مسقط- الرؤية

شاركت سلطنة عمان في أعمال الدورة الثالثة للجنة التفاوض الحكومية الدولية لإعداد صك دولي ملزم قانونًا بشأن إنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية، بما في ذلك البيئة البحرية.

وعُقد الاجتماع في مقر برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) بالعاصمة الكينية نيروبي خلال الفترة من 13 إلى 19 نوفمبر الجاري.

وضم وفد سلطنة عمان ممثلين لوزارة الخارجية ووزارة الطاقة والمعادن وهيئة البيئة، وترأس الوفد السكرتير أول سعيد بن محمد العمري نائب رئيس البعثة بسفارة سلطنة عمان بجمهورية كينيا، والذي قدم كلمة باسم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال افتتاح الاجتماع، أعرب فيها عن اعتزاز دول مجلس التعاون الخليجية بالجهود التي بذلت لتنفيذ قرار جمعية الأمم المتحدة للبيئة (5/14) بشأن وضع صك قانوني ملزم لمنع التلوث البلاستيكي بما في ذلك البيئة البحرية.

وأشار العمري الى المبادئ والقواعد الأساسية التي ينبغي أن توضع بعين الاعتبار على الخيارات المطروحة من قبل الأمانة والتي تتمثل في أهمية البلاستيك في حياة البشرية والذي يسهم بدوره في النمو والازدهار التجاري والاقتصادي العالمي الذي يدعم الوصول إلى أهداف التنمية المسدامة وتحقيق التزامات دول الخليج العربية في الاتفاقيات الأخرى، وأن يستهدف الصك "عدم ترك أحد خلف الركب" والابتعاد عن أي قرارات قد تتسبب في خلق أزمة في سلاسل الإمداد، وأن يكون التوافق هو أساس التفاوض لتفادي فرض سياسيات يصعب تنفيذها أو أن تنفيذها يؤدي لتبعات اجتماعية واقتصادية.

وشدد العمري على ضرورة تحديد مبادئ واضحة للتعاون بين كافة الأطراف في هذا الصك الدولي، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ظروف وقدرات كل دولة، بحيث تسهُل مهمة لجنة التفاوض الحكومية الخاصة بالصك للوصول الى أهدافها المنشودة بنهاية عام 2024.

وأكد أن دول الخليج العربية ترى أن نطاق النص يجب أن يتركز في حدود الإدارة السليمة للمخلفات البلاسيتيكية، وأن يضمن تحقيق مبدأ الانتقال العادل لتمكين الدول النامية من التقنية الحديثة والابتكار لإدارة النفايات البلاستيكية بطرق أكثر فاعلية واستدامة للوفاء بالتزامتها تجاه الصك. وقال إن دول الخليج العربية تدعوه لإنشاء مؤتمر أطراف يضمن المواءمة مع الاتفاقيات البيئية المتعدة الأطراف ذات العلاقة تحديدا بالمواد الكيميائية التي تدخل في صناعة المواد البلاسيتكية، وتبني إدارة سليمة وفاعلة للنفايات من خلال التحول إلى نهج الاقتصاد الدائرة كخيار مستدام لمعالجة التلوث البلاستيكي بالتركيز على تعزيز البنية التحتية لإدارة النفايات في الدول وتطوير تقينات إعادة التدوير وتحسين تصميم المنتجات البلاسيتيكية.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«المسرح العربي» .. نجاح بكل المقاييس

بعد أن احتفل المسرحيون العرب فـي مسقط بيوم المسرح العربي الذي يوافق العاشر من يناير من كلّ عام، مع انطلاق فعاليات الدورة الخامسة عشرة من مهرجان المسرح العربي، عاد المشاركون الذين يقدّر عددهم بـ 500 مسرحي عربي قَدِموا من مختلف أنحاء العالم، وجاء توقيت موعد إقامة المهرجان مناسبا مع اعتدال درجات الحرارة، وتنشيط السياحة، متزامنًا مع إقامة بلدية مسقط فعاليات (ليالي مسقط)، وحين انتهت فعاليات المهرجان، عادوا إلى بلدانهم محمّلين باللبان الظفاري، والحلوى العمانية والتمور، والقهوة، والكتب، والأزياء الشعبية التقليدية، والكثير من الانطباعات التي نشروها فـي الصحافة العربية ومواقع التواصل الاجتماعي، وتحدّثوا فـيها عن نجاح الدورة التي أقامتها الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، والجمعية العمانية للمسرح، وهي الدورة الرابعة التي تقام فـي دول الخليج (بعد قطر 2013، والشارقة 2014، والكويت 2016)، وعبّروا من خلال تلك المنشورات المدعومة بالصور، والفـيديوهات عن ارتياحهم لحُسن التنظيم، وجودة العروض، والندوات وحلقات العمل والحضور الجماهيري الذي لاقته العروض التي قدّمت فـي أكثر من مسرح، وحتى المسافات الفاصلة بين المسارح التي وُصِفت بالطويلة، وجد فـيها د.عصام السيد فـي مقاله (أيام فـي مسقط) فرصة سانحة لمشاهدة مسقط من خلال النظر من نافذة السيارة والتمتع بجمالها ومن تلك المشاهدات خرج بانطباع لخّصه بقوله: «لا عجب أن تفوز مسقط فـي كثير من الاستطلاعات والمناسبات كواحدة من أجمل العواصم فـي العالم بفضل مناظرها الطبيعية الساحرة والتطور الحضري المميّز مما يجعلها وجهة سياحية تجمع بين التاريخ والثقافة والجمال الطبيعي وصنفت كسادس أفضل عاصمة للسياح وثالث أجمل مدينة فـي العالم».

