شراسة الحرب نقلت الخوف إلى يهود العالم
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
كلما طالت الحرب على غزة كلما تصاعد الخوف في صفوف اليهود، وخاصة اليهود المستقرين في دول كثيرة. ويعود هذا الخوف إلى عوامل عديدة؛ من بينها تزايد احتمال أن تسفر هذه الحرب عن هزيمة مدوية لإسرائيل، ولن يكون ذلك مجرد خسارة معركة بقدر ما ستخلف وراءها تداعيات نفسية عميقة على الشخصية اليهودية.
ليست حكومة تل أبيب مسؤولة فقط على حماية اليهود الذين اختاروا الانضمام إلى الكيان الصهيوني، وإنما يجد اليهود في العالم أنفسهم رهائن لدى حكام اسرائيل، خاصة في مثل هذه الأوضاع الدرامية.
دفعت تطورات الحرب عددا من اليهود إلى تصعيد انتقاداتهم ضد نتنياهو وحكومته، لكن الأهم ما اعتبره آخرون أن المشكلة أعمق وأكبر من ذلك بكثير. ورغم أن النتائج السياسية للحرب لا تزال مجهولة عند الجميع بما في ذلك القيادة الإسرائيلية، فالأكيد أن الكيان الصهيوني سيخرج منهكا على أكثر من صعيد عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وهو ما سيجعله منهكا وغير قادر عمليا على الدخول في مغامرة جديدة
أما روني برمان، بصفته يهوديا وسبق له أن كان مديرا لمنظمة أطباء بدون حدود (MSF)، فقد أكد على قناة فرنسا الخامسة أن إسرائيل "لا تعتبر فقط البلد الأكثر خطورة بالنسبة لليهود المقيمين فيها، وإنما أيضا تعرض بقية اليهود في العالم إلى مخاطر محدقة". بل ذهب إلى أكثر من ذلك عندما اعتبر أن حركة حماس ليست مسؤولة عن الحرب على غزة، وإنما اسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من سبعين عاما.
دفعت تطورات الحرب عددا من اليهود إلى تصعيد انتقاداتهم ضد نتنياهو وحكومته، لكن الأهم ما اعتبره آخرون أن المشكلة أعمق وأكبر من ذلك بكثير. ورغم أن النتائج السياسية للحرب لا تزال مجهولة عند الجميع بما في ذلك القيادة الإسرائيلية، فالأكيد أن الكيان الصهيوني سيخرج منهكا على أكثر من صعيد عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وهو ما سيجعله منهكا وغير قادر عمليا على الدخول في مغامرة جديدة، خاصة إذا صحت تقديرات كتائب القسام بالنسبة للحجم الكبير لخسائر الجيش الإسرائيلي.
أمام هذا الوضع المعقد تراجعت نسبة ثقة الجمهور الإسرائيلي في صلابة دولته وقدرته على مواجهة التحديات المختلفة، مما دفع ببعضهم ممن شاركوا فيما يطلقون عليها حرب الاستقلال إلى الاعتراف بأن الأراضي الفلسطينية لم تكن فارغة كما قيل لهم وكما تروج السردية الصهيونية، وأقروا بأنهم أطلقوا النار على السكان الذين وجدوهم في القرى والمدن الآمنة فغادروا مساكنهم خوفا على حياتهم وأعراضهم.
أحدثت الحرب رجة نفسية عميقة في صفوف الجاليات اليهودية التي سيطر عليها قلق شديد جعل بعضهم يخفي هويته ويتجنب التعريف بنفسه علنا، كما تم الإقرار بتصاعد موجة العداء للسامية بسبب الصور المنقولة من غزة للمجازر المتواصلة في صفوف المدنيين وخاصة أطفال غزة.
ما هو مؤكد أن الحرب على غزة عمقت عزلة إسرائيل بين جيرانها بعد أن كسبت بعض النقاط خلال السنوات الأخير؛ عندما ظنت بأن توسيع دائرة التطبيع قد أكسبها حصانة دائمة، خاصة بعد انطلاق الاتصالات مع السعودية تحت رعاية أمريكية. لقد نسفت المواجهة الراهنة كل الخيالات والخزعبلات التي تسللت إلى العقل الاسرائيلي.. فلسطين لم تمت ولن تموت.. والفلسطينيون لا يزالون أحياء صامدين
كما توالت الدعوات من مختلف الجهات المطالبة بمقاضاة المسئولين الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية. هناك حاليا مئات المحامين من مختلف الجنسيات والعقائد بما في ذلك يهود، تولوا متابعة هذه الشكوى وفي حوزتهم عشرات الأدلة التي سيكون من الصعب القدح فيها رغم استمرار دعم معظم الحكومات الغربية لتل أبيب.
