؛ تعزز الهوية والمواطنة والترابط الاجتماعي). ووفقاً «للاستراتيجية الثقافية 2021-2040م»، التي ركزت على (الإبداع والتطوير الثقافي بتمكين وتعزيز الإنتاج الثقافي المبني على التجدد والإبداع والابتكار في السلطنة، وتنظيم وتطوير وتهيئة البيئة المناسبة للإبداع... وعلى تأصيل الهوية الثقافية الوطنية... وتفعيل دور الدور الثقافي للمؤسسات الأهلية وتشجيع إنشاء مبادرات ثقافية لترسيخ منظومة الشراكة المجتمعية. وتهيئة البيئة المناسبة للحراك الثقافي في مختلف محافظات السلطنة... وعلى التواصل الثقافي بإبراز دور السلطنة في خارطة الثقافة العالمية، وتحقيق الشراكة مع المؤسسات المحلية والدولية في المجالات الثقافية).

المنتدى.. تأسس بأوامر سامية في: 15/ 12/ 1985م، (اهتماماً من جلالة السلطان قابوس-طيّب الله ثراه- بالآداب من شعر وقصة ومقال وغيرها، وتشجيعاً للحركة الأدبية كي تتمكن من مواكبة النهضة التي تشهدها السلطنة في مختلف المجالات، ورغبة في توفير الجو الثقافي المناسب للشعراء والأدباء العمانيين الذي يحفزهم إلى تطوير ملكاتهم وإتاحة فرص الإبداع الأدبي لهم).

مرَّ المنتدى بطوره الأول في عهد السلطان قابوس؛ فأدى رسالته على أكمل وجه، والآن يصنع طوره الثاني في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق أدام الله مجده؛ بروح جديدة تتوثب نحو مستقبل أجمل وعطاء أفضل، مواكباً التحولات الثقافية التي يمر بها العالم في العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي، ليصبح بيت خبرة يرفد المؤسسات العلمية والثقافية والباحثين بدراسات علمية موضوعية محكمة.

أخذ المنتدى الأدبي على عاتقه في طوره الثاني ألا ينسى منجزاته السابقة؛ فسلك للحفاظ عليها مسلكين: الأول.. البناء على المشاريع القائمة؛ لاسيما في الجانب البحثي كمشروعَي: «المدن عبر التاريخ» و«قراءات في فكر الأعلام»؛ اللذين أنجز منهما 50 دراسة معمقة عن مدننا العمانية ومنجزاتها الحضارية، وشخصيات علمائنا وما أثّلوه من علم وفكر. الثاني.. توثيق الأعمال العلمية التي قدمت خلال ذلك الطور، وتمكينها للمؤسسات العلمية والثقافية وللباحثين والقراء؛ ورقياً ورقمياً.

الطور الثاني.. ابتدأ بتوجيه من جلالة السلطان -حفظه الله- عام 2015م؛ بتطوير المنتدى ليكون مؤسسة ثقافية رائدة على مستوى المنطقة، فقدم رؤية متكاملة بهيكلتها وأهدافها واختصاصاتها، مع بُنية مؤسسية شاملة لتحقيق ذلك، ولما استوى جلالته على العرش، وابتدأت عمان نهضتها المتجددة؛ أعيدت هيكلة الجهاز الإداري، فكان نصيب الثقافة وافراً، حيث عُيّن صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم وزيراً للثقافة والرياضة والشباب، فقدم المنتدى رؤية جديدة لم تبتعد عن السابقة كثيراً، وإنما ضبطت صياغتها بما تتوافق مع «رؤية عمان 2040».

الرؤية الجديدة.. تقوم على ديناميكية العمل الثقافي، وتجنب الوقوع في الفتور والتكرار اللذين تصاب عادة بهما المؤسسات، وقد تحددت رسالة المنتدى بأن يكون بيت خبرة وطنيا في الحضارة والثقافة العمانية، من خلال توظيف الإمكانات البشرية والبرامج العلمية والمناهج البحثية، وإعداد جيل مثقف واعٍ بقيمه الوطنية وعمقه الحضاري. والمنتدى.. يركز على ثلاثة عناصر أساسية: الإنتاج العلمي في المجالات الحضارية والثقافية، وإعداد باحثين ومتخصصين فيها، والتطوير المستمر للعمل والنهوض بالموظفين في المنتدى نفسه.

