بين اللهب والأمل.. لحن الصمود في جبل جوجب
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
شهدت جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي بنسختها الـ12 التي حملت عنوان "التنوّع" وأقيمت في حفل "أوبرا دبي" تتويج المصور محمد البحر الرواس بجائزة المركز الثاني في محور "التنوّع" وسط تنافس المئات من المحترفين والهواة من مختلف أنحاء العالم بأكثر من 80 ألف صورة في 25 جائزة مقسمة على سبعة محاور.
الصورة الفائزة تمثل لوحة فنية من جبل جوجب بمحافظة ظفار التقطتها عدسة محمد عبدالمنعم البحر الرواس الباحث والمصور في الحياة البرية، وتظهر الصورة رجلا وهو يمشي على آثار حريق غاضب، يروي تفاصيل مأساته في أرض الجمال والطبيعة وصورة الرجل يمشي كأنه شاعر يخطو على جانب من الزمن، يروي قصيدته بخطى ثابتة ينعكس على حركته ملامح التحدي والعزم، وكأنه يخوض معركة شاقة مع اللهب.. الحريق بطلا لا يرحم، ولكن الرجل يقف في وجهه بكل جرأة وصامت وسط الرماد وبقايا النيران، كأنه يحدّق بحزن في تلك الأرض الجرداء التي ابتلعتها نيران الحريق الغادرة، الحريق الذي امتد لأربعة كيلومترات شاهد على قوة النيران وضراوتها. لكن، كالزهرة التي تنبت من بين الصخور، يظهر البشر وقوافلهم بجهودهم وروح التضامن تتجلى قوة المجتمع وروح البقاء في صورة الناس الذين يقفون صفًا واحدًا مع الدفاع المدني، يسعون لإخماد لهيب الكارثة، هم أبطال يصرون على إعادة بناء أواصرهم مع الأرض وبعضهم البعض، يشكلون رمزًا للتكاتف في وجه التحديات.
وفي الزاوية الأخرى من اللوحة، لا حياة هناك سوى بعض الشجيرات اليابسة، تظهر حشائش تتسامى بفخر حيث إنها استطاعت بعناية الرحمن أن تنجو من لظى النيران على أمل أن تنبت مجددا لتذكرنا أن الحياة لا تموت بسهولة، وأن بوادر الخضرة ستعود لتزين تلك التلال مرة أخرى تؤكده شجرة خضراء تتوسط شاهدة على الحياة المستمرة، تعلن عن الأمل والقوة الباقية حتى في ظل الدمار، هكذا تكون الصورة لوحة شاعرية، تروي قصة الصمود والتكاتف في وجه الكوارث، حيث يرقص الإنسان بين آثار الحريق كشاعر يكتب قصيدته بأقداره وروحه القوية فربما يكون الحريق، بالرغم من قسوته، بداية لفصل جديد في رحلة الطبيعة، حيث تتجدد الحياة وتنبت أملا جديدا.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة “صندوق البدايات” التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” اليوم الداعمين والشركاء في مبادرة “صندوق البدايات” لتحسين صحة الأمهات والمواليد الجدد وتقليل نسبة الوفيات بينهم في أفريقيا والتي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني بالتعاون مع شركائها.
وشكر صاحب السمو رئيس الدولة ـ خلال اللقاء الذي جرى في قصر البحر بأبوظبي ــ الداعمين والمشاركين في المبادرة مشيراً سموه إلى أنها تأتي في إطار نهج دولة الإمارات الداعم للصحة في أفريقيا من منطلق إيمانها بمحورية موقع الصحة ضمن منظومات التنمية في المجتمعات.. مؤكداً سموه أن الدولة حريصة على التعاون مع شركائها في تعزيز الصحة ومواجهة الأمراض في العالم.
وكانت مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني ــ التي تتبع مؤسسة إرث زايد الإنساني ويرأس مجلس أمنائها سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء ـ قد أطلقت المبادرة خلال فعالية أُقيمت في مستشفى كند في مدينة العين .. فيما أعلنت مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني تقديمها دعماً مالياً بقيمة 125 مليون دولار للصندوق والمبادرات الداعمة له.