إنترسبت يكشف الجهات الممولة لرحلات أعضاء الكونغرس إلى إسرائيل
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
كشف موقع إنترسبت أسماء مؤسسات كبرى ومنظمات غير ربحية ظلت تموّل رحلات لأعضاء الكونغرس الأميركي إلى إسرائيل وتقدم تبرعات لمجموعات سياسية وثقافية أخرى في الولايات المتحدة.
وجاء في التحقيق الصحفي -الذي أجراه محرر شؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية مرتضى حسين- أن هذه الرحلات تلعب دورا مهما في حشد الدعم للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) داخل أروقة الكونغرس، الذي يعد السلطة التشريعية الأولى في النظام الدستوري للولايات المتحدة الأميركية.
وقال الموقع إن ملايين الدولارات تُنفق كل عام لنقل المئات من أعضاء الكونغرس إلى إسرائيل في رحلات تستغرق 8 أيام، والتي تظل حتى الآن إلى حد كبير "لغزا".
ووفقا للإقرار الضريبي غير المنقح لعام 2019 الذي حصل عليه موقع إنترسبت الإخباري الأميركي، فإن الممولين لتلك الرحلات هم مجموعة من المؤسسات الكبيرة والمنظمات غير الربحية، بعضها تديره عائلات تقدم بدورها تبرعات لجماعات سياسية وثقافية أخرى.
ويُنظم تلك الرحلات جهة وسيطة يطلق عليها اسم صندوق التعليم الأميركي الإسرائيلي، وهي منظمة أسستها أيباك، وتستعير منها مكاتبها وأعضاء مجلس إدارتها وحتى جزءا من شعارها.
وورد في الإقرار الضريبي غير المنقح لعام 2019، أن الصندوق استقطب ملايين الدولارات من 8 مجموعات وشركات عقارية ومؤسسات عائلية خيرية.
المجموعات الممولةوأوضح التحقيق الصحفي أن تلك المجموعات هي: مؤسسة كوريت، ومؤسسة سوارتز، والصندوق القومي اليهودي، ومؤسسة "ون إيت" (One 8)، ومؤسسة تشارلز ولين شوسترمان العائلية، ومؤسسة بول سينغر، وصندوق ميلتون كوبر القابل للنقض، وعقارات هيدي أوردن.
وساهم هؤلاء المانحون في تغطية نفقات 129 رحلة إلى إسرائيل في عام 2019 برعاية صندوق التعليم الأميركي الإسرائيلي، وبقيمة إجمالية بلغت 2.32 مليون دولار، وفق إنترسبت نقلا عن قاعدة بيانات السجلات العامة المعروفة باسم "ليغي ستورم".
وتعد الرحلات المدفوعة التكاليف بالكامل مهمة لأيباك كونها تساعدها في إبقاء أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على مواقفهم الراسخة إلى جانب إسرائيل، بحسب إنترسبت.
تأثير كبير
وينقل الموقع الإخباري الأميركي عن رئيس برنامج فلسطين/إسرائيل في المركز العربي بواشنطن العاصمة، يوسف منير، قوله "من الواضح أن الرحلات لها تأثير، حيث تظهر التجارب الشخصية في إسرائيل غالبا في روايات الكونغرس التي تبرر دعم السياسات المؤيدة لإسرائيل".
وأضاف أن ذلك جزء من إستراتيجية أوسع للحفاظ على علاقات وثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم أيباك، مارشال ويتمان، لإنترسبت إن لجنته وصندوق التعليم الأميركي الإسرائيلي، هما "كيانان منفصلان بشكل صارم، ويلتزمان بجميع المبادئ التوجيهية واللوائح والقوانين الحكومية ذات الصلة".
غير أن مرتضى حسين يقول في تحقيقه الصحفي إنه اتصل بالصندوق عبر بريده الإلكتروني، كما تواصل مع المؤسسات المانحة لطلب التعليق على الموضوع إلا أنها جميعها لم تستجب له.
ملايين الدولاراتومن بين المانحين الذين قدموا أكبر المبالغ للصندوق مؤسسة كوريت ومقرها منطقة الخليج (5 ملايين دولار)، والصندوق القومي اليهودي (3.5 ملايين دولار)، وصندوق ائتماني تم إنشاؤه باسم قطب العقارات ميلتون كوبر (2.475 مليون دولار).