المنتدى الأدبي.. خلال مرحلته الأولى من طوره الثاني عمل على تطوير بُنيته الأساسية، بوضع رؤيته والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، كتأصيل المنهج العلمي في حقول البحوث الحضارية والدراسات الثقافية. وإبراز مكونات الحضارة العمانية بأسلوب منهجي رصين، وحفظها من التعدي والتشويه. وعمل ببلوجرافيا بالإنتاج الحضاري العماني المكتنَز داخل عمان والمتوزع خارجها، وتبويبه وتوصيفه، وعمل الدراسات حوله. والحصول على الاعتماد المؤسسي. والمساهمة في تنشيط الحراك الثقافي الوطني من خلال الفعاليات والمناشط. وإيجاد التوازن بين الإنتاج الثقافي المتزايد والبحوث العلمية الرصينة. وتكوين نخبة من الباحثين العمانيين القادرين على رصد الظواهر الحضارية والثقافية، ودراستها بالمناهج العلمية وتقديم خلاصتها البحثية للجهات المهتمة بذلك. ودعم وتشجيع الباحثين المتمكنين من الأدوات البحثية في مجالات الحضارة والثقافة، وتوفير المناخ الملائم لهم للعطاء والإنتاج. ومد جسور التواصل والتعاون مع المؤسسات البحثية والجامعية والمراكز العلمية ذات الاهتمام المشترك داخل سلطنة عمان وخارجها.

خلال العامين المنصرمين.. أنجز المنتدى أعمالاً نشرت في كتب ودراسات، وقدم ندوات وورشاً علمية، بعضها أقيم فيه، وأغلبها أقيم خارجه؛ في مختلف المحافظات، بالشراكة مع المؤسسات التي تعنى بجوانب الثقافة والحضارة كالجامعات والكليات والمراكز الثقافية والمكتبات. وأسند إليه إصدار مجلة «ثقافة»؛ فشهدت تطوراً ملحوظاً؛ وأصبحت تعنى بالثقافة؛ رصداً وتحليلاً وترجمة. ويكتب فيها كُتّاب متخصصون؛ عمانيون وعرب، وعلى رغم صغر عمرها إلا أنها أصبحت مصدراً معرفياً مقصوداً من الباحثين والمهتمين بالثقافة؛ محلياً وعربياً.

المنتدى الأدبي.. يستعد لمرحلته الثانية بتهيئة أربعة ملفات أساسية:

ملف المبنى: يأتي في سياق إعداد الخرائط لمجمع عمان الثقافي، وللمنتدى فيه مقر خاص، وقد أشرفت رئاسة المنتدى على وضع المتطلبات اللازمة على خرائط المجمع، بما يتطلع إليه من أدوار يقوم بها تتواكب مع «رؤية عمان 2040».

الملف العلمي: يسعى إلى وضع معجم للمؤلفين والأكاديميين والباحثين المتخصصين في الشأن الثقافي، وإلى ضم نخبة منهم إلى المنتدى، ليتمكن من إنجاز بحوث أكثر عمقاً، وليشارك بهم في المؤتمرات والندوات العملية في السلطنة وخارجها. ويسعى إلى الاعتماد الأكاديمي لتكون أعماله محكَّمة، وفي خطته المستقبلية إصدار: مجلة محكمة للبحوث الثقافية والحضارية، ومجلة لمصادر المعلومات الحضارية.

الملف الرقمي والإعلامي: يُعنى بوضع بُنية رقمية، قائمة على الاستفادة من العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي، لتوثيق أعماله، ووضع تطبيقات رقمية لذلك، بقصد حفظها وتمكينها للبحث العلمي، وللباحثين والمتخصصين، وتشييد ملف إعلامي مقتدر لبث أعمال المنتدى، وتمكينها للإعلام الرقمي.

ملف الاستثمار: كما طوّر المنتدى بُنيته في الإنتاج العلمي؛ فإنه كذلك أخذ في حسبانه أن يكون له مصدر مالي يوسع به أنشطته في المستقبل، بل ويعمل على الاستثمار في المعرفة والاقتصاد البنفسجي من خلال منظومة العالم الرقمي وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، وهذا من أهم أولوياته.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المنتدى الأدبی جلالة السلطان

إقرأ أيضاً:

وزير الإنتاج الحربي: مركز التميز العلمي والتكنولوجي يدعم جهود الدولة لتعميق التصنيع العسكري والمدني

أكد المهندس محمد صلاح الدين مصطفى وزير الدولة للإنتاج الحربي، أهمية الدور الذى يقوم به مركز التميز العلمي والتكنولوجي التابع لوزارة الإنتاج الحربي من خلال التعاون مع القوات المسلحة ومختلف الجهات بالدولة وما يقدمه المركز من خدمات بحثية تساهم فى ربط البحث العلمي بالصناعة والتوصل إلى مخرجات تتوافق مع احتياجات قطاع الصناعات العسكرية والمدنية، جاء ذلك خلال زيارته المفاجئة للمركز، والتي تأتي في إطار سلسة الجولات التفقدية المفاجئة لمتابعة سير العمل بالشركات والوحدات التابعة للوزارة.

