يبحث الإنسان بطبيعته عن السعادة، فهي هدف عزيز نسعى إلى تحقيقه بمختلف الطرق والسبل، بل إن دولة مثل الولايات المتحدة الأميركية جعلت هدف "السعي وراء السعادة" مكتوبا في إعلان استقلالها عن الاحتلال البريطاني.

كما خصصت بعض دول العالم مؤسسات حكومية تسعى إلى تحقيق السعادة والرضا لدى المواطنين.

ومع ذلك، فإن نتائج كل هذه الجهود التي يقوم بها البشر لتحقيق السعادة تختلف اختلافا كبيرا، فنجد الكثير من الناس غير سعداء رغم أنهم محاطون بالكثير من النعم والخيرات، فيما نرى آخرين يحافظون على فرحهم حتى في أسوأ الظروف.

ولعل السؤال الذي يجب أن يطرحه كل واحد منا على نفسه هو: ما الذي يجعلني سعيدا حقا؟

يؤكد العلماء أن هذه "الأحداث الكبرى" تجعلنا سعداء في البداية فقط، لكن الأبحاث العلمية تظهر أن هذه السعادة لا تدوم، وقد قام باحثون من جامعة نورث ويسترن بدراسة مستويات سعادة الأشخاص العاديين وقارنوها بأولئك الذين فازوا بجوائز يانصيب كبرى في العام السابق، وفوجئ الباحثون باكتشاف أن تقييمات السعادة لكلتا المجموعتين كانت متطابقة عمليا.

السعادة صناعية، إما أن تصنعها أو لا تصنعها، ويقدر الخبراء أن 40% من سعادتنا تعتمد على الأفعال والأفكار التي يمكننا التحكم فيها، أي أن بإمكاننا أن نحقق السعادة إذا أردنا، والأشخاص السعداء لديهم عادات تعزز سعادتهم يوما بعد يوم.

تُرى، بماذا يشترك الأشخاص السعداء؟ وما الذي يفعلونه لتعزيز سعادتهم؟

نستعرض في هذا التقرير أبرز 5 عادات يفعلها الناس السعداء في حياتهم اليومية حسب ما ذكرت مواقع ومنصات متخصصة، مثل منصة "ذا كونفرسيشن" (The Conversation)، ومجلة "فوربس" (Forbes)، ومنصة "إنتربرينور" (Entrepreneur)، ومنصة "إنك" (Inc) وغيرها.

1- يشعرون بالامتنان ويشكرون الله على نعمه

تلعب نظرتنا للحياة وكيف نقيّم الأشياء دورا كبيرا في مستويات سعادتنا، لقد وجدت الدراسات أن التمتع بعقلية أكثر تفاؤلا والشعور بالامتنان لما لديك من نعم وخيرات قادران على حمايتنا من المشاعر والأفكار السلبية ويزيدان مستويات سعادتنا.

والأشخاص السعداء "يمارسون الامتنان" بشكل يومي، فإذا أردت أن تكون منهم فاحمد الله على ما لديك من نعم لا يملكها غيرك، وهنا ننصحك بوضع كشف يومي بإمكانك تسميته "حساب نعمتي" تسرد فيه الأشياء التي تشعرك بالامتنان لامتلاكك إياها أو لحدوثها معك أثناء ساعات اليوم، إن مثل هذا الكشف اليومي سيساعدك على التفكير بشكل أكثر إيجابية ويعزز سعادتك.

ويمكنك القيام بذلك بعدة طرق، على سبيل المثال يمكنك تخصيص صفحة في دفتر خاص أو على هاتفك المحمول تحت اسم "يوميات الامتنان اليومية" تكتب فيها الأشياء التي تشعر بالامتنان من أجلها.

وهناك طريقة أخرى وهي أن تكتفي يوميا بسرد 3 أشياء سارت بشكل جيد معك خلال ساعات النهار، وأن تفكر في ما هو جيد في هذه الأشياء وتحمد الله عليها.

