في الوقت الذي يحتفل كل أطفال العالم بـ اليوم العالمي للطفل، ما زالت الطفولة السعيدة حُلمًا بعيد المنال لدى الأطفال الفلسطينيين، فيصارع أطفال غزة الموت في كل ثانية، واستشهد أكثر من 5500 طفل في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، في حين اعتُبر 1800 طفل في عداد المفقودين، إلى جانب آلاف الجرحى وعشرات الآلاف ممن دُمرت منازلهم.

أطفال غزةكيف يقضي أطفال غزة يومهم العالمي؟

هكذا يحل اليوم العالمي للطفل، الذي يُحتفل به بتاريخ 20 نوفمبر من كل عام، على صغار غزة وهم يبادون، بين شهداء وجرحى وجوعى وعطشى ومفقودين ومعتقلين، حالهم يؤرق كافة العاملين في المجالات الحقوقية والقانونية والصحة النفسية.  

وتمّ توثيق 2070 حالة اعتقال في الضفة الغربية والقدس، من بينهم 145 طفلاً. وعكست شهادات العائلات التي اقتُحمت منازلها، أعراضا نفسية عديدة ظهرت على أفراد منها، من بينهم الأطفال، جرّاء عمليات الاقتحام الوحشية التي جرت لمنازل المواطنين.

وتقول الأمم المتحدة إن القوات الإسرائيلية قتلت خلال أسابيع من حربها على قطاع غزة الفقير والمحاصر من الأطفال، بما يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا في 22 صراعا مسلحا حول العالم خلال 4 سنوات.

حفنة مليارات قريبة من مصر .. تصريحات مهمة من صندوق النقد لقاء ذوبان الجليد.. هل تعمد الرئيس بايدن إحراج نظيره الصيني؟

وتقول وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" إن إسرائيل قتلت أكثر من 5 آلاف طفل فلسطيني في غزة، بينهم ما يزيد على 3 آلاف طالب منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي.

وذكرت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في بيان بمناسبة اليوم العالمي للطفل "أن مشاهد قتل الأطفال وطلبة المدارس في قطاع غزة تجاوزت كل الأعراف والمواثيق، إذ تكشف هذه المشاهد المروعة، التي تتناقلها شاشات التلفزة ووسائل الإعلام عن عقلية الاحتلال، واستهدافه المتواصل للتعليم في كل محافظات الوطن".

ووفقًا لما نشره موقع "theguardian" ما تبقى من أطفال غزة يعانون من صدمة شديدة إثر القصف بالإضافة إلى خطر الوفاة والإصابة.

ومن جانبه، قال فاضل أبو هين، وهو طبيب نفسي في غزة، إن التأثير النفسي للحرب على الأطفال ظهر في  شكل أعراض صدمة خطيرة مثل التشنجات، والتبول في الفراش، والخوف، والسلوك العدواني، والعصبية، وعدم ترك والديهم، وعدم وجود أي مكان آمن خلق شعورا عاما بالخوف والرعب بين جميع السكان والأطفال هم الأكثر تضررا، وهؤلاء رد فعلهم مباشرا أعربوا عن مخاوفهم. ولكن هناك أطفال آخرين احتفظوا بالرعب والصدمة بداخلهم، وهذا أخطر.

وتابع: إن انعدام الأمن ومشاعر العجز يجعل الأطفال أكثر قلقًا اضطرابات في النوم، وكوابيس، ورعب ليلي، وسلوك رجعي مثل التشبث بالوالدين، والتبول في الفراش، ويصبحون أكثر قلقًا وفرط النشاط، ورفض النوم بمفردهم، ويريدون طوال الوقت أن يكونوا مع والديهم، ويغمرهم القلق. البعض منهم يكون أكثر عدوانية، ولاحظ أيضًا ارتفاعًا حادًا في الأعراض النفسية الجسدية، مثل ارتفاع درجة الحرارة دون سبب بيولوجي، أو طفح جلدي في الجسم.

وفي تقرير أصدرته منظمة إنقاذ الطفولة العام الماضي حول تأثير 15 عاما من الحصار والصراعات المتكررة على الصحة العقلية للأطفال في غزة إلى أن رفاههم النفسي والاجتماعي "انخفض بشكل كبير إلى مستويات مثيرة للقلق، والأطفال الذين تحدثوا عن الخوف والعصبية والقلق والتوتر والغضب، وذكروا المشاكل العائلية والعنف والموت والكوابيس والفقر والحرب والاحتلال، بما في ذلك الحصار، باعتبارها الأشياء التي لا يحبونها كثيرًا في حياتهم.