وخلال الزيارة قام الوزير "محمد صلاح" بعقد لقاء مع العاملين  بمركز التميز العلمي والتكنولوجي، واستمع إلى ما استعرضه الدكتور مهندس عماد عسكر رئيس مجلس إدارة المركز وأطقم العمل بشأن إستراتيجية العمل بالمركز والموقف الحالي للبحوث الجارى تنفيذها والمشروعات التى يشارك فى تنفيذها بالمجالين العسكري والمدني بالتعاون والتكامل مع شركات الإنتاج الحربى ومختلف الجهات بالدولة. 

تم إستعراض الخطط المستقبلية والبرامج الموضوعة بالمركز والتي تستهدف دعم جهود الدولة المصرية لتعميق التصنيع المحلي وإحلال الواردات، وتابع الوزير ما يقوم به مركز التميز العلمي والتكنولوجي لدعم وزارة الإنتاج الحربي في مجال تعزيز التصنيع الرقمي وتطبيق مفاهيم الثورة الصناعية الرابعة على خطوط الإنتاج بالشركات التابعة للوزارة وفقًا لمعايير الجودة العالمية.

مجالات التصنيع الذكي

وشدد وزير الدولة للإنتاج الحربي، خلال اللقاء ، على بذل المزيد من الجهد والعمل للحفاظ على مكانة مركز التميز العلمي والتكنولوجي  كأحد أهم المراكز البحثية في مصر بمجال البحوث التطبيقية الصناعية وبيت خبرة وطني استشاري له الريادة محليًا وإقليميًا وعالميًا، لتلبية احتياجات القوات المسلحة وشركات الإنتاج الحربى ومختلف القطاعات المدنية بالدولة عبر البحوث العسكرية (الكيميائية وتكنولوجيا المواد المتقدمة، بحوث الأسلحة والمعدات الميكانيكية، بحوث الذخائر والمفرقعات، بحوث الاتصالات والإلكترونيات)، والبحوث المدنية (في مجالات التصنيع الذكي والري الذكي ومعالجة المياه وغيرها من البحوث المختلفة)، مؤكدًا على إيمانه بأن البحث العلمى أداة رئيسية للتطوير وحل المشكلات التى تواجه العملية التصنيعية بمؤسسات الإنتاج المختلفة، لافتًا إلى أن البحوث هى أساس التطوير والنقلة النوعية التى شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة فى العديد من المجالات.

وفي نهاية اللقاء، أصدر الوزير توجيهات بضرورة الحرص على الاستثمار في العنصر البشري بالمركز والاستفادة من خبرات العاملين وتمكين الشباب لتكوين صف ثانى قادر على تحمل المسئولية وتولى القيادة، وإشراكهم فى عملية صنع القرار، مشددًا على ضرورة متابعة كافة المشروعات التى يتم تنفيذها وخاصةً مع الجهات الخارجية والانتهاء من تنفيذها فى التوقيتات المحددة، موضحًا أن وزارة الإنتاج الحربي تضع كل إمكانياتها البحثية والفنية والتكنولوجية لتحقيق الريادة ونقل وتوطين التكنولوجيا في مجال التطبيقات الذكية والأنظمة الرقمية بما يخدم رؤية مصر المستقبلية 2030.

مقالات مشابهة

  • لقاءات لحشد الدعم البرلماني للقضية الفلسطينية في أمريكا اللاتينية
  • “أمانة جدة” تُنفذ عددًا من الفعاليات الرمضانية لتعزيز الأجواء الاحتفالية والموروث الثقافي
  • وزير الإنتاج الحربي: مركز التميز العلمي والتكنولوجي يدعم جهود الدولة لتعميق التصنيع العسكري والمدني
  • وزير الإنتاج الحربي: مركز التميز العلمي ركيزة أساسية لربط البحث بالصناعة
  • منح ماجستير ودكتوراة تقدمها أكاديمية البحث العلمي من خلال برنامجها الجديد خطوة بخطوة
  • جامعة العريش تُنظم مجموعة من الأنشطة الثقافية والدينية خلال رمضان
  • مذكرة تفاهم بين "عُمان المعرفة" و"الجامعة الوطنية" لتمكين الطلاب بمهارات المستقبل
  • للحصول على أصناف عالية الإنتاج.. البحوث العلمية الزراعية بدرعا ‏تجري 87 بحثاً هذا الموسم
  • "تعليم الوادي الجديد" تطلق مسابقة "الباحث الصغير" لتشجيع الابتكار العلمي بين الطلاب
  • لمزارعي الزيتون.. 9 توصيات هامة يجب مراعاتها لزيادة الإنتاجية