إن ممارسة الشكر والامتنان بشكل يومي تساعدك على الشعور بمزيد من الإيجابية تجاه حياتك، كما تساعدك على رؤية الصورة الكبرى، وتعلمك أن تصبح أكثر مرونة وقوة في مواجهة الشدائد، وذلك وفق ما ذكرت منصة "ذا كونفرسيشن" (The Conversation).

الأشخاص السعداء "يمارسون الامتنان" بشكل يومي (شترستوك) 2- يساعدون الآخرين

تظهر الأبحاث أن إنفاق الأموال على أشخاص آخرين يجعلك أكثر سعادة من إنفاقها على نفسك في بعض الأحيان، وهذا ينطبق بشكل خاص على الأشياء الصغيرة التي تسعد أصدقاءك أو أفراد عائلتك، مثل شراء كتاب لصديق تعلم أنه سيحبه، أو دفع فاتورة أو إعطاء بعض المال لأحد أفراد العائلة الذي يمر بضائقة مالية.

الأشخاص السعداء يحبون العطاء، وهم يعرفون أنهم كلما أعطوا أكثر حصلوا على المزيد، فالكرم ومساعدة الآخرين يولدان السعادة ويقودان إلى النجاح، حسب ما ذكرت منصة "إنك" (Inc) في تقرير لها عن الموضوع.

3- يحيطون أنفسهم بالمتفائلين

التعاسة معدية وكذلك السعادة، والسعداء يحيطون أنفسهم بالأشخاص الإيجابيين والفرحين والمنفتحين على الحياة، ويبتعدون ما استطاعوا عن السلبيين والمتشائمين، وذلك لأن إحاطة نفسك بالأشخاص السعداء تبني الثقة وتحفز الإبداع، وهو أمر ممتع ومفيد، على العكس من البقاء مع السلبيين والشكائين والمتشائمين الذي يسعون لجرك جرا إلى دائرتهم المعتمة، حسب ما ذكرت منصة "إنتربرينور" (Entrepreneur).

السعداء يحيطون أنفسهم بالأشخاص الإيجابيين والفرحين (بيكسلز) 4- يمارسون الرياضة

يحتل النشاط البدني المنتظم وممارسة الرياضة مكانة عالية في قائمة السعادة، حيث تظهر الدراسات باستمرار وجود صلة بين النشاط البدني وزيادة الرفاهية الذاتية، وهو ما يعرف بالسعادة.

ويعرف السعداء أن أجسادهم تحتاج إلى الحركة والنشاط خلال اليوم، فالجلوس لفترة طويلة يجعل أجسادهم خاملة وعقولهم مغلقة، ولهذا تراهم حريصين على ممارسة أحد أنواع الرياضة كل يوم، مثل السباحة أو كرة القدم أو المشي لمدة ساعة في الهواء الطلق.

5- يفرحون بنجاح الآخرين ويعاملونهم بلطف واحترام

السعداء يحيطون أنفسهم بالأشخاص الناجحين دائما، وهم يفرحون لنجاح الآخرين ويحتفلون معهم بهذا النجاح ولا يحسدونهم، بل على العكس تماما يعتبرون أن نجاح أصدقائهم وأقاربهم ومعارفهم نجاحا لهم، فالأشخاص السعداء يرعون ويحسنون علاقاتهم من خلال الاستجابة "النشطة والبناءة" (Active and Constructive Responding)، والتي تشمل الاحتفال بنجاح من حولهم.