واعتمدت الأمم المتحدة عام 1954 الـ 20 من نوفمبر من كل عام، يوما للطفل العالمي، باعتبارها مناسبة عالمية "يُحتفل بها من كل عام لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم"، حسبما يقول موقعها على الإنترنت.

أطفال غزةإبادة جماعية لأطفال غزة

وتقول المنظمة الدولية إن يوم الطفل العالمي يتيح لكل منا نقطة وثب ملهمة للدفاع عن حقوق الطفل وتعزيزها والاحتفال بها، وترجمتها إلى نقاشات وأفعال لبناء عالم أفضل للأطفال.

وفي هذا اليوم، تمت اعتماد اتفاقية حقوق الطفل من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1989، وتنص على تعهد دول العالم بحماية الأطفال وتأمين الرعاية اللازمة لرفاههم، لكن هذه الاتفاقية لم تجد طريقها إلى التنفيذ في الحرب الإسرائيلية على غزة، مثل العديد من القوانين الدولية التي بقيت حبرا على ورق.

وعلى سبيل المقارنة، تقول الحكومة الأوكرانية إن 510 أطفال أوكرانيين قتلوا في الحرب مع روسيا، لكن هذا العدد سقط على مدار 19 شهرا، وبحسب أرقام فلسطينية، فقدت أصابت نيران الجيش الإسرائيلي أكثر من 30 ألفا 75% منهم أطفال ونساء.

ومن جانبه، يقول المدير العام للحركة العالمية للدفاع عن أطفال فلسطين، المحامي خالد قزمار، في تصريحات له، إن اليوم العالمي للطفل يحل هذا العام بينما تُرتكب واحدة من أبشع الجرائم وهي "الإبادة الجماعية" بحق الأطفال الفلسطينيين في غزة.

وأضاف قزمار أن الأطفال يشكلون ما لا يقل عن 40% من نسبة ضحايا هذه الإبادة، سواء أولئك الذين سقطوا شهداء جراء القصف الجوي والبري والبحري، أو من تعرضوا لانتهاكات جسيمة نتيجة الحصار المطبق والنزوح وانقطاع التيار الكهربائي وانعدام المياه الصالحة للشرب.

ووفق بيانات أصدرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في شهر أبريل الماضي بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني، فإن فئة الأطفال تشكل 44% من إجمالي عدد السكان (41% في الضفة الغربية، و47% في قطاع غزة) ويبلغ عددهم نحو مليونين و400 ألف طفل.

وأعلن عن اليوم العالمي للطفل سنة 1954 كمناسبة عالمية لتشكيل نقطة ارتكاز ملهمة للدفاع عن حقوق الأطفال وتعزيزها وترجمتها إلى نقاشات وأفعال لبناء عالم أفضل لهم.

وفي عام 1989، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل التي ضمت 54 مادة تُفصل حقوق هذه الفئة، بينما باتت أمنية الأطفال الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر المنقضي تقتصر على الحصول على حقهم المكفول في المادة السادسة لا أكثر من هذه الاتفاقية.

وتنص المادة السادسة على اعتراف الدول الأطراف بأن "لكل طفل حقا أصيلا في الحياة وأن الدول الأطراف تكفل إلى أقصى حد ممكن بقاء الطفل ونموّه".

لأول مرة بالتاريخ دولة تحاكم رئيس أخرى.. فرنسا تصدر مذكرة اعتقال بحق بشار الأسد تباطؤ التضخم وتسارع نمو الدخل.. توقعات مفاجئة للاقتصاد العالمي في 2024

وبدءً من حق الطفل في الحياة حتى حقه في اللعب وما بينهما، يُنتهك كل ما ورد في اتفاقية حقوق الطفل، بحسب قزمار الذي أكد أن كامل هذه المنظومة الحقوقية معدومة وغير متوفرة للطفل الفلسطيني في غزة الآن.

وشدد المتحدث ذاته أنه في ظل غياب مكان آمن في القطاع، فإن كل ثانية إضافية تمر من عمر هذه الحرب تعني أن حياة مئات الأطفال مهددة بالخطر نتيجة القصف وانقطاع الغذاء والماء.

وبشأن ما تحاول الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين إيصاله للعالم في ظل هذه الحرب، قال المحامي قزمار "نحن في سباق مع الزمن، في أي دقيقة يتوقف فيها العدوان على غزة يمكن إنقاذ حياة المئات من الأطفال".