وتشتهر مؤسسة سوارتز -التي ساهمت بمبلغ 1.45 مليون دولار- بمؤسسها سيدني سوارتز، الرئيس السابق والمدير التنفيذي لشركة "تمبرلاند"، وهي شركة تصنيع شهيرة لأحذية العمل والملابس الخارجية.
ومنحت مؤسسة بول سينغر الصندوق مبلغ 1.25 مليون دولار في عام 2019. وفي عام 2022، تبرعت المؤسسة نفسها ومعها مؤسسة سوارتز أيضا بمبلغ مليون دولار و25 ألف دولار على التوالي، لمشروع الديمقراطية المتحدة، وهي لجنة العمل السياسي الكبرى التابعة لأيباك، والتي تدعم منافسي المرشحين التقدميين الذين ينتقدون إسرائيل، وفقا لإيصالات الضرائب المفصلة من تلك السنة.
وبحسب إنترسبت، فقد تعرضت أيباك وصانعو السياسات الذين يعملون على تعزيز مصالحها، إلى انتقادات متزايدة في السنوات الأخيرة، حيث انتقد بعض أعضاء الكونغرس والرأي العام الأميركي دعم الولايات المتحدة الشامل لإسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أعضاء الکونغرس إلى إسرائیل ملیون دولار عام 2019
إقرأ أيضاً:
عشية زيارة نائب الرئيس الأميركي... تحالف سياسي واسع في غرينلاند لمواجهة الضغوط الأمريكية
اتفقت أربعة من الأحزاب الخمسة المنتخبة في غرينلاند على تشكيل ائتلاف واسع، عشية زيارة نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس للجزيرة القطبية الشمالية. خطوة سياسية تنقل الدعوات لمواجهة الضغوط الأمريكية لضمّ الجزيرة، إلى حيّز الأفعال.
وافق المشرّعون في جرينلاند، يوم الخميس، على تشكيل حكومة ائتلافيّة جديدة، في مشهد اتحادٍ سياسيٍّ وسط ضغوط وتهديدات متجددة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضمّ دولتهم الواقعة في القطب الشمالي والتي تنضوي تحت التاج الدنماركي.
واتفقت أربعة من الأحزاب الخمسة المنتخبة في برلمان غرينلاند في وقت سابق من هذا الشهر، على تشكيل ائتلاف سيحصل على 23 مقعدًا من أصل 31 مقعدًا في المجلس التشريعي.
ومن المقرر توقيع الاتفاق يوم الجمعة، وفقًا لوسائل الإعلام المحلية.
ويأتي هذا الاتفاق في الوقت الذي يكثف فيه ترامب تصريحاته وجهوده للسيطرة على الجزيرة القطبية الشمالية "بطريقة أو بأخرى".
ومن المقرر أن يصل نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس إلى غرينلاند يوم الجمعة، وأن يزور برفقة زوجته أوشا فانس، قاعدة بيتوفيك الفضائية الأمريكية التي تدعم عمليات المراقبة الصاروخية والدفاعية.
وكان من المقرر في البداية أن تزور أوشا القاعدة بمفردها، ولكن نائب الرئيس أعلن أنه سيرافقها في رحلتها كي لا يتركها "تستمتع بكل ذلك بمفردها".
وكان ينس فريدريك نيلسن، زعيم حزب "ديموكرايت"، أكبر حزب في برلمان غرينلاند، عازمًا على تشكيل ائتلاف واسع.
ومنذ الفوز المفاجئ لحزبه يمين الوسط في انتخابات 11 مارس/آذار، شدّد نيلسن بأن تشكيل ائتلاف عاجل أمر حيوي لمقاومة الضغوط الأمريكية.
وقد انتقد رئيس وزراء غرينلاند موتي بوروب إيجيد زيارة فانس، واصفًا إياها بأنها "عدوانية للغاية".
وقال إيجيد لوسائل الإعلام المحلية: "حتى وقت قريب، كان بإمكاننا الاعتماد بأمان على الأمريكيين، الذين كانوا حلفاءنا وأصدقاءنا، والذين كنا نحب العمل معهم عن كثب".
وأضاف: "لكن ذلك الزمن قد انتهى، علينا أن نعترف بذلك، لأن القيادة الأمريكية الجديدة غير مبالية تماماً، وبشكل مطلق بما وقفنا عليه معاً حتى الآن، لأن الأمر الآن لا يتعلق سوى باستيلائهم على بلادنا فوق رؤوسنا".
ويطمع ترامب في غرينلاند، وهي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في الدنمارك، لأنها تحتوي على ثروات معدنية غنية، وتقع على طرق جوية وبحرية استراتيجية في وقت تتنافس فيه الولايات المتحدة وروسيا والصين على التمركز في القطب الشمالي.