السعداء يحيطون أنفسهم بالأشخاص الناجحين دائما (بيكسابي)

كما أن السعداء يعاملون الجميع بلطف واحترام، وهم يتصفون عموما بصفة خاصة تجمعهم وهي صفة "الرقي الأخلاقي" (Moral Elevation)، وقد وجدت دراسة أجراها باحثون في جامعات كاليفورنيا وكامبردج وبليموث في المملكة المتحدة أن "معاملة الآخرين بلطف تجعلنا نشعر بالدفء والسمو الأخلاقي، وعندما تشعر بهذا الشعور فأنت لا تقول فقط إنك تريد أن تكون شخصا أفضل وتساعد الآخرين، لكنك تفعل ذلك في الواقع عندما تسنح الفرصة"، حسب ما ذكرت منصة "إنتربرينور" (Entrepreneur) في تقريرها.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

عادات لجلب الحظ.. تعرّف على أغرب طقوس الاحتفال برأس السنة

أيام قليلة وينقضي عام 2024 الذي كان استثنائيا على كافة الدول وغير مجريات الحياة. ويبدأ عام جديد مليئ بالتطلعات والأماني، وفي كل عام تحتفل جميع الدول برأس السنة ، وفقًا لعاداتها وتقاليدها التي اعتادت أن تقوم بها ليلة رأس السنة . وبينما يستمتع البعض بالحفلات الموسيقية وإطلاق الألعاب النارية وتبادل الأمنيات، يمارس آخرون عادات "غريبة"للاحتفال بهذا اليوم.
وفي السطور التالية نتعرف إلى أغرب طرق الاحتفال بالعام الجديد حول العالم:
في إسبانيا يُحتفل برأس السنة الجديدة بطريقة فريدة، حيث يقوم البعض برمي الأثاث القديم من النوافذ، ويعتقدون أن هذا التقليد يساعد على التخلص من الحظ السيء. ويشتهر الإسبانيون بحفل “نوشفيغا” الذي يعني الليلة الكبيرة، ويتمثل ببقاء الأشخاص في المنازل حتى منتصف الليل، ويتناولون حبة عنب واحدة في كل ساعة ابتداء من الساعة السادسة مساء وحتى منتصف الليل.
في الدنمارك : توجد عادة غريبة، تتمثل في رمي الصحون على أبواب الجيران وكلما كان عدد الصحون المتكسر أكبر، كلما كان ذلك علامة على الحظ الجيد.
أما في الهند، فجرت العادة أن يقام تمثال رجل مسنّ يرمز إلى العام الفائت، ثم يحرق عند منتصف الليل لاستقبال العام الجديد بفرح أثناء الغناء والرقص، وهي من الطقوس الشهيرة وإن كانت تختلف بين المناطق.
ويعتقد الأتراك، أن رش الملح على أبواب منازلهم في ليلة رأس السنة يجلب لهم الرخاء والسلام .كما يوجد تقليد آخر لدى الأتراك قد يبدو غريبا نوعا ما، يتمثل في تحطيم ثمرة رمان أمام المنزل كوسيلة لجذب الثروة خلال السنة الجديدة.
في اليابان، يتم ضرب الأجراس في المعابد اليابانية 108 مرات، وهو عدد يرمز إلى التمنيات برغبة في التحرر من الآلام والذنوب، ويُعتقد أن هذا التقليد يُطهر النفس من المعاصي ويمنح الشخص فرصة لبداية جديدة.
في فرنسا، يحتفل الفرنسيون بتحضير الشطائر المحلاة بالشراب المحلي وتقديمها، فضًلا عن ان الضجة تعم كل مدينة داخل فرنسا، لاعتقاد الفرنسيين أن الضجيج يطرد الأرواح الشريرة. ويعتقد الفرنسيون أيضاً أنَّ أول زائر (ذكر) يدخل المنزل في أول يوم من السنة الجديدة، هو من يرمز للصورة التي ستكون بها السنة الجديدة، بالنسبة لأصحاب البيت.
في الأرجنتين، يتناول الناس طعام العشاء تحت الطاولة، ويُعتقد أن تناول الطعام بهذه الطريقة يضمن للناس بداية عام مليء بالحظ السعيد.