وأوضح الحقوقي أنهم يتواصلون مع المنظمات والجهات الدولية مطالبين بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي وفتح المعابر لإدخال ما يلزم من مساعدات إنسانية ودعم إغاثي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اليوم العالمي للطفل غزة فلسطين أطفال فلسطين الیوم العالمی للطفل حقوق الطفل للدفاع عن أطفال غزة قطاع غزة أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

تقدم أكثر من 350 خدمة حكومية.. “توكلنا” تُبهر زوّار معرض برشلونة

لفتت أكثر من 350 خدمة تقدمها الجهات الحكومية في المملكة عبر تطبيق توكلنا التطبيق الوطني الشامل في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” للمواطنين والمقيمين والزائرين أنظار زوّار جناح سدايا المشارك في المؤتمر والمعرض الدولي للمدن الذكية بمدينة برشلونة الإسبانية خلال الفترة من 5 – 7 نوفمبر الجاري بحضور أكثر من 600 متحدث ينقلون تجارب أكثر من 850 مدينة من 130 دولة.

ووقف الزوار أمام شرح القائمين على ركن تطبيق توكلنا لاستعراض ما يضمه التطبيق من خدمات متجددة ومميزات رقمية مُقدمة من الجهات الحكومية والخاصة وينعكس دورها على المواطنين والمقيمين وزوّار المملكة في سبيل الوصول لخدمات سريعة وسهلة تجعل الجميع يستمتع بجودة حياة عالية في المملكة وذلك في إطار تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تعزيز تكامل الجهود الحكومية وتسهيل تقديم الخدمات المقدمة للمستفيدين بهدف الوصول إلى مجموعة متنوعة من الخدمات في منصة واحدة.

ويعد تطبيق توكلنا التطبيق الوطني الشامل والحل المفضل للجميع للوصول إلى الخدمات الحكومية بكل يسر وسهولة وأمان، حيث يمكن الأفراد من التمتع بخدمات أكثر من 240 جهة حكومية، وتصل خدماتها إلى أكثر من 32 مليون مستخدم ومستخدمة في المملكة ويمكن الاطلاع عليها في 77 دولة حيث وقد سجل التطبيق حتى الآن أكثر من مليار عملية استعراض للبطاقات.

اقرأ أيضاًالمملكةولي العهد بمملكة البحرين يستقبل الأمير عبدالعزيز بن سعود

واستمع الجميع إلى شرح عن كيفية مساهمة تطبيق توكلنا في دعم الجهات الحكومية وتمكينها من تحقيق أهدافها عبر سهولة الربط التقني مع التطبيق، وتنويع الخدمات المقدمة للمستفيد بشكل أكبر، علاوة على كيفية تطوير هذه الخدمات بشكل مستمر لتحسين تجربة المستخدم، وتقديم مجموعة من الممكنات والمسرّعات لتمكين الشركاء المستفيدة منه وتعزيز تجربتهم الرقمية.

وتأتي هذه المشاركة لإبراز جهود سدايا في تحقيق الفائدة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتواكب التغيـرات الحضرية في المدن وتمكين الجهات الحكومية من الاستفادة من هذه الخدمات ومن أبرز هذه الجهود تمكين المدن الذكية عبر تطبيق توكلنا، والمنصة الوطنية للمدن الذكية، والسحابة الحكومية ديم، ومنصة استشراف، والمنصة الوطنية للعمل الخيري إحسان، ومنصة سواهر، وبنك البيانات الوطني، والنفاذ الوطني الموحد وغيرها من الخدمات.

مقالات مشابهة

  • أفلام الكرتون .. سلاح ذو حدين على سلوك الطفل وتنشئته
  • فرن بلدي| أطفال يقدمون نموذجا لمحاكاة حياة الريف بمزرعة جنوب سيناء ..صور
  • إطلاق النسخة الـ12 من جائزة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال
  • ما العمر المناسب لتلقي الطفل لقاح الإنفلونزا الموسمية وعينة الكعب؟
  • استشاري حساسية: «الشخير» الليلي عند الأطفال مؤشر لمشاكل صحية
  • الصحة العالمية: تطعيم أكثر من 556 ألف طفل ضدد شلل الأطفال بقطاع غزة
  • الثقافة تنهي المرحلة الأولى من مبادرة "أنا موهوب" بالتعاون مع التضامن الاجتماعي
  • الصحة العالمية: تعرض 3 من بين كل 5 أطفال للعنف الأسري يوميًا
  • تقدم أكثر من 350 خدمة حكومية.. “توكلنا” تُبهر زوّار معرض برشلونة
  • أسرع علاج للنزلات المعوية عند الأطفال