ما يلفت النظر أن اليهود في المنطقة العربية لم يتعرضوا لأي شكل من أشكال الاعتداء من قبل جيرانهم العرب وشركائهم في الوطن، رغم قسوة الصور المنقولة مباشرة عبر القنوات التلفزيونية. وذلك دليل على ترسخ الوعي لدى عموم المواطنين بضرورة التمييز بين اليهود والصهاينة، وبين رابطة المواطنة وبين ما يحصل من عدوانية وحشية داخل فلسطين. لكن ما هو مؤكد أن الحرب على غزة عمقت عزلة إسرائيل بين جيرانها بعد أن كسبت بعض النقاط خلال السنوات الأخير؛ عندما ظنت بأن توسيع دائرة التطبيع قد أكسبها حصانة دائمة، خاصة بعد انطلاق الاتصالات مع السعودية تحت رعاية أمريكية. لقد نسفت المواجهة الراهنة كل الخيالات والخزعبلات التي تسللت إلى العقل الاسرائيلي.. فلسطين لم تمت ولن تموت.. والفلسطينيون لا يزالون أحياء صامدين.. لقد انتقل الخوف من المجهول إلى الضفة الأخرى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة اليهود الإسرائيلية الفلسطينية إسرائيل فلسطين غزة جرائم حرب اليهود مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرب على غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
أكثر 10 دول متضررة في العالم من رسوم ترامب الجمركية
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الثاني من أبريل/نيسان فرض رسوم جمركية متبادلة على عشرات الدول، مشيرا إلى ما وصفه بسنوات من ممارسات التجارة غير العادلة.
وقال ترامب -في حديقة الورود بالبيت الأبيض- إن جميع الدول الأجنبية سوف تواجه تعريفات جمركية أساسية بنسبة 10%، لكن هناك العديد من الدول التي تتعرض لتعريفات جمركية أعلى على الواردات.
وتظل كندا والمكسيك خاضعتين لتعريفة جمركية بنسبة 25%، مع إعفاء السلع المشمولة باتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
ورفع ترامب لوحة إعلانية توضح نسبة الرسوم الجمركية التي ستواجهها كل من تلك الدول.
نقطة تحول في النظام العالميمن المتوقع أن تؤدي الجولة الأخيرة من الرسوم الجمركية التجارية، التي كشفت عنها الولايات المتحدة في الثاني من أبريل/نيسان، إلى استنزاف المزيد من قوة الاقتصاد العالمي الذي تعافى بالكاد من موجة التضخم بعد جائحة كورونا، والذي يعاني من ديون قياسية ويشعر بالقلق بسبب الصراعات الجيوسياسية.
وبناء على الكيفية التي سيتصرف بها الرئيس ترامب وزعماء الدول الأخرى الآن، فقد يسجل هذا الحدث أيضا باعتباره نقطة تحول في النظام العالمي الذي كان حتى الآن يعتبر قوة وموثوقية أميركا أمرا مسلما به.
إعلانقال تاكاهيدي كيوتشي، الخبير الاقتصادي التنفيذي في معهد نومورا للأبحاث، إن "الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب تنطوي على خطر تدمير نظام التجارة الحرة العالمي الذي قادته الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية".
وينتظر خلال الأشهر القليلة المقبلة ارتفاع الأسعار وبالتالي إضعاف الطلب.
وقال أنطونيو فاتاس الخبير الاقتصادي في كلية إنسياد لإدارة الأعمال في فرنسا "أرى ذلك بمثابة انحراف للاقتصاد الأميركي والعالمي نحو أداء أسوأ ومزيد من عدم اليقين، وربما التوجه نحو ما يمكن أن نسميه ركودا عالميا"، كما نقلت عنه رويترز.
وبموجب الرسوم العالمية الجديدة التي فرضها ترامب، قفز معدل الرسوم الجمركية الأميركية على جميع الواردات إلى 22% من 2.5% فقط في عام 2024، حسبما قال أولو سونولا، رئيس أبحاث الاقتصاد الأميركي في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني.
وقال سونولا في تصريحات لرويترز: "هذا يُحدث تغييرا جذريا، ليس فقط للاقتصاد الأميركي، بل للاقتصاد العالمي أيضا. من المرجح أن تدخل العديد من الدول في حالة ركود".
المواطن الأميركي من أكبر الخاسرين
روّج الرئيس الأميركي لفكرة الرسوم الجمركية العالمية بأجواء احتفالية، مُحققا بذلك وعده الانتخابي بتحرير البلاد من ارتفاع الأسعار. وادّعى الرئيس أن "الأسعار انخفضت بشكل ملحوظ" منذ عودته إلى منصبه، لكن أي شخص زار أي متجر بقالة في مختلف الولايات الأميركية سيخالفه الرأي بالتأكيد، وفقا لصحيفة الغارديان.
ويرى الكثير من الخبراء أن الولايات المتحدة والمواطن الأميركي من أهم المتضررين من رسوم ترامب الجمركية. وتخشى الشركات الأميركية التأثير الأوسع لهذه الخطوة، إذ تحذر من أن ارتفاع التكاليف سينتقل إلى عملائها.
