عربي21:
2024-11-23@23:17:33 GMT

شراسة الحرب نقلت الخوف إلى يهود العالم

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

كلما طالت الحرب على غزة كلما تصاعد الخوف في صفوف اليهود، وخاصة اليهود المستقرين في دول كثيرة. ويعود هذا الخوف إلى عوامل عديدة؛ من بينها تزايد احتمال أن تسفر هذه الحرب عن هزيمة مدوية لإسرائيل، ولن يكون ذلك مجرد خسارة معركة بقدر ما ستخلف وراءها تداعيات نفسية عميقة على الشخصية اليهودية.

ليست حكومة تل أبيب مسؤولة فقط على حماية اليهود الذين اختاروا الانضمام إلى الكيان الصهيوني، وإنما يجد اليهود في العالم أنفسهم رهائن لدى حكام اسرائيل، خاصة في مثل هذه الأوضاع الدرامية.

فما صرح به رئيس الجالية اليهودية في مونتريال يائير شلاك لصحيفة يديعوت أحرنوت؛ فيه أكثر من معنى عندما قال: "إنها أوقات صعبة بالنسبة لليهود في جميع أنحاء العالم، لقد غمرتنا الشكايات من الطلاب وأولياء الأمور في أوروبا وكندا بشأن الملاحقة لليهود والمظاهرات والاحتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، لا يمكننا حل مشكلة معاداة السامية، لا يمكننا تحمل ذلك، لقد طفح الكيل".

دفعت تطورات الحرب عددا من اليهود إلى تصعيد انتقاداتهم ضد نتنياهو وحكومته، لكن الأهم ما اعتبره آخرون أن المشكلة أعمق وأكبر من ذلك بكثير. ورغم أن النتائج السياسية للحرب لا تزال مجهولة عند الجميع بما في ذلك القيادة الإسرائيلية، فالأكيد أن الكيان الصهيوني سيخرج منهكا على أكثر من صعيد عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وهو ما سيجعله منهكا وغير قادر عمليا على الدخول في مغامرة جديدة
أما روني برمان، بصفته يهوديا وسبق له أن كان مديرا لمنظمة أطباء بدون حدود (MSF)، فقد أكد على قناة فرنسا الخامسة أن إسرائيل "لا تعتبر فقط البلد الأكثر خطورة بالنسبة لليهود المقيمين فيها، وإنما أيضا تعرض بقية اليهود في العالم إلى مخاطر محدقة". بل ذهب إلى أكثر من ذلك عندما اعتبر أن حركة حماس ليست مسؤولة عن الحرب على غزة، وإنما اسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من سبعين عاما.

دفعت تطورات الحرب عددا من اليهود إلى تصعيد انتقاداتهم ضد نتنياهو وحكومته، لكن الأهم ما اعتبره آخرون أن المشكلة أعمق وأكبر من ذلك بكثير. ورغم أن النتائج السياسية للحرب لا تزال مجهولة عند الجميع بما في ذلك القيادة الإسرائيلية، فالأكيد أن الكيان الصهيوني سيخرج منهكا على أكثر من صعيد عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وهو ما سيجعله منهكا وغير قادر عمليا على الدخول في مغامرة جديدة، خاصة إذا صحت تقديرات كتائب القسام بالنسبة للحجم الكبير لخسائر الجيش الإسرائيلي.

أمام هذا الوضع المعقد تراجعت نسبة ثقة الجمهور الإسرائيلي في صلابة دولته وقدرته على مواجهة التحديات المختلفة، مما دفع ببعضهم ممن شاركوا فيما يطلقون عليها حرب الاستقلال إلى الاعتراف بأن الأراضي الفلسطينية لم تكن فارغة كما قيل لهم وكما تروج السردية الصهيونية، وأقروا بأنهم أطلقوا النار على السكان الذين وجدوهم في القرى والمدن الآمنة فغادروا مساكنهم خوفا على حياتهم وأعراضهم.

