كشف موقع إنترسبت أسماء مؤسسات كبرى ومنظمات غير ربحية ظلت تموّل رحلات لأعضاء الكونغرس الأميركي إلى إسرائيل وتقدم تبرعات لمجموعات سياسية وثقافية أخرى في الولايات المتحدة.

وجاء في التحقيق الصحفي -الذي أجراه محرر شؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية مرتضى حسين- أن هذه الرحلات تلعب دورا مهما في حشد الدعم للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) داخل أروقة الكونغرس، الذي يعد السلطة التشريعية الأولى في النظام الدستوري للولايات المتحدة الأميركية.

وقال الموقع إن ملايين الدولارات تُنفق كل عام لنقل المئات من أعضاء الكونغرس إلى إسرائيل في رحلات تستغرق 8 أيام، والتي تظل حتى الآن إلى حد كبير "لغزا".

ووفقا للإقرار الضريبي غير المنقح لعام 2019 الذي حصل عليه موقع إنترسبت الإخباري الأميركي، فإن الممولين لتلك الرحلات هم مجموعة من المؤسسات الكبيرة والمنظمات غير الربحية، بعضها تديره عائلات تقدم بدورها تبرعات لجماعات سياسية وثقافية أخرى.

ويُنظم تلك الرحلات جهة وسيطة يطلق عليها اسم صندوق التعليم الأميركي الإسرائيلي، وهي منظمة أسستها أيباك، وتستعير منها مكاتبها وأعضاء مجلس إدارتها وحتى جزءا من شعارها.

وورد في الإقرار الضريبي غير المنقح لعام 2019، أن الصندوق استقطب ملايين الدولارات من 8 مجموعات وشركات عقارية ومؤسسات عائلية خيرية.

المجموعات الممولة

وأوضح التحقيق الصحفي أن تلك المجموعات هي: مؤسسة كوريت، ومؤسسة سوارتز، والصندوق القومي اليهودي، ومؤسسة "ون إيت" (One 8)، ومؤسسة تشارلز ولين شوسترمان العائلية، ومؤسسة بول سينغر، وصندوق ميلتون كوبر القابل للنقض، وعقارات هيدي أوردن.

وساهم هؤلاء المانحون في تغطية نفقات 129 رحلة إلى إسرائيل في عام 2019 برعاية صندوق التعليم الأميركي الإسرائيلي، وبقيمة إجمالية بلغت 2.32 مليون دولار، وفق إنترسبت نقلا عن قاعدة بيانات السجلات العامة المعروفة باسم "ليغي ستورم".

وتعد الرحلات المدفوعة التكاليف بالكامل مهمة لأيباك كونها تساعدها في إبقاء أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على مواقفهم الراسخة إلى جانب إسرائيل، بحسب إنترسبت.


 

تأثير كبير

وينقل الموقع الإخباري الأميركي عن رئيس برنامج فلسطين/إسرائيل في المركز العربي بواشنطن العاصمة، يوسف منير، قوله "من الواضح أن الرحلات لها تأثير، حيث تظهر التجارب الشخصية في إسرائيل غالبا في روايات الكونغرس التي تبرر دعم السياسات المؤيدة لإسرائيل".

وأضاف أن ذلك جزء من إستراتيجية أوسع للحفاظ على علاقات وثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم أيباك، مارشال ويتمان، لإنترسبت إن لجنته وصندوق التعليم الأميركي الإسرائيلي، هما "كيانان منفصلان بشكل صارم، ويلتزمان بجميع المبادئ التوجيهية واللوائح والقوانين الحكومية ذات الصلة".

غير أن مرتضى حسين يقول في تحقيقه الصحفي إنه اتصل بالصندوق عبر بريده الإلكتروني، كما تواصل مع المؤسسات المانحة لطلب التعليق على الموضوع إلا أنها جميعها لم تستجب له.

ملايين الدولارات

ومن بين المانحين الذين قدموا أكبر المبالغ للصندوق مؤسسة كوريت ومقرها منطقة الخليج (5 ملايين دولار)، والصندوق القومي اليهودي (3.5 ملايين دولار)، وصندوق ائتماني تم إنشاؤه باسم قطب العقارات ميلتون كوبر (2.475 مليون دولار).

وتشتهر مؤسسة سوارتز -التي ساهمت بمبلغ 1.45 مليون دولار- بمؤسسها سيدني سوارتز، الرئيس السابق والمدير التنفيذي لشركة "تمبرلاند"، وهي شركة تصنيع شهيرة لأحذية العمل والملابس الخارجية.

ومنحت مؤسسة بول سينغر الصندوق مبلغ 1.25 مليون دولار في عام 2019. وفي عام 2022، تبرعت المؤسسة نفسها ومعها مؤسسة سوارتز أيضا بمبلغ مليون دولار و25 ألف دولار على التوالي، لمشروع الديمقراطية المتحدة، وهي لجنة العمل السياسي الكبرى التابعة لأيباك، والتي تدعم منافسي المرشحين التقدميين الذين ينتقدون إسرائيل، وفقا لإيصالات الضرائب المفصلة من تلك السنة.

وبحسب إنترسبت، فقد تعرضت أيباك وصانعو السياسات الذين يعملون على تعزيز مصالحها، إلى انتقادات متزايدة في السنوات الأخيرة، حيث انتقد بعض أعضاء الكونغرس والرأي العام الأميركي دعم الولايات المتحدة الشامل لإسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أعضاء الکونغرس إلى إسرائیل ملیون دولار عام 2019

إقرأ أيضاً:

فيسبوك وواتساب في ظلام رقمي| ملايين المستخدمين بلا اتصال.. وخبير يكشف الأسباب

غطى الظلام الرقمي العالم الافتراضي، بعد أن توقفت فجأة خدمات عملاق التواصل الاجتماعي Meta، تاركة ملايين المستخدمين حول العالم عالقين بلا اتصال.

