تحديات اقتصادية تواجه الرئيس الأرجنتيني المنتخب
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
الاقتصاد نيوز ـ متابعة
يواجه الليبرالي خافيير ميلي الذي فاز، الأحد، بالدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في الأرجنتين، سلسلة تحديات اقتصادية لإعادة النهوض بالقوة الثالثة في أميركا اللاتينية.
وقال ميلي (53 عاما)، وهو اقتصادي يصف نفسه بأنه "رأسمالي فوضوي"، في خطاب النصر الذي ألقاه مساء الأحد "اليوم تبدأ نهاية الانحطاط" وتنطلق "إعادة إعمار الأرجنتين"، محذرا من أنه لن تكون هناك "أنصاف حلول".
وسيكون على الرئيس المنتخب مواجهة التضخم القياسي ومصاعب اقتصادية متعددة، وصولا الى قضايا الحوكمة والعدالة والسلم الاجتماعيين.
إصلاحات لا مفر منها
تعاني الأرجنتين "منذ عقود عجزا مهما في الميزانية: ثقافة توقعات (معونات) اجتماعية مهمة، لكن في ظل نمو محدود، يصبح الانفاق غير مموّل"، وفق المؤرخ روي هورا من مركز "كونيست" للأبحاث.
وطرح ميلي "علاج الصدمة" لمواجهة المشكلات الاقتصادية وإعادة التوازن الى حسابات الدولة، وهو يهدف إلى تقليص الإنفاق العام بنحو 15 بالمئة، والمضي في عمليات خصخصة لتحقيق توازن في الميزانية ينشده صندوق النقد الدولي الذي منح الأرجنتين عام 2018 قرضا بقيمة 44 مليار دولار، تعاني بوينس ايرس لسداده.
كما يطرح إنهاء العمل بالدعم في مجالات النقل والطاقة، وتحرير الأسعار، وإلغاء الضرائب على الصادرات. وحذّر ميلي من أنه قد يلجأ الى "تعديل أقسى بكثير" مما يريده صندوق النقد.
ضغط اجتماعي
تثير هذه الرغبة في خفض الانفاق العام القلق بشأن أثرها الاجتماعي في بلاد يعيش 40 في المئة من سكانها تحت خط الفقر ويتلقى 51 بالمئة نوعا من المعونة أو الدعم الاجتماعيين.
وحذّر بنجامان غيدان الباحث المتخصص بالأرجنتين في مركز ويلسون الأميركي، من أن "الألم سيكون حادا وملموسا على نطاق واسع في حال وجود خطة فعلية لتحقيق الاستقرار"، ومن غير الأكيد أن الأرجنتينيين "يرون الجانب الجيد" منها.
ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة سان مارتان غابريال فامارو أن ميلي "يحمل معه مكوّنا لمواجهة سياسية-اجتماعية، خطابا حادا، عدائيا، تعديلات تجاه قطاعات مثل الوظيفة العامة، تتمتع بقدرة قوية للتعبئة" ضده.
أي دولار؟
تعد دولرة الاقتصاد في ظل التراجع الحاد والمتواصل في قيمة البيزو، محورية في برنامج الرئيس الجديد من أجل "تجفيف" التضخم. لكن كيف السبيل الى الدولرة في بلاد تفتقد بشكل حاد الى الدولارات؟
المسألة سهلة بالنسبة الى فريق ميلي: استخدام الدولارات التي ادخرها الأرجنتينيون على مدى أعوام. ويقدّر بأن الأرجنتين هي الثالثة في العالم على صعيد "كمية الأوراق النقدية بالدولار" المتوافرة. ويعوّل ميلي على إعادة منح مواطنيه الثقة لاستخدام هذه النقود المكدسة خارج النظام المالي.
لكن في ظل سعر صرف رسمي يعدّ غير واقعي (369 بيزو للدولار)، يمكن الأوضاع أن "تخرج عن السيطرة" من الآن وحتى تنصيب الرئيس الجديد رسميا في 10 كانون الأول. ووفق المحللة آنا إيباراغيري، تدخل البلاد الآن "مرحلة من عدم الاستقرار" قد تتمثّل في خفض قيمة البيزو أو تضخم حاد.
أي حلفاء للحكم؟
دخل حزب ميلي "ليبرتاد أفانزا" البرلمان في 2021 مع ثلاثة نواب. وهو بات القوة الثالثة في مجلس النواب مع 38 عضوا من أصل 257، حيث لا تزال الكتلة البيرونية (وسط اليسار) تحظى بالأفضلية (108 مقعدا) لكن من دون غالبية مطلقة.
وسيكون من الضروري لميلي نسج تحالفات مستدامة أو ظرفية، كما مع الكتلة اليمينية خونتوس بور إل كامبيو (93 نائبا). لكن هذه الكتلة هي أقرب الى التفكك من أي وقت مضى، بعد انقسامها بشكل حاد بشأن دعم ميلي في الدورة الثانية من الانتخابات من عدمه.
أي أصدقاء في الخارج؟
سيكون على ميلي ترميم العلاقة مع دول محورية بالنسبة الى الأرجنتين وجّه إليها انتقادات لاذعة مثل البرازيل والصين، أبرز شريكين تجاريين لبلاده.
وقال في تصريحات سابقة "لن أتعامل مع الشيوعيين. أنا مدافع عن الحرية، عن السلام، عن الديموقراطية"، مؤكدا أن حلفاءه هم "الولايات المتحدة وإسرائيل والعالم الحر".