أحدثت الحرب رجة نفسية عميقة في صفوف الجاليات اليهودية التي سيطر عليها قلق شديد جعل بعضهم يخفي هويته ويتجنب التعريف بنفسه علنا، كما تم الإقرار بتصاعد موجة العداء للسامية بسبب الصور المنقولة من غزة للمجازر المتواصلة في صفوف المدنيين وخاصة أطفال غزة.

ما هو مؤكد أن الحرب على غزة عمقت عزلة إسرائيل بين جيرانها بعد أن كسبت بعض النقاط خلال السنوات الأخير؛ عندما ظنت بأن توسيع دائرة التطبيع قد أكسبها حصانة دائمة، خاصة بعد انطلاق الاتصالات مع السعودية تحت رعاية أمريكية. لقد نسفت المواجهة الراهنة كل الخيالات والخزعبلات التي تسللت إلى العقل الاسرائيلي.. فلسطين لم تمت ولن تموت.. والفلسطينيون لا يزالون أحياء صامدين
كما توالت الدعوات من مختلف الجهات المطالبة بمقاضاة المسئولين الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية. هناك حاليا مئات المحامين من مختلف الجنسيات والعقائد بما في ذلك يهود، تولوا متابعة هذه الشكوى وفي حوزتهم عشرات الأدلة التي سيكون من الصعب القدح فيها رغم استمرار دعم معظم الحكومات الغربية لتل أبيب.

ما يلفت النظر أن اليهود في المنطقة العربية لم يتعرضوا لأي شكل من أشكال الاعتداء من قبل جيرانهم العرب وشركائهم في الوطن، رغم قسوة الصور المنقولة مباشرة عبر القنوات التلفزيونية. وذلك دليل على ترسخ الوعي لدى عموم المواطنين بضرورة التمييز بين اليهود والصهاينة، وبين رابطة المواطنة وبين ما يحصل من عدوانية وحشية داخل فلسطين. لكن ما هو مؤكد أن الحرب على غزة عمقت عزلة إسرائيل بين جيرانها بعد أن كسبت بعض النقاط خلال السنوات الأخير؛ عندما ظنت بأن توسيع دائرة التطبيع قد أكسبها حصانة دائمة، خاصة بعد انطلاق الاتصالات مع السعودية تحت رعاية أمريكية. لقد نسفت المواجهة الراهنة كل الخيالات والخزعبلات التي تسللت إلى العقل الاسرائيلي.. فلسطين لم تمت ولن تموت.. والفلسطينيون لا يزالون أحياء صامدين.. لقد انتقل الخوف من المجهول إلى الضفة الأخرى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة اليهود الإسرائيلية الفلسطينية إسرائيل فلسطين غزة جرائم حرب اليهود مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرب على غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!

(في أمر جلل يهز العالم والإنسانية: 93,3% نعم و 6,7% لا. فنطبق على العالم حكم %6,7 !!!)

هل عرف العالم إفلاسا أكثر من هذا للمنظومة الدولية، أخلاقيا وفكريا وديمقراطيا وقانونيا، عندما يعارض طرف واحد إجماع 14 عضوا في مجلس "الأمن" قرارا إنسانيا بالدرجة الأولى لوقف الإبادة الجماعية لشعب أعزل، إلا من قوة إرادته على الصمود والثبات في أرضه ومنازلته للمحتل بأقصى مما جاد الله عليه من ذكاء ووسائل إصرار وتوفيق في التصويب والتنكيل بالعدو!؟

يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال  النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.

إذن سموه ما شئتم إلا أن يكون مجلس "أمن" ! أين الأمن للضعفاء وللمحرومين وللمضطهدين! هذا مجلس تواطؤ ومجلس شرعنة قانون الغاب ومجلس تكريس منطق دوس القيم وكل المثل الانسانية من أجل شهوة متعطشين لسفك الدماء! ينبغي لأحرار العالم من دول ومنظمات وهيآت دولية ومجتمعية الثورة على هذا المنطق الاستعماري الذي تكوى به الانسانية منذ عقود من الزمن!

يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.ويدل هذا التصويت على الإفلاس الفكري للمنظومة الحداثية الغربية التي صدعت العالم لعشرات السنين، بعد الحرب العالمية الثانية بمشروعها "المبشر" بإنقاذ البشرية من التخلف ومن الكراهية ومن القمع والاستبداد ومن الإرهاب، فإذا هي تكشف عن حقيقتها بالدوس على ذلك كله، وإستدعاء عمقها الصليبي الاستعماري بتوظيف القوة، كل أنواع القوة المادية والاستخباراتية والابتزازية وغيرها من أجل التنكيل الممنهج بكل مطالب بحقه في الحرية وفي الانعتاق من الظلم والاستغلال والاحتلال.

كما يدل هذا التصويت على الإفلاس الديمقراطي السياسي، إذ كيف تتحكم نسبة 6,7% تمثلها الإدارة الأميركية في مصير شعب بأكمله تحت الإبادة الجماعية المستمرة  وترفض إيقاف الحرب ونتجاهل 93,3% من أصوات ممثلي باقي دول العالم التي صوتت لإيقاف الحرب!!

كما يعبر هذا التصويت عن الإفلاس القانوني للمنظومة الدولية حين تعطل المحاكم الدولية كالمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية ومهام المقررين الأمميين من أجل نزوات استعلائية تسلطية استعمارية موروثة من عهد بائد سيء الذكر، لخمسة من دول العالم، ويتم تجاهل رأي 188 دولة أخرى من بين 193 دولة عضوة الآن في الأمم المتحدة.

وإنك لتعجب أشد العجب وأنت تفتح الموقع الرئيس للأمم المتحدة على الأنترنيت وتجد التقديم التالي بالأحرف الكبيرة:

"الأمم المتحدة: السلام والكرامة والمساواة على كوكب ينعم بالصحة.

تعريف بنا: مكان واحد حيث يمكن لدول العالم أن تجتمع معا، وتناقش  المشكلات الشائعة
و تجد حلولا مشتركة".

﴿أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ۝٦ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ۝٧ ٱلَّتِی لَمۡ یُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ۝٨ وَثَمُودَ ٱلَّذِینَ جَابُوا۟ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ ۝٩ وَفِرۡعَوۡنَ ذِی ٱلۡأَوۡتَادِ ۝١٠ ٱلَّذِینَ طَغَوۡا۟ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ۝١١ فَأَكۡثَرُوا۟ فِیهَا ٱلۡفَسَادَ ۝١٢ فَصَبَّ عَلَیۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ ۝١٣ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ ۝١٤﴾ [الفجر ]

*مسؤول مكتب العلاقات الخارجية بجماعة العدل والإحسان/ المغرب

مقالات مشابهة

  • صحيفة فرنسية تكتب عن رحلتها إلى اليمن.. بلد الحوثيين المحرم أحد أكثر الأنظمة انغلاقاً في العالم (ترجمة خاصة)
  • كل اليهود لإسرائيل جنود / الجزء الرابع
  • "خائن".. تفاصيل هجوم "يهود" على قائد عسكري إسرائيلي في الضفة
  • سفير سلطنة عمان يناشد العالم وقف الحرب في غزة
  • مصطفى بكري: نتنياهو وجالانت سيكونان ملاحقان في أكثر من 123 دولة حول العالم
  • يونيسف: أكثر من 17 مليون طفل سوداني حرموا التعليم بسبب الحرب
  • مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
  • الحرب في السودان: تعزيز فرص الحل السياسي في ظل فشل المجتمع الدولي
  • بحث مصري عن مواجهة أكثر السيناريوهات رعبا في العالم.. كيف نستعد؟ (خاص)
  • "حُرُوب اليوم".. ليْسَت عَالميَّة