فنزويلا، تستقبل السنة الجديدة بإرتداء الملابس الداخلية ذات اللون الأصفر، لإعتقاد الفنزويليين بأنها تجلب الحظ. ويقوم الفنزويليون بكتابة أمنياتهم وأحلامهم قبل ليلة السنة الجديدة، ومع إقتراب منتصف الليلة يجمعون تلك الأمنيات ويحرقونها.
وتمتد الاحتفالات في كوريا الجنوبية خلال ثلاثة أيام بهذه المناسبة، ويرتدي السكان المحليون الزي التقليدي الخاص بهم الذي يعرف باسم الهانبوك احتفالاً بهذه المناسبة.
في بعض المناطق الإيطالية، يعتبر تناول العدس في ليلة رأس السنة تقليدًا مهمًا، حيث يعتقدون أن تناول العدس يجلب الحظ والثروة في العام الجديد، ويُقال أن العدس، بسبب شكله الذي يشبه العملات المعدنية، يرمز إلى المال والازدهار.
وفي اليونان يعتمد البصل ضمن احتفالات العام الجديد، فيعلق أمام المنازل لجلب الحظ للعام الجديد. ومن العادات في اليونان أيضاً هرس الرمان على أبواب المنازل عند منتصف الليل، وبحسب عدد حبوب الرمان التي تسقط أرضاً يمكن توقع معدل الحظ الجيد للعام المقبل. وفي تقليد آخر، يعلقون نبات الشوك ويتركونه متدليا خارج أبواب بيوتهم، لأنهم يعتقدون أنه يجلب الحظ السعيد على مدار العام.
البرازيل على رغم أن البرازيل معروفة بعدد من التقاليد الفريدة للاحتفال برأس السنة، مثل ارتداء الملابس البيضاء، إلا أن هناك أيضًا تقليدًا بأن دخول العام الجديد بالقدم اليمنى يجلب الحظ،.
أما في ما يتعلق في لبنان، فتوزّع القطع النقدية على الأطفال صباح رأس السنة، كما تنتشر عادة إطفاء الضوء وإعادة إنارته ليلة رأس السنة، ويعود ذلك إلى الديانات القديمة التي كانت تعتبر ضوء الشمس إلهياً يحمل دفء الحياة، أما الظلام فيعني الموت. ومن تقاليد اللبنانيين إلقاء الزجاج من النوافذ ليلة رأس السنة، اعتقاداً منهم بأنهم بذلك يكسرون شرور العام الفائت.
أياً كانت الطقوس المعتمدة للاحتفال بالعام الجديد فان أجواء الفرح في مختلف أنحاء العالم تنتشر لدى وداع عام واستقبال آخر ،ويتطلع الجميع في هذه المناسبة إلى أن يجلب العام الجديد معه كثيراً من الحظ والسعادة، وألا تتكرر الأحداث السيئة التي تخللها العام الذي سبق. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • لماذا يحمل بعض الأشخاص أكثر من هاتف ذكي؟.. خبراء يكشفون السر
  • IoT Misr تناقش تكامل إنترنت الأشياء مع الجيل الخامس في منتدى معهد الاتصالات
  • رئيس الطهاة السابق في البيت الأبيض يكشف عن عادات ترامب الغذائية
  • الصحة: تقديم أكثر من 2 مليون خدمة طبية خلال 10 أشهر بمستشفيات القليوبية
  • لماذا نهى الله عن السخرية من الآخرين؟.. للحفظ من 3 ابتلاءات
  • %46 حالات وفاة سنويًا.. عادات يومية سبب في أمراض القلب
  • الأمير مرعد يرعى حفل الإعلان عن الفائزين في المسابقة الإعلامية “تناولوا موضوعي بشكل موضوع”
  • خلال ملتقى الحكومة الرقمية 2024.. “ولاية” تطلق منصة إلكترونية لتعزيز جودة خدماتها والتكامل مع أكثر من 30 جهة
  • جولة داخل معامل الروبوتات وإنترنت الأشياء بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بمطروح
  • عادات لجلب الحظ.. تعرّف على أغرب طقوس الاحتفال برأس السنة