شهد مستخدمو منصات Meta، بما في ذلك فيسبوك، واتساب، ماسنجر، وإنستجرام، انقطاعًا واسع النطاق في الخدمات، مما أثار شكاوى عديدة حول عدم القدرة على الدخول إلى الحسابات أو إرسال الرسائل.

وفي هذا السياق،  أوضح المهندس كيرلس صبري، الرئيس التنفيذي لإحدى شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عضو هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات بوزارة الاتصالات ، وفقًا للتقارير الأولية، أن العطل يشير إلى مشكلة تقنية تؤثر على سيرفرات المنصات، وهو ما أدى إلى اضطراب في الخدمة بمناطق متعددة حول العالم، وتواجه شركة Meta مثل هذه التحديات بين الحين والآخر نظرًا لحجم البيانات الكبير وعدد المستخدمين الذي يتجاوز مليارات الأشخاص. أن هذه الحادثة تسلط الضوء على التحديات التقنية التي تواجه الشركات الكبرى في إدارة بنى تحتية ضخمة تخدم مليارات المستخدمين.

أخطاء برمجية 

وأوضح صبري - في تصريحات خاصه لـ “صدى البلد” أن العطل قد يكون ناتجًا عن مشكلات تقنية مثل أخطاء برمجية أثناء تحديث الأنظمة أو ضغط هائل على الخوادم، كما أشار إلى احتمال تعرض المنصة لهجمات سيبرانية، وهو سيناريو يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في مثل هذه المواقف. 

وأكد أن هذه الأعطال تبرز أهمية بناء أنظمة أكثر مرونة واعتماد تقنيات متطورة في التنبؤ بالمشكلات لضمان استقرار الخدمات.

عودة فيسبوك وواتس آب للعمل بشكل طبيعيإطلاق حملة «اكتشف على فيسبوك» للاتصال مع العائلة والأصدقاء

وأشار إلى أن مثل هذه الانقطاعات تؤكد مدى اعتماد المستخدمين حول العالم على هذه المنصات للتواصل الشخصي والمهني، مما يجعل الشفافية والتواصل السريع من جانب الشركات أمرًا بالغ الأهمية، كما شدد على ضرورة تطوير البنية التحتية الرقمية في مختلف الدول لضمان استقرار الخدمات وتعزيز الأمن السيبراني، مع توفير بدائل محلية لتقليل الاعتماد على المنصات العالمية.

المهندس كيرلس صبري 

وأضاف المهندس كيرلس صبري،  أن الحوادث المتكررة لانقطاع الخدمات الرقمية تُظهر الحاجة إلى تحسين جاهزية الشركات للتعامل مع الأعطال، من خلال الاستثمار في تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة، ورصد الأخطاء بشكل استباقي قبل أن تتحول إلى أزمات تؤثر على مليارات المستخدمين.

كما أكد أن منصات مثل واتساب وماسنجر وإنستجرام لم تعد مجرد أدوات ترفيهية، بل أصبحت وسائل حيوية للاستخدام الشخصي والمهني، خاصة في ظل اعتماد الشركات على هذه الوسائل للتواصل مع العملاء وإدارة الأعمال. وبالتالي، فإن أي انقطاع في خدمات هذه المنصات ينعكس بشكل مباشر على الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية.

واعتبر أن الشفافية في التعامل مع الأزمات التقنية أمر أساسي لاستعادة ثقة المستخدمين، حيث يتوقع المستخدمون أن تقوم الشركات مثل Meta بإصدار بيانات رسمية واضحة وسريعة لتوضيح أسباب العطل والإجراءات المتخذة لحله.

وأكد أن هذه الحادثة يجب أن تكون درسًا لجميع الأطراف، سواء الشركات أو الحكومات أو المستخدمين، للعمل على تطوير حلول بديلة تعتمد على اللامركزية والمرونة في تقديم الخدمات، بما يضمن استمرارية عمل المنظومات الرقمية مهما كانت الظروف.

مقالات مشابهة

  • فيسبوك وواتساب في ظلام رقمي| ملايين المستخدمين بلا اتصال.. وخبير يكشف الأسباب
  • كاتب الدولة في الشغل يكشف عدم تسجيل 6 ملايين أجير بصندوق الضمان الاجتماعي
  • 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن الصحفي الأميركي أوستن تايس المختطف بسوريا
  • الدولار الأميركي يستقر قبل بيانات التضخم.. والأسترالي يتراجع
  • الليرة السورية ترتفع أمام الدولار الأميركي .. اليوم
  • عاجل- «محاولات بلا جدوى».. الدفاع المدني السوري يكشف عن فشل الوصول إلى السجون السرية في ظل صمت الجهات المعنية
  • الولايات المتحدة تلتزم بصرف41.1 مليون دولار لتحسين صحة التربة في أفريقيا
  • شوبير يكشف حقيقة حصول الأهلي على 20 مليون دولار
  • مسؤولون أمريكيون يناقشون مزايا رفع مكافأة 10 ملايين دولار عن الجولاني
  • برنامج الأغذية العالمي: نحتاج 250 مليون دولار لإنقاذ ملايين السوريين من شبح المجاعة