تقرير: حزب الله ينتظر "الضربة الإسرائيلية"
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
بينما تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، تتجه الأنظار نحو خطر أكبر من حركة حماس الفلسطينية، يتجسد في تنظيم حزب الله اللبناني، الذي يمتلك ترسانة أسلحة كبيرة.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إنه من الواضح في الأيام الأخيرة أن التصعيد الحالي في الجبهة الشمالية قد يؤدي إلى حرب حقيقية، ونقلت عن مستشار استراتيجي أن حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، يعلم أنه في اليوم الذي يقرر فيه القتال سيُهزم.
وتحت عنوان "على حافة الحرب في الشمال.. خبير يوضح: حزب الله في الفخ"، شرح الرائد في الاحتياط، أودي تانا، احتمالات خوض حزب الله حرباً ضد إسرائيل.
كاتب إسرائيلي يضع "سيناريو مثالياً" للتعامل مع #حزب_الله https://t.co/aQLG23WZbz
— 24.ae (@20fourMedia) November 15, 2023
إبقاء محور الحرب مفتوح
وتأسس حزب الله قبل أكثر من 30 عاماً برعاية وتمويل الحكومة الإيرانية، ومنذ ذلك الحين، يعمل نيابة عنها بشكل مباشر. ومنذ يوم "السبت الأسود" الذي قام فيه عناصر حركة "حماس" الفلسطينية بقتل واختطاف المئات الإسرائيليين، جلس "حزب الله" على الحياد يناقش ما يجب فعله، وما إذا كان سيدخل في جولة كاملة من القتال في شمال البلاد.
ومنذ ذلك الحين، يتحرك الحزب عسكرياً كل يوم بطريقة محسوبة، ولكن متسقة، من منطلق الرغبة في إبقاء محور الحرب مفتوحاً، ومن الناحية العملية، هناك حرب تجري هنا بسرعة، حيث يأمل حزب الله بشكل أساسي ألا يرتكب فيها الكثير من الأخطاء.
إشارة تحذير لحزب الله
وشدد على أن القتال اليوم في غزة يشكل إشارة تحذير واضحة لحزب الله، مضيفاً: "لقد اختار الجيش الإسرائيلي تدمير أوكار المسلحين في قطاع غزة، وكل صاروخ يطلق في الجنوب تصل ارتداداته مباشرة إلى الشمال".
وأضاف أن حزب الله يدرك جيداً أن الصور في غزة قد تتكرر في بيروت أيضاً، إذا قرر نصرالله فتح جبهة أخرى بكامل طاقتها، مستطرداً: "لقد وقع حزب الله في فخ، فهو يعلم أنه، بصفته الشخص الذي يسيطر على لبنان، فإن المنزل الذي يدمر نتيجة الهجمات الإسرائيلية سيتحمل مسؤوليته، لكنه لا يزال يحاول أن يظل ذا صلة بين المنظمات المسلحة التي تسعى إلى القتال ضد إسرائيل".
خطاب العنكبوت
وأشار إلى أن حماس وحزب الله واليمن وسوريا وإيران، اعتقدوا أنه بسبب السجالات المريرة التي دارت في إسرائيل العام الماضي، فإن "خطاب العنكبوت" الذي ألقاه نصرالله عام 2000، والذي أشار إلى تفكك إسرائيل يتحقق، ومن الناحية العملية لم يتنبأوا بشكل صحيح بقوة إسرائيل.
وفي نهاية حديثه، قال إن نصرالله يعلم أنه في اليوم الذي يقدم فيه على فتح جبهة كاملة، فإنه سيُهزم بطريقة لن يتمكن من التعافي منها.
الأنظار تتجه نحو الشمال
وتحت عنوان "الحرب مع حزب الله حتمية"، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أنه رغم أن "الجبهة الراديكالية" في الجنوب هي المفتوحة الآن، إلا أن الأنظار تتجه نحو الشمال، وأن العديد من الباحثين يجمعون على أن حسن نصرالله يريد جر إسرائيل الحرب، ولكنه ينتظر الخطوة التي سيتخذها حتى يُعتبر "المدافع عن لبنان".
كاتب إسرائيلي يضع "سيناريو مثالياً" للتعامل مع #حزب_الله https://t.co/aQLG23WZbz
— 24.ae (@20fourMedia) November 15, 2023
وضع مناسب للإيرانيين
ونقلت الصحيفة عن المقدم احتياط في الجيش الإسرائيلي، شاريت زاهافي، رئيس مركز ألما للأبحاث أن"الوضع حالياً مناسب للإيرانيين، لكن بدون عمل عسكري لن يعود سكان الشمال إلى منازلهم"، وأضاف أن هناك طريقة واحدة فقط لإبعاد "قوات الرضوان" عن السياج الحدودي وهي الحرب.