بوتين: خطة ترامب للسيطرة على جرينلاند جدّيةوقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس إن مساعي ترامب للسيطرة على غرينلاند "لم تكن مفاجئة"، بالنظر إلى اهتمام الولايات المتحدة منذ فترة طويلة بهذه المنطقة الغنية بالمعادن.
وفي حديثه خلال منتدى سياسي في ميناء مورمانسك في القطب الشمالي، أشار بوتين إلى أن الولايات المتحدة نظرت لأول مرة في خطط للسيطرة على غرينلاند في القرن التاسع عشر، ثم عرضت شراءها من الدنمارك بعد الحرب العالمية الثانية.
Related"استعراض للقوة".. رئيس وزراء غرينلاند يدين زيارة مسؤولين أمريكيين إلى الجزيرةتوترات متصاعدة حول غرينلاند... الاتحاد الأوروبي يحذر من تهديدات الضم الأمريكيةرئيسة وزراء الدنمارك تستنكر زيارة أمريكية لغرينلاند: "محاولة ضغط غير مقبولة"وقال بوتين: "يمكن أن يبدو الأمر مفاجئًا للوهلة الأولى فقط، وسيكون من الخطأ الاعتقاد بأن هذا نوع من الحديث المبالغ فيه من قبل الإدارة الأمريكية الحالية".
وأضاف: "من الواضح أن الولايات المتحدة ستواصل تعزيز مصالحها الجيوستراتيجية، والعسكرية، والسياسية، والاقتصادية في القطب الشمالي بشكل منهجي".
وقد أثار ترامب غضبًا أوروبيًا واسعًأ باقتراحه سيطرة الولايات المتحدة بطريقة ما، على منطقة غرينلاند في الدنمارك، حليفة الولايات المتحدة وعضو حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي تتمتع بحكم ذاتي وغنية بالمعادن.
وباعتبارها البوابة البحرية إلى القطب الشمالي وشمال المحيط الأطلسي المؤدية إلى أمريكا الشمالية، فإن غرينلاند تتمتع بقيمة استراتيجية أوسع نطاقاً، حيث تسعى كلٌّ من الصين وروسيا إلى الوصول إلى ممراتها المائية ومواردها الطبيعية.
وأشار بوتين إلى أن روسيا قلقة من أنشطة حلف الناتو في القطب الشمالي، وستردُّ بتعزيز قدرتها العسكريّة في المنطقة القطبيّة.
وقال: "نحن قلقون بالتأكيد من وصف أعضاء الناتو لأقصى الشمال بأنها منطقة النزاعات المحتملة"، مشيرًا إلى أن فنلندا والسويد المجاورتين لروسيا قد انضمتا إلى الحلف.
"لم تهدد روسيا أي أحد في القطب الشمالي، ولكننا سنتابع التطورات عن كثب وسنقوم بالرد المناسب من خلال زيادة قدراتنا العسكرية وتحديث البنية التحتية العسكرية" أضاف بوتين.
وقد سعت روسيا إلى تأكيد نفوذها على مناطق واسعة من القطب الشمالي في منافسة مع الولايات المتحدة وكندا والدنمارك والنرويج، حيث يوفر الجليد القطبي المتقلص بسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب، فرصًا جديدة للموارد وطرق الشحن.
كما أبدت الصين اهتمامًا متزايدًا بالمنطقة التي يُعتقد أنها تحتوي على ما يصل إلى ربع كميّات النفط والغاز غير المكتشف في الأرض.
وقال بوتين: "لن نسمح بأي مساس بسيادة بلادنا، وسنحمي مصالحنا الوطنية بشكل موثوق مع دعم السلام والاستقرار في المنطقة القطبية".
وفي الوقت الذي تعهد فيه بتعزيز موطئ قدم روسيا العسكري في القطب الشمالي، أكد بوتين أن الكرملين سيبقي الباب مفتوحًا أمام تعاون دولي أوسع في المنطقة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ماكرون بعد لقائه الرئيس اللبناني: لا مبرر للقصف الإسرائيلي على بيروت والهجوم يخدم مصالح حزب الله زلزال قوي يضرب ميانمار ويهز العاصمة التايلاندية بانكوك الصين تنشر قاذفات بعيدة المدى قرب سكاربورو شول وسط توتر في بحر الصين الجنوبي فلاديمير بوتيندونالد ترامبغرينلاندالدنمارك