وهذه من أهم فوائد السياحة الثقافـية أو سياحة المؤتمرات، وسلطنة عمان تمتلك الكثير من المقوّمات التي تؤهّلها لذلك، فموقعها استراتيجي، ولها مكانة سياسية وحضارية وتاريخية وثقافـية، وقد رافقنا الضيوف داخل مسقط فـي سوق مطرح، والشواطئ الجميلة والنظيفة وخارجها، عندما أعدّت اللجنة المنظّمة رحلة سياحيّة إلى نزوى، وقلعتها الشامخة، والسوق الشعبي القديم، حيث وجدوا الحلوى العمانية والتمر بانتظارهم، قبل تناولهم وجبة تقليدية من المطبخ العماني، وقبل أن ينتقلوا إلى متحف (عمان عبر الزمان) فـي منح، وقد لاحظنا انبهارهم بكلّ ما شاهدوه، وخصوصا حسن الاستقبال الذي جرى على الطريقة التقليدية من خلال أداء (الرزحة)، والأغاني والرقصات الشعبية الترحيبية بالضيوف التي اختصرت الكثير من الكلام الذي يستحق أن يقال، فكل ما فـي سلطنة عُمان له خصوصية، وقد لمسوا هذه الخصوصية، من خلال هذه الجولات السياحية وكل هذه المقومات تجعل سلطنة عمان مؤهّلة لاحتضان مثل هذه المؤتمرات، وهذا ينعكس على الجانب الاقتصادي ويعزّز تأثير سلطنة عمان الإقليمي والدولي فـي عالم يتجه للسياحة لدعم الاقتصاد الوطني، وليس هذا فقط بل المردود الثقافـي، والذي لفت أنظار الجميع هو أن نسبة كبيرة من العاملين فـي تلك المرافق التي زاروها من المواطنين، يقول د. حمد العزري: «إن ما يميزنا فـي سلطنة عمان أن لدينا تاريخا أصيلا وعراقة وتراثا عميقا، وبيئة خصبة نقية ممتازة ومتنوعة وشعبا مضيافا والشعب هو رقم واحد».

وفـي النهاية نجاح التجربة سيشجّع القائمين عليها على استمرارها وستقام على مدار العام، خصوصا بعد الانتهاء من مشروع المسرح الوطني الذي سيبنى على مساحة 16 ألفا وحوالي 500 متر مربع ويضمُّ عدّة قاعات من المقرّر لها أن تستوعب الكثير من الأنشطة، وهذا من شأنه أن يدفع الحركة المسرحية العُمانية للأمام.

لقد حقّقت الدورة نجاحا بكلّ المقاييس، بشهادة المشاركين، وذلك بفضل الخطوات المدروسة، والتحضيرات المسبقة التي قام بها المسؤولون فـي وزارة الثقافة والرياضة والشباب، والهيئة العربية للمسرح والجمعية العُمانية للمسرح، فقطف الجميع ثمار نجاح الدورة.

عبدالرزّاق الربيعي شاعر وكاتب عماني

مقالات مشابهة

  • أهل غزة يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد العمري الأثري المدمر.. فيديو
  • «التربوي للغة العربية لدول الخليج» يعرّف بإصداراته في «القاهرة للكتاب»
  • الخليج يعلن التعاقد مع النمساوي توماس مورغ
  • رسائل طمأنة من الرئيس السيسي إلى الأمة العربية.. مصر لا تقبل ولن تشارك في تهجير الفلسطينيين
  • لاعب دنماركي.. وسام أبو علي يتدخل لإنهاء صفقة جديدة للأهلي
  • نصر عبده يكشف عن الحل الوحيد لإنهاء الصراع في المنطقة العربية
  • للمرة الأولى.. سوريا تشارك في مسابقة الدورة الثانية لألعاب الرياضيات التي ‏تقيمها الألكسو‏
  • «المسرح العربي» .. نجاح بكل المقاييس
  • الري: إعداد دراسة لتحديث وتطوير تشغيل قناطر الدلتا بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية
  • "المسيحية والصهيونية ضدان لا يلتقيان".. مؤتمر دولي في عمان يرفض استخدام الكتاب المقدس لتبرير العنف والاحتلال