وفي هذه الأثناء يتدخل حزب الله جزئياً فقط، متحدياً قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة على السياج، بينما يحتفظ بقوة النيران الكبيرة والقوات الخاصة وقوات الرضوان، لليوم المُحدد.
المدافع عن لبنان
ووفقاً لزاهافي "حزب الله يريد الحرب، لكنه لا يريد أن يُلام على إدخال لبنان في الحرب، ويحاول جر إسرائيل إلى المعركة، ومنذ عام ونصف أطلق عشرات الصواريخ في عيد الفصح الماضي، وكانوا متأكدين من أن إسرائيل سترد".
ويقول زاهافي إنه من وجه نظر نصرالله فإنه في موقع المنتصر، حتى لو لم يجر إسرائيل إلى الحرب، حيث إنه أنشأ منطقة أمنية داخل أراضي إسرائيل، وينتظر أن يكون المدافع عن لبنان، مستطرداً: "إما أن يبادر، وإما أن يخطئ ويصاب، إذا قرر فتح الجبهة، فهذا يعني أنه سيكون هناك قتال في الأراضي الإسرائيلية، ولكن بشأن الوقت فنصر الله يتركنا نقرر متى، ولكن ما هي الخيارات التي لدينا؟".
متى يعود سكان الشمال الإسرائيلي؟
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أنه في اليوم التالي لهجوم حماس يوم 7 أكتوبر، انضم حزب الله إلى الحرب على الجبهة الشمالية، ومنذ ذلك الحين، تجري اشتباكات يومية مع عناصر التنظيم، مستطردة: "هناك حرب في الشمال، ولكن بحدة منخفضة".
ونقل سكان الشمال رسالة مفادها أنهم لا يعتزمون العودة للعيش بجوار الحدود ما دامت قوات حزب الله وقوات الرضوان على السياج، وأرسل الجيش الإسرائيلي رسائل مفادها أنه مستعد لأمر ما، وأن الحرب لا مفر منها، لكن المستوى السياسي لم يوافق بعد على خوض الحرب في عمق لبنان.
"جيروزاليم بوست" تحض العالم على الوقوف في وجه "حزب الله"https://t.co/kMAP4wCRZF pic.twitter.com/d7QF3t0aUg
— 24.ae (@20fourMedia) November 15, 2023
انتظار الخطوة الأولى
وأجرت الصحيفة في الأيام الأخيرة بعض المحادثات مع العديد من الباحثين، بعضهم حالياً في الخدمة الاحتياطية بوحدات النخبة الإسرائيلية، وفي الأجهزة الأمنية المختلفة، ويقول أحدهم: "حزب الله ينتظر التدخل الإسرائيلي، ويريد أن تتخذ إسرائيل الخطوة الأولى".
ولفت الباحث إلى أن نصرالله ينتظر خطأ إسرائيلياً يتضمن هجوماً في بيروت أو أضراراً جسيمة بالمدنيين، وعندها سيعتبر مدافعاً عن لبنان وسيهاجم إسرائيل، و"على الرغم من الراعي الإيراني، فإن الرأي العام في لبنان مهم بالنسبة لنصر الله، ويتابع التنظيم التحركات في إسرائيل بهدف التعرف على الهجوم الأول الذي تقوم به إسرائيل، والرد عليه".
أما بشأن العمليات الحدودية في آخر عام ونصف، والتي قيل إن حزب الله ليس مسؤولاً عنها، أكد الباحث أن حماس لا تستطيع إطلاق النار دون موافقة الحزب، والجيش اللبناني والأمم المتحدة والمواطنون جميعهم لا يفعلون شيئاً دون موافقة حزب الله، وكذلك حماس.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إسرائيل حماس حزب الله لبنان الجیش الإسرائیلی حزب الله عن لبنان
إقرأ أيضاً:
هل تنهار الهدنة في لبنان وغزة قريباً؟
مع اقتراب مواعيد حاسمة في قطاعي غزة ولبنان، تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عما إذا كانت الهدنة في لبنان وفي غزة على وشك الانفجار أم سيتم استكمال الإجراءات وإنهاء الحرب على الجبهتين.
وبشأن وقف إطلاق النار في لبنان، أوضحت "جيروزاليم بوست"، أن فترة الـ60 يوماً التي حددها الجيش الإسرائيلي للانسحاب ستنتهي. من المقرر أن ينسحب الجيش من مستوطنة نتساريم في جنوب غزة، وأن يكون هناك من المستقبل القريب مسؤولون تابعون للسلطة الفلسطينية يتعاملون مع معبر رفح بين غزة ومصر، وهي مسألة وصفتها الصحيفة بـ"المثيرة للجدل للغاية" بالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
فورين بوليسي: اتفاق غزة ليس حقيقياًhttps://t.co/ZmSPxfIkgT pic.twitter.com/n8PhcPEqqA
— 24.ae (@20fourMedia) January 24, 2025 لحظة انفجار!وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه في الثالث من فبراير (شباط)، من المقرر أن يبدأ الجيش الإسرائيلي وحماس المفاوضات حول جعل وقف إطلاق النار الحالي لمدة 42 يوماً دائماً. وحول الشكل الذي سيبدو عليه الوضع في غزة بعد الحرب، أضافت: "كل هذا قد ينفجر في لحظة، وقد تعود الحرب إلى إحدى الجبهتين أو كلتيهما في لحظة".