في المقابل، يمكن ميلي أن يطرح مقاربة جديدة بالنسبة الى جزر مالفيناس (فوكلاند) المتنازع عليها مع بريطانيا، اذ أكد استعداده لأن يفاوض ليس بشأن السيادة الأرجنتينية عليها، لكن بشأن حلّ على المدى الطويل يشبه ما تمّ اعتماده بشأن إعادة هونغ كونغ الى السيادة الصينية في العام 1997.
إرث الديكتاتورية
للمرة الأولى في العهد الديموقراطي الذي بدأ قبل أربعين عاما، كسر الاجماع بشأن أعوام الديكتاتورية (1976-1983) خلال الحملة الانتخابية، مع إنكار ميلي حصيلة القتلى والمفقودين، من 30 ألفا وفق هيئات حقوق الانسان، الى "ثمانية آلاف و353" بحسب الرئيس المنتخب.
وأثار صدمة في الأرجنتين اعتماده مصطلح "الحرب" بين التنظيمات اليسارية والدولة عوضا عن "الديكتاتورية" لوصف تلك الحقبة.
ولا يزال إرث الحقبة الديكتاتورية موضوعا شديد الحساسية، وظل الى الآن في منأى عن الانقسامات السياسية. الا أن الخروج عن هذا الاجماع قد يؤدي بدوره الى تعبئة ضد الرئيس الجديد.
مناخ وطاقة
لن يقتصر عهد ميلي على التحديات. فمن المتوقع أن يطوي العام 2024 فترة الجفاف التي عرفتها البلاد بين 2022 و2023، وكانت الأسوأ منذ قرن، وترتبط بظاهرة "لا نينيا" المناخية. وأدى ذلك الى حرمان الأرجنتين التي تعوّل بشكل كبير على الصادرات الزراعية، من إيرادات تصل الى 20 مليار دولار.
كما يتوقع أن توفر البلاد 10 مليارات دولار سنويا من كلفة استيراد موارد الطاقة مع تعزيز القدرة الانتاجية لحقل فاكا مويرتا للنفط والغاز الذي دشن هذا العام، وفق الباحثة الاقتصادية إليزابيث باسيغالوبو.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
على هامش حفل إفطار القوات المسلحة.. الرئيس السيسي: حققنا إنجازات اقتصادية رغم التحديات العالمية
تزامنا مع الاحتفال بذكرى انتصارات العاشر من رمضان وذكرى يوم الشهيد والمحارب القديم؛ حضر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة حفل الإفطار السنوي الذي أقامته القوات المسلحة، وذلك بحضور المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب والمستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ والدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي والفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من الوزراء والمحافظين وقادة الأفرع الرئيسية وقادة القوات المسلحة والشرطة المدنية ولفيف من كبار رجال الدولة وقدامى قادة القوات المسلحة وعدد من طلبة الأكاديمية العسكرية المصرية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن السيد الرئيس استهلّ كلمته بتقديم التهنئة لرجال القوات المسلحة والشعب المصري بمناسبتي العاشر من رمضان ويوم الشهيد، مشيرًا إلى الظروف الصعبة التي يمر بها العالم ومنطقة الشرق الأوسط، موضحاً أن مصر استطاعت التحرك بخطى ثابته ومدروسة على الرغم من التحديات التي واجهتها خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، بما في ذلك الأزمات الاقتصادية التي تأثر بها العالم أيضًا، حيث تتكبد الدولة خسائر شهرية تقدر بحوالي ٨٠٠ مليون دولار من إيرادات قناة السويس بسبب الأوضاع في المنطقة. وأكد السيد الرئيس أن الاقتصاد المصري يشهد مؤشرات إيجابية، مشيراً إلى موافقة صندوق النقد الدولي مؤخرًا على صرف شريحة جديدة لمصر، كما أشاد سيادته بدور الشعب المصري وتماسكه وقوة مؤسسات الدولة، وخصوصًا القوات المسلحة والشرطة المدنية، حيث تمثلان الركيزة الأساسية للدولة في هذه الأوقات الاستثنائية.
وأضاف السفير محمد الشناوى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس وجه رسالة طمأنة للشعب المصري، مشيرًا إلى إدراكه للقلق الذي يعيشه المصريون بسبب الأحداث الراهنة، مما يعكس المسئولية الوطنية لديهم وحرصهم على استقرار البلاد.
وأكد السيد الرئيس أن الأوضاع الاقتصادية بدأت تتحسن بفضل الله وعمل مؤسسات الدولة وجهود الشعب، مشدداً على أهمية تكثيف العمل والمضي قدمًا نحو تطوير المجتمع المصري وفق خطوات مدروسة.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس شدد على أهمية الإعلام الإيجابي المفيد، حيث تبادل الحديث مع الفنان سامح حسين، مشيدًا ببرنامجه خلال شهر رمضان.
وقد أكد السيد الرئيس على ضرورة تنشئة الأجيال على القيم والأخلاق المصرية الأصيلة، مشددًا على الدور الجوهري للإعلام المصري في هذا المجال، إلى جانب دور الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة في بناء مجتمع قوي، ووجه سيادته الحكومة إلى المشاركة في هذه الجهود الإعلامية من اجل بناء مواطن مصري متمسك بمبادئ و ثوابت المجتمع.
واختتم المتحدث الرسمي بأن السيد الرئيس أثنى على جهود القوات المسلحة ودورها في دعم ركائز الأمن القومي المصري على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.