وصرح نيل برادلي، كبير مسؤولي السياسات في غرفة التجارة الأميركية، وهي جماعة ضغط للشركات، بأن "ما سمعناه من شركات من جميع الأحجام والقطاعات ومن جميع أنحاء البلاد هو أن هذه التعريفات الجمركية الشاملة تُمثل زيادة ضريبية سترفع الأسعار على المستهلكين الأميركيين وتضر بالاقتصاد"، وفقا للغارديان.
إعلانوهذا يدفعنا للحديث عن أكثر الدول المتضررة من رسوم ترامب وحربه التجارية على العالم إلى جانب الولايات المتحدة نفسها.
أكبر 10 دول عالمية ستخسر من "يوم التحرير الترامبي"
فيما يلي قائمة بأكثر الدول في العالم تضررا من رسوم ترامب وحربه التجارية بناء على ملخص لتجارة هذه الدول مع أميركا، وفقا لمكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة "يو إس تي آر" (USTR) لعام 2024.
1- الصين
– الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على الصين: 34% وهي تضاف إلى الرسوم الجمركية الحالية البالغة 20% على جميع الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة (المجموع= 54%) وفقا لـ "سي إن إن".
– إجمالي تجارة السلع الأميركية مع الصين: 582.4 مليار دولار
– صادرات السلع الأميركية إلى الصين 143.5 مليار دولار
– واردات السلع الأميركية من الصين: 438.9 مليار دولار
– حجم العجز التجاري الأميركي مع الصين: 295.4 مليار دولار
2- فيتنام
– الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على فيتنام: 46%
– إجمالي تجارة السلع الأميركية مع فيتنام: 149.6 مليار دولار
– صادرات السلع الأميركية إلى فيتنام: 13.1 مليار دولار
– واردات السلع الأميركية من فيتنام: 136.6 مليار دولار
– حجم العجز التجاري الأميركي مع فيتنام: 123.5 مليار دولار
3- تايلند
– الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على تايلند: 36%
– إجمالي تجارة السلع الأميركية مع تايلاند: 81 مليار دولار
– صادرات السلع الأميركية إلى تايلاند: 17.7 مليار دولار
– واردات السلع الأميركية من تايلاند: 63.3 مليار دولار
– حجم العجز التجاري الأميركي مع تايلند: 45.6 مليار دولار
4- تايوان
– الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على تايوان: 32%
– إجمالي تجارة السلع الأميركية مع تايوان: 158.6 مليار دولار
– صادرات السلع الأميركية إلى تايوان: 42.3 مليار دولار
– واردات السلع الأميركية من تايوان: 116.3 مليار دولار
– عجز تجارة السلع الأميركية مع تايوان: 74 مليار دولار
5- إندونيسيا
– الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على إندونيسيا: 32%
– إجمالي تجارة السلع الأميركية مع إندونيسيا: 38.3 مليار دولار
– صادرات السلع الأميركية إلى إندونيسيا: 10.2 مليارات دولار
– واردات السلع الأميركية من إندونيسيا: 28.1 مليار دولار
– حجم العجز التجاري الأميركي مع إندونيسيا: 17.9 مليار دولار
6- سويسرا
– الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على سويسرا: 31%
– إجمالي تجارة السلع الأميركية مع سويسرا: 88.4 مليار دولار
– صادرات السلع الأميركية إلى سويسرا: 25 مليار دولار
– واردات السلع الأميركية من سويسرا: 63.4 مليار دولار
– حجم العجز التجاري الأميركي مع سويسرا: 38.4 مليار دولار
7- جنوب أفريقيا
– الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على جنوب أفريقيا: 30%
– إجمالي تجارة السلع الأميركية مع جنوب أفريقيا: 20.5 مليار دولار
– صادرات السلع الأميركية إلى جنوب أفريقيا: 5.8 مليارات دولار
– واردات السلع الأميركية من جنوب أفريقيا: 14.7 مليار دولار
– حجم العجز التجاري الأميركي مع جنوب أفريقيا: 8.9 مليارات دولار
8- الهند
– الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على الهند: 26%
– إجمالي تجارة السلع الأميركية مع الهند: 129.2 مليار دولار
– صادرات السلع الأميركية إلى الهند: 41.8 مليار دولار
– واردات السلع الأميركية من الهند: 87.4 مليار دولار
– حجم العجز التجاري الأميركي مع الهند: 45.6 مليار دولار
9- كوريا الجنوبية
– الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على كوريا الجنوبية: 25%
– إجمالي تجارة السلع الأميركية مع كوريا الجنوبية: 197.1 مليار دولار
– صادرات السلع الأميركية إلى كوريا الجنوبية: 65.5 مليار دولار
– واردات السلع الأميركية من كوريا الجنوبية: 131.5 مليار دولار
– حجم العجز التجاري الأميركي مع كوريا الجنوبية: 66 مليار دولار
10- اليابان
– الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على اليابان: 24%
– إجمالي تجارة السلع الأميركية مع اليابان: 227.9 مليار دولار
– صادرات السلع الأميركية إلى اليابان: 79.7 مليار دولار
– واردات السلع الأميركية من اليابان: 148.2 مليار دولار
– حجم العجز التجاري الأميركي مع اليابان: 68.5 مليار دولار