وتحدثت بعض التسريبات عن أنه لن يكون هناك انسحاب كامل يوم الأحد المقبل من جنوب لبنان، ما يترك مجالاً كبيراً للتحليل، في الوقت الذي طلب فيه نتانياهو دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاحتفاظ بحوالي 5 مواقع للجيش الإسرائيلي في لبنان، فيما طلب الجيش نفسه 30 يوماً أخرى لضمان تدمير أسلحة حزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ومن الناحية النظرية، ربما لا يهتم ترامب كثيراً إذا تجاوزت إسرائيل الاتفاق إلى حد ما، ولكن إذا أدى هذا إلى إطلاق تنظيم "حزب الله" للصواريخ، وتجددت الحرب على الحدود الشمالية لإسرائيل، فمن المحتمل أن يغضب من نتانياهو، علماً أن التنظيم هدد بذلك بالفعل.
وأضافت أن جزءاً من هذا يتلخص في محاولة الجانبين الإسرائيلي واللبناني في صياغة شروط النظام الذي سيسود لبنان بعد الحرب وفي المنطقة الحدودية، مؤكدة أن إسرائيل نجحت في إقناع حزب الله بالتوقف عن إطلاق الصواريخ اعتباراً من تاريخ بدء وقف إطلاق النار، متسائلة: "ولكن هل تستطيع إسرائيل حقاً منع حزب الله من العودة إلى جنوب لبنان دون وجود هناك؟. ونظراً لتردد الجيش اللبناني في تطهير أسلحة حزب الله، فهل سيتمكن من منع حزب الله من العودة حقاً؟".
وتابعت: "وإذا لم يعد حزب الله إلا تدريجياً وبطرق مختلفة مموهة، فإلى أي مدى قد يذهب الجيش الإسرائيلي في شن هجمات جوية محتملة قد تؤدي إلى إلحاق الضرر بالمدنيين والجيش اللبناني؟، ومع تولي الرئيس ورئيس الوزراء اللبناني الجديدين، اللذين عارضهما حزب الله، لمنصبيهما، فإلى أي مدى سيضغطان على حزب الله للتخلي عن أجزاء من سيطرته العسكرية على الدولة في مقابل محاولة التعايش حتى يتمكنا من البقاء في السلطة؟".
وأشارت إلى أن كل الجهود الإسرائيلية لإقناع ترامب بالاحتفاظ بموطئ قدم أطول في لبنان، هي السبب وراء إصدار إسرائيل بياناً تلو الآخر في الأيام الأخيرة حول العثور على أسلحة جديدة لحزب الله على الحدود، وهذا بعد أسابيع من الصمت حول حزب الله.
نتانياهو أمام مستقبل سياسي هش مع تزايد سطوة ترامب وضغوط الداخلhttps://t.co/URe2ZzxKCK pic.twitter.com/N7Zz9ZqjL1
— 24.ae (@20fourMedia) January 24, 2025 مأزق نتانياهوأما عن قطاع غزة، فتساءلت الصحيفة قائلة: "بمجرد عودة مليون فلسطيني إلى شمال غزة، من سيدير حياتهم إن لم تكن حماس؟ هل من الممكن أن تهدد إسرائيل بالعودة إلى الحرب هناك مع عودة العديد من المدنيين للتو بعد 15 شهراً؟، ولكن كيف ستمنع إسرائيل السلطة الفلسطينية من توسيع نطاق نفوذها في غزة إذا توصلت إلى اتفاق مع حماس والدول المانحة والغرب؟".
وعن استكمال الاتفاق وإنهاء الحرب، أشارت الصحيفة إلى أن حماس تعيد الرهائن بالفعل لأنها تعتقد أن وقف إطلاق النار سوف يستمر، وأن الجيش الإسرائيلي سيغادر منطقة فيلادلفيا، كما أشارت إلى تهديد بتسلئيل سموتريتش بإسقاط الحكومة إذا لم يعد نتانياهو إلى الحرب مجدداً، متسائلة: "أي طريق سيسلكه نتانياهو؟".
واختتمت تحليلها قائلة "إن كل هذا من شأنه أن يؤدي إلى أيام وأسابيع متفجرة في المستقبل، حيث تعود العديد من الأسئلة المصيرية التي أرجأ نتانياهو الإجابة عنها لمدة 15 شهراً لتطارده أخيراً".